غريب الدار
17-01-2008, 12:04 AM
هـذي الـبيوت الجاثمات إزائي *** لـيل مـن الـحرمان والإدجـاء
مـن لـلبيوت الـهادمات كـأنها *** فـوق الـحياة مـقابر الأحـياء
تـغفو على حلم الرغيف ولم تجد *** إلا خـيالاً مـنه فـي الإغـفاء
وتـضم أشـباح الـجياع كـأنها *** سـجن يـضم جـوانح السجناء
وتـغيب في الصمت الكئيب كأنها *** كـهف وراء الـكون والأضواء
خـلف الـطبيعة والـحياة كأنها *** شــيء وراء طـبائع الأشـياء
تـرنو إلـى الأمـل المولي مثلما *** يـرنو الغريق إلى المغيث النائي
وتـلملم الأحـلام من صدر الدجا *** سـوداً كـأشباح الـدجا السوداء
هذي البيوت النائمات على الطوى *** نـوم الـعليل على انتفاض الداء
نـامت ونـام الليل فوق سكونها *** وتـغلفت بـالصمت والـظلماء
وغـفت بأحضان السكوت وفوقها *** جـثث الـدجا مـنثورة الأشلاء
وتـململت تـحت الـظلام كأنها *** شـيـخ يـنوء بـأثقل الأعـباء
أصـغى إلـيها الليل لم يسمع بها *** إلا أنـين الـجوع فـي الأحشاء
وبـكا الـبنين الـجائعين مردداً *** فـي الأمـهات ومـسمع الآبـاء
ودجـت لـيالي الجائعين وتحتها *** مـهج الـجياع قـتيلة الأهـواء
يا ليل، من جيران كوخي؟ من هم *** مـرعى الـشقا وفريسة الأرزاء
الجائعون الصابرون على الطوى *** صـبر الـربا لـلريح والأنـواء
الآكـلون قـلوبهم حـقداً عـلى *** تـرف الـقصور وثروة البخلاء
الـصامتون وفـي معاني صمتهم *** دنـيا مـن الضجات والضوضاء
ويـلي عـلى جيران كوخي إنهم *** ألـعـوبة الإفــلاس والإعـياء
ويـلي لهم من بؤس محياهم ويا *** ويـلي مـن الإشـفاق بالبؤساء
وأنــوح لـلمستضعفين وإنـني *** أشـقى مـن الأيـتام والضعفاء
وأحـسهم في سد روحي في دمي *** في نبض أعصابي وفي أعضائي
فـكأن جـيراني جـراح تحتسي *** ري الأسـى مـن أدمعي ودمائي
نـاموا على البلوى وأغفى عنهمو *** عـطف القريب ورحمة الرحماء
مـا كـان أشـقاهم وأشقاني بهم *** وأحـسـني بـشقائهم وشـقائي
الشاعر اليمني / عبدالله البردوني
مـن لـلبيوت الـهادمات كـأنها *** فـوق الـحياة مـقابر الأحـياء
تـغفو على حلم الرغيف ولم تجد *** إلا خـيالاً مـنه فـي الإغـفاء
وتـضم أشـباح الـجياع كـأنها *** سـجن يـضم جـوانح السجناء
وتـغيب في الصمت الكئيب كأنها *** كـهف وراء الـكون والأضواء
خـلف الـطبيعة والـحياة كأنها *** شــيء وراء طـبائع الأشـياء
تـرنو إلـى الأمـل المولي مثلما *** يـرنو الغريق إلى المغيث النائي
وتـلملم الأحـلام من صدر الدجا *** سـوداً كـأشباح الـدجا السوداء
هذي البيوت النائمات على الطوى *** نـوم الـعليل على انتفاض الداء
نـامت ونـام الليل فوق سكونها *** وتـغلفت بـالصمت والـظلماء
وغـفت بأحضان السكوت وفوقها *** جـثث الـدجا مـنثورة الأشلاء
وتـململت تـحت الـظلام كأنها *** شـيـخ يـنوء بـأثقل الأعـباء
أصـغى إلـيها الليل لم يسمع بها *** إلا أنـين الـجوع فـي الأحشاء
وبـكا الـبنين الـجائعين مردداً *** فـي الأمـهات ومـسمع الآبـاء
ودجـت لـيالي الجائعين وتحتها *** مـهج الـجياع قـتيلة الأهـواء
يا ليل، من جيران كوخي؟ من هم *** مـرعى الـشقا وفريسة الأرزاء
الجائعون الصابرون على الطوى *** صـبر الـربا لـلريح والأنـواء
الآكـلون قـلوبهم حـقداً عـلى *** تـرف الـقصور وثروة البخلاء
الـصامتون وفـي معاني صمتهم *** دنـيا مـن الضجات والضوضاء
ويـلي عـلى جيران كوخي إنهم *** ألـعـوبة الإفــلاس والإعـياء
ويـلي لهم من بؤس محياهم ويا *** ويـلي مـن الإشـفاق بالبؤساء
وأنــوح لـلمستضعفين وإنـني *** أشـقى مـن الأيـتام والضعفاء
وأحـسهم في سد روحي في دمي *** في نبض أعصابي وفي أعضائي
فـكأن جـيراني جـراح تحتسي *** ري الأسـى مـن أدمعي ودمائي
نـاموا على البلوى وأغفى عنهمو *** عـطف القريب ورحمة الرحماء
مـا كـان أشـقاهم وأشقاني بهم *** وأحـسـني بـشقائهم وشـقائي
الشاعر اليمني / عبدالله البردوني