شكري وتقديري
01-04-2008, 03:17 PM
قراءة تاريخيــــة لمكونات اقتصاد قطر
في القرون السالفة
أولا : اللؤلؤ في الجهاز القطري
اعتمدت قطر في اقتصادها كغيرها من دول الخليج على مدى قرون طويلة طويلة على الثروات البحرية المستخرجة بجهود جماعية صغيرة ومن ذلك :
اللؤلؤ والأسماك .
والثانية لم يكن لها ثقل اقتصادي واضح ، إلا أنها شكلت ولا تزال عصب الحياة اليومية لأهل الخليج .
أما الأولى فقد عاشت وترعرعت - على عائداتها- أجيال يعلم الله وحده تعدادها .
ولو حاولنا أن نرجع فنغوص في ذاكرة التاريخ ونسأل عن تاريخ الغوص على اللؤلؤ في قطر لوجدنا أن كتاب " الجواهر وصفاتها " المكتوب بيد يحيى بن ماسويه يجيبنا عن أسئلة عالقة حائرة في الأذهان .
توفي المؤلف سنة 243 للهجرة الموافق 857 للميلاد
يذكر ابن ماسويه أن :
( جهاز البحرين يسمى كله القطري ، وهو من كاظمة إلى بحر فارس أربع مواضع مثلى ، وقد يقع فيه الأصداف الكبار أحيانا ، وأما في الصيف فيغاص فيه غوصا ضعبفا ، والماء على ثلاثة قيامين ونحو ذلك ، ولؤلؤه ، عامته ، فيه صفرة ........
وموضع قطر غوص كله وكذلك موضع بلبل ، وهو المغاص الأعظم ن وتبلغ الحبة مثقالين مما يخرج من ذلك المغاص وأكثر من مثقالين ن وليس يتجهز إليه إلا أهله .)
والمؤلف يعني بالجهاز مجموعة أماكن استخراج والتقاط الأصداف ، أي أن كل الهيرات في الخليج من جهة الغرب كانت تسمى : الجهاز القطري .
وعن صفات اللؤلؤ وأنواعه يذكر أن :
( المدحرج الذي يسمى القار ، وأكبره القطري ووزن أكبره مثقال .........
والمقعدة أكثرها تقع في الصغار منها وفي القطري ...........
والعدسة وهي الممتلئة وتقع في القطري والعماني أكبرها ..........الخ )
ثانيا : البرود القطرية
فـي الـحديث: أَنه، علـيه السلام، كان مُتَوَشِّحاً بثوبٍ قِطْرِيّ . وفـي حديث عائشة: قال أَيْمَنُ دَخَـلْتُ علـى عائشة وعلـيها دِرْعٌ قِطْريٌّ ثَمَنُهُ خمسة دراهم .
كساك الحنظليُّ كساء صُوفٍ
وقِطْرِيّاً فأنْتَ به تَفِيدُ
وقال البكراوي: البرود القِطرِية حُمْرٌ لها أعلام فيها بعض الخشونة، وقال خالد بن جَنَبَة: هي حُلَل تُعمل في مكان لا أدري أين هو، وهي جيادٌ وقد رأيتها وهي حمرٌ تأتي من قبل البحرين؛ قال أبو منصور: في أعراض البحرين على سِيف الخط بين عُمان والعُقَير قرية يقال لها قَطَرُ وأحسب الثياب القطريَّة تنسب إليها، وقالوا قِطْريٌّ فكسروا القاف وخففوا .
ثالثا : النجائب القطرية
الراحلة الناقة التي يختارها الرجل لمركبه ورحله على النجابة وتمام الخلق وحسن المنظر، فإذا كانت في جماعة الإبل عرفت، الراحلة عند العرب تكون الجمل النجيب والناقة النجيبة ، وليست الناقة أولى بهذا الاسم من الجمل.
وقال جرير:
لَدَى قَطَرِيَّاتٍ إذا ما تغوّلَتْ
بها البيدُ غاوَلْنَ الحُزُومَ الفيافيا
كذا روى الأزهري أراد بالقطريات نجائبَ نسبها إلى قَطَر لأنه كان بها سوقٌ لها في قديم الدهر .
رابعا : النعام القطري
وقال الراعي فجعل النعام قطريَّةً:
الأوْبُ أوْبُ نعائم قطريَّة،
والآلُ آلُ نحائص حُقُبِ
نسب النعامَ إلى قَطَر لاتصالها بالبرّ ورمال يبْرِين، والنعام تبيض فيها فتصاد وتحمل إلى قطر؛ وأول بيت جرير:
وكائنْ ترى في الحيّ من ذي صداقة
وغَيْرَانَ يدعو ويْلَه من حِذَارِيا
إذا ذُكِرَت هندٌ أُتِيحَ ليَ الهوى
على ما ترى من هِجرتي واجتنابيا
خليلَيَّ لولا أن تَظُنَّا بيَ الهوى
لقلتُ سَمِعنا من سُكينةَ داعيا
قفا واسمعا صوتَ المنادي فإنه
قريبٌ، وما دانَيْتُ بالوُدِّ دانيا
ألا طَرَقَتْ أسماءُ، لا حين مَطْرَقٍ،
أحَمَّ عُمانِيّاً وأشعثَ ماضيا
لَدَى قَطَريّات إذا ما تغوَّلَتْ
بها البيدُ غاوَلْنَ الحزوم الفيافيا
في القرون السالفة
أولا : اللؤلؤ في الجهاز القطري
اعتمدت قطر في اقتصادها كغيرها من دول الخليج على مدى قرون طويلة طويلة على الثروات البحرية المستخرجة بجهود جماعية صغيرة ومن ذلك :
اللؤلؤ والأسماك .
والثانية لم يكن لها ثقل اقتصادي واضح ، إلا أنها شكلت ولا تزال عصب الحياة اليومية لأهل الخليج .
أما الأولى فقد عاشت وترعرعت - على عائداتها- أجيال يعلم الله وحده تعدادها .
ولو حاولنا أن نرجع فنغوص في ذاكرة التاريخ ونسأل عن تاريخ الغوص على اللؤلؤ في قطر لوجدنا أن كتاب " الجواهر وصفاتها " المكتوب بيد يحيى بن ماسويه يجيبنا عن أسئلة عالقة حائرة في الأذهان .
توفي المؤلف سنة 243 للهجرة الموافق 857 للميلاد
يذكر ابن ماسويه أن :
( جهاز البحرين يسمى كله القطري ، وهو من كاظمة إلى بحر فارس أربع مواضع مثلى ، وقد يقع فيه الأصداف الكبار أحيانا ، وأما في الصيف فيغاص فيه غوصا ضعبفا ، والماء على ثلاثة قيامين ونحو ذلك ، ولؤلؤه ، عامته ، فيه صفرة ........
وموضع قطر غوص كله وكذلك موضع بلبل ، وهو المغاص الأعظم ن وتبلغ الحبة مثقالين مما يخرج من ذلك المغاص وأكثر من مثقالين ن وليس يتجهز إليه إلا أهله .)
والمؤلف يعني بالجهاز مجموعة أماكن استخراج والتقاط الأصداف ، أي أن كل الهيرات في الخليج من جهة الغرب كانت تسمى : الجهاز القطري .
وعن صفات اللؤلؤ وأنواعه يذكر أن :
( المدحرج الذي يسمى القار ، وأكبره القطري ووزن أكبره مثقال .........
والمقعدة أكثرها تقع في الصغار منها وفي القطري ...........
والعدسة وهي الممتلئة وتقع في القطري والعماني أكبرها ..........الخ )
ثانيا : البرود القطرية
فـي الـحديث: أَنه، علـيه السلام، كان مُتَوَشِّحاً بثوبٍ قِطْرِيّ . وفـي حديث عائشة: قال أَيْمَنُ دَخَـلْتُ علـى عائشة وعلـيها دِرْعٌ قِطْريٌّ ثَمَنُهُ خمسة دراهم .
كساك الحنظليُّ كساء صُوفٍ
وقِطْرِيّاً فأنْتَ به تَفِيدُ
وقال البكراوي: البرود القِطرِية حُمْرٌ لها أعلام فيها بعض الخشونة، وقال خالد بن جَنَبَة: هي حُلَل تُعمل في مكان لا أدري أين هو، وهي جيادٌ وقد رأيتها وهي حمرٌ تأتي من قبل البحرين؛ قال أبو منصور: في أعراض البحرين على سِيف الخط بين عُمان والعُقَير قرية يقال لها قَطَرُ وأحسب الثياب القطريَّة تنسب إليها، وقالوا قِطْريٌّ فكسروا القاف وخففوا .
ثالثا : النجائب القطرية
الراحلة الناقة التي يختارها الرجل لمركبه ورحله على النجابة وتمام الخلق وحسن المنظر، فإذا كانت في جماعة الإبل عرفت، الراحلة عند العرب تكون الجمل النجيب والناقة النجيبة ، وليست الناقة أولى بهذا الاسم من الجمل.
وقال جرير:
لَدَى قَطَرِيَّاتٍ إذا ما تغوّلَتْ
بها البيدُ غاوَلْنَ الحُزُومَ الفيافيا
كذا روى الأزهري أراد بالقطريات نجائبَ نسبها إلى قَطَر لأنه كان بها سوقٌ لها في قديم الدهر .
رابعا : النعام القطري
وقال الراعي فجعل النعام قطريَّةً:
الأوْبُ أوْبُ نعائم قطريَّة،
والآلُ آلُ نحائص حُقُبِ
نسب النعامَ إلى قَطَر لاتصالها بالبرّ ورمال يبْرِين، والنعام تبيض فيها فتصاد وتحمل إلى قطر؛ وأول بيت جرير:
وكائنْ ترى في الحيّ من ذي صداقة
وغَيْرَانَ يدعو ويْلَه من حِذَارِيا
إذا ذُكِرَت هندٌ أُتِيحَ ليَ الهوى
على ما ترى من هِجرتي واجتنابيا
خليلَيَّ لولا أن تَظُنَّا بيَ الهوى
لقلتُ سَمِعنا من سُكينةَ داعيا
قفا واسمعا صوتَ المنادي فإنه
قريبٌ، وما دانَيْتُ بالوُدِّ دانيا
ألا طَرَقَتْ أسماءُ، لا حين مَطْرَقٍ،
أحَمَّ عُمانِيّاً وأشعثَ ماضيا
لَدَى قَطَريّات إذا ما تغوَّلَتْ
بها البيدُ غاوَلْنَ الحزوم الفيافيا