الصارم المسلول
28-01-2008, 11:03 AM
سألتني هل يعرف الشيطان ما في سرائرنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقترح الشيطان أفكارا .. لكن ..هل يعرف كل ما يدور في خواطرنا و هل يعرف كل ما نفكر فيه ؟ لأن من الوسواس ما يكون عن أمر يكنه المرء في نفسه ! سؤال عجزت عن الاجابة عنه ، أرجو أن أجد الجواب عند فضيلتكم
جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم
الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً .
وبارك الله فيك
الشيطان أضعف وأحقر من ذلك .ولذلك فإن القرين الذي مع الإنسان لا يَعلم بِكلّ شيء . وإنما يَعلم ما تكلّم به الإنسان ، أو عَدّه . والشيطان يُضْعِفه الذِّكْر .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : إن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا غَفل وَسوَس ، وإذا ذَكَر الله خَنَس . يَعني ضَعُف وتصاغَر .
وفي المسند وسُنن أبي داود وسُنن النسائي الكرى عن أبي تميمة عن رجل قال : كُنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم ، فَعَثَرَتْ دابته ، فقلت : تَعِسَ الشيطان ، فقال : لا تَقُل تَعِسَ الشيطان ، فإنك إذا قلت ذلك تَعَاظَم حتى يكون مثل البيت ، ويقول : بِقُوّتي ! ولكن قُل : " بسم الله " فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب .
فالشطان أحقر شأنا من أن يَعلم كل ما يَدور في نفس ابن آدم ، ولكنه يَعلم ما يَحصل لابن آدم لأنه قرين له مُلازِم له .
وقد ذَكَر أهل العلم قصة رجل كان في مجلس أحد الخلفاء ، وكان بين أيديهم صُرّةً فيها دراهم فكان يخرج من المجلس ويقول : ليأخذ كلُّ واحد منكم حفنةً من الدراهم ثم يَخرج هو ، ويَعُدُّ كلُّ واحدٍ ما أخذ ، ثم يَدخل ويُخبرَهم بما مع كلّ واحد ، فيكون الأمر كما قال ، فتعجّبوا ، حتى دخل أحدُ العلماء ، فأمر ذلك الدجّال أن يخرج ، فَخَرَج ، ثم ادخل العالمُ يده في الصرة وأخرج حفنةً من الدراهم من غير أن يَعُدّها ووضعها في جيبه ، وقال للدجال :
أدخل ، فلما دخل أخذ يُخمّن ويتوقّع فلم يدرِ كم معه بالتحديد ، ثم أزال ذلك العالم اللبس ، وأوضح الحقيقة بأن ذلك الدجّال يستخدم الشياطين ، وكلُّ إنسان وُكِّلَ به قرين – كما أخبر بذلك النبيُّ صلى الله عليه وسلم - فإذا عدّ الدراهم عدّ معه القرين ، ثم أخبر قرين الساحر أو الكاهن أو العرّاف ، فيُخبر بما أُخبرَ به .
وهذا يَدلّ على أن القرين لا يَعلم بِكلّ ما يدور في نفس الإنسان ، بل ذلك إلى الله . قال تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)
فهذا أمره إلى الله ، ويَعلمه الله .. وقال سبحانه وتعالى : (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) أما الشيطان فلا يَعلم إلا بما يكون من ابن آدم ، وبما يُوسوس به في نفس ابن آدم . والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقترح الشيطان أفكارا .. لكن ..هل يعرف كل ما يدور في خواطرنا و هل يعرف كل ما نفكر فيه ؟ لأن من الوسواس ما يكون عن أمر يكنه المرء في نفسه ! سؤال عجزت عن الاجابة عنه ، أرجو أن أجد الجواب عند فضيلتكم
جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم
الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً .
وبارك الله فيك
الشيطان أضعف وأحقر من ذلك .ولذلك فإن القرين الذي مع الإنسان لا يَعلم بِكلّ شيء . وإنما يَعلم ما تكلّم به الإنسان ، أو عَدّه . والشيطان يُضْعِفه الذِّكْر .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : إن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا غَفل وَسوَس ، وإذا ذَكَر الله خَنَس . يَعني ضَعُف وتصاغَر .
وفي المسند وسُنن أبي داود وسُنن النسائي الكرى عن أبي تميمة عن رجل قال : كُنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم ، فَعَثَرَتْ دابته ، فقلت : تَعِسَ الشيطان ، فقال : لا تَقُل تَعِسَ الشيطان ، فإنك إذا قلت ذلك تَعَاظَم حتى يكون مثل البيت ، ويقول : بِقُوّتي ! ولكن قُل : " بسم الله " فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب .
فالشطان أحقر شأنا من أن يَعلم كل ما يَدور في نفس ابن آدم ، ولكنه يَعلم ما يَحصل لابن آدم لأنه قرين له مُلازِم له .
وقد ذَكَر أهل العلم قصة رجل كان في مجلس أحد الخلفاء ، وكان بين أيديهم صُرّةً فيها دراهم فكان يخرج من المجلس ويقول : ليأخذ كلُّ واحد منكم حفنةً من الدراهم ثم يَخرج هو ، ويَعُدُّ كلُّ واحدٍ ما أخذ ، ثم يَدخل ويُخبرَهم بما مع كلّ واحد ، فيكون الأمر كما قال ، فتعجّبوا ، حتى دخل أحدُ العلماء ، فأمر ذلك الدجّال أن يخرج ، فَخَرَج ، ثم ادخل العالمُ يده في الصرة وأخرج حفنةً من الدراهم من غير أن يَعُدّها ووضعها في جيبه ، وقال للدجال :
أدخل ، فلما دخل أخذ يُخمّن ويتوقّع فلم يدرِ كم معه بالتحديد ، ثم أزال ذلك العالم اللبس ، وأوضح الحقيقة بأن ذلك الدجّال يستخدم الشياطين ، وكلُّ إنسان وُكِّلَ به قرين – كما أخبر بذلك النبيُّ صلى الله عليه وسلم - فإذا عدّ الدراهم عدّ معه القرين ، ثم أخبر قرين الساحر أو الكاهن أو العرّاف ، فيُخبر بما أُخبرَ به .
وهذا يَدلّ على أن القرين لا يَعلم بِكلّ ما يدور في نفس الإنسان ، بل ذلك إلى الله . قال تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)
فهذا أمره إلى الله ، ويَعلمه الله .. وقال سبحانه وتعالى : (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) أما الشيطان فلا يَعلم إلا بما يكون من ابن آدم ، وبما يُوسوس به في نفس ابن آدم . والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد