المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : +++ رادارات الطرق.. بين حفظ السلامة وتثبيت الغرامة +++



jajassim
10-02-2008, 09:58 PM
10/02/2008

الدوحة - محمد سيدِ ،، جريدة العرب


من المألوف أن نراه في أماكن واضحة على مفترقات الطرق، وفي كل زاوية من زوايا الشوارع العامة سواء داخل المدن أو خارجها، كما نراه أحياناً متخفياً خلف شجرة أو على سيارة متنقلة، إنه رادار شرطة المرور لكشف السرعة.

الرادار هو نظام يستخدم موجات كهرومغناطيسية للتعرف على بعد وارتفاع واتجاه وسرعة الأجسام الثابتة والمتحركة كالطائرات، والسفن، والعربات، وتشكيل الطقس، والتضاريس.
جهاز الإرسال يبعث موجات راديو تنعكس بواسطة الهدف فيتعرف عليها جهاز الاستقبال. وتكون الموجات المرتدة إلى المستقبل ضعيفة، فيعمل جهاز الاستقبال على تضخيم تلك الموجات؛ مما يسهل على جهاز الرادار أن يميز الموجات المرسلة عن طريقه من الموجات الأخرى كالموجات الصوتية وموجات الضوء.

يستخدم الرادار في مجالات عديدة كالأرصاد لمعرفة هطول الأمطار، ومراقبة الملاحة الجوية، الشرطة لكشف السرعة الزائدة، وأخيراً فإن أهم استخداماته تكون في المجال العسكري. وسمي الرادار بهذا الاسم اختصارا لجملة (Radio Detection And Ranging).
ظاهرة نشر هذه الرادارات لكشف السائقين المتجاوزين للسرعة القانونية، أصبحت أمراً مألوفاً في أنحاء العالم، وهي نوع من أنواع استخدام التقنيات العلمية المتطورة في تطبيق الأنظمة المرورية، وفي قطر لاحظ المواطنون نشر أعداد كبيرة من هذه الرادارات على الطرق الفرعية والرئيسية، تزامناً مع البدء في تطبيق قانون المرور الجديد قبل اشهر.

وتتركز هذه الرادارات أساساً على مفترقات الطرق؛ حيث توجد إشارات المرور الضوئية وعلى الطرق السريعة، وغالباً ما تكون هناك لوحات تحذيرية تسبق مواقعها، تنبه السائقين إلى أن الطريق مراقب بالرادار، وبالتالي لا يجب تخطي السرعة المحددة.

وحول فاعلية هذه الوسيلة الحديثة في ردع المتجاوزين وبالتالي التقليل من حوادث السير، التقت «العرب» ببعض السائقين الذين تباينت آراؤهم حول الموضوع.
ابتكارات لتخطي الرادارات

يقول الشاب سعود الشادي لقد باتت لدى المواطنين دراية وعلم في أنواع وأشكال الرادات أكثر من غيرهم من شعوب العالم، وباتوا يعلمون أين ومتى توضع؟ ولقد أدى مثل ذلك الأمر إلى انتشار ظواهر مثل «المسجات» التي تحذرك من مكان وجود رادار جديد والبعض يخزن أماكن الرادارات في جهاز الجي بي إس إذا كان موجودا في سيارته.

ويضيف سعود بأنه يمكن للهاتف المحمول أن يكتشف ترددات الرادار، حيث يعمل الأخير على ترددات معينة، يمكن برمجتها لإعطاء جرس أو ضوء عند الاقتراب منها بمسافة تسمح بتجنب المخالفة، وأوضح أن الأشخاص الذين يهتمون بمثل هذه الأمور يمكنهم الحصول على هذا الكود عبر شبكة الإنترنت، والقيام بعد ذلك بنشره؛ ليسهل لأي شخص استخدامه.

ويؤكد سعود أن الأمر وصل في بعض الأماكن إلى اختراع جهاز يوضع في السيارة يقوم بالبحث عن أماكن الرادار، وإعطاء إنذار لصاحب السيارة.

مسعود وهو مقيم عربي بالدوحة يقول بدوره إنه ليس ضد وجود الرادارات، ولكنه ضد استخدامها في كل مكان؛ حيث إننا قد نتقبل مثلاً وجود الرادار في داخل المدينة وبجانب الأماكن السكنية والمدارس، لكنني أرى أن وجوده في الطرق السريعة البعيدة عن المدينة هو أمر خاطئ، فكيف مثلاً يمكن أن أتقبل أن أظل على سرعة 70 كلم للساعة على مسافة مئات الكيلومترات في وقت يكون الطريق فيه خاليا، وله اتجاه واحد ؟!

خالد المري تساءل هل فعلاً حقق الرادار الهدف المأمول منه وهو الحد من السرعة؟ أم أنه وسيلة لجني المال من المواطن فحسب؟، أنا لا أعتقد بأنه قد حقق المبتغى والمأمول منه-

يضيف خالد - فالرادار وضع للحد من السرعة الزائدة وللتقليل من الحوادث، فلا السرعة قلت ولا الحوادث انخفضت بل إن الكثير من السائقين وخصوصاً الشباب باتوا يهزؤون من هذه الرادارات، وينطلقون بسرعة فائقة على امتداد الطريق، وعندما يصلون إلى موقع الرادار يخفضونها فجأة «ضاربين بريك» مما تسبب في حوادث كثيرة على الطرق.

أمل المنصوري التي التقيناها عند أحدى الإشارات المرورية بجانب فندق رمادا تقول: أنا في اعتقادي أنه لولا الرادارات ، لرأينا الحوادث بأعداد مضاعفة عما هي عليه اليوم، فدورها في كشف السرعة يعتبر رادعاً للمتهورين، فمثلا عندما يعلم السائق أن الطريق مراقب بالرادار، فهو بذلك يحتاط من خلال تخفيفه لسرعة سيارته، وخاصة إذا كان لا يعرف أماكن تواجد الرادارات.

أما الطريق السريع الذي يخلو أو تقل عليه الرادارات، فترى الشباب يتسابقون أيهم يصل أولاً. وحسب وجهة نظر أمل المنصوري فإن الرادارات المتنقلة أفضل في رصد المخالفات والسيطرة على السائقين، فمشكلة الرادارات الثابتة أن الناس تحفظ أماكنها.

:telephone::telephone:


الرادار والحالات الطارئة

أبو أحمد طرح سلبية يراها من أهم سلبيات نظام الرادارات، فمثلاً لو كانت مع أحدهم حالة طارئة وخطيرة، وربما مسألة حياة أو موت، من سيخبر الرادار بأنها كذلك ؟هل سيرى ذلك الشخص الذي يحمل ابنه المريض أو زوجته التي تعاني من آلام المخاض أهمية للرادار؟ ثم من سيصدقه عندما سيذهب للتجديد؟، بمعنى أنه سيدفع المخالفات رغما عنه.

وأياً تكن وجهات نظر السائقين المتفاوتة بين التأييد والمعارضة، فمما لاشك فيه أن تقنية كشف السرعة عن طريق الرادارات أثبتت فاعليتها في الكثير من البلدان الأوربية، وقلصت كثيراً من حوادث الطرق المميتة التي كانت تحصد سنوياً مئات الأرواح، فالموضوع يكمن في طريقة تطبيق هذا النظام بالشكل المناسب الذي يكفل حفظ سلامة المواطنين وتخطي السلبيات التي قد تؤثر على أعمالهم.


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،