المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدرسة «اتباع المؤشر»



ahmed jasim
02-03-2008, 07:08 PM
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/2-3-2008//366407_4501.jpg

1- مفهوم التاجر المضارب.. لا المستثمر:
يقول الفيلسوف الاقتصادي الاسترالي لودفيغ فون ميزس ان «المضاربة بقصد الربح هي القوة المحركة للسوق». ويُعتبر متبعو المؤشر تجارا - مضاربين لا مستثمرين. فالمستثمر يضع أمواله أو رؤوس أمواله في السوق بافتراض أن قيمة الأسهم المستثمرة ستزداد مع الوقت. وكلما ازدادت القيمة ازدادت قيمة استثماراته فيها. ولا يملك المستثمرون خطة تبين متى تنخفض قيمة استثماراتهم وماذا يفعلون في هذه الحالة. فهم متواصلون في استثماراتهم، ويـأملون أن تنعكس القيمة بنفسها وترتفع. فينجح المستثمرون بشكل نموذجي عندما يصعد السوق ويخسرون أثناء الهبوط. أما التاجر - المضارب فيملك خطة واستراتيجية محددتين يضع بها رأس المال في السوق ليحقق هدفا واحدا ألا وهو الربح. فالتجار لا يهتمون بما يملكون وماذا يبيعون طالما ينتهي بهم المطاف بأموال أكثر مما ابتدأوا به. فهم لا يستثمرون في أي شيء لكنهم يتاجرون، وهناك فرق بين الأمرين.

2- تحلَّ بالمرونة واستفد من التغيير:
أحد المبادئ الفلسفية التي يتبعها متبعو المؤشر هي الاعتراف أن ما يحدث في السوق اليوم هو نفسه الذي يحدث منذ 20 عاما. بعبارة أخرى بورصة اليوم هي مثل بورصة الأمس لأنها دائما تتغير. وإذا كنت مرنا، فإن تغييرات السوق مثلها مثل تقلبات الحياة يجب ألا تؤثر عليك سلبا. وقبول حتمية التغيير والمرونة هو الخطوة الأولى في فهم فلسفة اتباع المؤشر. فالأسواق ترتفع وتهبط. ولا أحد يمكنه أن يتوقع بداية المؤشر ولا نهايته حتى يمكن تسجيله، وهو في ذلك مثل الطقس تماما. وإذا كانت استراتيجيتك التجارية مصممة لتتوافق مع التغيير، فيمكنك الاستفادة من التغييرات لكسب المال.

3- وقف الخسائر وجني الأرباح:
تُعد استراتيجية «وقف الخسائر وترك الأرباح تسير» أساسية يسعى جميع متبعي المؤشر الى تطبيقها. إذ يُنصح بإنهاء الأنشطة الخاسرة فورا وترك الأنشطة الرابحة تستمر. وهنا يصح المثل: «عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة». إذ لا يمكن للمتداول دخول اللعبة مجددا إذا نفدت نقوده، كما أنه لا يمكنه التوقع أن يسير المؤشر كما يشاء. ويبقى متبعو المؤشر على المؤشر قدر استطاعتهم بدلا من حصاد أرباحهم بمجرد تحقيقها.
فإذا بدأت على سبيل المثال بمبلغ 50 ألف دينار في محفظتك الاستثمارية، وأقفل السوق بعد شهر ورصيدك مرتفعا إلى 80 ألف دينار، يمكنك عند هذه النقطة الإسراع لسحب 30 ألف دينار التي تمثل ربحك. لكن باعتقاد أتباع المدرسة الجديدة، أنت مخطئ في تفكيرك بأنك إذا لم تحصل على هذه الأرباح على الفور، فهي لن تنتظرك. ويعتبرون أن رفض المخاطرة بهذه الأرباح المتراكمة خطأ فادح. ويدرك متبعو المؤشر بأن حسابا قيمته 50 ألف دينار قد يصل إلى 80 ألف دينار، ثم قد ينخفض إلى 55 ألف دينار أو أيضا قد يرتفع إلى 90 ألف دينار، كما وقد يصل إلى 200 ألف دينار. فالمتداول الذي يأخذ أرباحه عند 80 ألف دينار لا يمكنه الوصول بها إلى 200 ألف دينار. وترك أرباحك في السوق عملية صعبة من الناحية النفسية غير أن مدرسة اتباع المؤشر تعتبر أن محاولتك حماية كل فلس من أرباحك تحرمك بالفعل من تحقيق ثروة.

4- اتبع السعر أولا:
يحقق متبعو المؤشر أرباحا ملموسة نظرا لأن قراراتهم تقوم في الأساس على معلومة واحدة من المعلومات الأساسية وهي السعر. فالتدفق المستمر للبيانات الأساسية مثل نسب الأرباح والتقارير الفصلية والسنوية والدراسات الاقتصادية لها دور كبير في استمالة التاجر، لكنها تجعل التجارة أكثر تعقيدا مما تستحق. فتحليل كل معلومة أساسية لا يخبر التاجر بالكمية التي يشتريها ووقت الشراء، أو بالكمية التي يبيعها ووقت البيع.
فكر دائما بما هو مشترك بين الأسهم والسلع والعملات، إنه السعر. وأسعار السوق هي التي تقدم البيانات الموضوعية، فأنت يمكنك مقارنة الأسعار وقياس حركتها، حتى لو لم تكن تعلم أي شيء عن البورصة. وهنا يجدر التذكير بأن الواقع في سوق الكويت للأوراق المالية، كما في الاسواق المالية الأخرى، يشير إلى أنه لا يمكن الوثوق بشكل قطعي في أرقام موازنات الشركات ونسب الأرباح. فهذه الأرقام معرضة لأي تغيير أو تزوير. وحتى لو عرفت الارقام الدقيقة للموازنة فهي لن تساعدك في تحديد وقت الشراء أو البيع أو الكمية. صحيح أن الأسعار متقلبة لكنها لن تحجب حقيقة تفاعلات السوق. ومهمة متبع المؤشر غربلة بيانات الأسعار بشكل منظم للعثور على المؤشرات والتصرف على أساسها، وعدم السماح للتشويش الناتج عن آخر الأخبار بأن يؤثر على قراراته الاستثمارية. اعرف دائما أن لا أحد يمكنه التوقع بسير السوق صعودا أم هبوطا. ولا أحد يعرف متى سيتحرك السوق. ولا يمكنك الغاء الماضي كما لا يمكنك التوقع بالمستقبل. لكن الاسعار وليس التجار هي التي يمكنها توقع المستقبل.

5- لا تنتظر القاع لتشتري وبع قبل القمة:
لا وقت محددا للبيع كما لا وقت محددا للشراء، هذه قاعدة أساسية في مدرسة «اتباع المؤشر». ولا يسمح تحليل السعر أصلا لمتبعي المؤشر أن يدخلوا عند القاع أو يخرجوا عند القمة. فالفكرة السائدة في الكويت ألا يشتري التاجر السهم عند انخفاضه، ويسعى لتركه إلى أن ينخفض أكثر، حتى يحصل على صفقة أفضل. لكن «اتباع المؤشر» يعمل في الاتجاه المعاكس، وذلك بشرائه بأسعار أعلى أو بأسعار متوسطة إن صح التعبير.. وينتظر. وكذلك الحال في رحلة السهم صعودا. لنفترض أنك رأيت سهما يرتفع من 200 فلس إلى دينار. فعندما كان السعر 200 فلس لم تكن تعرف أنه سيمضي في طريقه ليصبح دينارا. كما أن متبعي المؤشر أيضا لم يعرفوا أنه سيصل إلى دينار. غير أنهم كانوا يشترون على أي حال، إذ يضعون في اعتبارهم أنه قد يصبح دينارا أو أن ذلك قد لا يحدث. لكن هذا لا يعني التخلف عن شراء السهم، إذا لم تشتره عند 200 فلس. فما المانع إذا دخلته عند 400 فلس ووصل سعره إلى دينار، فتكون حققت ربحا وفيرا أيضا. وتذكر دائما أنه لا يمكنك تحديد توقيت معين للتجارة، فليس بمقدور أحد تحديد القمة أو القاع.

6- متى تشتري ومتى تبيع؟
بما أن متبعي المؤشر لا يدخلون اللعبة وهم مؤمنون بأن الوصول إلى القمة أو الهبوط إلى القاع أمر ممكن، فهم لا يحددون أهدافهم الربحية ولا يحددون الحد الأعلى للربح. لكن متى يدخل «متبع المؤشر»؟ لا يكون لدى متبعي المؤشر القدرة على التوقع بموعد بداية عملهم. الطريقة الوحيدة لمعرفة موعد بدايتهم هي بداية تحركه صعودا أو هبوطا. لنفترض على سبيل المثال، أن معدل سعر سهم ما بين 250 و350 فلسا خلال 6 أشهر. فجأة شهد مؤشر السهم المذكور قفزة وانطلاقة نحو 500 فلس، فهذا الشكل يعد نقطة انطلاق لمتبعي المؤشر أي الشراء. وكذلك الحال عند البيع عندما تشهد هبوطا حادا مفاجئا في سهم ما بعد تأرجحه ضمن معدل ما، يجدر عليك البيع والخروج فورا. وهذا ما يظهره الرسم البياني المرفق.

7- ركز على التحليل الفني:
لا يعتمد أتباع المدرسة الجديدة التحليل الأساسي بأي شكل من الأشكال، لأن مدة دراسته طويلة وأسلوبه معقد بعض الشيء. لذا يفضلون التحليل الفني. فبدلا من تقييم العوامل الأساسية خارج السوق، يتركز التحليل الفني على اسعار السوق نفسه. ويعتقد التجار أن التحليل الدقيق لحركة الأسعار اليومية طريقة مفيدة وكافية.
قد يكون المحلل الأساسي قادرا على تقييم العمليات الاقتصادية كما ينبغي، لكنه لا يستطيع التوقع بكيفية تعامل المتداولين مع نفس هذه المعلومات. في النهاية، يكون الرأي الجماعي لكل المتعاملين في السوق هو الذي يحدد ارتفاع السهم من انخفاضه. وهذا الإجماع يكشفه تحليل السعر.. و«متبعو المؤشر».

8- استجب لما يحدث لا للمتوقع:
يوجد شكلان من التحليل الفني، أحدهما يعتمد على قراءة الرسوم البيانية واستخدام المؤشرات للتوقع باتجاه السوق. لكن متبعي المؤشر لا يتوقعون ويعتمدون فقط على السعر، وهذا هو الشكل الثاني من التحليل الفني. فبدلا من محاولة توقع توجه السوق، تبنى استراتيجيتهم على التفاعل مع تحركات السوق متى حدثت. وتستجيب مدرسة «اتباع المؤشر» لما حدث بدلا من ترقب ما سيحدث، وأتباع هذه المدرسة يكافحون كي تظل استراتيجياتهم مبنية على قواعد ثابتة، وهذا يمكنهم من التركيز على السوق مع عدم الاستجابة للعواطف والمشاعر. فأحد الأسباب في نجاح اتباع المؤشر يكمن في أنك لا تحاول معرفة كل التفاصيل عنه: أنت متبع لمؤشر، ولست متوقعا له.

9- بين القرارات التقديرية والآلية:
غالبا ما تكون القرارات التي يتم اتخاذها بناء على تقدير التاجر قرارات وفقا لأهوائه، لذا يمكن تغييرها أو تخمينها. وليس هناك تأكيد صارم على أن هذه القرارات التجارية التقديرية مبنية على الواقع ولا تتسم بالهوى الشخصي. لذا ينصح الخبراء باتباع نظام آلي بعيدا عن القرارات التقديرية الشخصية. بالطبع، تكون الخيارات الأولية للتاجر لإطلاق أحد الأنظمة تقديرية، فلا بد له أن يتخذ قرارات تقديرية مثل اختيار نظام وتحديد محفظة الأوراق المالية ونسبة المخاطرة. وعلى كل حال، عندما تنتهي من اتخاذ القرارات بشأن الأساسيات يمكنك تنظيم القرارات التقديرية، وتبدأ من هذه النقطة الاعتماد على النظام الآلي.
والتجارة الآلية التي يستخدمها «متبعو المؤشر» تكون مبنية على مجموعة من القواعد الآلية والموضوعية، وغالبا ما تكون هذه القواعد مستمدة من رؤيتهم وفلسفتهم في السوق. فيتبع التجار هذه القواعد حرفيا ويضعونها في الغالب في برامج الكترونية على الكمبيوتر ليدخلوا السوق ويخرجوا منه. ويجعل نظام التجارة الآلي المضاربة أسهل من خلال تجنب العواطف عند اتخاذ القرارات. وإذا خالفت قواعدك الخاصة مع نظام التجارة الآلي، فقد تخسر كل شيء. هنا يسأل الكثيرون: «أين المتعة إذا كان كل ما تفعله يتم وفقا لنموذج آلي؟ لكن منهج اتباع المؤشر لا تهمه المتعة بقدر المكسب. تذكّر الربح أولا ثم المتعة ثانيا. تجدر الإشارة هنا إلى أن الكثير من مديري المحافظ في شركات استثمارية محلية طوروا أنظمة آلية للاستثمار والمضاربة في الأسهم الكويتية، وقد أظهرت هذه الأنظمة نجاحا منقطع النظير.

10- خاطر.. لكن أوقف النزيف في بدايته:
تقول مدرسة «متبعي المؤشر»: على المضارب الماهر أن يعرف متى يدخل المضاربة والأهم من ذلك أن يعرف متى يخرج. لذا اعرف أنك ستتعرض للتقلبات في حسابك، والخسارة تشكل جانبا من لعبة التجارة. وإذا لم تكن لديك خسائر فهذا يعني عدم خوضك للمخاطر، وإذا لم تخض المخاطر فلن تربح كثيرا. ليست الخسائر المشكلة، بل كيفية التعامل معها هي المشكلة. وتفضل مدرسة «اتباع المؤشر» معالجة الخسارة على مراحل، ويتيح لك هذا المنهج الاستمرار في التجارة. من الناحية النظرية، نادرا ما يصاب متبع المؤشر بخسائر كبيرة لأنه يقرر البيع وجني الأرباح وبناء مراكز جديدة بمجرد سير السوق ضده. وهذا ما يسمى وقف النزيف في بدايته. وقد يشتري «متبعو المؤشر» بسعر مرتفع وقد يبيعون بسعر منخفض عكس حدس معظم الناس. ويعتبر أفضل ضمان للتاجر ضد المخاطرة ليس التراجع لكنه التنوع.

11- كن صبورا كالأسد الأفريقي
يصف كتاب «أسرار البورصة» متبع المؤشر بالأسد الأفريقي الذي ينتظر أياما اللحظة المناسبة لمهاجمة فريسته الواثقة من عدم وجود مطارد لها، ومن ثم يستطيع متبع المؤشر أن ينتظر أسابيع أو شهورا من أجل تحقيق اتجاه واحد. لا يضطر «متبعو المؤشر» مع تحليل السعر أن يتاجروا كل يوم، بل ينتظرون بصبر حتى تكون ظروف السوق مناسبة بدلا من فرضها على السوق. وفي الختام، تذهب مدرسة «اتباع المؤشر» إلى أبعد من التجارة وإدارة المال، إنها عبارة عن طريقة التفكير التي يمكن تطبيقها في العديد من مجالات الحياة إذا كنا ننوي الاستمرار في الأعمال التي تفيدنا وننجح فيها ونتوقف عن الأنشطة التي لا تنجح.


http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperPublic/ArticlePage.aspx?ArticleID=366407

العيبان
03-03-2008, 02:28 PM
كلام جميل

مشكور استاذ احمد على النقل

jaber
04-03-2008, 06:13 AM
جزاك الله خيرا

امـ حمد
04-03-2008, 06:15 AM
جزاك الله خير اخي ع الكلام الجميل

المشتاقه الى الجنه
04-03-2008, 08:11 AM
جزاك الله كل خير

شويهينــه
04-03-2008, 08:14 AM
كلام مهم طبعته عشان اقراه على سعه
شكرا اخوي على الموضوع