المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "الريال " اصله قطرى



قطرى مزمن
27-02-2008, 11:18 AM
مقال منقول
"الريال" اصله قطرى
المواطن بين "التعويم" والدعم



لا ارى مبررا واضحا لفقدان المواطن للكثير من المميزات السابقه التى كان ينعم بها سوى تخلى الدوله عن دعمه بالشكل الذى كان سائدا فى السابق, فالمستمع لشكاوى المواطنين او مايكتبونه ويتناقلونه فى منتدياتهم او فى الصحف يظهر بلا شك ان هناك شعورا طاغيا بتراجع مكتسبات المواطن مقارنة بالسابق ليس فقط فيما هى اثرا للتضخم وانما فى الجانب المعنوى كذلك ومما يزيد من الاحساس بمثل هذا الشعور وجعله مؤرقا الشعور بالاقليه كذلك والاقليات فى جميع المجتمعات لابد وان تتصف ببعض الخصائص التى تجعل منها قادره على العيش وسط الاكثريه وقد تكافح من اجل ذلك. وفى التشريعات الديمقراطيه الحديثه هناك ضمانات قويه لحماية الاقليات,فما بالنا اذا كان المواطنون هم الاقليه وماذا قد يشكل ذلك على مستقبل البلد من ابعاد فالدعم واستمراره هنا ياتى فى مقدمة هذه الضمانات لا اقول انه ليس هناك دعم البته ولكن اخشى من استمراره فى التآكل. مااود الاشارة اليه هنا هل هناك مبرر او مبررات للا نتقال شبه السريع من سياسة الاحتضان الى سياسة " التعويم" التى تطرق الابواب والجميع يعلم ماذا يعنى مصطلح "التعويم " اقتصاديا وهو ترك العمله لعوامل سعر الصرف فى السوق يتحكم بها , شخصيا لا ارى مبرر يمكن التماسه للانتقال من هذه الى تلك بهذه السرعه فمثل هذه النقله تقترن دائما ببنيه سياسيه واقتصاديه معينه لابد من توافرها. فسياسيا, لاتزال جميع دول الخليج العربيه دون مستوى مجتمع المواطنه الدستوريه بل وتعانى من خلل سكانى رهيب الذى يحذر علماء الاجتماع من خطورة اغتياله لثقافة وتركيبة ولغة اهل المنطقه .فمجتمعات المواطنه وحدها القادره على تعويم جميع اشكال التمييز بين مواطنيها بشكل اكثر عداله من غيرها ومع ذلك تحتفظ هذه الدول الديمقراطيه القائمه على المواطنه ببعض خصوصياتها التاريخيه فلا يمكن لامريكى مثلا ان يتولى الرئاسه مالم يولد فى الولايات المتحده.
اما اقتصاديا, فلا تزال دولنا الخليجيه العربيه وفى مقدمتها قطر دولا ريعيه فى الاساس والريع كما هو معروف له بنيه فوقيه سياسيه قائمه على التوزيع بمعنى اخر ان لامر لم يتغير عن وضعه السابق منذ ظهور النفط فى المنطقه بل ان الزياده المحليه السكانيه اقل بكثير عن الزياده فى المردود الاقتصادى لعائداته فى الوقت الحاضر او حتى فى السنوات السابقه كذلك. على هذا فان اكبر خطر اجتماعى قد يواجه المنطقه من اتباع مثل هذه السياسه التعويميه للمواطن فيها هى فى ظهور اشكال جديده للاستبعاد الاجتماعى الذى يشير الي الكثير من علماء الاجتماع ففى حين تنفصل الطبقات المهمشه السفلى عن المجتمع بثقافتها واساليبها فى المقاومه والبحث عن النجاه فى نفس الوقت تنفصل ايضا الطبقه العليا للمجتمع وتسيج نفسها بسياج حديدى وحياه ملائكيه تسمع عنها ولاتراها والخساره تكون عى المجتمع ككل لتعذر نجاة احداهما دون الاخرى على الامد البعيد مع بقاءالمجتمع قائما. والطريف ان "غرينسبان" وهو محافظ الفيدرالى الامريكى سابقا اشار فى الاسبوع الماضى فى جده بل وشكك فى قدره دول الخليج على اتباع سياسة التعويم لعملاتها للهروب من تداعيات الدولار المريض نظرا لاعتمادها على مصدر واحد للدخل وهو النفط وقال ان مثل هذه السياسه تتخذها الدول ذات الاقتصادات المنوعه الامر الذى قد يبدو كارثيا لدول مثل دول الخليج العربيه لو اتبعته للسبب المشار اليه الا ان المفارقه هنا تبدو فى انه ثمة بوادر " لتعويم " المواطن بدلا عن العمله بعد استعصائها على ذلك والمفارقه الكبرى هنا ايضا هى فى عدم الوعى بان هذا المواطن اصلا امتدادا لعملته التى هى نتيجة للريع كما ذكرت فثمة ترابطا قويا بين النفط والريال والمواطن فهذه الثلاثيه هى التى صنعت التنميه فى هذا الوطن فالتعويم واعنى تعويم المواطن هنا اذن يتطلب مواطنه والمواطنه بالتالى تتطلب اقتصادا ضرائبيا منوعا على اقل تقدير وهذا له مكوناته المترابطه هذا هو البعد التاريخى الذى من الاحرى ان لا يغفل , هناك اشارات للمسؤولين تفيد با مكانية رفع قيمة الريال مقابل الدولار للتخفيف من وهج التضخم الجامح وهذا امر حسن ولكنه مرتبط كما ذكرت بالابعاد الاخرى التى تاتى فى مقدمتها المباشره رفع قيمه المواطن وعلى المدى الطويل تنويع الاقتصاد." فالريال " قيمته الحقيقه كونه قطرى اى انعكاسا لانسان هذه الارض الذى انشأه وجعله سويا.