المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنما السبيل على الذين يظلمون الناس !



السعدي999
29-02-2008, 07:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله جلّ و علا : {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [الشورى:39-42].

يقول الإمام السعدي-رحمه الله- في تفسير هذه الآيات (ص760) :

ذكر الله في هذه الآية، مراتب العقوبات، وأنها على ثلاث مراتب:
عدل وفضل وظلم.
فمرتبة العدل؛ جزاء السيئة بسيئة مثلها، لا زيادة ولا نقص، فالنفس بالنفس، وكل جارحة بالجارحة المماثلة لها، والمال يضمن بمثله.

ومرتبة الفضل: العفو والإصلاح عن المسيء، ولهذا قال: { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } يجزيه أجرا عظيما، وثوابا كثيرا، وشرط الله في العفو الإصلاح فيه، ليدل ذلك على أنه إذا كان الجاني لا يليق العفو عنه، وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته، فإنه في هذه الحال لا يكون مأمورا به.

وفي جعل أجر العافي على الله ما يهيج على العفو، وأن يعامل العبد الخلق بما يحب أن يعامله الله به، فكما يحب أن يعفو الله عنه، فَلْيَعْفُ عنهم، وكما يحب أن يسامحه الله، فليسامحهم، فإن الجزاء من جنس العمل.
وأما مرتبة الظلم فقد ذكرها بقوله: { إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } الذين يجنون على غيرهم ابتداء، أو يقابلون الجاني بأكثر من جنايته، فالزيادة ظلم.

{ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ } أي: انتصر ممن ظلمه بعد وقوع الظلم عليه { فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ } [/COLOR]أي: لا حرج عليهم في ذلك.

ودل قوله: { وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ } وقوله: { وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ } أنه لا بد من إصابة البغي والظلم ووقوعه.

وأمّا إرادة البغي على الغير، وإرادة ظلمه من غير أن يقع منه شيء، فهذا لا يجازى بمثله، وإنما يؤدب تأديبا يردعه عن قول أو فعل صدر منه.

{ إِنَّمَا السَّبِيلُ } أي: إنما تتوجه الحجة بالعقوبة الشرعية { عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } وهذا شامل للظلم والبغي على الناس، في دمائهم وأموالهم وأعراضهم. { أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي: موجع للقلوب والأبدان، بحسب ظلمهم وبغيهم.

{ وَلَمَنْ صَبَرَ } على ما يناله من أذى الخلق { وَغَفَرَ } لهم، بأن سمح لهم عما يصدر منهم، { إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمُورِ } أي: لمن الأمور التي حث الله عليها وأكدها، وأخبر أنه لا يلقاها إلا أهل الصبر والحظوظ العظيمة، ومن الأمور التي لا يوفق لها إلا أولو العزائم والهمم، وذوو الألباب والبصائر.

[COLOR="Blue"]فإن ترك الانتصار للنفس بالقول أو الفعل، من أشق شيء عليها، والصبر على الأذى، والصفح عنه، ومغفرته، ومقابلته بالإحسان، أشق وأشق، ولكنه يسير على من يسره الله عليه، وجاهد نفسه على الاتصاف به، واستعان الله على ذلك، ثم إذا ذاق العبد حلاوته، ووجد آثاره، تلقاه برحب الصدر، وسعة الخلق، والتلذذ فيه.] اهـ كلامه رحمه الله . اهـ. كلامه رحمه الله.


ويقول الله عزَّ من قائل في الحديث القدسي : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرما بينكم فلا تظالموا )
[رواه مسلم من حديث أبي ذر -رضي الله عنه- ].

ويقول نبي الهدى صلوات الله وسلامه عليه : ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم )
[رواه مسلم وأحمد وغيرهما من حديث جابر -رضي الله عنه-].

زاد ابن وحبان والحاكم : ( وإيَّاكم والفحش فإنَّ الله لا يحب الفاحش والمتفحش ) [وصححه الألباني -رحمه الله- كما في صحيح الترغيب ]



منقول

ســـهم
01-03-2008, 07:01 AM
بارك الله فيك على هذا النقل المبارك وجزاك الله خيرا ..

سيف قطر
01-03-2008, 08:34 PM
فإن ترك الانتصار للنفس بالقول أو الفعل، من أشق شيء عليها، والصبر على الأذى، والصفح عنه، ومغفرته، ومقابلته بالإحسان، أشق وأشق، ولكنه يسير على من يسره الله عليه، وجاهد نفسه على الاتصاف به، واستعان الله على ذلك، ثم إذا ذاق العبد حلاوته، ووجد آثاره، تلقاه برحب الصدر، وسعة الخلق، والتلذذ فيه.] اهـ كلامه رحمه الله . اهـ. كلامه رحمه الله.

بارك الله فيك اخوي السعدي 999

امـ حمد
02-03-2008, 04:28 AM
بارك الله فيك اخي ع الموضوع

السيليه
04-03-2008, 10:39 AM
جزاك الله خير علي الموضوع

السعدي999
08-03-2008, 07:32 PM
بارك الله فيك على هذا النقل المبارك وجزاك الله خيرا ..


وياك اسعدني مرورك


فإن ترك الانتصار للنفس بالقول أو الفعل، من أشق شيء عليها، والصبر على الأذى، والصفح عنه، ومغفرته، ومقابلته بالإحسان، أشق وأشق، ولكنه يسير على من يسره الله عليه، وجاهد نفسه على الاتصاف به، واستعان الله على ذلك، ثم إذا ذاق العبد حلاوته، ووجد آثاره، تلقاه برحب الصدر، وسعة الخلق، والتلذذ فيه.] اهـ كلامه رحمه الله . اهـ. كلامه رحمه الله.

بارك الله فيك اخوي السعدي 999

وفيك بارك حفظك الله

بارك الله فيك اخي ع الموضوع

وياك حفظك الله


جزاك الله خير علي الموضوع

وياك بارك الله فيك

HAlHammadi
12-03-2008, 11:15 AM
جزاك الله خيراً

السعدي999
25-03-2008, 10:26 PM
جزاك الله خيراً

وياك بارك الله فيك

سنين
28-03-2008, 03:13 AM
جزاك الله خير اخوي

الصارم المسلول
24-05-2008, 07:33 PM
جزاك الله خيرا

الخيااال
25-05-2008, 01:17 PM
جزاك الله خير جهد تشكر عليه