فارس الكلمة
21-02-2008, 04:49 PM
مقال عجبني .. و أحببت أن انقله هنا لتعميم الفائدة ..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
د. نورية الخرافي
«كل نفس ذائقة الموت»، فالموت علينا حق، وله رهبة تدعو للخشوع والتمعن في نهاية المطاف مهما طال الدهر. في السابق، لم تكن ترتاد مجالس العزاء سوى السيدات الكبيرات السن، اذ كان يكفي ان تذهب الام لتقديم العزاء لتنوب بذلك عن جميع بناتها. وكان مجلس العزاء يتسم بالرهبة والخشوع، ويخيم على المكان صمت رهيب فلا تسمع الا همسا. اما الآن، فقد انتشرت ظاهرة ارتياد الفتيات مجالس العزاء، وهذا في حد ذاته امر طيب، اذ يجمل ان تعرف الفتاة الواجبات الدينية والاجتماعية تجاه الاهل والاصدقاء والمعارف، ولكن الذي لا يسر الخاطر ويبعث على الضيق والحزن معا، هو المظهر الذي تبدو عليه الغالبية العظمى من هؤلاء النساء الصغيرات السن، اذ تأتي الواحدة منهن وقد وضعت المكياج على وجهها (يطلق عليه مكياج العزاء)، وعلقت الاقراط في اذنيها، ووضعت الاساور والخواتم في يديها، والقت بالعباءة على كتفيها مظهرة تسريحة شعرها، ولا بأس في اظهار جانب كبير من ملابسها الانيقة. واكاد اجزم انه لو خرجت هذه الفتاة من مجلس العزاء الى مجلس استقبال اقيم لاي مناسبة سعيدة، لما احتاجت إلى ان تعود الى منزلها لتصلح من شأن مظهرها.
ويزداد الامر مرارة لو كان يقدم العزاء بوفاة شاب او شابة ذهب ضحية حادث اليم او مرض عضال. كما ان المؤسف حقا ان الكثيرات منهن يرتدن هذه المجالس بعلم الوالدة او برفقتها.
عندما ارى هؤلاء الفتيات تثور في ذهني اسئلة كثيرة: ترى هل تعي هؤلاء الفتيات المغزى من تقديم العزاء؟ هل تعي هؤلاء الفتيات ان تقديم العزاء هو مشاركة اهل المتوفى آلامهم واحزانهم، وان مظهرهن العام لا يدل اطلاقا على ذلك؟ الا يؤثر هذا الموقف الرهيب في سلوكياتهن وقيمهن؟ الم تر امهات هؤلاء الفتيات بناتهن وهن يخرجن الى مجلس عزاء بهذا المنظر؟ ما شعور والدة هذه الفتاة لو كان يقدم العزاء لها بفقدان احد احبتها واتت صديقات ابنتها بهذا المظهر؟ اسئلة كثيرة تدور في ذهني ولا املك من الامر شيئا.
كما انتشرت في الوقت الحاضر في مجالس عزاء النساء عادة وضع اشرطة كاسيت ترتّل آيات من الذكر الحكيم. ولا اعتراض على ترتيل آي من الذكر الحكيم وسماعها في مجالس العزاء، لكن الامر المؤسف حقا ان ارتفاع صوت الرحمن يتزامن مع انشغال اهل المتوفى بتلقي العزاء، وانشغال الكثير من المعزيات اما بقراءة المصحف وإما باحاديث جانبية كما لو كانت الآيات الكريمة موسيقى خلفية يتطلبها الموقف. عندما ارى هذا المنظر، يقفز الى ذهني نص الآية الكريمة «واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون». واتساءل: الا ترغب هؤلاء النسوة في رحمة الله؟ الا تعلمن انه اذا ارتفع صوت الرحمن وجب على جميع الاصوات ان تصمت؟ كما لاحظت ان الكثيرات من اهل المتوفى يقرأن القرآن اثناء تلقيهن للعزاء. ويكون ذلك بصورة متقطعة نتيجة تركهن القراءة كلما حضر فوج من النساء لتقديم العزاء. وقد لا يكون بين حضور فوج والآخر اكثر من دقيقة او دقيقتين، وهو ما يخرج القارئة ومن دون قصد منها عن الالتزام بآداب قراءة القرآن الكريم. والافضل ان تقرأ القرآن بعد ان ينفض المعزون وتخلو الى نفسها لتقرأ القرآن قراءة متصلة فيها الكثير من التمعن، فتحصل بذلك الطمأنينة ويكون لها الاجر والثواب.
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
د. نورية الخرافي
«كل نفس ذائقة الموت»، فالموت علينا حق، وله رهبة تدعو للخشوع والتمعن في نهاية المطاف مهما طال الدهر. في السابق، لم تكن ترتاد مجالس العزاء سوى السيدات الكبيرات السن، اذ كان يكفي ان تذهب الام لتقديم العزاء لتنوب بذلك عن جميع بناتها. وكان مجلس العزاء يتسم بالرهبة والخشوع، ويخيم على المكان صمت رهيب فلا تسمع الا همسا. اما الآن، فقد انتشرت ظاهرة ارتياد الفتيات مجالس العزاء، وهذا في حد ذاته امر طيب، اذ يجمل ان تعرف الفتاة الواجبات الدينية والاجتماعية تجاه الاهل والاصدقاء والمعارف، ولكن الذي لا يسر الخاطر ويبعث على الضيق والحزن معا، هو المظهر الذي تبدو عليه الغالبية العظمى من هؤلاء النساء الصغيرات السن، اذ تأتي الواحدة منهن وقد وضعت المكياج على وجهها (يطلق عليه مكياج العزاء)، وعلقت الاقراط في اذنيها، ووضعت الاساور والخواتم في يديها، والقت بالعباءة على كتفيها مظهرة تسريحة شعرها، ولا بأس في اظهار جانب كبير من ملابسها الانيقة. واكاد اجزم انه لو خرجت هذه الفتاة من مجلس العزاء الى مجلس استقبال اقيم لاي مناسبة سعيدة، لما احتاجت إلى ان تعود الى منزلها لتصلح من شأن مظهرها.
ويزداد الامر مرارة لو كان يقدم العزاء بوفاة شاب او شابة ذهب ضحية حادث اليم او مرض عضال. كما ان المؤسف حقا ان الكثيرات منهن يرتدن هذه المجالس بعلم الوالدة او برفقتها.
عندما ارى هؤلاء الفتيات تثور في ذهني اسئلة كثيرة: ترى هل تعي هؤلاء الفتيات المغزى من تقديم العزاء؟ هل تعي هؤلاء الفتيات ان تقديم العزاء هو مشاركة اهل المتوفى آلامهم واحزانهم، وان مظهرهن العام لا يدل اطلاقا على ذلك؟ الا يؤثر هذا الموقف الرهيب في سلوكياتهن وقيمهن؟ الم تر امهات هؤلاء الفتيات بناتهن وهن يخرجن الى مجلس عزاء بهذا المنظر؟ ما شعور والدة هذه الفتاة لو كان يقدم العزاء لها بفقدان احد احبتها واتت صديقات ابنتها بهذا المظهر؟ اسئلة كثيرة تدور في ذهني ولا املك من الامر شيئا.
كما انتشرت في الوقت الحاضر في مجالس عزاء النساء عادة وضع اشرطة كاسيت ترتّل آيات من الذكر الحكيم. ولا اعتراض على ترتيل آي من الذكر الحكيم وسماعها في مجالس العزاء، لكن الامر المؤسف حقا ان ارتفاع صوت الرحمن يتزامن مع انشغال اهل المتوفى بتلقي العزاء، وانشغال الكثير من المعزيات اما بقراءة المصحف وإما باحاديث جانبية كما لو كانت الآيات الكريمة موسيقى خلفية يتطلبها الموقف. عندما ارى هذا المنظر، يقفز الى ذهني نص الآية الكريمة «واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون». واتساءل: الا ترغب هؤلاء النسوة في رحمة الله؟ الا تعلمن انه اذا ارتفع صوت الرحمن وجب على جميع الاصوات ان تصمت؟ كما لاحظت ان الكثيرات من اهل المتوفى يقرأن القرآن اثناء تلقيهن للعزاء. ويكون ذلك بصورة متقطعة نتيجة تركهن القراءة كلما حضر فوج من النساء لتقديم العزاء. وقد لا يكون بين حضور فوج والآخر اكثر من دقيقة او دقيقتين، وهو ما يخرج القارئة ومن دون قصد منها عن الالتزام بآداب قراءة القرآن الكريم. والافضل ان تقرأ القرآن بعد ان ينفض المعزون وتخلو الى نفسها لتقرأ القرآن قراءة متصلة فيها الكثير من التمعن، فتحصل بذلك الطمأنينة ويكون لها الاجر والثواب.