المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رضـى النــــــــــاس غاية لا تــــــدرك!!!



الصارم المسلول
01-03-2008, 02:29 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد.

فأعلموا رحكمني الله وآياكم أنه لا بد لكل عبد أن يتقي أشياء فإنه لا يعيش وحده ولو كان ملكا مطاعا فلا بد أن يتقي أشياء يراعي بها رعيته فحينئذ فلا بد لكل إنسان أن يتقي فإن لم يتق الله اتقى المخلوق والخلق لا يتفق حبهم كلهم وبغضهم بل الذي يريده هذا يبغضه هذا فلا يمكن إرضاؤهم كلهم:



كما قال الشافعي رضي الله عنه:

" رضى الناس غاية لا تدرك فعليك بالأمر الذي يصلحك فالزمه ودع ما سواه فلا تعانه فإرضاء الخلق لا مقدور ولا مأمور وإرضاء الخالق مقدور ومأمور ".

وأيضا فالمخلوق لا يغني عنه من الله شيئا فإذا اتقى العبد ربه كفاه مؤنة الناس.

و كما كتبت عائشة إلى معاوية روي مرفوعا وروي موقوفا عليها قال رضي الله عنها "من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ومن أرضى الناس بسخط الله عاد حامده من الناس له ذاما ".

فمن ارضى الله كفاه مؤنة الناس ورضي عنه ثم فيما بعد يرضون إذ العاقبة للتقوى ويحبه الله فيحبه الناس .

كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه "عن النبي أنه قال اذا أحب الله العبد نادى يا جبرائيل إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبرائيل ثم ينادي جبرائيل في السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض". وقال في البغض مثل ذلك .

فقد بين أنه لا بد لكل مخلوق من أن يتقي إما المخلوق واما الخالق وتقوى المخلوق ضررها راجح على نفعها من وجوه كثيرة وتقوى الله هي التي يحصل بها سعادة الدنيا والآخرة فهو سبحانه أهل التقوى وهو ايضا أهل المغفرة فإنه هو الذي يغفر الذنوب لا يقدر مخلوق على أن يغفر الذنوب ويجير من عذابها غيره وهو الذي يجير ولا يجار عليه قال بعض السلف ما احتاج تقي قط :

لقوله تعالى {{ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب }}،( الطلاق 2).

فقد ضمن الله للمتقين أن يجل لهم مخرجا مما يضيق على الناس وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون فإذا لم يحصل ذلك دل على أن في التقوى خللا فليستغفر الله وليتب إليه .
ثم قال تعالى {{ومن يتوكل على الله فهو حسبه }}،( الطلاق 3 ).

اي فهو كافيه لا يحوجه الى غيره .

وقد ظن بعض الناس أن التوكل ينافي الاكتساب وتعاطي الأسباب وأن الأمور إذا كانت مقدرة فلا حاجة إلى الأسباب وهذا فاسد فإن الاكتساب منه فرض ومنه مستحب ومنه مباح ومنه مكروه ومنه حرام ،وقد كان النبي أفضل المتوكلين يلبس لأمة الحرب ويمشي في الأسواق للاكتساب حتى قال تعالى حاكيا عن الكافرين {{ ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق }}، ( الفرقان 7 ).ولهذا تجد كثيرا ممن يرى الاكتساب ينافي التوكل يرزقون على يد من يعطيهم إما صدقة واما هدية، وقد يكون هذا من مال كسبه حرام.

وربما لو كان في العمر بقية لأفردت موضوع خاصة أناقش فيه الفرق بين التوكل والتواكل.

والفرق الخطير بين الأعتماد على الأسباب وترك الأسباب.

سيف قطر
01-03-2008, 02:57 PM
بارك الله فيك اخي الكريم الصارم المسلول .. واصل

امـ حمد
02-03-2008, 04:29 AM
بارك الله فيك اخي ع الموضوع

امـ حمد
02-03-2008, 04:34 AM
جزاك الله خير اخي علي هذا الشرح

السيليه
04-03-2008, 10:37 AM
جزيت خيرا

مستثمره
08-03-2008, 12:09 AM
جزاك الله خيرا

Al-sa7er
08-03-2008, 12:57 AM
جزاك الله خير اخي الكريم وبارك الله فيك

Stars
12-03-2008, 08:53 AM
أشكرك اخوي ..

HAlHammadi
12-03-2008, 09:03 AM
جزاك الله خيراً