المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خسائر حادة تجتاح بورصات العالم بسبب مخاوف من ركود الاقتصاد الأمريكي



مغروور قطر
22-01-2008, 05:32 PM
أسهم طوكيو والصين ولندن وباريس وفرانكفورت تسجل أكبر تراجع يومي منذ سنوات
خسائر حادة تجتاح بورصات العالم بسبب مخاوف من ركود الاقتصاد الأمريكي

المستثمرون يسارعون بالبيع
النفط يتراجع
خطط بوش






لندن - أ ف ب

سجلت البورصات العالمية اليوم الثلاثاء هبوطا حادا لليوم الثاني على التوالي بعد خسائرها القاسية أمس.

وفي التعاملات الصباحية هوت الأسهم اليابانية في بورصة طوكيو بشدة وهبط المؤشر نيكي القياسي أكثر من 4 % خلال دقائق من الفتح مسجلا أدنى مستوى له في 27 شهرا، وذلك في أعقاب تراجع أسواق الأسهم في أوروبا وكندا وأمريكا اللاتينية بسبب المخاوف المتزايدة من أن يكون الاقتصاد الأمريكي متجها نحو الكساد.

وأضر صعود الين بأسهم شركات التصدير مثل تويوتا موتور التي هوت 4.6، وسوني كورب الذي انخفض 3.1 %.

وعند مطلع التداولات واصل مؤشر نيكي تراجعه وهبط بنسبة 4.06 إلى 12785 نقطة.

وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنسبة 3.77 % إلى 1245 نقطة.


المستثمرون يسارعون بالبيع

وأمس الإثنين شهدت البورصات في أوروبا وأسيا وأمريكا اللاتينية انخفاضا بنسبة 7% بعد أن سارع المستثمرون إلى البيع بسبب الخوف من انكماش الاقتصاد العالمي حسب المتعاملين.

وكان السوق المالي الأمريكي "وول ستريت" مغلقا أمس بسبب عطلة وطنية، ولكن البورصات في كل مكان آخر من القارة شهدت أسوأ يوم لها منذ سنوات.

وقال المتعاملون إن الخطط التي أعلنها الرئيس الأمريكي جورج بوش للحيلولة دون حدوث انكماش الاقتصاد الأمريكي لم تكن كافية لخفض تأثير الأنباء السيئة المتعلقة بالبنوك نتيجة الأزمة في سوق العقارات الأمريكي.

وذكر المحلل في شركة هارغفيز لانسدون للوساطة المالية في لندن ريتشارد هنتر أن "الناس لم يقتنعوا بالرواية الأمريكية لإنقاذ الاقتصاد، وقد تفاقم هذا الشعور بسبب الضعف الذي شهدته الأسواق الأسيوية الليلة الماضية".

وأضاف "أن الشيء الآخر الذي رأيناه أمس هو نقص الرغبة في الشراء.. الناس يحمون أنفسهم تحسبا لمواجهة الصعوبات، وهم يرون ما يحدث في الولايات المتحدة".

وتسببت أزمة القروض العقارية المرتفعة المخاطر في الولايات المتحدة في انعكاسات سلبية على الاقتصاد العالمي، حيث ارتفعت نسبة البطالة وانخفض سعر الدولار.

ويخشى العديد من المحللين الآن أن يضر بطء النمو الأمريكي بالاقتصاد العالمي. وحذر رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس-كاهن من أن "كافة دول العالم تعاني حاليا من تباطؤ النمو الذي تشهده الولايات المتحدة".


النفط يتراجع

وانخفضت أسعار النفط بسبب تزايد المخاوف من انخفاض الطلب على الطاقة بسبب ضعف الاقتصاد الأمريكي حسب المحليين. وخسر نفط نيويورك الخفيف 176 من قيمته ليصل سعر البرميل إلى 88.81 دولار.

أما سعر الدولار فقد شهد ارتفاعا قويا مقابل اليورو. ويقول المتعاملون إن المستثمرين الذين كانوا يشترون العملات ذات الأرباح العالية أصبحوا يخفضون من تعاملاتهم تلك، مما أفاد الدولار الذي لا يزال يتمتع بوصفه ملاذا آمنا. إلا أن البورصات العالمية لم تكن ملاذا آمنا للمستثمرين.

ففي بورصة لندن انخفض مؤشر "فوتسي 100" بنسبة 5.48 %. وسجلت بورصات باريس وفرانكفورت أكبر خسارة لها في يوم واحد منذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر.

وفي باريس انخفض مؤشر "كاك 40" 683 نقطة، بينما انخفض مؤشر داكس في فرانكفورت بنسبة 7.16 % بينما انخفضت بورصة مدريد بنسبة 7.54 %.

وفي الوقت الذي أغلقت البورصات الأوروبية أبوابها بعد يوم صعب فتحت البورصات في أمريكا اللاتينية أبوابها على أنباء سيئة كذلك.

وشهد سوق ساو باولو في البرازيل (الأكبر في المنطقة) انخفاضا بنسبة 6%، بينما انخفض سوق بوينس أيريس بنسبة 4.64 %، فيما انخفض سوق الفيليبين بنسبة 4.77 %.

ومما زاد من التوتر في أسواق أوروبا وأمريكا الهبوط الذي شهدته أسواق أسيا في وقت سابق من الإثنين، حيث أغلق مؤشر سوق طوكيو على خسارة جسيمة بلغت 3.86 % ليصل إلى أقل مستوياته منذ أكتوبر/تشرين الأول 2005.


خطط بوش

وجاء هبوط الأسواق كرد فعل على إعلان بوش الجمعة الماضية خططا لخفض ضريبي مؤقت قيمته 140 مليار دولار وغيرها من الإجراءات التي تهدف للحيلولة دون انكماش أكبر اقتصاد في العالم.

وقال نجيب جرهوم رئيس الأبحاث للعملاء الأفراد في شركة "فريزر سيكيوريتيز" للأوراق المالية في سنغافورة إن خطة بوش "اعتبرت متأخرة كثيرا، وليست قوية بما يكفي لتحدث أثرا".

وأضاف "يبدو أن الولايات المتحدة متجهة نحو الانكماش، أو أنها ربما تعاني حاليا من الانكماش استنادا إلى البيانات".

والانكماش يعني أن يسجل النمو الاقتصادي انخفاضا لستة أشهر متتالية. وكانت الأسواق الأسيوية شهدت انتعاشا في نهاية الأسبوع الماضي أملا في خطة بوش، إلا أن تعاملاتها افتتحت على انخفاض كبير الإثنين بعد أن لمست انعدام الحماس في وول ستريت لخطة بوش.

كما شاع التوتر بين المستثمرين لأن معرفة رد فعل السوق الأمريكي سيستغرق يوما آخر، حيث أغلق السوق أمس بمناسبة عطلة "مارتن لوثر كنغ".

وقال بوش إن خطته تساوي "نحو 1 %" من إجمالي الناتج المحلي الأمريكي، وتعرض خفضا في الضرائب وحوافز للشركات وغيرها من الإجراءات لتشجيع النمو.

وقال المتعاملون إنهم كانوا يأملون في أن يقدم لهم بوش مفاجآت خاصة بشان كيفية إنقاذ سوق الإسكان المضطرب.

وشهد الاقتصاد الأمريكي مشاكل بسبب القروض العقارية العالية المخاطر التي منح عبرها أمريكيون لديهم سجل ائتماني سيء على قروض إسكانية ويواجهون صعوبات في سدادها.

وقال ماثيو كوك رئيس الأبحاث في مؤسسة "تانريش سيكيوريتيز" إن "خطة بوش لتحفيز الاقتصاد لم تقدم مفاجآت للسوق وفشلت في تخفيف قلق المستثمرين بشان الاقتصاد الأمريكي وأزمة الرهن العقاري".