المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيوعات المحافظ أدت للنزول والاستثمار المؤسسي أكثر أماناً من الفردي



سيف قطر
30-01-2008, 05:32 AM
على هامش انزلاق المؤشر الثلاثاء الماضي خبراء لـ الشرق : بيوعات المحافظ أدت للنزول والاستثمار المؤسسي أكثر أماناً من الفردي
| تاريخ النشر:يوم الثلاثاء ,29 يَنَايِر 2008 11:56 ب.م .




الجاعوني : صانع السوق لا يتم زجّه عنوة لكنه ولادة طبيعية للاستثمار المؤسسي
المؤسسات الاستثمارية تخلق توازناً لن نرى معه أسعارا فوق القيمة العادلة
العمادي : توزيعات الأرباح تحتم على المستثمرين الاحتفاظ بالأسهم لا التخلي عنها
تامر حسن : البيع جاء لتعويض خسائر المؤسسات عالمياً لا خوفاً من عوامل داخلية
الصيفي : الاقتصاد القطري ليس منفصلاً عن العالم وله قدرة على امتصاص الانتكاسات

علاء الطراونه :


استوقف ما جرى في سوق الدوحة للأوراق المالية يوم الثلاثاء الماضي كثيرا من المستثمرين فاضحوا ما بين حائر في الحكم على ما جرى أدت حيرته الى التسرع في البيع والذي كان له ما يبرره وفقا له, وبين جهة أخرى فضلت الاحتفاظ بالأسهم لقناعتها التامة بأن انجرار السوق وراء بعض العوامل الخارجية واستجابته للنزول في عدد كبير من الأسواق العالمية لا يغدو كونه حالة طارئة سرعان ما ستتلاشى ليسير السوق في سياقه الطبيعي متفاعلا مع كافة عناصر قوة الاقتصاد والشركات التي حققت أرباحا قياسية وغير مسبوقة مع نهاية العام الماضي 2007 .
ليظل المتعاملون رهنا لعدة سيناريوهات مهما تعددت اجتمعت كلها على أن ما وصل اليه السوق في ذلك اليوم ساهم في تضخيمه ومضاعفة تبعاته تسرع المستثمرين المحليين وانجرارهم وراء بيوعات المؤسسات الاستثمارية الاجنبية تلك التي باعت لعدة أسباب. يقول البعض إن نيتها لتعويض خسائرها في الاسواق العالمية تأتي على رأس تلك الأسباب بينما يفيد كثيرون بأن ما حدث لم يكن انجرارا بقدر ما كان جرا لتلك الأسهم لمستويات دنيا لاضافة رونق وجاذبية أكبر اليها لتتم عملية الشراء من جديد وربما يكون لذلك ما يدعمه نظرا للارتداد القوي يوم الاربعاء والذي عادت فيه مستويات الطلب تتزايد على بعض الاسهم بعد انخفاض أسعارها.
يقول المحلل المالي سامر الجاعوني :إن ما حصل في السوق من تراجع كبير كان مرده الى عدة أسباب منها قيام المؤسسات الأجنبية الموجودة بسوق الدوحة للأوراق المالية بتكثيف بيوعاتها نظرا لحاجتها للسيولة وقناعتها بالأرباح المتأتية نتيجة عمليات البيع اثر التغيرات السعرية الكبيرة التي طرأت على العديد من الأسهم والتي كان السبب فيها أساسا دخول تلك المؤسسات وضخ كميات كبيرة من السيولة في بداية الأمر ما نتج عنه ارتفاع المؤشر بشكل قياسي وربما مبالغ فيه ليتجاوز 10500 نقطة.

البيع كان متوقعا قبل نهاية 2007
وبين الجاعوني بأن التراجع الكبير على الاسعار يوم الثلاثاء الماضي ربما كان متوقعا بشكل أو بآخر فمنذ بداية دخول تلك المؤسسات وقيامها بالشراء ورفع الأسعار بشكل خيالي كان لابد أن يرافق ذلك توقعات من المستثمرين بحدوث نزول بنفس الحدة ليزيد الجاعوني على ذلك بأن تلك المؤسسات كان من المتوقع أن تبدأ بعمليات البيع مع نهاية العام الماضي 2007 لكنها على ما يبدو أرجأت عملية البيع لحين بداية العام الجديد مما يسهم في تحسين صورتها الايجابية ويبدد الشكوك حولها وحول اذا ما كانت تنوى الاستثمار على المدى القصير فقط.
إلا أن الجاعوني لم يحصر أسباب قيام تلك المؤسسات بالبيع فقط لجهة تحقيق الأرباح والاستفادة من الهوامش السعرية المتحققة ارتفاعا لدى العديد من الأسهم ليضيف بألا أحد يستطيع تغييب حقيقة انتكاس معظم اسواق المال العالمية خلال الاسبوع الماضي وهو ما يعتبر سببا وجيها لقيام بعض المحافظ الاجنبية في سوق الدوحة والاسواق العربية بالبيع لتعويض خسائرها في تلك الأسواق.
ولتقريب الصورة والتركيز على ما جرى في السوق يوم الثلاثاء الماضي أوضح الجاعوني أن المستقبل لا يحمل في طياته الكثير من التفاؤل لمحبذي الاستثمار بشكل فردي, منوها إلى أن الاستثمار المؤسسي هو الذي أثبت جدواه في معظم أسواق المال العالمية نظرا لقوة تأثير تلك المؤسسات لسبب بسيط يعود لامتلاكها كميات هائلة من السيولة وهو ما يجعل لها الكلمة الفصل في مجريات التداول مشيرا إلى أن المستثمرين الفرادى سيتعرضون للخسائر اذا ما حاولوا منافسة تلك المؤسسات الضخمة.

تزايد قوة المؤسسات
وأوضح الجاعوني أن تجارب الأسواق العالمية أثبتت توجه عدد من المستثمرين الفرادى لتلك المؤسسات الضخمة والانضمام اليها وتركها تقوم بالاستثمار عوضا عنه,وهو بالتالي ما سيزيد من قوة تلك المؤسسات ويحكم سيطرتها لينتج بالضرورة عنها صانع للسوق ليؤكد من جديد أن صانع السوق لا يتم زجه في البورصة من الخارج لا بل هو ولادة طبيعية ومنتظرة نتيجة توجه عدد من المستثمرين للاستثمار المؤسسي.
وأضاف أن تزايد عدد تلك المؤسسات سيخلق أجواء صحية من المنافسة بين بعضها البعض وهو ما سيؤدي بالضرورة الى ايجاد توازنات معينة في السوق سيكون لها الكثير من الايجابيات والنتائج الطيبة لدرجة قد نتوقف عن مشاهدة أحد الأسهم في السوق يفوق سعره سعر القيمة العادلة التي يستحقها لأن كثرة المؤسسات الاستثمارية وارتفاع نسبة ما تشكله من المتعاملين في السوق ستؤدي الى وضع الأمور في سياقها الطبيعي الذي من المفترض أن تجري فيه.

النزول أسبابه عالمية
يقول المستثمر ورجل الأعمال حسين العمادي بعد أن أبدى استغرابه من مجريات التداول والنزول الكبير على المؤشر أمس إن ما يجري في الأسواق هي حالة عامة سادت معظم المنطقة العربية فقد تراجع مؤشر اسعار سوق دبي بنسبة تجاوزت 6.7% كما خسرت السوق السعودية يوم الاثنين قرابة 900 نقطة محملا المسؤولية لبعض العوامل العالمية ومنها أزمة العقار التي عصفت بالولايات المتحدة الأمريكية قبل اسابيع تلك التي استدعت قيام بعض المحافظ الاجنبية العاملة في الخليج الى بيع وتسييل بعض اسهمها لسداد الخسائر المترتبة على تلك الأزمة ليشير العمادي الى تأثر السوق المالي ربما بالتباطؤ الحاصل في الاقتصاد العالمي بشكل عام.
وأشار مراقبون من جهتهم إلى أنه ورغم ارتباط الاقتصاد القطري بمحيطه العربي والاقليمي والعالمي وتأثره به من وقت لآخر فأن هذا لا يلغي خصوصيته وتميزه عن باقي الاقتصادات في خضم عدد من المؤشرات المطمئنة تلك التي تربع بها الاقتصاد القطري على مكانة مرموقة على مستوى العالم ككل انعكست ايجابا على كافة الفعاليات فيه ما تمخض عنه ارتفاعا كبيرا في أرباح الشركات وتعاقدتها وتوسعاتها الاقليمية ونسب توزيع الارباح المجزية والمعقولة على المساهمين.
إلا أن العمادي عاد ليؤكد ثقته بالبورصة قائلا : لسنا خائفين من السوق والأسعار ما زالت مشجعة للشراء , منوها إلى حدث مهم يتمثل بتوزيعات الارباح والتي تحتم على المساهمين الاحتفاظ بأسهمهم لا التخلي عنها للاستفادة القصوى.

قوة الشركات هي المقياس
وقد أرجع العمادي ما جرى لعدد من العوامل أهمها الجهل بتجارة الأسهم من قبل كثيرين لا يقدرون قيمة الأسهم ولا ما تمثله ويقومون بالتخلي عن بعض اسهم الشركات القيادية بكل سهولة متناسين قوة تلك الشركات وحجم الارباح القياسية التي حققتها, مشيرا إلى أن موجات الانخفاض المماثلة تأخذ بجريرتها كافة الاسهم بحيث توضع كافة الشركات في كفة ميزان واحدة وهذا الخطأ بأم عينه لذا يجب أن يكون المستثمر ذا عين ثاقبة لا ينجر وراء الآخرين مغيبا رؤيته الذاتية وقدرته على الحكم على الأشياء.
وأشار العمادي الى أن نزول يوم الثلاثاء لم يستثن حتى الشركات الرابحة والقيادية, منوها إلى حالة متكررة تتمثل بقيام البعض في أحداث مشابهة الى اللجوء الى البيع وبيع أي شئ دون دراسة معمقة معتمدا على قاعدة مغلوطة تجعله يبيع ما في حقيبته من اسهم منتظرا نزولا أكبر عليها ليقوم بالشراء من جديد مؤكدا أن تجارب الزمن أثبتت عدم جدوى تلك الآلية لأنه في حال ارتد المؤشر وانقلبت الاتجاهات في السوق لن تفلح محاولاتهم في الشراء من جديد نظرا لتسابقهم تجاه تلك الأسهم ومحاولة اللحاق بها وهو ما لم يتحقق لكثيرين قائلا إن من الأجدى الآن الاحتفاظ بالأسهم وبيعها وفقا لدوافع ومبررات غير مقنعة وغير موجودة أساسا.وأكد العمادي أن السوق سيرتد من جديد قريبا, منوها إلى عدد من المؤشرات المهمة بالاضافة لقوة الاقتصاد وارباح الشركات المرتفعة قائلا إن المتتبع لأداء السوق يلحظ ارتفاعا كبيرا في أحجام التداول مما يؤكد وجود عمليات شراء كبيرة قادرة على امتصاص الحجم الكبير من البيوعات ربما تقوم بها محافظ استثمارية متخصصة مقتنعة بجاذبية أسعار الأسهم واغرائها مما يشجع على التمسك بها حاليا.
تعويض الخسائر الخارجية
من جانبه يرى المستثمر تامر حسن أن ما دفع المؤسسات والمحافظ الأجنبية للبيع يوم الثلاثاء الماضي ليس الخوف أو القلق من واقع الاقتصاد القطري والذي تعد جميع مؤشراته ايجابية ومبشرة ولكنها ( أي المؤسسات ) توجهت للبيع لحاجتها للسيولة وتعويض خسائرها في الاسواق العالمية.
وأضاف انه في الوقت ذاته لا يمكن ايجاد المبررات الكافية التي أودت بالمؤشر لمستويات تراجع كبرى وأسهمت في خسارته أكثر من 700 نقطة في جلسة واحدة, مشيرا إلى انه ووفقا لاعتقاده فان نسبة تفوق 70 % من المستثمرين قامت بالبيع نتيجة انجرارهم وراء المحافظ مما أدى لمضاعفة نسبة الانخفاض وقد كانت تلك البيوعات ناتجة عن هدف المستثمرين في تلك الجلسة والمتمثل بضرورة التحول الى السيولة النقدية خوفا من توقع الأسوأ.
الحكم من منظور ضيق

وحول ما وقع به المستثمرون من انجرار وراء بيوعات تلك المحافظ وفيما اذا ما كانوا يتحملون نسبة من المسؤولية عما لحق بالسوق من خسائر أوضح حسن بأنه ورغم إيمان المتعاملين إيمانا تاما بقوة الاقتصاد وقوة أداء الشركات وأرباحها وغيرها من الايجابيات التي تلف واقع الاستثمار في قطر الا أن كل جلسة تداول لها خصوصيتها التي تميزها فاحيانا يصعب الحكم على الأمور وفقا للمنظور العام والأشمل ليتحتم على بعض المتعاملين الحكم على خطواتهم الاستثمارية المقبلة من منظور ضيق لا يتجاوز حدود جلسة التداول الحالية.وهذا ما حدث تحديدا يوم الثلاثاء الماضي اذ كان الانحدار الكبير على الاسعار صاحب السيطرة مما غيب الى حد ما قدرة أمثل على التفكير من قبل البعض والذين كان الخوف والقلق هو ما يسيرهم في تلك اللحظات.وأضاف حسن أن ما حدث في النزول هو عينه ما يحدث دائما في الارتفاع ووقت انتعاش السوق حيث أن مسألة الانجرار تلك تحدث في الحالتين فعند ارتفاع الطلب على سهم ما وزيادة أحجام التداول عليه فان كثيرين سيقومون بشراء هذا السهم دون معرفة الأسباب التي أدت الى ارتفاعه نظرا لأن مؤشرات الجلسة الحالية تنبئ عن ارتفاع مقبل في الجلسة القادمة.

ندم من البيوعات المتسرعة
وحول الارتداد الكبير الذي تحقق لمؤشر الأسعار يوم الاربعاء الماضي وعقب يوم واحد من الانحدار الكبير بين حسن بأنه كبير جدا بالنسبة لسوق الدوحة للأوراق المالية ونتج عن حالة الندم التي أصابت بعض المستثمرين مع اغلاق التعاملات يوم الثلاثاء حيث ما لبثت الأسئلة والاستفسارات تتوارد في خواطرهم حول الدوافع التي جعلتهم يكثفون بيوعاتهم رغم عدم وجود أسباب حقيقية شاملة تستدعي تلك البيوعات, مشيرا إلى أن السوق عاد الى جادة الصواب مع تعاملات يوم الخميس التعاملات الختامية للاسبوع الماضي والتي أبدى فيها السوق عقلانية أكبر تمثلت بوجود عمليات مضاربة في نطاقات ضيقة تشير الى الوضع المعتاد لسوق الدوحة.
يقول المستثمر سعيد الصيفي أن الاجواء في السوق تحتمل النظر من اتجاهين لكن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها بأن السوق وصل في مرحلة من المراحل خلال العام الماضي لمستوى 5800 نقطة لذا ما زلنا في مستويات مطمئنة تستدعي من المتعاملين عدم اتخاذ قرارات متسرعة استنادا لعدد من العوامل التي تفرض ثقة أكبر بالسوق يجب أن تكون كفيلة بجعل المستثمرين يوقفون تلك البيوعات غير المبررة.
ن

سيف قطر
30-01-2008, 05:33 AM
شركات قطر الأعلى خليجيا في الأرباح
وأوضح الصيفي حقيقة أخرى مهمة تتمثل بارتفاع أرباح الشركات القطرية والتي تعد الأعلى مقارنة بأرباح شركات الخليج قائلا في السياق ذاته :إن الإطار العام للاقتصاد يدعم مؤشرات السوق لجهة ما تحظى به قطر من مكانة على صعيد تزويد العالم بالطاقة والتي ما يلبث الطلب يزداد عليها بشكل يومي.وربط الصيفي نزول يوم الثلاثاء الكبير بعوامل نفسية فقط حيث إن ما حدث ما زال لا يمتلك كفايته من المبررات.وأكد الصيفي أن الاقتصاد القطري ليس منفصلا عن العالم ويتأثر ويؤثر في محيطه الا أن هنالك العديد من الأسباب التي تجعله قادرا على امتصاص كافة الانتكاسات التي تتعرض لها تلك الاسواق حيث إن معظم الشركات القطرية أعلنت عن مشاريع عملاقة وتوسعات اقليمية ضخمة اضافة للطلب الكبير والمتزايد على الطاقة منوها في الوقت ذاته الى أنه ربما لم ترق توزيعات بعض الشركات الى طموح المستثمرين رغم أرباحها القياسية والتي فضلت بعض الشركات أن تستبقي جزءا منها للتوسعات المقبلة وفتح خطوط انتاج جديدة.
وبين الصيفي بأن سوق الأسهم ما زال يشكل بيئة الاستثمار المثلى حاليا وهو ماتؤكده بعض المؤشرات المحيطة كالارتفاع الكبير على أسعار العقار مما يخلق صعوبة في الاستثمار فيه اضافة الى انخفاض الفوائد على الودائع البنكية جعلت من سوق الأسهم أكثر جاذبية للمستثمري