المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحلام أوباما



بروحي
24-02-2008, 09:55 PM
أما أوباما فهو مختلف كثيرا، فهو معروف بخطابه الذي يركز على الوحدة ويرفض الانقسام، وبحديثه الخلاق الجذاب القادر على إقناع الكثيرين، وبتوجهاته السياسية الليبرالية على الساحة الخارجية مقارنة بهيلاري التي أيدت حرب العراق وتميل للتشدد مما يجعل أوباما أكثر قدرة على جذب أصوات الجماعات الرافضة للحرب.

كما أن أوباما يميل لليمين وللتوجهات المحافظة على الساحة الداخلية مقارنة بهيلاري فأوباما أكثر تدينا ومحافظة منها مما يجعله أكثر قدرة على اجتذاب أصوات المتدينين والجمهوريين المعتدلين.

كما أن أوباما المولود في عام 1961 ينتمي للجيل الأميركي المفقود الذي مازال يبحث عن أحد يمثله، ولو تم انتخابه من قبل الديمقراطيين فسوف يساعد الحزب الديمقراطي على الفوز بأصوات هذا الجيل في الانتخابات الرئاسية.

وسوف يكون في حالة فوزه بالرئاسة الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل أول رئيس أميركي ينتمي لهذا الجيل ويعبر عن قضاياه بعد سيطرة جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية على السياسة الأميركية منذ عام 1992.

كما أن أوباما يخوض الانتخابات بإستراتيجية جديدة تميزه عن هوارد دين الذي هزمه جون كيري في انتخابات عام 2004، وذلك لأن دين –الذي حقق نجاحا كبيرا قبل هزيمته- قدم نفسه على أنه صوت من لا صوت لهم في الحزب الديمقراطي كما استطاع بناء حركة سياسية باتت مؤثرة في الحزب الديمقراطي وهو نفس الشيء الذي يفعله أوباما حاليا فهو يجذب إليه أصواتا جديدة لم تصوت من قبل.

"
لكي يحقق أوباما أحلامه عليه مواجهة النخب التقليدية المسيطرة على الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري بنخبه وآلته السياسية والإعلامية الطاحنة والتي لن تتوانى عن القضاء على أحلام أوباما والجيل الأميركي المفقود
"
ولكن أوباما حرص على ألا يقع في أخطاء هوارد دين والذي بالغ في يساريته بشكل قلص قواعده الجماهيرية، أما أوباما فيحرص على تقديم نفسه كرجل يحلم بتوحيد أميركا وتخطي الفوارق السياسية والعنصرية.

ولكن هناك من يخشى على أوباما وأحلامه، فالنخب الصاعدة في أفق الحزب الديمقراطي نخب ثرية قد لا تهتم بأجندة الطبقات الفقيرة والمتوسطة.

كما أن أوباما قليل الخبرة ولا يمتلك سوى خطابه الرائع وأحلامه بتخطي الفوارق الاقتصادية والعنصرية والسياسية في أميركا، وهناك من يخشى أن تستغل القوى الرافضة للتغيير في أميركا خطاب أوباما وأحلامه كدليل في حد ذاته على تخطي تلك الفوارق دون إعطاء أوباما فرصة للتغيير الحقيقي.

فلكي يحقق أوباما أحلامه عليه مواجهة النخب التقليدية المسيطرة على الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري بنخبه وآلته السياسية والإعلامية الطاحنة والتي لن تتوانى عن القضاء على أحلام أوباما والجيل الأميركي المفقود.
ــــــــــــ
كاتب مصري




المصدر: الجزيرة