الصارم المسلول
28-01-2008, 11:06 AM
هل يجوز الجزم بالجنة لأحد بموجب هذا الحديث (من كان آخركلامه لاإله إلاالله دخل الجنة)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتـــهـ
شيخي الفاضل
حديث من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة
هل يُبنى عليه الجزم لمن قالها بالجنة ؟ كمثال لذلك مثلاً صدام حيثُ يُستدل فيه من البعض بذلك .؟
لا أقصد الخوض بموضوعه و الخروج عن موضوعنا و لكن أضرب هذا المثال كإنسان شهدنا له بقولها أثناء موته ..
أم أننا نحسب من قالها من أهل الجنة بدون جزم مؤكد ؟ ما معنى الحديث ؟ بارك الله فيكم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
لا يُجزم لأحد من أهل القِبْلَة بِجنة ولا بِنار ، ولا يُشهد لأحد إلاّ لِمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما عدا ذلك فيُرجى للمحسن ، ويُخاف على المسيء ، كما قال الإمام الطحاوي .
قال الإمام البخاري : بَاب مَا جَاءَ فِي الْجَنَائِزِ وَمَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ . وَقِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ : أَلَيْسَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنْ لَيْسَ مِفْتَاحٌ إِلا لَهُ أَسْنَانٌ ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ ، وَإِلا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ .
قال ابن حجر : وَأَمَّا قَوْل وَهْب فَمُرَاده بِالأَسْنَانِ اِلْتِزَام الطَّاعَة ، فَلا يَرِد إِشْكَال مُوَافَقَة الْخَوَارِج وَغَيْرهمْ أَنَّ أَهْل الْكَبَائِر لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّة . وَأَمَّا قَوْله " لَمْ يُفْتَح لَهُ " فَكَأَنَّ مُرَاده لَمْ يُفْتَح لَهُ فَتْحًا تَامًّا ، أَوْ لَمْ يُفْتَح لَهُ فِي أَوَّل الأَمْر ، وَهَذَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْغَالِب ، وَإِلاَّ فَالْحَقّ أَنَّهُمْ فِي مَشِيئَة اللَّه تَعَالَى .
وهكذا بالنسبة لعموم الأحكام العامة ، لا يُجزم فيها بشيء على الخصوص .
ومثل ذلك ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن أطفال المسلمين أنهم في الجنة ، ولَمَّا جَزَمت عائشة رضي الله عنها بخصوص ذلك في طفل من أطفال المسلمين أنكر عليها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الجزم على وجه الخصوص .
ففي حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دُعِي إلى جنازة صبي من الأنصار ، قالت : فقلت : يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة ، لم يعمل السوء ولم يدركه . قال : أو غير ذلك يا عائشة ؟ إن الله خلق للجنة أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم ، وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم . رواه مسلم .
وفي رواية : قالت عائشة رضي الله عنها : فقلتُ : طوبى له ! عصفور من عصافير الجنة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوَ لا تدرين أن الله خلق الجنة وخلق النار ، فَخَلَق لهذه أهْلاً ، ولهذه أهلا ؟
قال الإمام النووي : أَجْمَعَ مَنْ يُعْتَدّ بِهِ مِنْ عُلَمَاء الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ مَنْ مَاتَ مِنْ أَطْفَال الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ مِنْ أَهْل الْجَنَّة ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ مُكَلَّفًا ... وَأَجَابَ الْعُلَمَاء بِأَنَّهُ لَعَلَّهُ نَهَاهَا عَنْ الْمُسَارَعَة إِلَى الْقَطْع مِنْ غَيْر أَنْ يَكُون عِنْدهَا دَلِيل قَاطِع .
والله تعالى أعلم .
عبد الرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد بـالـريـاض
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتـــهـ
شيخي الفاضل
حديث من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة
هل يُبنى عليه الجزم لمن قالها بالجنة ؟ كمثال لذلك مثلاً صدام حيثُ يُستدل فيه من البعض بذلك .؟
لا أقصد الخوض بموضوعه و الخروج عن موضوعنا و لكن أضرب هذا المثال كإنسان شهدنا له بقولها أثناء موته ..
أم أننا نحسب من قالها من أهل الجنة بدون جزم مؤكد ؟ ما معنى الحديث ؟ بارك الله فيكم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
لا يُجزم لأحد من أهل القِبْلَة بِجنة ولا بِنار ، ولا يُشهد لأحد إلاّ لِمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما عدا ذلك فيُرجى للمحسن ، ويُخاف على المسيء ، كما قال الإمام الطحاوي .
قال الإمام البخاري : بَاب مَا جَاءَ فِي الْجَنَائِزِ وَمَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ . وَقِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ : أَلَيْسَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنْ لَيْسَ مِفْتَاحٌ إِلا لَهُ أَسْنَانٌ ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ ، وَإِلا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ .
قال ابن حجر : وَأَمَّا قَوْل وَهْب فَمُرَاده بِالأَسْنَانِ اِلْتِزَام الطَّاعَة ، فَلا يَرِد إِشْكَال مُوَافَقَة الْخَوَارِج وَغَيْرهمْ أَنَّ أَهْل الْكَبَائِر لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّة . وَأَمَّا قَوْله " لَمْ يُفْتَح لَهُ " فَكَأَنَّ مُرَاده لَمْ يُفْتَح لَهُ فَتْحًا تَامًّا ، أَوْ لَمْ يُفْتَح لَهُ فِي أَوَّل الأَمْر ، وَهَذَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْغَالِب ، وَإِلاَّ فَالْحَقّ أَنَّهُمْ فِي مَشِيئَة اللَّه تَعَالَى .
وهكذا بالنسبة لعموم الأحكام العامة ، لا يُجزم فيها بشيء على الخصوص .
ومثل ذلك ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن أطفال المسلمين أنهم في الجنة ، ولَمَّا جَزَمت عائشة رضي الله عنها بخصوص ذلك في طفل من أطفال المسلمين أنكر عليها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الجزم على وجه الخصوص .
ففي حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دُعِي إلى جنازة صبي من الأنصار ، قالت : فقلت : يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة ، لم يعمل السوء ولم يدركه . قال : أو غير ذلك يا عائشة ؟ إن الله خلق للجنة أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم ، وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم . رواه مسلم .
وفي رواية : قالت عائشة رضي الله عنها : فقلتُ : طوبى له ! عصفور من عصافير الجنة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوَ لا تدرين أن الله خلق الجنة وخلق النار ، فَخَلَق لهذه أهْلاً ، ولهذه أهلا ؟
قال الإمام النووي : أَجْمَعَ مَنْ يُعْتَدّ بِهِ مِنْ عُلَمَاء الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ مَنْ مَاتَ مِنْ أَطْفَال الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ مِنْ أَهْل الْجَنَّة ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ مُكَلَّفًا ... وَأَجَابَ الْعُلَمَاء بِأَنَّهُ لَعَلَّهُ نَهَاهَا عَنْ الْمُسَارَعَة إِلَى الْقَطْع مِنْ غَيْر أَنْ يَكُون عِنْدهَا دَلِيل قَاطِع .
والله تعالى أعلم .
عبد الرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد بـالـريـاض