المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أين يأتي المستثمرون بالسيولة لشراء الأسهم؟



مغروور قطر
18-10-2005, 05:08 AM
من أين يأتي المستثمرون بالسيولة لشراء الأسهم؟

تحقيق - هيثم حسام الدين وصلاح حميدان

تزايدت مؤخرا المطالب المادية للأسر والأشخاص بشكل غير مسبوق حتى باتت تشكل في حجمها اكبر من الايرادات المتوقعة لأفرادها‚ وراح معها الأفراد يبحثون عن أنجح وأسرع الحلول لزيادة مدخولاتهم فلاح بالأفق بريق الأمل وحديث الناس وشغلهم الشاغل في وقتنا الحالي الا وهو الاسهم‚ حتى صرنا لا نجلس في مكان الا سمعنا احدهم يتلفظ بكلمة الاسهم والشركات الجديدة المدرجة في السوق‚ وهذا سهم جيد والآخر غير مؤتمن‚ متناسين - هؤلاء الناس - او ربما متجاهلين لفكرة تفيد بكيفية تأمين السيولة المطلوبة للاكتتاب او التداول على تلك الأسهم‚ فالبعض كان يدخر آلافا معدودة كانت سنده في أن يصبح من البورصيين‚ والآخر باع حلي زوجته ومهرها ليواكب تيار الاسهم وأرباحها‚ غيرهم ممن وجدوا في البنوك قروضا طاقة لتفريج كربهم‚ وآخرون لجأوا إلى شراء السيارات من الوكالات بالاقساط وبيعها نقدا (التورية) لشراء أسهم الشركة الفلانية‚ او البنك الفلاني‚ وتشير العديد من الدراسات المتخصصة في مجال الأوراق المالية خلال السنوات الاخيرة الماضية الى حدوث ازمات نفسية واضطرابات عصبية متزايدة جراء ضغوط البنوك وشركات التمويل على المقترضين لتسديد ديونهم‚ وتتزايد هذه الازمات مع زيادة اقبال المتمولين على شراء الأسهم ساعين وراء نيل لقب المستثمر البورصوي‚

«البورصة» رصدت تجارب العديد من المستثمرين حول سعيهم (المرير كما وصفوه) لتأمين السيولة المطلوبة للاكتتاب او التداول في سوق الدوحة للأوراق المالية‚ وكانت السطور التالية:

البداية كانت مع السيد نجد لقموش مستثمر في سوق الدوحة للأوراق المالية الذي ادرك مؤخرا خطورة مشكلة اللجوء الى الاقتراض من البنوك لشراء الأسهم‚ مشيرا الى الدور الكبير الذي قد تلعبه تلك البنوك في ركود الاقتصاد المحلي نظرا لأن بعضها تستثمر في الأسهم وتقدم في نفس الوقت قروضا كبيرة لعملائها الامر الذي قد يضطرها للضغط على العملاء المقرضين لاسترداد ديونها الامر الذي يدفعهم الى بيع الاسهم التي اشتروها بأسعار غير منصفة‚ مما يؤدي الى انخفاض اسعار الاسهم في السوق المالي نتيجة العرض الكبير والطلب المنخفض‚ مما يؤثر على عجلة الاقتصاد الوطني خاصة عندما تلجأ هذه البنوك الى زيادة سعر الفائدة على القروض في حال نقص سيولتها مما يؤدي بالضرورة الى حدوث ركود اقتصادي كبير نتيجة انخفاض حجم السيولة بالسوق‚ ويتابع السيد لقموش هذا كله فضلا عن الآثار النفسية والاجتماعية التي قد تصيب المقترض والذي غالبا ما يكون من صغار المستثمرين‚ فليس من الصعب تخيل حال من اقترض مبلغا لشراء أسهم شركة معينة ويتوالى مسلسل خسارته‚ لتأتي مواعيد الاقساط وفوائدها لتحطيم ما تبقى من نفسية ذلك المسكين‚ وأضاف السيد نجد لا بد على المستثمر او الراغب في اقتحام سوق الاوراق المالية الا يكابر على نفسه وأن يعرف حدوده وان يحاول جاهدا الابتعاد عن الفوائد والاقتراض قدر المستطاع‚ فالربح الذي سيحقق بالاسهم‚ تتكفل الفوائد المتراكمة بسحقه نهائيا‚

تجربة فاشلة

وبدوره سرد السيد يحيى بركسية تجربته الفاشلة كما وصفها مع الأسهم حيث انه باع حلي ومجوهرات زوجته بالاضافة الى بعض القطع الأثرية ليسير في ركب المستثمرين في سوق الدوحة للأوراق المالية‚ ويقول السيد بركسية لقد كنت اسمع بالبورصة والاسهم من خلال شاشات التلفاز حتى انني كنت لا أفهم ما تعني إلى ان جاء اليوم الذي راحت تتردد تلك الكلمات على شفاه الناس في الشارع اكثر من عبارات السلام ويتابع بركسية وبالفعل سعيت شأني شأن الكثير الى الاكتتاب على أسهم احدى الشركات‚ واضعا كل ما أملك من فلوس ومدخرات في تلك الاسهم حتى انني جمعت اموال بعض الاصدقاء لأزيد ارصدتي في الأسهم‚

وأضاف بركسية: اليوم او ربما غدا سيرتفع سعر السهم بهذه العبارات كنت ابرر نار غضبي‚ التي اشتعلت معها حاجتي الى الفلوس لكي استطيع تلبية متطلبات اسرتي‚ خاصة انني اقترضت بعض المال الذي حان موعد وفائه‚ ليزداد الطين بلة راحت اسعار اسهمي تتسارع في الانخفاض عندها قررت البيع‚ راضيا بما حققته من خسارة‚ وأضاف السيد بركسية ان التجربة المريرة التي خضت غمارها بفشل علمتني درسا لن انساه يفيد بأن الاستثمار في سهم معين يحمل بين طياته مخاطر قد ينتج عنها تكبد المستثمر خسائر مادية جسيمة في وقت تشهد فيه اسعار الاسهم ارتفاعا شديدا خلال فترات زمنية قصيرة الامر الذي قد يؤدي في معظم الاحيان الى ذبذبة عالية في أسعار الأسهم وبالتالي فإن المخاطر تكون عالية لمن يستعين بمبالغ صغيرة جاءت نتيجة الاقتراض سواء من البنوك او من اشخاص عاديين التي عادة ما تسبب ضغوطا عندما يحين موعد وفائها بفترة لم يتحقق معها ربح على الاطلاق‚ مما يتطلب الحذر ودراسة وتقييم الوضع المالي بشكل دقيق لمعرفة قدرته على تحمل الخسارة وبالتالي ابتكار استراتيجية استثمارية تليق بقدرته على تحمل المخاطر‚ وتابع يحيى انه يجب على المستثمر التحلي بهدوء الاعصاب وعدم الاندفاع او الانخراط في الاقتراض خاصة مع حملة البنوك الاعلانية التي راحت تتسابق فيما بينها لكسب مقترض جديد ‚

البيع بـ «التورية»

ومن جانبه يشير السيد عبد القادر حيدر مدير احد معارض السيارات الى ظاهرة جديدة بزغت شمسها مع بداية التداول في سوق الدوحة للأوراق المالية‚ الا وهي ظاهرة بين السيارات بالتورية‚ حيث يقوم الشخص الراغب في الاستثمار بالبورصة والحصول على السيولة اللازمة بذلك‚ الى شراء سيارة جديدة بالاقساط وبعد ذلك يبيعها بسعر ينقص عن سعر السوق بآلاف قليلة‚‚ وبذلك يكون قد أمن المبلغ الذي يريد‚ ويضيف السيد حيدر ان المستثمر بهذه الحالة يكون كمن اقترض من أحد البنوك نظرا للفائدة التي ستترتب عليه مع اقساط السيارة‚ وغالبا ما يكون معدل القسط والفائدة اكبر بكثير من معدل الربح وهنا تكمن الكارثة‚

وتابع حيدر ان هذه الظاهرة أثرت سلبا على المستثمر في كل النواحي‚ فالجميع اصبح يرغب في شراء السيارة الجديدة وعن طريق الاقساط والبعض راح يبيع سيارته المستعملة بأبخس الأسعار‚ وربما بنصف او ربع الثمن لمواكبة عجلة الربح في سوق البورصة حتى ان الكثير من الزبائن يتعذر عليهم دفع ما يترتب عليهم من أقساط شهرية الامر الذي يؤدي الى زيادة اعبائهم المادية خاصة بعد عودة الشيك الى بنك والحساب خالي الرصيد‚

دور الوعي

ويقول خميس الشمالي ان ما نحتاجه هو الوعي بحقيقة وضعنا الاقتصادي والمالي مؤكدا على ان الاقراض ليس الحل مطلقا لتمويل العجز الحاصل في موازنتنا الخاصة والعامة‚ وأضاف قائلا: على المستوى الفردي ارى انه على الانسان ان يسعى الى تحسين مهاراته والاستفادة منها لتحصيل المزيد من المال اللازم لتسيير حياته بالشكل المطلوب وان يتعلم ايضا حُسن ادارة امواله‚ وقال: اما على المستوى العام فيحتاج أصحاب القرار الى ترشيد الانفاق والصرف بحكمة ووفق اولويات متفق عليها في ظل رقابة صارمة تضع حدا لهدر المال العام‚

وأضاف الشمالي: ان تمويل البنوك للمستثمرين سيؤدي الى زيادة الدين الذي قد ينعكس مستقبلا على هذه البنوك باتهام سياساتها بالعمل غير العادل والتحيز لدفع المستثمرين لشراء الأسهم قد يكون لها نصيب الأسد من تلك الأسهم اضافة الى ان تمويل البنوك للمستثمرين قد يؤدي الى تفاقم اية أزمة يتعرضون لها كأن يشتري احد المستثمرين اسهما مول شراءها عبر الإقراض وبالتالي سيكون مضطرا لبيعها عن ظهور بادرة انخفاض اسعارها لتسديد دينه تجاه تلك البنوك مما يؤدي ايضا الى تفاقم عملية البيع في البورصة بسبب انهيار اسعار الاسهم بسبب عدم توفر الوعي اللازم وعدم وجود موضوعات انتقائية في المجالات ذات الاتصال بالعمل الاستثماري‚

أهمية تحديد النتائج

المحلل المالي سعيد الصيفي رأى ان من يقترض من البنوك من أجل الحصول على أسهم في البورصة قد يعرض حياته وأسرته للخطر لاسيما مع ملاحظة تذبذب أسعار الأسهم في الفترة الأخيرة مما يحتم أهمية التنبيه على المستثمرين بالتأني في اتخاذ قرارات الاقتراض واستشعار خطورة الأمر وثقله قبل البدء بتنفيذه بحيث يكون الاقتراض في المقام الأول لسد الحاجات الضرورية فقط وعدم الاقتراض مطلقا لتمويل شراء الأسهم وان لا يتم الاقتراض عندما يكون على المستثمر التزامات ومسؤوليات أخرى وان يتم تحديد الآثار المتوقعة عليه‚

وأضاف الصيفي من المهم جدا تحديد طرق السداد قبل الاستدانة وعدم التأخر في ذلك حتى في أحلك الظروف وأصعب المواقف مؤكدا على ان سهولة اجراءات الحصول على القروض أقحمت كثيرا من المستثمرين فيما كانوا يحجمون عنه سابقا بسبب صعوبة الشروط وأنه في هذه المسألة تتقاطع كثير من العناصر منها مدى حاجة الانسان إلى العيش الكريم وهوسه في نفس الوقت فيما عام على السطح مؤخرا وأصبح الهاجس الرئيسي للكثيرين وهو الأسهم وقال لقد اختلت بعض الثوابت عند كثير من الناس وسيطرت مفاهيم الأسهم والبورصة والاكتتابات على أفهام الكثيرين وعاداتهم وتوجهاتهم ونظراتهم للأمور وتصنيفاتهم وبات التقليد الأعمى مسيرا لكثير من التصرفات ووراء كثير من القرارات العقيمة والتي يأتي على رأسها الاقتراض في وقت يغيب فيه الخطاب التوعوي من أصحاب الخبرة والاختصاص التي يجب ان ينهل منها كثير من المستثمرين‚ وطالب الصيفي وسائل الإعلام بخلق الوعي اللازم لاتخاذ القرارات الرشيدة لتكريس أسس الاستثمار ومخاطره في أوساط المستثمرين اضافة إلى المسؤولية التي تقع على عاتق الجهات الرقابية على البنوك وشركات ومؤسسات التمويل بفرض ضوابط تحد من تساهلها في منح القروض لعملائها وتعريفهم بمخاطر القرارات التي يتخذونها‚

تدافع جنوني

أما منصور مبارك الخيارين فرأى ان أكثر المساهمين والمستثمرين أصبحوا يتوجهون إلى البنوك والمصارف لتقديم طلبات القروض وبمبالغ خيالية وان هناك مستثمرين توجهوا إلى رهن بيوتهم ومزارعهم وعماراتهم من أجل الحصول على المال لشراء الأسهم خصوصا عند الاعلان عن توجه احدى الشركات لطرح أسهمها للاكتتاب فتجد الناس بأعداد هائلة يتدافعون بشكل جنوني على عدد كبير من الأسهم‚

وأشار الخيارين إلى خطورة لجوء بعض الشباب لأخذ قروض كبيرة دون الانتباه إلى نسبة الفوائد المترتبة عليها والتسارع بشكل غريب لشراء الأسهم مرجعا أسباب هذه الظاهرة الجديدة إلى حب التقليد للغير والاقبال على وسيلة ربح مريحة في وقت لا يزال المواطنون فيه يفضلون وسائل الكسب المريحة اضافة إلى سهولة منح القروض من البنوك والتي استحدث بعضها خدمات تمويل الأسهم مقابل الاسترداد مع الفائدة وقال لقد سمعت عن كثير من المستثمرين الذين خسروا ممتلكاتهم بسبب تهورهم ومخاطرتهم في البيع والشراء والتساهل في أخذ القروض دون دراية كافية أو أدنى خلفية عنها مما أدى إلى كوارث لدى العديد منهم وسمعت أيضا عن اصابة أحد المعارف بمرض نفسي اضطر بسببه إلى الانقطاع عن العمل إلى ان أقيل من منصبه‚

Love143
18-10-2005, 08:13 AM
يعطيك العافيه اخوي مغروور على نقل الخبر :)

القبقب
18-10-2005, 08:22 AM
خوش خوش

مغروور قطر
18-10-2005, 08:23 AM
يعطيك العافيه اخوي مغروور على نقل الخبر :)
يعافيك اخوي

a7med0_0
22-10-2005, 11:36 AM
الاغلبيه يابوا فلوسهم من الاقتراض الله يعينهم وتوهقوا

يعطيك العافيه اخوي على الخبر