تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السعودية.. مطالبات بتصريح رسمي يوضح أسباب هبوط الأحد ويعيد الطمأنينة



مغروور قطر
21-01-2008, 08:56 AM
العمري: هبوط الأحد كبد السوق 147 مليار ريال ثلثها من نصيب "سابك"
السعودية.. مطالبات بتصريح رسمي يوضح أسباب هبوط الأحد ويعيد الطمأنينة


تصحيح لكنه باهظ
من مرغوب إلى منبوذ
تهميش المستثمرين
الخوف من الآتي






الرياض - نضال حمادية

شحن هبوط الأحد الدامي أجواء المتداولين السعوديين بموجات من القلق والاستياء، علاوة على الحيرة التي انصبت في اتجاهين متوازيين، الأول يحاول البحث عن سبب مقنع لما حدث، والآخر يتابع التوقعات المتباينة لاتجاه السوق القادم، وهي تأخذه يمنة ويسرة تاركة قراره معلقا.

ولم تخل أحاديث المتداولين من اتهامات بتدبير هذا الهبوط الحاد، رافقتها مطالبات بتصريح رسمي يوضح الملابسات ويعيد بعض الطمانينة إلى السوق، قبل أن تستفحل عدوى البيع الجماعي مكبدة المؤشر والمتعاملين خسائر لايمكن التنبؤ بها.

وكانت السوق السعودية شهدت أمس الأحد أقوى انخفاض لها منذ حوالي سنة ونصف فاقدة 861 نقطة، حيث اكتست جميع الشركات باللون الأحمر عدا شركتي اتحاد اتصالات ودار الأركان، فيما كانت "سابك" قائد هذا الهبوط وضحيته الأولى في نفس الوقت.


تصحيح لكنه باهظ

وفي هذا السياق استبعد عضو جمعية الاقتصاد السعودي عبدالحميد العمري أن يكون هبوط أمس مدبرا، بل هو مبرر إلى حد ما على خلفية ما تم إخفاؤه من معلومات تخص نتائج "سابك"، حيث لم يعلن عن تكاليف قاربت 2.5 مليار ريال في وقتها، ما يشكل خرقا صريحا للمادة 25 من قواعد التسجيل والإدراج، التي تلزم جميع شركات السوق بالإعلان عن أي أخبار جوهرية يمكن أن تؤثر في سعر السهم.

وتحفظ العمري على تسمية هبوط الأحد القاسي بالانهيار، مفضلا دعوته تصحيحا باهظ الثمن، حيث خسرت السوق 147 مليارا، تجاوزت حصة "سابك منها حاجز 49 مليارا أي قرابة الثلث، مضيفا: إن المطالبة برفع مستوى الإفصاح ليست تنظيرا فارغا، والدليل أن ما شهدناه أمس هو واحد من النتائج الكارثية لنقص الشفافية، التي دفع ضريبتها قرابة 4 ملايين متداول من جيوبهم الخاصة.

واستدرك العمري مركزا على تداولات اليوم ليؤكد أن السوق قد تهبط بمعدل 150 نقطة كرد فعل طبيعي ومقبول طالما بقينا فوق 10550باعتبارها منطقة دعم قوية جدا، أما إذا هبط المؤشر تحتها فإن ذلك يعني الدخول في موجة انهيار قد تقود إلى 9100 لاحقا.

وضم العمري صوته إلى المطالبين بتصريح رسمي يشرح أسباب الهبوط ويطمئن إلى أداء السوق، مبينا أن هذه المهمة تقع على عاتق مجلس إدارة "تداول" بعد انتقال الإدارة التنفيذية له، وأن تواري "تداول" عن الساحة في مثل هذه الظروف يزيد من تحملها مسؤولية ما حدث، بجميع انعكاساته السلبية.


من مرغوب إلى منبوذ

وأشار العمري إلى بعض الظواهر الغريبة التي ترافقت مع تداولات أمس، ومنها وجود عروض هائلة بـ3 و4 ملايين سهم على بعض الشركات خلال فترات طويلة من الجلسة، مقابل بقاء حقل الطلبات خاليا، مستشهدا بسهم "كيان" الذي تحول بين يوم وليلة من سهم مرغوب بدرجة عالية إلى سهم منبوذ، حسب تعبيره.

وفيما إذا كانت صناديق البنوك متورطة في رفع مستوى العرض إلى أقصاه وبالتالي تعميق خسائر السوق، كما يردد البعض، وأوضح العمري "أنه لايستطيع توجيه أصبع الاتهام إلى أحد لاسيما وأن "تداول" لاتزال محجمة عن نشر البيانات الجوهرية ومن ضمنها من باع ومن اشترى خلال الجلسات، رغم أن نظام هيئة السوق نص صراحة على وجوب التقيد بالإفصاح، وهو نظام ملزم لايمكن للهيئة ولا لـ"تداول" الفكاك منه بوصفه مرسوما ملكيا".

ولفت العمري إلى أن الجهات المسؤولة عن السوق مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتوفير كافة بيانات التداول، لاسيما أن نظام التداول الجديد ألغى كل الأعذار السابقة عبر إتاحته توثيق كل تلك المعلومات بدقة وبتفاصيلها الصغيرة، وليس كما كان الأمر على عهد النظام القديم الذي كان ضعيف الكفاءة في هذا الاتجاه.


تهميش المستثمرين

من ناحيته وجه الخبير الاقتصادي أمجد البدرة انتقادات لاذعة إلى الطريقة التي يدار بها السوق، و"التي تهمش المستثمر كليا وتبقيه بعيدا عن المعلومات وكأنه مرمي في صندوق السيارة الخلفي، حيث لايستطيع القيادة ولايمكنه حتى رؤية الطريق أمامه".

واستغرب البدرة من التهويل الذي لحق بنتائج "سابك" والكلام عن سلبيتها، فيما معظم شركات السوق جاءت نتائج ربعها الرابع أقل من الربع الثالث ومن بينها بنوك وشركات كبرى، خالصا من ذلك إلى نتيجة مفادها أن "المتحكمين بالسوق انتظروا إعلان سابك حتى ينفذوا خطتهم".

واعتبر البدرة أن هبوط السوق غير مبرر، ولكن الصعود كان غير مبرر كذلك، حيث أن المؤشر لاينبغي أن ينزل عن 11700 نقطة منذ مطلع العام الماضي قياسا إلى عدد وحجم شركات السوق، التي انضم إليها أعضاء جدد ما جعل التقييم المنطقي يرتفع إلى قرابة 12500 نقطة.

ورأى البدرة أن توضيح هيئة السوق لملابسات ما حصل في جلسة أمس الأحد أمر بديهي لايحتاج لمطالبة، خصوصا إذا ما أردات الهيئة أن تفعل كما باقي إدارات أسواق العالم، لافتا إلى أن ضبط وضع السوق منذ البداية كان سيقلل الحاجة للخروج والتصريح كلما استجد حادث، ولكن كلا الأمرين لم يحصلا للأسف.

وبصفته مصرفيا سابقا تطرق البدرة إلى ما يشاع عن دور الصناديق السلبي في الهبوط، ممتنعا عن تأكيد أو نفي هذه الاتهامات، لكنه تحفظ بشدة على أداء صناديق البنوك مطالبا بتشديد ضوابط عملها حتى لاتكون جسرا لمرور مآرب شخصية لفرد أو مجموعة، على حساب المشتركين فيها.

ولم يشأ البدرة تصنيف هبوط أمس ضمن دائرة الانهيار، فالسوق ما زالت بعافية وهي قابلة للارتداد بنفس مقدار الهبوط بمجرد صدور تصريح إيجابي من هنا أو هناك، حسب قوله.


الخوف من الآتي

وفي صفوف المتداولين كانت نبرة التذمر والغضب بادية في أحاديث معظم من التقتهم "الأسواق نت"، مطالبين بإخراج السوق من "نفق الضبابية والغموض"، ووضع جميع المتداولين في صورة ما يجري حتى يستطيعوا اتخاذ القرار السليم.

وقال المتداول راشد الغنام إن ما حصل أمس أذهل جميع المتداولين والمحللين، حتى أشدهم تشاؤما بشأن تداعيات نتائج "سابك"، ما يعطي انطباعا بأن الهبوط كان مدبرا وأن الحملة على "سابك" كان مرادا لها أن تضرب السوق كلها.

ولفت الغنام إلى أن البحث عن سبب الهبوط هو أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش، فالتفسيرات مختلفة والآراء منقسمة، ولكن اللوم الأكبر الذي يتفق عليه الكثير موجه إلى هيئة السوق، لتقاعسها عن ضبط التلاعبات وكشفها ومعاقبة مرتكبيها، وفقا لكلامه.

أما مطلق الحربي فوصف تداولات أمس الأحد بالكارثة التي يمكن أن تشتد وطأتها مع تداولات اليوم ، وهذا هو الهاجس الأكبر للمتداولين حاليا، فما مضى فات والخوف مما هو آت، داعيا الهيئة إلى توضيح جميع تفاصيل الهبوط حتى يأخذ منها المتداولون الدروس والعبر، فهذا أفضل برأيه من ألف إعلان مدفوع الأجر يدعو إلى زيادة الوعي الاستثماري.

وفيما أشار بعض المتداولين إلى علاقة بين الإعلان عن إدراج "بترو رابغ" وهبوط السوق، رفض الكثيرون هذا التفسير بحجة التفاوت الواسع بين النتيجة والسبب أولا، ولأن الإعلان جاء بعد جرس الإغلاق ثانيا.

كما عبرت فئة المتعاملين عن خشيتها من حدوث "ارتدادات وهمية بغرض التصريف" في الأيام القادمة، حيث إن اللون الأخضر للمؤشر غالبا ما يمنح شعورا بالطمأنينة إلى وضع السوق، ما يدفع صغار المتداولين لمعاودة الشراء من جديد، قبل أن يفاجؤوا بموجة هبوط تكبدهم خسائر لم يتوقعوها.