تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأسواق العالمية والواقع الجيد....



عزوز المضارب
27-01-2008, 02:14 AM
الأسواق العالمية والواقع الجيد....


شهدت أسواق الاسهم الخليجية تراجعات حادة ومؤلمة خلال الاسبوع الماضي، تجاوزت في بعضها 10% في يوم واحد، وهي نسبة قلما نراها حتى في الاسواق الناشئة الاخرى.
هذه التراجعات اعادت للذاكرة فترة التصحيح التي شهدناها خلال عام 2006، واعادت التساؤلات من جديد حول مدى استقرار الاسواق المالية الاقليمية خصوصا بعد الارتفاعات المتواصلة التي حققتها مع بداية الربع الاخير من العام الماضي، وهل مازالت التقييمات الحالية مغرية وتعزز فرص الاستثمار، ام اننا وصلنا الى مرحلة تحتم علينا اعادة النظر وتحديد اولوياتنا الاستثمارية من جديد؟!

لقد اتجهت معظم التحليلات الى ربط ما حصل بموجة الهبوط التي عصفت بالاسواق العالمية والتخوف من دخول الاقتصاد الامريكي مرحلة كساد محتمل، وهنا يبرز تساؤل مهم جدا حول مدى ترابط اسواق الاسهم العالمية بنظيرتها المحلية. وللاجابة على هذا التساؤل يمكن تناول جانبين هامين وهما طبيعة الترابط وحركة الاسعار.
بداية تجدر الاشارة الى انه في السابق لم يكن هناك ترابط مباشر بين طبيعة الاسواق العالمية والمحلية، بل ان الفجوة كانت كبيرة نظرا لتمتع الاولى بمستوى عال من الكفاءة نتيجة وجود قوانين وتشريعات متقدمة اضافة الى ان المؤسسات والصناديق الاستثمارية تعتبر المحرك الرئيسي لحركة التداول اليومية ، اما الان وبعد ان اصبحت القوانين والانظمة المطبقة اكثر نضجا وتطورا وبعد ان تواجدت تلك المؤسسات والصناديق بشكل مباشر في اسواقنا المحلية فلم تعد الفجوة كبيرة واصبح الحديث عن وجود ترابط امرا منطقيا وليس ضربا من الخيال.
ويبدو ان المحور الثاني والمتعلق بحركة الاسعار والمؤشرات في كلا السوقين قد مر بنفس مراحل الارتباط ، حيث انه في فترات معينة كان معامل الارتباط عكسيا ورأينا ذلك بوضوح عندما ارتفعت الاسواق العالمية خلال 2006 في الوقت الذي تكبدت فيه الاسواق المحلية خسائر فادحة، لكننا سرعان ما عدنا الى مرحلة عدم الارتباط والتي عادة ما تحكم هذه العلاقة.

ان ما حدث الاسبوع الماضي من توافق تام في حركة كلا السوقين العالمي والاقليمي مع حركةالسوق المحلي هو امر مثير للجدل ولعله خلق مرحلة جديدة من الارتباط ، واعتقد أن هذه المرحلة لن تطول كثيرا وربما تكون مؤقتة فالاختلاف بين الاقتصاديات الكلية والجزئية واضح ولا يمكن تجاهله، كما ان اساسيات الشركات وتقييماتها مختلف ناهيك عن معدلات النمو المستقبلية المتوقعة، ولعل التوافق التام الذي تحدثت عنه جاء بضغط من المحافظ الاجنبية التي تجاوزت نسبا بعينها 35% يوم الثلاثاء الماضي منهية بذلك سلسلة طويلة من عمليات الشراء استمرت لعدة شهور، وهنا لا يمكن الجزم بحقيقة السبب وراء هذا البيع المكثف فاحتمالية ان هذه المحافظ تهدف الى تحقيق ارباح لتغطية خسائر محققة في اسواق اخرى هي احتمالية واردة جدا، وفي نفس الوقت فان هذه المحافظ ربما توصلت لقناعه بان الاسعار الحالية مبالغ فيها فقررت البيع. لقد خلق تداول الاسبوع الماضي واقعا جديدا في الاسواق الاقليمية وخصوصا تلك التي يتواجد فيها الاستثمار الاجنبي بشكل مباشر، هذا الواقع يحتم على الجميع اعادة النظر في استراتيجية التعامل مع هذه الأسواق من جديد.
سامر الجاعوني


رئيس دائرة الوساطة الدولية – البنك الأهلي
الدوحة – قطر