المحبووووب
18-03-2008, 11:23 AM
مقالة اعجبتني وحبيت انقلها لكم للتناقش فيها :
إن العمود الفقري والعصب الحيوي لكل امة ومجتمع هم فئة الشباب, الشباب الذين يعتمد عليهم بناة الحضارة والثقافة والنمو, هم سواعد البناء والعطاء الطبيعي المؤهل لحمل الصعاب والأعباء, الشباب هم الذين يبنون الحاضر ويمهدون للمستقبل المنشود بالازدهار والرقي بأساليب العلم والعمل والسلوك.
إن من يقصدون دمار مجتمع ما أو انهيار حضارة ما يصيبون حين يختاروا ويستهدفوا فئة الشباب لتحقيق هدفهم, وبالمقابل فإن من يجتهدون ويسعون لبناء مجتمع ما يحسنون الاختيار حين يختاروا ويستهدفوا فئة الشباب. فالشباب يمثلون حلقة الوصل بين الماضي والمستقبل, ولن يقام أي كيان أو مجتمع خالي من الآفات والأمراض والنواقص إلا من خلال إعداد الشباب ليكونوا على هيئة البنّاء المتفاعل مع كل عناصر الحياة مدرك لواجباته تجاه نفسه وكل من حوله من بشر وحجر وكل تفاصيل مكونات الحياة على سطح هذا الكوكب.
فماذا لو كان أهم عناصر البناء يشكل عبئا على البناء؟
علما بان عنصر الشباب لا يمكن التجاوز عنه أو استثناؤه من معادلة البناء والتطور أو الاستعاضة عنه بإمكانات أخرى, فالسبيل القويم لصقل قدرات المجتمع وتصويبه هو بصقل قدرات الشباب وتصحيح فكرهم وتوعيتهم والنهوض بسواعدهم وعقولهم واستثمار مواهبهم واجتهاداتهم لترسيخ قواعد مجتمع بنّاء مزدهر نابض بالحيوية والنمو.
ولكن ومع تنوع مصادر ومشارب الثقافة والمعرفة وفي ظل التناقض الثقافي تبقى عقول الناس وخاصة الشباب مكشوفة تحت زخات من المطر الثقافي والفكري مما يؤدي إلى حدوث عواصف داخل ذهن الإنسان, وتتشكل مداخل لقيم جديدة إلى جانب القيم السابقة أو فوقها أو مكان بعض منها مما يؤسس ويخلق مفاهيم هجينه جديدة وقيم مشوهه متأرجحة بين الفكر المتأصل والفكر المبتدع بالاضاقة إلى الفكر المكتسب وهذا بدوره يقود إلى تبني قيم مهزوزة قد يكون الشخص الذي يحملها هو نفسه غير واثق بها, وعندما يضعها الإنسان ضمن منظومته الفكرية والعقلية يخرج بأحكام ونتاجات مشوهه , وهذا غالبا ما يحدث عند الشباب مما يكون ما يسمى التشوه الفكري عند الشباب.
وهذا التشوه الفكري ليس مرتبطا بمجتمعات دون أخرى ولكنه موجود في المجتمعات المتأخرة والمتقدمة على حد سواء, غير انه في المجتمعات المتأخرة يكون أكثر تفشيا وبعمق اكبر نوعا ما, وبالتالي قد يكون مدمرا لشخصية الشباب والمجتمع وربما يهدد هوية ذاك المجتمع. فعندما نتحدث عن التشوه الفكري في المجتمعات المتقدمة تظهر مشكلات في فهم الآخر والمجتمعات الأخرى, والاقتناع بنظرة مزيفه عن الحضارات والمجتمعات الأخرى, والتقرب نحو المادية على حساب الروحية والمعنوية, بالإضافة إلى الخلط بين الحرية والتحلل الأخلاقي الذي قد يكون مبررا من وجهة نظرهم. أما بالنسبة للمجتمعات المتأخرة فيظهر الصراع بين الماضي والحاضر, والإحباط, والضياع بين التراث الفكري الأصيل والأفكار والثقافات الحديثة, وعدم وضوح المنهج الفكري لدى الشباب والمجتمع بحيث يكون متأرجحا بين الشرق والغرب ومتناقضا أحيانا, وامتلاك قواعد وقيم فكرية أصيلة دون التركيز في مضمونها بطريقة تحليلية مما يقود إلى عدم القدرة على تطبيقها.... أو استخدامها بشكل خاطئ وغير جوهري, إضافة إلى الخلط بين الرقي الفكري والثقافي من جهة والتقدم العلمي والمدني والحضاري من جهة أخرى, وكمثال: في المجتمعات المتأخرة خاصة العربية ينظرون إلى التخلف العلمي والاقتصادي ومقارنته بالتقدم العلمي والاقتصادي الغربي دون اعتبار لوجود تراث فكري وديني وثقافي وتاريخي أصيل يسمو برقيه لأعلى المراتب.
ومن وجهة نظري أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث التشوه الفكري :
• التربية التي لا تزرع فكرا أصيلا متأصلا نقيا, بحيث لا يؤسس لامتلاك الإنسان قواعد عقلية فكرية راسخة .
• الانفتاح الحضاري والذي تشكل مع التقدم التكنولوجي وثورة الاتصالات والإعلام المفتوح.
• الفجوة بين التقدم أو التخلف العلمي والمادي وبين الرقي أو التخلف الفكري والثقافي, وضعف التفريق بينهما.
• الحملات الإعلامية والثقافية المقصودة والمصوبة نحو المجتمع, والحروب الإعلامية, والتي تستخدم التهجم والانتقاد المستمر وتزييف الحقائق والترويج لفكر أو قيم جديدة, مما يزعزع الثقة عند الشباب بمجتمعهم وقيمهم, ويقودهم لاكتساب قيم ومبادئ ومفاهيم جديدة دون دراسة ووعي .
• الواقع الحياتي الصعب والاضطهاد والإحساس بالدونية, مما يدفع الشباب إلى التذمر والتمرد على مجتمعهم والهروب نحو تبني أفكارا غير متصلة وغير متوافقة كمحاولة لتغيير الواقع.
وفي هذا المقال لا يمكن حصر جميع جوانب موضوع التشوه الفكري عند الشباب لأنه موضوع عميق ومتداخل وواسع, ولكن في النهاية الموضوع مهم جدا وخطير وينذر بحدوث خلل حقيقي داخل المجتمع .... ولكم الراي .
إن العمود الفقري والعصب الحيوي لكل امة ومجتمع هم فئة الشباب, الشباب الذين يعتمد عليهم بناة الحضارة والثقافة والنمو, هم سواعد البناء والعطاء الطبيعي المؤهل لحمل الصعاب والأعباء, الشباب هم الذين يبنون الحاضر ويمهدون للمستقبل المنشود بالازدهار والرقي بأساليب العلم والعمل والسلوك.
إن من يقصدون دمار مجتمع ما أو انهيار حضارة ما يصيبون حين يختاروا ويستهدفوا فئة الشباب لتحقيق هدفهم, وبالمقابل فإن من يجتهدون ويسعون لبناء مجتمع ما يحسنون الاختيار حين يختاروا ويستهدفوا فئة الشباب. فالشباب يمثلون حلقة الوصل بين الماضي والمستقبل, ولن يقام أي كيان أو مجتمع خالي من الآفات والأمراض والنواقص إلا من خلال إعداد الشباب ليكونوا على هيئة البنّاء المتفاعل مع كل عناصر الحياة مدرك لواجباته تجاه نفسه وكل من حوله من بشر وحجر وكل تفاصيل مكونات الحياة على سطح هذا الكوكب.
فماذا لو كان أهم عناصر البناء يشكل عبئا على البناء؟
علما بان عنصر الشباب لا يمكن التجاوز عنه أو استثناؤه من معادلة البناء والتطور أو الاستعاضة عنه بإمكانات أخرى, فالسبيل القويم لصقل قدرات المجتمع وتصويبه هو بصقل قدرات الشباب وتصحيح فكرهم وتوعيتهم والنهوض بسواعدهم وعقولهم واستثمار مواهبهم واجتهاداتهم لترسيخ قواعد مجتمع بنّاء مزدهر نابض بالحيوية والنمو.
ولكن ومع تنوع مصادر ومشارب الثقافة والمعرفة وفي ظل التناقض الثقافي تبقى عقول الناس وخاصة الشباب مكشوفة تحت زخات من المطر الثقافي والفكري مما يؤدي إلى حدوث عواصف داخل ذهن الإنسان, وتتشكل مداخل لقيم جديدة إلى جانب القيم السابقة أو فوقها أو مكان بعض منها مما يؤسس ويخلق مفاهيم هجينه جديدة وقيم مشوهه متأرجحة بين الفكر المتأصل والفكر المبتدع بالاضاقة إلى الفكر المكتسب وهذا بدوره يقود إلى تبني قيم مهزوزة قد يكون الشخص الذي يحملها هو نفسه غير واثق بها, وعندما يضعها الإنسان ضمن منظومته الفكرية والعقلية يخرج بأحكام ونتاجات مشوهه , وهذا غالبا ما يحدث عند الشباب مما يكون ما يسمى التشوه الفكري عند الشباب.
وهذا التشوه الفكري ليس مرتبطا بمجتمعات دون أخرى ولكنه موجود في المجتمعات المتأخرة والمتقدمة على حد سواء, غير انه في المجتمعات المتأخرة يكون أكثر تفشيا وبعمق اكبر نوعا ما, وبالتالي قد يكون مدمرا لشخصية الشباب والمجتمع وربما يهدد هوية ذاك المجتمع. فعندما نتحدث عن التشوه الفكري في المجتمعات المتقدمة تظهر مشكلات في فهم الآخر والمجتمعات الأخرى, والاقتناع بنظرة مزيفه عن الحضارات والمجتمعات الأخرى, والتقرب نحو المادية على حساب الروحية والمعنوية, بالإضافة إلى الخلط بين الحرية والتحلل الأخلاقي الذي قد يكون مبررا من وجهة نظرهم. أما بالنسبة للمجتمعات المتأخرة فيظهر الصراع بين الماضي والحاضر, والإحباط, والضياع بين التراث الفكري الأصيل والأفكار والثقافات الحديثة, وعدم وضوح المنهج الفكري لدى الشباب والمجتمع بحيث يكون متأرجحا بين الشرق والغرب ومتناقضا أحيانا, وامتلاك قواعد وقيم فكرية أصيلة دون التركيز في مضمونها بطريقة تحليلية مما يقود إلى عدم القدرة على تطبيقها.... أو استخدامها بشكل خاطئ وغير جوهري, إضافة إلى الخلط بين الرقي الفكري والثقافي من جهة والتقدم العلمي والمدني والحضاري من جهة أخرى, وكمثال: في المجتمعات المتأخرة خاصة العربية ينظرون إلى التخلف العلمي والاقتصادي ومقارنته بالتقدم العلمي والاقتصادي الغربي دون اعتبار لوجود تراث فكري وديني وثقافي وتاريخي أصيل يسمو برقيه لأعلى المراتب.
ومن وجهة نظري أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث التشوه الفكري :
• التربية التي لا تزرع فكرا أصيلا متأصلا نقيا, بحيث لا يؤسس لامتلاك الإنسان قواعد عقلية فكرية راسخة .
• الانفتاح الحضاري والذي تشكل مع التقدم التكنولوجي وثورة الاتصالات والإعلام المفتوح.
• الفجوة بين التقدم أو التخلف العلمي والمادي وبين الرقي أو التخلف الفكري والثقافي, وضعف التفريق بينهما.
• الحملات الإعلامية والثقافية المقصودة والمصوبة نحو المجتمع, والحروب الإعلامية, والتي تستخدم التهجم والانتقاد المستمر وتزييف الحقائق والترويج لفكر أو قيم جديدة, مما يزعزع الثقة عند الشباب بمجتمعهم وقيمهم, ويقودهم لاكتساب قيم ومبادئ ومفاهيم جديدة دون دراسة ووعي .
• الواقع الحياتي الصعب والاضطهاد والإحساس بالدونية, مما يدفع الشباب إلى التذمر والتمرد على مجتمعهم والهروب نحو تبني أفكارا غير متصلة وغير متوافقة كمحاولة لتغيير الواقع.
وفي هذا المقال لا يمكن حصر جميع جوانب موضوع التشوه الفكري عند الشباب لأنه موضوع عميق ومتداخل وواسع, ولكن في النهاية الموضوع مهم جدا وخطير وينذر بحدوث خلل حقيقي داخل المجتمع .... ولكم الراي .