المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «الأحمر» يجتاح الأسهم القطرية ويكبدها 18,1 مليار ريال خسائر



مغروور قطر
22-03-2008, 10:09 AM
بورصة الدوحة تشهد أسوأ أداء لها منذ عدة أشهر
«الأحمر» يجتاح الأسهم القطرية ويكبدها 18,1 مليار ريال خسائر
عدد القراء: 67

• متعاملون في بورصة الدوحة صدمهم الاداء الاسبوعي للاسهم
22/03/2008 الدوحة – القبس:
سجلت الاسهم القطرية اسوا اداء لها منذ عدة اشهر، فقد غطى «الاحمر» تداولاتها خلال الاسبوع الفائت بعدما انخفض مؤشر بورصة الدوحة بمقدار 495 نقطة تمثل ما نسبته 4,7%، ليغلق على ما دون 10 آلاف نقطة (9886 نقطة) لاول مرة منذ اشهر.
وتبعا لذلك، تكبدت الاسهم خلال التعاملات الاسبوعية خسائر كبيرة بلغت قيمتها 18,1 مليار ريال (4,97 مليار دولار)، حيث انحدرت القيمة السوقية لاسهم الشركات المدرجة للتداول في سوق الدوحة المالي بنسبة 4,4%، بعدما اقفلت في نهاية الاسبوع على 392,5 مليار ريال انخفاضا من 410,6 مليارات ريال في نهاية الاسبوع قبل الفائت.
مقابل هذه الانخفاضات، سجلت القيمة الاجمالية للاسهم المتداولة ارتفاعا بنسبة 5,9% لتصل الى ملياري ريال، مقابل 1,9 مليار ريال.
واحتل قطاع البنوك والمؤسسات المالية المرتبة الاولى في تعاملات الاسهم الاسبوعية، حيث استحوذ على حصة نسبتها 61,7% من القيمة الاجمالية للاسهم المتداولة، تلاه قطاع الخدمات بنسبة 22,4%، ثم قطاع الصناعة بنسبة 13,7%، وفي المرتبة الاخيرة حل قطاع التأمين بنسبة 2%.
ومن مجمل 42 شركة مطروحة للتداول في سوق الدوحة المالي، لم تسجل سوى اسهم 9 شركات فقط ارتفاعا في اسعارها، في حين تعرضت اسعار اسهم 32 شركة للانخفاض، بينما حافظ سهم شركة واحدة على سعره دون تغير.
وقاد سهم بنك قطر الدولي الاسلامي تعاملات الاسبوع بحصة نسبتها 14% من مجمل قيمة التداولات، تلاه مصرف قطر الاسلامي بنسبة 13,8%، بينما حل ثالثا البنك التجاري بنسبة 13,5%.
ويبدو ان فترة انتظار المستثمرين لاي جديد قد يغير شكل الاداء في سوق الدوحة للاوراق المالية قد طالت لتغيب اي ملامح من شأنها الاشارة الى اي تغير محتمل على المدى القريب وربما المتوسط، ذلك ما اظهره السوق عبر استمراره المضي بنفس الوتيرة الهادئة.

الاكتتابات الجديدة
وعزا مراقبون تحسن وارتفاع حجم التعاملات دون المؤشر والاسعار الى عدد من العوامل اهمها الاكتتابات الجديدة وتلك المتعلقة بزيادة رؤوس اموال بعض الشركات، منوهين بان تلك العمليات استهلكت كميات كبيرة من السيولة المتاحة بين ايدي المستثمرين في الفترة السابقة، كما انها خلفت اثارا نفسية سلبية على المتعاملين.
ويعتبر ارتفاع احجام التداول خلال الاسبوع الفائت مؤشرا مهما على ان السوق بدأ بالخروج من حالة التشتت التي خلفتها الاكتتابات بسبب استهلاكها لجزء لا يستهان به من الارباح النقدية الموزعة على المساهمين وهو ما سيفسح المجال امام المتعاملين لاتخاذ قرارات استثمارية جديدة استنادا الى السيولة المتاحة.
من جانبهم اعتبر مستثمرون تدني مؤشر اسعار الاسهم الى ما دون 10 آلاف نقطة مؤشرا سلبيا وحالة تستوجب مواجهتها بكل الاشكال، منوهين بان اسعار الاسهم لا تستوعب مزيدا من النزول والتراجع وان اي انخفاض جديد على اسعار بعض الاسهم يدخل في باب المبالغة والانحدار الى ما دون مستويات التداول العادلة والمقبولة التي تتناسب وقوة الشركات وادائها.

طرح الاسئلة
واثار استمرار تراجع الاسعار في بورصة الدوحة حفيظة العديد من المتعاملين ليبدأوا بتوجيه عدد من الاسئلة حول عدة من المحاور اهمها: ما الذي ينتظره كبار المستثمرين وما الاسباب التي تستدعي ابتعادهم وهجرهم للسوق بالشكل الحالي؟ وهل هم بانتظار هبوط اكبر على الاسعار حتى يرجعوا للسوق ويعيدوا السيولة معهم؟.
كما برز عدد من الاستفسارات المتعلقة بالمحافظ والصناديق وما اذا كانت لا تزال تمارس نشاطها في السوق ام آثرت هي الاخرى الابتعاد ايضا ومراقبة المتغيرات من بعيد؟ حيث انه في ظل واقع تتساوى فيه مسببات الارتفاع والتحسن من ارباح واداء قوي للشركات مع مسببات التراجع كالاكتتابات المنتظرة خلال هذا العام، فان المرحلة المقبلة ستحمل بعض الضبابية في اجوائها بالشكل الذي يقلل من احتمالات التوقع الصائبة، ويرفع في الوقت ذاته من رصيد الانتظار لمعرفة ما ستؤول اليه الامور بشكل تلقائي.
واشار المستثمرون الى ان عدم توزيع السيولة النقدية بعدالة على مختلف القطاعات يعتبر امرا غير صحي، نظرا لان تلك الحالة تكررت خلال الاسبوعين الفائتين.
وارجع عدد من المراقبين السبب الرئيسي في ارتفاع التعاملات الى قيام المساهمين بضخ السيولة النقدية المتوافرة بين ايديهم للسوق، وتحديدا عقب انعقاد عدد كبير من الجمعيات العمومية لمساهمي الشركات وهو ما اوضح ارتفاع منسوب الثقة بالسوق لدى بعض المتعاملين.

اسهم المضاربة
ولوحظ خلال تعاملات الاسبوع الفائت تركز شديد للتعاملات على اسهم المضاربة تحديدا تلك التي استأثرت بنسبة كبرى من التداول لتظهر المحصلة النهائية للتعاملات مصابة بخلل في الاتزان والتوزيع ليتم استثناء بعض الاسهم من التداول وغيابها عن تعاملات المستثمرين في الوقت الذي كانت فيه بعض الاسهم تنفرد بتعاملات البورصة وكأنه لا يوجد سواها في السوق.
الا انه ورغم تركز التعاملات على عدد معين من الاسهم، فان بعض المراقبين اشاروا الى انه لا يمكن التقليل من اهمية ارتفاع وتيرة التداول وزيادة النشاط الذي تشهده البورصة، قائلين ان ما يجري هو من مخرجات الارباح النقدية التي ستقلل تأثير عدد من المثبطات المتوقعة كانتظار الاعلان عن ارباح الشركات في الربع الاول من العام الجاري، وثلاثة اكتتابات جديدة اعلن عنها وزير المالية مؤخرا وقال انها ستطرح خلال عام 2008.
ورغم كل المحاولات التي يبذلها البعض لتبديد مخاوف المستثمرين وتشجيعهم على الشراء نظرا لجاذبية الاسعار، فإن «المرارة التي ذاقوها على حد وصفهم» نتيجة الخسائر الكبيرة التي يتعرضون لها منذ عام لم تدع مجالا لاعادة الحسابات سوى محاولة التفكير بافضل السبل للخروج من البورصة باقل الخسائر او دون تحقيق المزيد منها، منوهين بان الشراء من جديد والاستثمار في الاسهم بحاجة الى التفكير عشرات المرات والدخول بحرص شديد حتى لا تتكرر مأساة الخسائر الراهنة مرة اخرى.

هروب السيولة النقدية
واعتبر مستثمرون هروب السيولة النقدية وغياب كبار المستثمرين من ابرز اسباب استمرار تراجع بورصة الدوحة منوهين بان الشيء الوحيد الايجابي في هذه المرحلة هو ما يتناقله المتعاملون من ان غياب كبار المستثمرين هو غياب مؤقت فقط، حيث ان ثقتهم بالبورصة ما زالت مرتفعة، لكنهم ينتظرون الفرصة المناسبة للشراء التي يقترب موعدها شيئا فشيئا بالنظر الى اسعار الاسهم الحالية.
واوضح متعاملون انه ورغم طول فترة الانتظار التي ارهقت المستثمرين واحبطت عزيمتهم، فإن ملامح التفاؤل كانت واضحة على الجميع في ظل معطيات الاقتصاد واداء الشركات، اضافة الى ما يتناقله المستثمرون عن نية كبار المستثمرين والمحافظ ادخال سيولة نقدية بأحجام كبيرة وشراء وتجميع القدر الاكبر الممكن من الاسهم، وهو ما سينعكس على اداء البورصة وانعاشها والتحليق بالاسهم من جديد.
وتسود توقعات على نطاق واسع بين اوساط المستثمرين بان تعاملات بورصة الدوحة ستشهد ارتدادا طبيعيا استجابة للتراجع الكبير على اداء الاسهم الاسبوع الفائت.
وشكك مستثمرون بمقدار الارتداد المتوقع، قائلين انه مهما كانت نسبة التحسن المتوقعة فانها على احسن تقدير ستكون انخفاضا طفيفا لا غير، مستبعدين ان يظهر المؤشر قدرة على تعويض خسائره واستعادة النقاط المفقودة، مقللين في الوقت ذاته من اهمية الاستقرار او الثبات، حيث ان المؤشر وبعد دخوله المنطقة الممنوعة وتنازله عن حاجز 10 آلاف نقطة، فان تحركاته المحدودة وتارجحه حول نقطة معينة لن تحقق منفعة لاي طرف في البورصة، حيث يتمثل التحسن الحقيقي بارتداد قوي ولعدة ايام متتالية يحلق فيها المؤشر بعيدا عن ذلك الحاجز وهو ما سينعكس ايجابا على نفسيات المتعاملين.

خطوة على الطريق الصحيح
ابدى مستثمرون قدرا من التفاؤل بان يكون ارتفاع حجم تعاملات الاسهم خلال الاسبوع الفائت اول خطوة لبورصة الدوحة على الطريق الصحيح بالعودة الى جادة الصواب، والتفاعل الايجابي مع كل المتغيرات الايجابية التي مرت بها الاسهم في الفترة الماضية، قائلين ان بعض اسعار الاسهم في الوقت الحالي هي اسعار خيالية، ولم نكن نحلم بالوصول اليها، وهو ما يعتبر من عوامل الجذب المهمة التي من المفترض ان تشجع على اعادة الثقة وعودة المستثمرين الى السوق المالي.