المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أروع ما قرأت ( ابو تمام وعروبة اليوم )



غريب الدار
21-01-2008, 11:02 PM
( عبدالله البردوني )


ولد عبد الله البردوني في قرية بردون باليمن العام 1929 ، ولذلك كني الرجل بالبردوني ، ونشأ طفلا لعوبا علي غرار اترابه ، ولكنه أصيب بالعمي وهو في سن الخامسة من عمره . تعلم القراءة والكتابة في الكتاتيب والمدارس الدينية المحلية ، وبدأ قراءة الشعر والتاريخ في كل من الثلاثينيات والاربعينيات من العمر . وصدر له أول ديوان شعري العام 1961 وكان بعنوان : " من أرض بلقيس " ، ثم توالت مؤلفاته ودواوينه الشعرية وكتاباته العامة ، ومنها دواوين شعرية ، هي : " في طريق الفجر " ، و " مدينة الغد " و " لعيني بلقيس " ، و " السفر الي الايام الخضر " ، و " وجوه دخانية في مرايا الليل " ، و " زمان بلا نوعية " و " جواب العصور " و " رجعة الي الحكيم بن زايد " .. ومن مؤلفاته العامة الاخري : " اليمن الجمهوري " ، و " في اول قصيدة .. في آخر طلقة " ، و " الثقافة والثورة في اليمن " .. الخ شارك البردوني في العديد من الندوات والمهرجانات الشعرية العربية والعالمية ، وفاز بالجائزة الاولي بمهرجان ابو تمام الذي انعقد في العراق بمدينة الموصل العام 1972 ، وفيه قال قصيدته الشهيرة العصماء التي وجهها الي الشاعر الموصلي العباسي الشهير ابو تمام الطائي ، وقد نظمها علي منوال قصيدة ابو تمام الشهيرة : " السيف اصدق انباء من الكتب " .. وقد أحدث البردوني في قصيدته ضجة كبري نظرا لقوتها وهيبتها ، وقد وصل البردوني فيها الي قمة الشعر فجعلته القصيدة شاعرا مشهورا منذ تلك اللحظة التاريخية الفاصلة . توفي البردوني رحمه الله في اليمن يوم الاثنين الموافق 30 آب / اغسطس 1999




أبو تمام وعروبة اليوم


ما أصدق السيف! إن لم ينضه الكـذب
وأكذب السيف إن لم يصدق الغضـب
بيض الصفائح أهـدى حيـن تحملهـا
أيـد إذا غلبـت يعلـو بهـا الغلـب
وأقيح النصر... نصر الأقويـاء بـلا
فهم سوي فكم باعوا... وكـم كسبـوا
أدهى من الجهل علـم يطمئـن الـى
أنصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبـوا
قالوا: هم البشر الأرقـى ومـا أكلـوا
شيئاً.. كما أكلوا الإنسـان أو شربـوا
ماذا جرى... يا أبـا تمـام تسألنـي؟
عفواً سأروي.. ولا تسأل.. وما السبب
يدمي السـؤال حيـاءً حيـن نسألـه
كيف احتفت بالعدى (حيفا) أو النقـب)
من ذا يلبـي؟ أمـا إصـرار معتصـم
كلا وأخزى من (الأفشين) ما صلبـوا
اليوم عادت علـوج (الـروم) فاتحـة
وموطن العـرب المسلـوب والسلـب
ماذا قعلنـا؟ غصبنـا كالرجـال ولـم
نصدق.. وقد صدق التنجيـم والكتـب
فأطفـأت شهـب (الميـراج) انجمنـا
وشمسنا... وتحـدت نارهـا الحطـب
وقاتلـت دوننـا الابـواق صـامـدة
أما الرجال فماتـوا... ثـم أو هربـوا
حكامنا إن تصـدوا للحمـى اقتحمـوا
وإن تصدى لـه المستعمـر انسحبـوا
هم يفرشون لجيـش الغـزو أعينهـم
ويدعـون وثوبـاً قبـل أن يثـبـوا
الحاكمـون و»واشنطـن« حكومتهـم
واللامعون.. وما شعـوا ولا غربـوا
القاتلـون نبـوغ الشعـب ترضـيـةً
للمعتديـن ومـا أجدتـهـم الـقـرب
لهم شموخ (المثنـى) ظاهـراً ولهـم
هوى الى »بابـك الخرمـي« ينتسـب
ماذا ترى يا (أبا تمـام) هـل كذبـت
أحسابنا؟ أو تناسـى عرقـه الذهـب؟
عروبة اليـوم أخـرى لا ينـم علـى
وجودهـا أسـم ولا لـون.ولا لقـب
تسعـوت ألفـاً (لعموريـة) اتـقـدوا
وللمنجـم قالـوا: إنـنـا الشـهـب
قيل: انتظار قطاف الكرم مـا انتظـروا
نضج العناقيـد لكـن قبلهـا التهبـوا
واليوم تسعـون مليونـاً ومـا بلغـوا
نضجاً وقد عصـر الزيتـون والعنـب
تنسى الرؤوس العوالي نـار نخوتهـا
إذا امتطاهـا الـى أسيـاده الـذئـب
(حبيب) وافيت من صنعـاء يحملنـي
نسر وخلف ضلوعـي يلهـث العـرب
ماذا أحدث عـن صنعـاء يـا أبتـي؟
مليحـة عاشقاهـا: السـل والجـرب
ماتت بصنـدوق وضـاح بـلا ثمـن
ولم يمت في حشاها العشق والطـرب
كانت تراقب صبـاح البعـث فانبعثـت
في الحلم ثم ارتمـت تغفـو وترتقـب
لكنها رغم بخـل الغيـث مـا برحـت
جبلى وفي بطنها »قحطان« أو »كرب«
وفي أسـى مقلتيهـا يغتلـي »يمـن«
ثان كحلم الصبـا... ينـأى ويقتـرب
»حبيب« تسأل عن حالي وكيف أنـا؟
شبابـة فـي شفـاه الريـح تنتحـب
كانت بلادك (رحلاً)، ظهـر (ناجيـة)
أمـا بـلادي فـلا ظهـر ولا غبـب
أرعيـت كـل جديـب لحـم راحلـة
كانت رعته ومـاء الـروض ينسكـب
ورحت من سفر مضـن الـى سفـر
أضنـى لان طريـق الراخـة التهـب
لكن أنا راحل فـي غيـر مـا سفـر
رحلي دمي... وطريقي الجمر والحطب
إذا امتطيـت ركابـاً للـنـوى فـأنـا
في داخلي... أمتطي نـاري واغتـرب
قبري ومأساة ميـلادي علـى كتفـي
وحولـي العـدم المنفـوخ والصخـب
»حبيب« هذا صـداك اليـوم أنشـده
لكن لمـاذا تـرى وجهـي وتكتئـب؟
ماذا؟ أتعجب من شيبي على صغـري؟
إني ولدت عجـوزاً.. كيـف تعتجـب؟
واليوم أذوي وطيـش الفـن يعزفنـي
والأربعـون علـى خـدي تلتـهـب
كذا إذا ابيـض إينـاع الحيـاة علـى
وجـه الأديـب أضـاء الفكـر والأدب
وأنت من شبت قبل الأربعيـن علـى
نـار (الحماسـة) تجلوهـا وتنتخـب
وتجتـدي كـل لـص متـرف هيـة
وأنت تعطيه شعـراً فـوق مـا يهـب
شرقت غربت من (والٍ) الـى (ملـك)
يحثـك الفقـر... أو يقتـادك الطلـب
طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت
فيك الامانـي ولـم يشبـع لهـا أرب
لكـن مـوت المجيـد الفـذ يـبـدأه
ولادة مـن صباهـا ترضـع الحقـب
»حبيب« مازال فـي عينيـك أسئلـة
تبـدو... وتنسـى حكاياهـا فتنتقـب
وماتـزال يحلـقـي ألــف مبكـيـةٍ
من رهبة البوح تستحيـي وتضطـرب
يكفيـك أن عدانـا أهــدروا دمـنـا
ونحن مـن دمنـا نحسـو ونحتلـب
سحائـب الغـزو تشوينـا وتحجبنـا
يوماً ستحبل مـن ارعادنـا السحـب؟
ألا تـرى يـا »أبـا تمـام« بارقـنـا
(إن السماء ترجـى حيـن تحتجـب)

فلسطيني
23-01-2008, 06:24 PM
لك جزيل الشكر والتقدير

غريب الدار
14-03-2008, 02:09 PM
لك جزيل الشكر والتقدير



ولفلسطين ولأبنائها تحية إجلال وإكبار