المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بورصة الدوحة.. عمليات بيع انتقائية لتحقيق الأرباح



مغروور قطر
03-02-2008, 09:04 AM
بورصة الدوحة.. عمليات بيع انتقائية لتحقيق الأرباح
قلصت الأسهم القطرية خسائرها خلال تعاملات الأسبوع الماضي بنسبة كبيرة مقارنة مع الخسائر الفادحة التي تكبدتها في الأسبوع قبل الماضي، وسط انخفاض في قيمة التعاملات بنسبة 1 ،56% لتصل إلى 9 ،1 مليار ريال، مقابل 5 ، 4 مليارات ريال، وانخفاض القيمة السوقية للأسهم بنسبة 39 ،0% لتصل إلى 3 ،359 مليار ريال مقابل 7،360 مليار ريال. في الوقت الذي سجل فيه مؤشر بورصة الدوحة انخفاضا بواقع 15 نقطة تمثل ما نسبته 16 ،1% ليغلق على 9485 نقطة.

واحتل قطاع شركات البنوك والمؤسسات المالية المرتبة الأولى في تعاملات الأسبوع بعد ان استحوذ على حصة نسبتها 2 ،39%، تلاه قطاع شركات الخدمات بنسبة 32%، ثم قطاع شركات الصناعة بنسبة 7 ، 25%، وفي المرتبة الأخيرة حل قطاع شركات التأمين بنسبة 3 ،0%.

سجلت أسهم 20 شركة ارتفاعا في أسعارها، فيما انخفضت أسعار أسهم 18 شركة، وحافظت شركتان على أسعار أسهمها دون تغير يذكر، فيما قاد سهم الصناعات القطرية تعاملات الأسبوع بحصة بلغت نسبتها 8،12% من اجمالي التعاملات، ثم المتحدة للتنمية بنسبة 9،9%، وحل ثالثا بنك قطر الدولي الإسلامي بنسبة 9،8%.

ورغم اقبال المستثمرين على سوق الأسهم القطري بخطوات متفائلة خلال الأسبوع الماضي مردها إلى الارتداد المريح وعدم امتداد النزول الكبير لأيام عدة وانحساره في يومين فقط إلا أن الحذر مازال السمة الأبرز التي غلفت تعاملات الأسبوع مما أسفر عن أحجام تداول متواضعة أشارت إلى الحرص الزائد والتروي من قبل المتعاملين قبل اتخاذ القرار.

ويرى المتتبع لأداء السوق الأسبوع الماضي وجود عمليات شراء انتقائية ذات عدة أوجه هدفها تحقيق الأرباح وتقليص خسائر الأسبوع قبل الماضي مستغلين فرصة نزول الاسعار بشكل جاذب ليعاود بعض المستثمرين الذين تخلوا عن اسهمهم الاسبوع الماضي لشرائها من جديد وسط اجواء من الاسف على تسرع البعض في التخلي عنها، محاولين اعادة الشراء بهدوء نظرا لواقع الأسهم المبشر الذي يفضي لمزيد من الارتفاع لحين انعقاد الجمعيات العمومية وتوزيع الأرباح.

ورغم جاذبية اسعار اسهم المضاربة، الا ان جزءا كبيرا من المتعاملين فضلوا تركيز عملياتهم على الأسهم الثقيلة ذات العوائد، معتبرين من اقتنائها خلال الفترة الحالية مدعاة لتحقيق الأرباح في القريب العاجل، اما عبر انتظار التوزيعات والاستفادة من ارباح الشركات، أو لغاية بيع تلك الأسهم قبل انعقاد العموميات، مستفيدين من هوامش التغير السعرية المتحققة حتى ذلك الوقت.

ورغم التراجع الطارئ على سوق الدوحة بشقي التعاملات والمؤشر الا ان مستثمرين عبروا عن ارتياحهم من المتغيرات الحالية نظرا لقربها من الواقعية ومن السياق الطبيعي الذي تسير وفقا له البورصة في معظم أيامها لتبدو السوق على سجيتها بتعاملات معقول تضمنت حراكا حدودا للأسهم اكتنفه في الوقت ذاته جانب من التهدئة وربما مراقبة السوق عن بعد إلى حين تحديد اتجاهات المستثمرين المقبلة.

ولعل تراجع أحجام التداول لمستويات بحدود 350 مليون ريال فقط خلال جلسة التداول الواحدة، عبر عن حالة المتعاملين وتمسكهم بالسيولة إلى حد ما لعدة أسباب منها رواسب الانخفاض الكبير الذي ألحق خسائر فادحة بمعظم الاسهم خلال الاسبوع قبل الماضي ما استدعى من المتعاملين بعض التحفظ بانتظار وصول السوق لحالة مثلى من الاستقرار.

وعزا مراقبون تراجع التعاملات إلى توجه المستثمرين إلى الاحتفاظ بسيولتهم النقدية في الفترة الحالية تحسبا لبعض الاكتتابات المرتقبة والتي تم الاعلان عنها سابقا ليبرر آخرون ما يجرى بقولهم ان بعض الشكوك مازالت تراود المتعاملين بامكانية اكتساب الأسهم جاذبية أكبر عبر نزول آخر قد يسهم في حثهم على الشراء من جديد واستغلال الأسعار المناسبة.

وشهدت بورصة الدوحة خلال تعاملات الأسبوع الماضي العديد من عمليات الشراء الانتقائية الاحترافية والتي كان المغزى من غالبيتها الاستحواذ على اسهم بعض الشركات القيادية والتي اعلنت عن أرباح قياسية وعن نسب توزيعات مقنعة، حيث أكد بعض الوسطاء الماليين ان البائع والمشتري في تلك الاسهم يعتبر رابحا نظرا لاستفادة البائع من الربح المتأتى عن ارتفاع سعر تلك الاسهم، واستفادة المشترى من توزيع أرباح تلك الشركات في حال احتفظ بالسهم حتى تلك الفترة.

وتوقع الوسطاء الماليون ان يسير السوق وفقا لنفس الايقاع الحالي دون تغيرات مبالغ فيها، ان جاز التعبير، لتسيطر المضاربات على مجريات التداول خلال الايام المقبلة مع تزايد حالة الترقب لفترة وجيزة يحصرها مراقبون بقولهم انها ستنتهي ربما بعد تخلص المتعاملين من كافة رواسب الثلاثاء الاسود وفقا للوصف الذي أطلقه المتعاملون عليه.

وفي الوقت الذي تستمر فيه بعض الشركات بالاعلان عن نتائجها المالية للعام الماضي، يلاحظ ان ملامح التهدئة يزيد مداها مع انطلاقة كل يوم جديد، وهو ما أشار مراقبون إلى امكانية استمراره طوال الفترة المرتبطة بالاعلان عن النتائج ونسب التوزيع وقد ينتهي مع انعقاد عموميات كافة الشركات لينطلق بعدها المستثمرون بشكل واثق بعد ان تكون معالم الطريق الاستثماري في سوق الدوحة المالي بدت أكثر وضوحا.

ورغم توقعات سابقة بارتفاع احجام التداول في السوق عقب قيام «مصرف قطر المركزي» بتخفيض أسعار الفائدة على الايداعات البنكية الا ان القرار ربما لم يأخذ مداه بعد ولم يباشر تأثيره على السوق فيما عزاه وسطاء إلى تفضيل بعض المستثمرين الاحتفاظ بسيولتهم النقدية في الوقت الحالي، اما لغاية معرفة الوقت المناسب للدخول إلى السوق أو لغايات تسديد المستلزمات المالية التي ستترتب عليهم لدى اكتتابهم في اسهم الشركات التي أعلنت نيتها رفع رأس المال خلال الفترة المقبلة.

ورغم استمرار المؤشر بفقدان مزيد من مكاسبه الا ان مستثمرين ومتخصصين في السوق المالي أبدوا ارتياحا لمجريات الأمور في السوق حتي الآن، منوهين بان الأسهم تضخمت بشكل كبير وفي قت قياسي الأمر الذي استدعى ارتدادا طبيعيا يعيد إلى السوق بعضا من توازنه المفقود.