المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سباق بين الصناديق الحكومية الخليجية للاستحواذ على الشركات العالمية



ضدالتيار
06-02-2008, 01:15 PM
دخلت الصناديق الحكومية الخليجية سباقا محموما لشراء أو الاستحواذ على العديد من الصفقات والشركات العالمية في أوروبا وأمريكا وآسيا ضمن إطار المنافسة بين الصناديق الاستثمارية العالمية التي تتسابق لشراء المزيد من الشركات والبنوك الكبرى في الدول الغربية، ويقول مصدر مالي إن الصناديق في المنطقة تركز حاليا على الاستثمار الهادئ والرصين في السندات الأمريكية والاختيار الحكيم والمتزن للأسهم. وفي الوقت الراهن، برزت على المسرح المالي العالمي سلالة جديدة من الصناديق الاستثمارية الحكومية التي يقودها جيل جديد من الخليجيين والمستثمرين الساعين وراء الاستحواذ على شركات عالمية.
وشرع جهاز قطر للاستثمار في تنفيذ خطط في الفترة المقبلة لشراء شركات مثل ميريل لينش، سيتي جروب، ومورجان آند ستاني، ويخطط الجهاز لاستثمار أكثر من 15 مليار دولار لشراء أو حيازة مؤسسات وشركات في أوروبا وأمريكا وإذا ما تم المضي بالصفقة فإن جهاز قطر للاستثمار سيكون أحدث صندوق للثروة السيادية في الخليج يستثمر في المؤسسات المالية الأمريكية والأوروبية.
وقالت الرئيسة التنفيذية لبورصة لندن كلارا فورس إن "جهاز الاستثمار القطري يملك سجلا مثيرا للإعجاب فيما يخص القيام باستثمارات طويلة الأمد ... ومن ثم يسرنا أن نراه يدرك الوضع الاستراتيجي الفريد للبورصة وفرصها الممتازة."
من جهتها، قالت بورصة لندن، أكبر أسواق الأسهم في أوروبا، إنها تربطها علاقة طويلة بجهاز قطر للاستثمار وترى في بالنظر إلى قوة الاقتصاد القطري وتحول الدوحة إلى مركز مالي مهم أن هناك "فرصا كبيرة" لتعزيز العلاقة بما فيه مصلحة الطرفين، فيما كشفت مصادر اقتصادية في لندن أن مفاوضات تدور بين بنك كريدي سويس وقطر لشراء حصة من أسهم البنك تصل قيمتها إلى 5 في المائة بقيمة مالية تصل إلى ثلاثة مليارات دولار أمريكي.
وقالت مصادر في جهاز قطر للاستثمار إن كريس بابتشي وهو خبير مالي موجود الآن في قطر يعمل على إتمام الصفقة في الفترة المقبلة. وأكدت صحيفة "صنداي تليجراف" أن صناديق مدعومة من الحكومة القطرية تنظر في شراء حصة نسبتها 5 في المائة بقيمة ثلاثة مليارات دولار في بنك كريدي سويس السويسري، وأن الصفقة يتم التفاوض عليها منذ عدة أيام. وأضافت الصحيفة ومجموعة كريدى سويس التي تعد واحدة من أهم مؤسسات خدمات مالية عالمية رائدة وتقوم بتزويد كبار العملاء والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم بخدمات مالية خاصة وخدمات استشارات مالية، إضافة إلى حلول التقاعد والتأمين من "فينترتور". كما تقوم المجموعة بصفتها وسيطا ماليا بتقديم خدمات تتعلق بالاستثمارات البنكية إلى مؤسسات مالية عالمية وشركات وهيئات حكومية وأفراد من العملاء، وتوظف المجموعة 62 ألف شخص حول العالم. وصل حجم الأصول التي تديرها إلى 1404.6 مليار فرنك سويسري.
ويشهد جهاز قطر للاستثمار، الذي تأسس عام 2005 موجة توظيف نشطة حاليا، سعيا لإضافة 40 عضوا على مدى السنة المقبلة إلى موظفيها الحاليين البالغ عددهم 110 موظفين، وذلك بحسب ما أفاد مصدر مطلع على أسلوب تفكير وعمل الجهاز إلى صحيفة "فايننشال تايمز".
وستعمل بعدها الهيئة على افتتاح مكاتب خارجية، بالنظر إلى طموحاتها إلى الاستحواذ.
وبرزت قطر، مثلها مثل دبي، إلى العيان كنموذج مندفع لصناديق الاستثمار الحكومية، التي تسعى وراء الأصول الرفيعة المستوى مثل جي سينزبوري والعقارات الواقعة في أهم وأغلى مناطق لندن مثل تشلسي باراكس.
يقول مصدر: لم نسع أبدا وراء فئات الأصول التقليدية الأساسية. هذه إحدى نقاط الاختلاف. لقد استثمرنا في الأسهم والسندات ولكن ليس بالأسلوب المتبع لدى الآخرين.
وكانت دبي قد أثارت في الدول الإسكندنافية احتجاجا شديدا بسبب عرضها شراء بورصة "أو إم إكس"، كما يبحث جهاز قطر للاستثمار شراء حصة "ناسداك" في بورصة لندن. فضلا عن أن هيئتي قطر ودبي شريكتان في صندوق استثماري قوامه مليار دولار. على الرغم من المنافسة الواضحة بينها في الخارج.
ويقدر حجم أصول جهاز قطر للاستثمار بنحو 60 مليار دولار وهي بالمقارنة تبدو ضئيلة أمام أصول هيئة أبو ظبي للاستثمار التي تقدر بين 500 و1000 مليار دولار، وأصول الهيئة العامة للاستثمار في الكويت التي تقدر بـ 250 مليار دولار، التي تحققت بعد عقود الإدارة الحذرة والمتزنة للأسهم والسندات والاستثمارات الاستراتيجية في شركات مثل بريتيش بتروليوم.
أما التقديرات بشأن الأصول السعودية المملوكة لمؤسسة النقد السعودية وصناديق التقاعد فتدور حول 300 - 400 مليون دولار. غير أن المصرفيين يقولون إنها قد تكون أكثر من ذلك بكثير. كما أن أصولا بأحجام وقيم أكبر هي بحوزة المؤسسات الخاصة والأفراد.
يقول مصرفي خليجي عملت السعودية على خصخصة الثروات بشكل أسرع من جاراتها.
أما قصة قطر فهي مختلفة، فاحتياطيات النفط فيها أقل من جاراتها كالسعودية والكويت وأبو ظبي، غير أن الإيرادات المتنامية من الغاز ستمول مستقبل جهاز قطر للاستثمار.
وكانت قطر قد اقترضت بكثافة خلال التسعينيات لتطوير ثالث أكبر احتياطيات للغاز في العالم، وقد تسببت تلك المجازفة في مشكلات محلية في ذلك الوقت، لكنها أثمرت، فقطر الآن على وشك أن تصبح أغنى دولة في الشرق الأوسط.
يقول مصدر مطلع على أسلوب عمل جهاز قطر للاستثمار: "نحن نزيد من طاقتنا وقدراتنا لمواكبة الأموال المتوقع تدفقها من اقتصاد الغاز"، وبحسب المصدر، فإن هذا التفاهم والرغبة في المخاطر ينعكسان على أساليب عمل الهيئة.ولا تزال محفظة جهاز قطر للاستثمار مركزة أكثر في الغرب، لكنها بدأت تتطلع أكثر فأكثر إلى آسيا، حيث النمو المرتفع وبصفتها أكبر زبون لمصادر الطاقة الخليجية.
وفي كلمة له أمام مؤتمر عقد في دبي، قال كينيث شين، رئيس قطاع الاستثمارات الخاصة والاستراتيجية في الهيئة القطرية في الوقت الذي يعمل فيه جهاز قطر للاستثمار على تعزيز أصولها المقدمة بالدولار، فإنها في الوقت نفسه تخطط للتنويع من خلال تركيز استثماراتها على المناطق المهمة في آسيا، كالصين مثلا.
ويقول المصدر "تظل لندن السوق الرئيسي لنا، لكن آسيا تزداد أيضا أهمية".
واتجهت البنوك الأمريكية مثل "سيتي جروب" و"ميريل لينش آند كومباني"، إضافة إلى البنك السويسري "يو بي إس أي جي" إلى صناديق الثروة السيادية للحصول على المزيد من رأس المال إثر أزمة الرهن العقاري.
والأثر المتنامي للصناديق التي تسيطر عليها الحكومات والتي تقدر الأصول التي تقع تحت سيطرتها حول العالم بما يقارب تريليوني دولار كان أحد أهم القضايا التي تمت مناقشتها الأسبوع الماضي أثناء منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس، سويسرا.
ويقول محللون أصبحت قضية صناديق الثروة السيادية مصدرا رئيسيا للقلق في الولايات المتحدة وفي أجزاء من أوروبا نتيجة لما تمت ملاحظته من انعدام الشفافية ومسؤولية المحاسبة.
ووقّع الرئيس الأمريكي جورج بوش الأربعاء أمراً تنفيذياً لإحكام السيطرة على تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى داخل البلاد، وهو يعد الهدف الاستثماري الأهم لصناديق الثروة السيادية الشرق أوسطية والآسيوية.
وينص الأمر على تنفيذ قانون صادق عليه الكونجرس الأمريكي في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي يتطلب مرور الاستثمارات الأجنبية التي تتم في مناطق تعد حساسة بالنسبة للأمن القومي الأمريكي بمرحلة من المراجعة الثانية تتسم بمزيد من التشدد. وفقا للرؤية الأمريكية ..... مصدر الخبر صنداي تليجراف