@الشبح@
08-02-2008, 08:02 PM
من أبرز الأمور التي تشغل ذهن عدد من
المراجعين لبعض الدوائر الحكومية عندنا حالة
المدير المزاجية في اللحظة التي يزورونه فيها.
والواقع يثبت ان مزاج سعادته يدور في الغالب
بين قطبين لا ثالث لهما؛ هو إما أن يكون
يتشقق » متألقا وسعيداً للغاية ويكاد
واما ان يكون مكتئبا وحانقا ،« من الفرح
.« نفسه في رأس خشمه » و
ولهذا فإن الحظ هو العنصر الوحيد
الذي يجعل معاملة من المعاملات تمر
بسهولة أو تتعطل إلى الأبد. كل ذلك
يحصل وفقا لمزاج سعادة المدير في
تلك اللحظة التي يأتيه فيها المراجع أو
تمر عليه المعاملة. فبعض المراجعين
يجد الحفاوة والاهتمام المبالغ فيه
ويتفاجأ بأن أي شيء يطلبه يتحقق
في الحال، في حين يجد بعضهم
العنت والتعقيد في طلبات قد تكون روتينية
وربما يكون الواحد منهم عرضة لبطش سعادة
المدير وخاصة اذا سأله المراجع أو حاول الحديث
معه وهذا راجع في الواقع إلى شدة الحنق الذي
يعصف بفؤاد السيد المدير. والحقيقة ان حنق
سعادة المدير لا علاقة للمراجع، فقد يكون مزاج
سعادته قد تعكر بسبب سوق الأسهم أو رداءة
الطقس أو جوع سعادته أو بسبب ما تلقاه من
اهانة في منزله أو لحلم ازعجه البارحة أو بسبب
عدم تذكره موضوعا معينا، وقد لا يكون هناك
سبب واضح للكآبة والغضب ولكن مزاج سعادته
يمر بتقلبات طبيعية وصلت في حركتها
السياحية إلى هذا الحد. ذكر لي أحد المراجعين
أنه تقدم إلى سعادة مدير إحدى الجهات راغبا
في التوظيف، ولسوء الحظ فقد صادف ذلك يوم
شؤم المدير. فما كان من المدير إلا أن بدأ يمزق
بعض أوراق الملف قائلاً: هذي غير مطلوبة،
وهذي وش نبغي فيها، وهذي شهادة دورة ما
تهمنا. فاستدرك المراجع بأن هذه شهادة حسن
سير وسلوك، وفي تلك اللحظة المنحوسة حانت
غضبة المدير المدمرة فرمى الملف في وجه
المراجع قائلاً: اطلع برّا يا فاشل.
وعندما نتأمل مثل هذا السلوك لدى سعادة
المدير نجد أنه ليس مقصوراً على مدير واحد
أو اثنين، فحتى الموظف الذي لا تعجبه هذه
الطريقة نجد أنه يمارسها حينما يصبح مديراً
ذات يوم. وكأن ثقافة العمل تفرض وجود
سمات معينة للمدير منها أنه الآمر الناهي المطاع
الذي يحق له التعبير عن حالته المزاجية بالكيفية
التي يريدها ويجوز له الاساءة لغيره دون أن
يتوقع محاسبته أو سؤاله. وبعض المديرين يجد
متعة قصوى في توجيه الأوامر، بغض النظر عن
محتواها؛ فيروى أن أحد رؤساء الأقسام لم يجد
أحداً يأمره سوى عامل النظافة الذي يناديه
،« جيب شاهي » : بصوت مسموع بعد كل لحظة
،« صب القهوة » ،« وينك يا ولد » و « تعال يا ولد » و
وغير ذلك من الأوامر ،« ودّي هذا ،« شيل هذا »
المكررة والمتناقضة التي يفضل ان يطلبها
بصوته لكي يسمعها من يمر بجوار مكتبه ولا
يفضل استخدام الجرس للمناداة لأنه لا يشبع
لديه النهم نحو الأمر والنهي.
ذلك أن النطق بالأوامر يحمل نبرة صوتية
تضغط على نهاية الكلمات بجهد كبير يبذله
المتكلم. والواقع ان هذا الجهد يفرغ طاقة
جسدية انفعالية، ولهذا فإن هذا السلوك يوحي
لصاحبه بالاستعلاء ويجعله يعيش في مشاعر
تتضمن الإحساس بالهيمنة الشاملة والسيطرة
على الجميع مما يعوضه عن شعوره بالنقص،
زد على ذلك أن رفع الصوت بهذا الشكل يسهم
في التنفيس عن الكربات العصيبة التي يمر بها
سعادته. ولأن بعض المديرين عندنا يعينون إما
بالواسطة أو بالصدفة بسبب أنه لم يوجد أفضل
منهم ويفتقرون إلى التدريب المهني وإلى الوعي
بقيمة الإنسان وأهمية وقته، وليس هناك برنامج
تقويمي مستمر لأداء هؤلاء المديرين، فليس
مستغرباً بعد هذا أن يبرز هذا النوع العجيب من
المديرين أصحاب الأمزجة المتقلبة. والواقع ان
هؤلاء المديرين يتسببون في قلة الانتاج وفي
محاربة الإبداع، وفي جلب النكد على من يعمل
أو يتعامل معهم. يضاف إلى ذلك تعزيزهم لقيم
سلبية كالتسلط والتحيز والديكتاتورية.
ومن هنا تبرز الحاجة إلى تدريب العناصر الجيدة
من الموظفين لتأهيلهم للعمل الإداري الفعال.
فالمدير الناجح هو الذي يعرف كيف يخطط
للعمل بدقة، ويراعي الاحتياجات المختلفة
للعمل، ويسهم في رفع سقف الانتاج، ويقوي
العلاقات الاجتماعية لدى الموظفين؛ ويشجع
الإبداع لديهم فيرقى بأفكارهم ويستثمرها في
بناء مشاريع أو تصميم برامج تنفع العمل وتشجع
الموظف إلى تقديم مزيد من العطاء. اما زمن
مدير الأمر والنهي صاحب المزاج المتقلب فليس
هناك حاجة له، ويبدو لي أنه لا يوجد أي مبرر
لقبول هذا النوع من أصحاب السعادة.
:telephone::nice::anger1::):eek5::weeping::omg:
المراجعين لبعض الدوائر الحكومية عندنا حالة
المدير المزاجية في اللحظة التي يزورونه فيها.
والواقع يثبت ان مزاج سعادته يدور في الغالب
بين قطبين لا ثالث لهما؛ هو إما أن يكون
يتشقق » متألقا وسعيداً للغاية ويكاد
واما ان يكون مكتئبا وحانقا ،« من الفرح
.« نفسه في رأس خشمه » و
ولهذا فإن الحظ هو العنصر الوحيد
الذي يجعل معاملة من المعاملات تمر
بسهولة أو تتعطل إلى الأبد. كل ذلك
يحصل وفقا لمزاج سعادة المدير في
تلك اللحظة التي يأتيه فيها المراجع أو
تمر عليه المعاملة. فبعض المراجعين
يجد الحفاوة والاهتمام المبالغ فيه
ويتفاجأ بأن أي شيء يطلبه يتحقق
في الحال، في حين يجد بعضهم
العنت والتعقيد في طلبات قد تكون روتينية
وربما يكون الواحد منهم عرضة لبطش سعادة
المدير وخاصة اذا سأله المراجع أو حاول الحديث
معه وهذا راجع في الواقع إلى شدة الحنق الذي
يعصف بفؤاد السيد المدير. والحقيقة ان حنق
سعادة المدير لا علاقة للمراجع، فقد يكون مزاج
سعادته قد تعكر بسبب سوق الأسهم أو رداءة
الطقس أو جوع سعادته أو بسبب ما تلقاه من
اهانة في منزله أو لحلم ازعجه البارحة أو بسبب
عدم تذكره موضوعا معينا، وقد لا يكون هناك
سبب واضح للكآبة والغضب ولكن مزاج سعادته
يمر بتقلبات طبيعية وصلت في حركتها
السياحية إلى هذا الحد. ذكر لي أحد المراجعين
أنه تقدم إلى سعادة مدير إحدى الجهات راغبا
في التوظيف، ولسوء الحظ فقد صادف ذلك يوم
شؤم المدير. فما كان من المدير إلا أن بدأ يمزق
بعض أوراق الملف قائلاً: هذي غير مطلوبة،
وهذي وش نبغي فيها، وهذي شهادة دورة ما
تهمنا. فاستدرك المراجع بأن هذه شهادة حسن
سير وسلوك، وفي تلك اللحظة المنحوسة حانت
غضبة المدير المدمرة فرمى الملف في وجه
المراجع قائلاً: اطلع برّا يا فاشل.
وعندما نتأمل مثل هذا السلوك لدى سعادة
المدير نجد أنه ليس مقصوراً على مدير واحد
أو اثنين، فحتى الموظف الذي لا تعجبه هذه
الطريقة نجد أنه يمارسها حينما يصبح مديراً
ذات يوم. وكأن ثقافة العمل تفرض وجود
سمات معينة للمدير منها أنه الآمر الناهي المطاع
الذي يحق له التعبير عن حالته المزاجية بالكيفية
التي يريدها ويجوز له الاساءة لغيره دون أن
يتوقع محاسبته أو سؤاله. وبعض المديرين يجد
متعة قصوى في توجيه الأوامر، بغض النظر عن
محتواها؛ فيروى أن أحد رؤساء الأقسام لم يجد
أحداً يأمره سوى عامل النظافة الذي يناديه
،« جيب شاهي » : بصوت مسموع بعد كل لحظة
،« صب القهوة » ،« وينك يا ولد » و « تعال يا ولد » و
وغير ذلك من الأوامر ،« ودّي هذا ،« شيل هذا »
المكررة والمتناقضة التي يفضل ان يطلبها
بصوته لكي يسمعها من يمر بجوار مكتبه ولا
يفضل استخدام الجرس للمناداة لأنه لا يشبع
لديه النهم نحو الأمر والنهي.
ذلك أن النطق بالأوامر يحمل نبرة صوتية
تضغط على نهاية الكلمات بجهد كبير يبذله
المتكلم. والواقع ان هذا الجهد يفرغ طاقة
جسدية انفعالية، ولهذا فإن هذا السلوك يوحي
لصاحبه بالاستعلاء ويجعله يعيش في مشاعر
تتضمن الإحساس بالهيمنة الشاملة والسيطرة
على الجميع مما يعوضه عن شعوره بالنقص،
زد على ذلك أن رفع الصوت بهذا الشكل يسهم
في التنفيس عن الكربات العصيبة التي يمر بها
سعادته. ولأن بعض المديرين عندنا يعينون إما
بالواسطة أو بالصدفة بسبب أنه لم يوجد أفضل
منهم ويفتقرون إلى التدريب المهني وإلى الوعي
بقيمة الإنسان وأهمية وقته، وليس هناك برنامج
تقويمي مستمر لأداء هؤلاء المديرين، فليس
مستغرباً بعد هذا أن يبرز هذا النوع العجيب من
المديرين أصحاب الأمزجة المتقلبة. والواقع ان
هؤلاء المديرين يتسببون في قلة الانتاج وفي
محاربة الإبداع، وفي جلب النكد على من يعمل
أو يتعامل معهم. يضاف إلى ذلك تعزيزهم لقيم
سلبية كالتسلط والتحيز والديكتاتورية.
ومن هنا تبرز الحاجة إلى تدريب العناصر الجيدة
من الموظفين لتأهيلهم للعمل الإداري الفعال.
فالمدير الناجح هو الذي يعرف كيف يخطط
للعمل بدقة، ويراعي الاحتياجات المختلفة
للعمل، ويسهم في رفع سقف الانتاج، ويقوي
العلاقات الاجتماعية لدى الموظفين؛ ويشجع
الإبداع لديهم فيرقى بأفكارهم ويستثمرها في
بناء مشاريع أو تصميم برامج تنفع العمل وتشجع
الموظف إلى تقديم مزيد من العطاء. اما زمن
مدير الأمر والنهي صاحب المزاج المتقلب فليس
هناك حاجة له، ويبدو لي أنه لا يوجد أي مبرر
لقبول هذا النوع من أصحاب السعادة.
:telephone::nice::anger1::):eek5::weeping::omg: