المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغلاء ظاهرة عامة وقطر جزء من المنظومة العالمية



ابوسعود
15-03-2008, 07:13 PM
سجلت أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والإيجارات ارتفاعاً غير مسبوق في كل الدول ليصبح الغلاء ظاهرة عالمية.

الراية الاقتصادية ترصد أسباب الغلاء العالمي بداية من ارتفاع اسعار الحبوب مثل القمح حيث قد تستخدم الحبوب الغذائية كبديل للطاقة نتيجة ارتفاع اسعار البترول بصورة غير مسبوقة بحجة استعمال الطاقة النظيفة أو الخضراء لاستخراج ما يعرف بالإيثانول والذي يستخدم كبديل للبترول لتشغيل السيارات وهو ما سيتم تناوله بالتحديد في هذا التحقيق. ولعل تناولنا للموضوع هدفه بالدرجة الأولي التوضيح أن الغلاء يعم كل العالم والغلاء في قطر جزء من منظومة عالمية متكاملة.

وأرجع الخبراء والمراقبون اسباب ارتفاع اسعار الحبوب الغذائية إلي عزم الولايات المتحدة الامريكية ودول اوروبية واسيوية استخراج الطاقة من الحبوب فيما يعرف بالطاقة البديله او (الايثانول) مما جعل الايثانول السبب الرئيسي في غلاء الحبوب والسكر. يُستخدم الايثانول كمصدر للطاقة بديلاً عن البنزين، أو يًُمزج مع البنزين بنسب مختلفة لأسباب عديدة أهمها تخفيف التلوث الناتج عن احتراق البنزين في محركات السيارات. ويتم انتاجه في الغالب من النباتات ومخلفاتها خاصة النباتات التي تحتوي علي كمية كبير من السكر والنشويات مثل قصب السكر والشمندر السكري والذرة والقمح.

واكتشافه كمصدر للطاقة ليس حديثاً لكن العالم اعتمد لسنوات مضت علي النفط كمصدر وحيد للطاقة، إلي أن بدأ سعره في الارتفاع، وأصبح أداة من أدوات الضغط السياسي والاقتصادي، فاتجه اهتمام العالم إلي البحث عن بديل.

ففي الولايات المتحده قال الرئيس بوش العام الماضي: إنه سيسعي بجدية نحو إيجاد بدائل للنفط، في السنوات العشر القادمة، أي النفط المصنع من الذرة والخضار وقصب السكر، لاستخراج مادة الإيثانول الكحولية، وتقول وكالة الطاقة الدولية إن النفط البديل أو النفط الأخضر، سوف يشكل 10% من إجمالي الطاقة المستخدمة، بحلول عام 2025 وسوف يشكل 30% من إجمالي الطاقة المستخدمة بحلول عام 2050،

وقد صل انتاج النفط الأخضر المستخرج من قصب السكر، في البرازيل العام الماضي، 70 مليون برميل في السنة، وتضع البرازيل 25% من الإيثانول مع الديزل لتسيير المركبات هناك، وتعتبر البرازيل هي الدولة الأولي المتقدمة علي الولايات المتحدة، في انتاج واستخدام الطاقة البديلة عن النفط، وتأتي الولايات المتحدة بعدها في المرتبة الثانية، وتشجع وزارة الطاقة الأمريكية، انتاج السيارات التي تستطيع العمل بوقود مخلوط بزيوت الطعام، وتسمي هذه المحركات، سيارات الوقود المرن، وتستطيع محركات هذه السيارات تقبل ما حجمه 85% من الزيوت الغذائية، أو كحول الإيثانول العضوي، بدون أن تتأثر وبدون أن تقل كفاءتها في العمل.

وتخطط الولايات المتحدة ل 12% من انتاجها من الذرة يجب أن يتحول سنويا لإنتاج النفط البديل، وفي أوروبا قرر الاتحاد الأوروبي أن يكون النفط الأخضر البديل علي أن تصل نسبته إلي 6% بحلول عام 2010، حيث يتم استخراجه من حبوب خضار اللفت، ومن فول الصويا، ومن زيت النخيل، مما يجعله أكثر كلفة، ومع ذلك تخطط ألمانيا وفرنسا وايطاليا واستراليا للوصول إلي أرقام منافسة للنفط البديل في الأعوام العشرة القادمة.

الي ذلك توقع تقرير اقتصادي حديث عدم انخفاض أسعار القمح في الأسواق العالمية خلال العام الزراعي 2007-2008 موضحاً أن فاتورة استيراد القمح للدول النامية ومنها العربية سوف تستمر في الزيادة بما سيمثل عبئاً كبيراً علي اقتصاداتها وكذلك علي أسعار المخبوزات بها التي تمس طبقات عريضة منها .

وتقول منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) ان المؤشر الذي يحدد ارتفاع اسعار المواد الغذائية في العالم ارتفع بنسبة تصل حوالي 40 في المائة السنة الماضية. وفي مقدمة هذه المواد القمح الذي سجل ارتفاعا بنسبة 287 في المائة في الاسواق العالمية للمواد الاولية منذ يناير 2006. فيما ارتفعت اسعار الذرة 149 في المائة والصويا 129 في المائة والارز 60 في المائة والبن 139 في المائة وعصير الفاكهة 23 في المائة

وتقول الفاو من العوامل الاساسية موجة الطاقة النظيفة في اوروبا والولايات المتحدة "واستخدام الحبوب والزيوت لانتاج انواع من الوقود، والذي بات يتنافس مع الاستهلاك الغذائي لهذه المنتجات. يذكر ان أسعار القمح في الأسواق العالمية بلغت أسعارا قياسية مع تضاؤل المعروض منه، مما يثير مخاوف من زيادة التضخم في أسعار الغذاء. وقد ارتفع سعر القمح في غرفة التجارة في شيكاغو في شهر مارس بأقصي نسبة مسموح بها (90%) وقد فرضت كازاخستان قيودا علي تصدير القمح في محاولة لمكافحة التضخم لتصبح الأخيرة في سلسلة من الدول تقوم بهذه الإجراءات.

وكانت روسيا والأرجنتين قد فرضتا من قبل قيودا مماثلة. وجاء ارتفاع سعر القمح في بورصة مينوليس بنسبة الربع بعد رفع جميع القيود المفروضة علي التعاملات.

وقد أصدرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة تحذيرا من أنها ستضطر إلي تقليص المعونة التي ستقدمها أو تخفيض عدد الذين يتلقون المعونة منها ما لم تحصل علي تمويل إضافي.

وحذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) من أن أسعار المواد الغذائية قد ترتفع علي مدي موسمين زراعيين مقبلين. لكن المنظمة أوضحت أن زيادة دخول المزارع قد تدفع إلي زيادة الانتاج لاسيما في دول العالم الثالث. وقد ارتفع مؤشر الفاو لأسعار الأغذية في الفترة ما بين يناير عام 2007 ويناير من العام الجاري بنسبة قاربت 50% مدفوعا بارتفاع أسعار منتجات الحبوب والزيوت النباتية.

ورغم أن انتاج الحبوب زاد في الشرق الأدني إلي 180 مليون طن عام 2006-2007 بارتفاع بنسبة 7% عن مستواه في 2004 و2005 فإن نسبة الجياع زادت إلي 15% من 13%.

وكانت الفاو قد قدرت أن 862 مليون شخص علي مستوي العالم كانوا يعانون من سوء التغذية في الفترة من 2002 إلي 2004 منهم 830 مليوناً في الدول النامية وهو وضع قد يزداد سوءا بالارتفاعات غير المسبوقة في الفترة الأخيرة في أسعار المواد.

قال برنامج الغذاء العالمي إن العالم يشهد ارتفاعاً كبيراً في أسعار الغذاء، وهو ما يؤدي إلي تعريض المزيد من الناس إلي الجوع في مجتمعات لم تكن تعاني من قبل من نقص في الطعام. وقد أشار البرنامج خاصة إلي أفغانستان وإندونيسيا والمكسيك واليمن.

أما في بلدان أخري كمصر، تأثرت الطبقة الوسطي بهذا الارتفاع بشكل غير مسبوق، حيث تزايدت الطوابير أمام أفران الخبز المدعوم وشهدت أعمال عنف في بعض الأحيان، كما هدد أطباء وأساتذة جامعة بتنظيم مظاهرات إذا لم تتم زيادة رواتبهم لمساعدتهم علي مواجهة هذا الغلاء.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلي ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة أربعين في المائة خلال العام الماضي، لكن هذه النسبة وصلت إلي ثمانين في المائة في بعض البلدان النامية. وأشار خبراء إلي أن ارتفاع أسعار النفط والتوجه إلي ما يسمي بالوقود الحيوي الذي يستخرج من نباتات كالذرة أسهما في هذه الزيادة الكبيرة في أسعار الأغذية.

الراية الاقتصادية استطلعت نبض الشارع بسؤال هل الغلاء العالمي ظاهرة عامة أم سمة في قطر ومعظم من التقيناهم أكدوا أن الغلاء شمل العالم نتيجة ارتفاع اسعار البترول بشكل خاص

يقول وديع محمد إن الغلاء شمل كل العالم وقد ارتفعت الاسعار بشكل جنوني عالمياً وقد يكون السبب الأزمات الأمنية وعدم الاستقرار في بلدان متعددة والذي يؤثر علي الإقتصاد أو ارتفاع اسعار البترول وما ضاعف الأزمة هو استغلال التجار وشيوع الاحتكار والمضاربات في دول متعددة ولكن الغلاء ليس حكراً علي الدول الخليجية أو قطر وإنما هو جزء مما يحصل في العالم، وأضاف "أنا يمني وأعتقد أن الغلاء في بلدي سببه التجار مقابل عدم تشديد الرقابة من قبل الجهات المعنية" .

أما محمد عبيد الميسري المح إلي أن كل دول العالم لم تعد قادرة علي السيطرة علي الغلاء والمضاربات اللا مشروعة في دولها وأن قطر ليست الوحيدة لناحية ارتفاع الأسعار بل علي العكس الوضع أفضل نظراً للمداخيل المرتفعة التي يتقاضاها الفرد حيث يستطيع تأمين الحد الأدني للعيش في حين يعم دول فقيرة الغلاء في ظل عدم القدرة علي تأمين ضروريات الحياة وهنا المشكلة ولكن من وجهة نظري قطر أفضل من غيرها حيث يعيش المواطن والمقيم بأفضل الظروف.

أما محمد سعيد فقال إن الغلاء يشمل كل الدول العربية والخليج وقد ارتفعت الأسعار 100% وأعتقد أن سبب ارتفاع الأسعار هو زيادة الرواتب حيث استغل التجار الوضع لتحقيق الثروات وأضاف أنه في المملكة العربية السعودية أي بلده تم رفع الأجور إلي حوالي 40 % وقد انعكس ذلك علي ارتفاع اسعار المواد الغذائية والإستهلاكية والعقارات وكل شيء.

اما سرور الدوسري قال إنه كثر الحديث في الأونة الأخيرة عن أن الأسعار في الدوحة مبالغ فيها ولكن من وجهة نظري إنها ليست الحقيقة والمتتبع للوضع يعلم أن الغلاء شمل كل الدول العربية والأجنبية ، ولكن اعتقد أن الأسعار في دول الخليج مبالغ فيها والسبب هو ارتفاع الرواتب التي اعتمدتها معظم الدول كحل لمشكلة الوضع الإقتصادي.


ارتفاع أسعار النفط

وحول الظاهرة يقول الخبير الاقتصادي الدكتور عاصم عبدالله شله : ان ارتفاع أسعار النفط إلي مستويات قياسية خلال السنوات الأخيرة دفع الدول المستهلكة للطاقة لتسخير مواردها المالية وعقولها البشرية وتقنياتها المتقدمة لدعم منتجاتها من الحبوب الغذائية ، وخلال الايام الماضية أعلن الرئيس الأمريكي عن خطة حكومته الرامية لتخفيف الاعتماد علي النفط من خلال استغلال محاصيل الحبوب الغذائية المكونة من الذرة وفول الصويا وقصب السكر لإنتاج 25 مليار جالون من الوقود الحيوي سنوياً خلال عشر سنوات. ولتنفيذ هذه الخطة سيتم إنشاء 33 مصنعاً لتكرير الإيثانول سنوياً والتي يتوقع لها أن تستهلك 20% من المحاصيل الزراعية السنوية،



تكملة الموضوع على الرابط

http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=332271&version=1&template_id=35&parent_id=34