المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إخوتي الأعزاء.. هل سمـِــعَ أحدكم برجل ِ ِ اسمـُـه "عبدالله الطريقي"؟



المتأمل خيرا
05-04-2008, 08:22 AM
إخوتي الأعزاء.. هل سمـِــعَ أحدكم برجل ِ ِ اسمـُـه "عبدالله الطريقي"؟؟

ســـهم
05-04-2008, 08:24 AM
المتأمل اخي العزيز

حدد ماذا هو هذا الشخص وماهي مهنته

اعلامي

شخص مشهور

سياسي

رياضي

الى أي مجال ينتمي ؟

ولكن من أسمه أعتقد انه شخص متدين

والله أعلم ..

الدوحي7
05-04-2008, 08:29 AM
المتأمل اخي العزيز

حدد ماذا هو هذا الشخص وماهي مهنته

اعلامي

شخص مشهور

سياسي

رياضي

الى أي مجال ينتمي ؟

ولكن من أسمه أعتقد انه شخص متدين
والله أعلم ..

اخوي السهم صباح الخير شلونك،المتالم صباح الخير،،السهم كل الى قلته مضبوط،،بس من اسمه متدين مادري شاقول لك،،:rolleyes2:

السامـي
05-04-2008, 08:31 AM
إخوتي الأعزاء.. هل سمـِــعَ أحدكم برجل ِ ِ اسمـُـه "عبدالله الطريقي"؟؟
عبد الله حمود الطريقي (1918 - 1997) -(بينما يحسب المؤرخ حمد الجاسر عُمْر الطريقي، بناء على الأحداث، بحسبةٍ يتبين منها أن الطريقي أكبر بثماني سنوات كاملة، أي أنه مولود في العام 1910 )- أول وزير بترول من السعودية ومؤسس منظمة أوبك مع وزير البترول الفنزولي ألفونسو وأول مبتعث سعودي للدراسة إلى الولايات المتحدة ، ولد عام 1918 في مدينة الزلفي .وتعود أصول عائلته إلى وادي الدواسر ، وقد قدم أجدادهم إلى الزلفي مع بدايات القرن الثالث عشر الهجري.

نفط العرب للعرب مقولة أشتهر بها وكان يقصد بها زيادة التجارة البينية العربية واستغلال اليد العاملة العربية.

أسماه البعض "البترولي الفقير" ، "الوفي الأمين" ، كناية عن ماوصف عنه بالنزاهة وسمته بعض الصحف "الشيخ الأحمر" لمزاعم إنتمائه الفكري للمعسكر الشرقي الشيوعي يعتقد البعض ان الهدف من هذه الكناية كان استغلال سوء علاقته بحكومته آنذاك حين كان وزيرا . سمي بالناصري والراديكالي لتوجهاته العربية سمي بالليبرالي الثائر "العلماني" آنذاك وحتى الآن لأن الليبراليين السعوديين يحتاجون إلى رمز فجعلوه لهم رمزا وهناك شكوك حول صحة إنتمائه للتيار العلماني و الليبرالي.

المتأمل خيرا...صباح الخير

هل هذا الشخص المقصود.

المتأمل خيرا
05-04-2008, 08:33 AM
المتأمل اخي العزيز

حدد ماذا هو هذا الشخص وماهي مهنته

اعلامي

شخص مشهور

سياسي

رياضي

الى أي مجال ينتمي ؟

ولكن من أسمه أعتقد انه شخص متدين

والله أعلم ..

أهلاً بأخي الكريم "سهم"..

حقيقة أردت الإجابة منكم - إخوتي في المنتدى - .. ، لكن الرجل الذي أقصده لا أظن أن كثيرين لهم نفس الإسم.. وبالتالي استبعد الإلتباس..

لذلك أترك الموضوع بين أيديكم الأمينة الباحثة..

الخيميائي
05-04-2008, 08:34 AM
عبد الله حمود الطريقي (1918 - 1997) -(بينما يحسب المؤرخ حمد الجاسر عُمْر الطريقي، بناء على الأحداث، بحسبةٍ يتبين منها أن الطريقي أكبر بثماني سنوات كاملة، أي أنه مولود في العام 1910 )- أول وزير بترول من السعودية ومؤسس منظمة أوبك مع وزير البترول الفنزولي ألفونسو وأول مبتعث سعودي للدراسة إلى الولايات المتحدة ، ولد عام 1918 في مدينة الزلفي .وتعود أصول عائلته إلى وادي الدواسر ، وقد قدم أجدادهم إلى الزلفي مع بدايات القرن الثالث عشر الهجري.

نفط العرب للعرب مقولة أشتهر بها وكان يقصد بها زيادة التجارة البينية العربية واستغلال اليد العاملة العربية.

أسماه البعض "البترولي الفقير" ، "الوفي الأمين" ، كناية عن ماوصف عنه بالنزاهة وسمته بعض الصحف "الشيخ الأحمر" لمزاعم إنتمائه الفكري للمعسكر الشرقي الشيوعي يعتقد البعض ان الهدف من هذه الكناية كان استغلال سوء علاقته بحكومته آنذاك حين كان وزيرا . سمي بالناصري والراديكالي لتوجهاته العربية سمي بالليبرالي الثائر "العلماني" آنذاك وحتى الآن لأن الليبراليين السعوديين يحتاجون إلى رمز فجعلوه لهم رمزا وهناك شكوك حول صحة إنتمائه للتيار العلماني و الليبرالي.

المتأمل خيرا...صباح الخير

هل هذا الشخص المقصود.

:nice:
اول وزير بترول في المملكة العربية
وضع اسمه في الجوجل يالمتأمل وسوف تجد الكثير والكثير عنه :)

المتأمل خيرا
05-04-2008, 08:37 AM
المتأمل خيرا...صباح الخير

هل هذا الشخص المقصود.

نعم.. أخي الكريم "ابوحظين".. هذا هو الرجل الذي أقصده..


وحقاً أتمنى أن نبحث لمعرفة بعض الحقائق عن هذا الرجل.. كي نعرف بعضاً من رجالات العرب المخلصين الذي ضحوا.. وانتقلوا إلى رحاب الله.. ولا يذكرهم الإعلام بشيء..

قطرى مزمن
05-04-2008, 08:39 AM
إخوتي الأعزاء.. هل سمـِــعَ أحدكم برجل ِ ِ اسمـُـه "عبدالله الطريقي"؟؟

عبدالله الطريقى شخصيه سعوديه ذات خبره بتروليه كبيره تقلد مناصب فى حقل النفط فى المملكه فى فتره الخمسينات والستينات على ما اعتقد وبعد ذلك خرج من المناصب الحكوميه لاختلاف فى وجهات النظر واصدر مجله بتروليه شعارها نفط العرب للعرب توفى منذ اعوام وعرف كشخصيه قوميه.

ســـهم
05-04-2008, 08:41 AM
عبد الله حمود الطريقي (1918 - 1997) -(بينما يحسب المؤرخ حمد الجاسر عُمْر الطريقي، بناء على الأحداث، بحسبةٍ يتبين منها أن الطريقي أكبر بثماني سنوات كاملة، أي أنه مولود في العام 1910 )- أول وزير بترول من السعودية ومؤسس منظمة أوبك مع وزير البترول الفنزولي ألفونسو وأول مبتعث سعودي للدراسة إلى الولايات المتحدة ، ولد عام 1918 في مدينة الزلفي .وتعود أصول عائلته إلى وادي الدواسر ، وقد قدم أجدادهم إلى الزلفي مع بدايات القرن الثالث عشر الهجري.

نفط العرب للعرب مقولة أشتهر بها وكان يقصد بها زيادة التجارة البينية العربية واستغلال اليد العاملة العربية.

أسماه البعض "البترولي الفقير" ، "الوفي الأمين" ، كناية عن ماوصف عنه بالنزاهة وسمته بعض الصحف "الشيخ الأحمر" لمزاعم إنتمائه الفكري للمعسكر الشرقي الشيوعي يعتقد البعض ان الهدف من هذه الكناية كان استغلال سوء علاقته بحكومته آنذاك حين كان وزيرا . سمي بالناصري والراديكالي لتوجهاته العربية سمي بالليبرالي الثائر "العلماني" آنذاك وحتى الآن لأن الليبراليين السعوديين يحتاجون إلى رمز فجعلوه لهم رمزا وهناك شكوك حول صحة إنتمائه للتيار العلماني و الليبرالي.

المتأمل خيرا...صباح الخير

هل هذا الشخص المقصود.


وانا اقول شكله من اسمه متدين طلع علماني ليبرالي ناصري حسني الخ

ابوحظين ولكن هل هذا هو المقصــود بالفعل ؟

عموما لك كل الشكر اخي على هذه المعلومه الجديده والممتازه

يعطيك العافيه

ويسلم لنا أخي المتأمل والذي يضيف الكثير للمنتدى من مواضيع مغايره لمواضيع الموضه

الحاليه

والتي تضيف للمنتدى وللاعضاء ثقافه مثل هذا التساؤل

تحياتي لكما المتأمل وابو حظين :)

المتأمل خيرا
05-04-2008, 08:41 AM
:nice:
اول وزير بترول في المملكة العربية
وضع اسمه في الجوجل يالمتأمل وسوف تجد الكثير والكثير عنه :)

أسعد الله صباحك أخي "الخيميائي" بكل خير..

معك حق.. لكن لم يكن حقيقة الهدف من سؤالي للمعرفة الشخصية بأن تقتصر المعرفة على شخصي.. حيث كان دافعي هو أن نعرف جميعاً ولو أقل القليل عن هذا الرجل..

ودمت بود.. لأخيك..

المتأمل خيرا
05-04-2008, 08:47 AM
اخوي السهم صباح الخير شلونك،المتالم صباح الخير،،السهم كل الى قلته مضبوط،،بس من اسمه متدين مادري شاقول لك،،:rolleyes2:

أسعدت صباحاً أخي "الدوحي7".. شاكراً لك حقاً كرم تفضلك بالمشاركة.. آملاً أن يتم فعلاً معرفة شيء حقيقي عن هذا الرجل من قـِـبـَـلنا جميعاً..

السامـي
05-04-2008, 08:49 AM
وانا اقول شكله من اسمه متدين طلع علماني ليبرالي ناصري حسني الخ
ابوحظين ولكن هل هذا هو المقصــود بالفعل ؟

هناك شكوك حول صحة إنتمائه للتيار العلماني و الليبرالي.



عموما لك كل الشكر اخي على هذه المعلومه الجديده والممتازه
يعطيك العافيه
الله يعافيك سهم..لا شكر على واجب.

المتأمل خيرا
05-04-2008, 08:52 AM
عبدالله الطريقى شخصيه سعوديه ذات خبره بتروليه كبيره تقلد مناصب فى حقل النفط فى المملكه فى فتره الخمسينات والستينات على ما اعتقد وبعد ذلك خرج من المناصب الحكوميه لاختلاف فى وجهات النظر واصدر مجله بتروليه شعارها نفط العرب للعرب توفى منذ اعوام وعرف كشخصيه قوميه.

جزيل الإمتنان لك أخي "قطري مزمن" على هذه المشاركة ولما تفضلت بذكره..

آملاً أن يثري الإخوة والأخوات الموضوع بمايجدونه من تقييم ورأي مستقل عن هذا الرجل..

قطرى مزمن
05-04-2008, 08:53 AM
وانا اقول شكله من اسمه متدين طلع علماني ليبرالي ناصري حسني الخ

ابوحظين ولكن هل هذا هو المقصــود بالفعل ؟

عموما لك كل الشكر اخي على هذه المعلومه الجديده والممتازه

يعطيك العافيه

ويسلم لنا أخي المتأمل والذي يضيف الكثير للمنتدى من مواضيع مغايره لمواضيع الموضه

الحاليه

والتي تضيف للمنتدى وللاعضاء ثقافه مثل هذا التساؤل

تحياتي لكما المتأمل وابو حظين :)[/color]

اتمنى الابتعاد عن تصنيف الناس هذا متدين وهذا ليبيرالى والاخر علمانى فاختلاف الاتجاهات خصله بشريه ثم هذه التصنيفات او المسميات مستورده وتحمل الكثير من التراكم التاريخى فهى ليست بهذه البساطه التى يعتقدها البعض وانا على يقين ان معظم من يستخدمها لايعرف مضمونها معرفه تامه.

ســـهم
05-04-2008, 08:57 AM
اتمنى الابتعاد عن تصنيف الناس هذا متدين وهذا ليبيرالى والاخر علمانى فاختلاف الاتجاهات خصله بشريه ثم هذه التصنيفات او المسميات مستورده وتحمل الكثير من التراكم التاريخى فهى ليست بهذه البساطه التى يعتقدها البعض وانا على يقين ان معظم من يستخدمها لايعرف مضمونها معرفه تامه.

اذا لما هذه التسميات والتي لم نخترعها نحن بل ظهرت من ميول وأتجاهات البعض

عموما ياخي كانني أحسست أن لك رد سابق في هذا الموضوع ولكن ليس بهذا

النيك نيم :)

الى اللقاء .... :)

المتأمل خيرا
05-04-2008, 09:00 AM
ويسلم لنا أخي المتأمل والذي يضيف الكثير للمنتدى.. ..

تضيف للمنتدى وللاعضاء ثقافه مثل هذا التساؤل

تحياتي لكما المتأمل وابو حظين :)

أرجو قبول كل التقدير أخي "سهم" لكلماتك الطيبة..

ولاشك أننا عندما نقيّـم المرء "أياً كان" بناء على مواقفه وأعماله.. نكون قد أنصفناه.. وقبل ذلك أنصفنا أنفسنا وضمائرنا..

تحياتي لك مجدداً..

بنت المنتدى
05-04-2008, 12:42 PM
جزاك ربي كل خير

المتأمل خيرا
05-04-2008, 02:17 PM
جزاك ربي كل خير


الله يحفظك ويوفقك.. ويجزيك كل خير..

==========================

.. وفي بحث في الشبكة.. وجدت هذه المعلومة التي أحببت أن أنقلها لكم - من موقع "الموسوعة الحرة" - wikipedia -:

نشأته

في الزلفي تعلم على شيخها مبادئ القراءة والكتابة وقراءة القرآن، كما هو معتاد آنذاك، ثم انتقل إلى الكويت مع والده وعمره ست سنوات، وأكمل دراسته النظامية هناك، ثم ما لبث حتى انتقل إلى الهند، وهناك ألتقى بعبدالله المحمد الفوزان، وكان شيخ تجار العرب في الهند، والذي اقترح عليه الذهاب في بعثة دراسية خارجية، وتوسّط له في إنجازها، فكانت القاهرة محطته التالية.

جرأة وذكاء مبكرين

يُذكر أن "الطريقي مر على الملك عبدالعزيز في الرياض أثناء رحلته إلى القاهرة، وفي مجلس الملك عبدالعزيز، طرح الطريقي مقترحاً بأن تكون مدينة (مكة) منطقة مستقلة تديرها هيئة تمثل المسلمين من أنحاء العالم لتصنع أنموذجا من الفاتيكان بقالبٍ إسلامي، فكانت تلك علامة جرأة ونبوغ وتصوّر مبكر وقراءة منطقية". وقد نقل تلك القصة (روبرت ليسي) الذي أرّخ لحياة الراحل.

مراحل الدراسة

في العام 1933 كان الطريقي قد انتظم في الثانوية الخديوية ثم في ثانوية [حلوان]، وفيها تخرج وانتقل للدراسة في كلية العلوم بجامعة الملك فؤاد (القاهرة حاليا) متخصصا في الكيمياء، ليتخرّج منها في العام 1945، وقد ترك خلفه سيرة حسنة، ومسيرة مشرّفة أثناء دراسته الجامعية، وهو ما جعله يُرشح من قبل الملك عبدالعزيز، شخصيا، للإبتعاث إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لإكمال الماجستير، وهكذا حصل إذ انتقل للدراسة في جامعة تكساس وأحرز فيها درجة الماجستير في الجيولوجيا (مع تخصص فرعي في هندسة البترول) وكانت رسالته عن "جيولوجيا المملكة العربية السعودية" وكان ذلك بعد عامين من ابتعاثه، وعاد من هناك نحو وطنه بعد أن تزوج في المرة الأولى من امرأة أميركية أنجبت له بكره (صخر).

إنجازاته

1) إنشاء منظمة أوبك

2) طالب بعدم حرق الغاز الطبيعي من آبار النفط وأنها طاقة يمكن استخدامها.

3) استرد خلال ترأسه لأرامكو - حينما كانت مجمع من الشركات الأمريكية - نصف ميزانية الدولة وعمل على إلغاء الامتيازات وزيادة حصة الدولة فيها.

4) ساهم بإرساء قواعد المحاصصة واشراك الجانب الوطني في العمل البترولي والذي كان سببا في إثراء الدولة .

له عدة مؤلفات ومقالات وأوراق مجموعة في كتاب "عبد الله الطريقي الاعمال الكاملة"

تخليدا لذكراه

له جائزة ، يشرف عليها مركز دراسات الوحدة العربية وتمنح مرة كل عامين لشخصية عربية طبيعية او اعتبارية تتويجا لعمل محدد ومواقف معينة عبر فترة ممتدة من الزمن في مجال النفط والتنمية العربية,, قيمة الجائزة خمسة وعشرون الف دولار امريكي,, ويتم الترشيح للجائزة عن طريق المؤسسات في الاقطار العربية مثل الجامعات ومراكز الدراسات والجمعيات العلمية ومنظمات العمل العربي والاتحادات والمنظمات المهنية والاهلية.

وفاته

توفي في عام 1999 في مدينة الرياض ودفن بمقبرة النسيم بالرياض عن عمر ناهز الواحد والتسعين.



((وعند توفر معلومة أخرى عن هذا الرجل.. سأعود للموضوع لذكر ذلك..))

المتأمل خيرا
08-04-2008, 03:10 AM
وجدت هذه الأسطر تتعلق بأول مقالة كتبها عبدالله الطريقي.. وقد رأيت نقلها كاملة من مصدرها شاملاً - بالطبع - المقالة ذاتها.. والتي كانت موجهة للخريج السعودي.. .. "مع ملاحظة أن كلمة "أغضي" الواردة في بيت الشعر تعني "أخفض" :


(( الى اين نحن مسوقون ))

في العددا الثاني عشر من مجلة اليمامه الصادر في ذي القعدة 1373هـ، يوليو (تموز) 1954م كتب الشيخ عبدالله الطريقي، أول مقالة له، بعنوان "إلى أين نحن مسوقون؟"

وهي كلمة موجهة لخريجي الجامعات والمعاهد العليا، وقد خلقت المقالة ضجةً كبيرة، وكادت تُغلق صحيفة اليمامة بسببها، وقد ذكر الشيخ حمد الجاسر أن هذه المقالة هي التي أحرجته كثيراً، على طول مسيرته الصحافية، وكتب الجاسر في مجلة العرب، السنة السابعة عشرة، 1983م متناولاً هذه المقالة، حيثُ ذكر أن هذه المقالة كادت تودي بحياة المجلة، لولا الاعتذار والتعهد بعدم التعرض بالنقد لأي عملٍ من أعمال الدولة بصفةٍ عامة.

هنا نص المقالة التي كتبها الشيخ عبدالله الطريقي، وذلك نقلاً من مصدرها الأصلي، مجلة اليمامة:

عزيزي الخريج:

في الأسطر التالية سأتحدث إليك حديث الزميل الذي مرّ على الأطوار التي تمرُ بها الآن، والتي ستمرُ بها في المستقبل، وسأكون صريحاً معك إلى أبعد الحدود، ولك مطلق الخيار في الاستماع لي، وفي تصحيح ما أكونُ قد خالفت فيه الصواب، ولكن المهم أن نصلَ إلى الحقيقة، وإلى العلاج الناجح لما نحنُ به من مشكلاتٍ وطنية واجتماعية وأخلاقية .

بعد أن حصلتُ على ما أُتفق على تسميته بشهادة الجدارة والمعرفة، وهي ورقة تحصل عليها- كما تعرف- من الجامعة أو المعهد العلمي، حضرتُ إلى وطني أحملها، وكنتُ أتخيل بعدما قضيتُ الليالي ساهراً، والبطن خاوياً، أنني سأجدُ من مواطني التقدير والتكريم، وستفتح لي الأبواب، وسأوضع في المكان الذي تخيلته لائقاً بكفاءتي وعلمي، وهو مكان الصدارة بالطبع، وجدتُ أنني كنتُ ويا للأسف قد تعلمتُ أشياء وفاتتني أشياءُ أخرى، وجدتُ نفسي مملوءةً سذاجةً، وبعيدةً كل البعد عن واقع الحياة، ووجدتُ بيني وبين مواطني هوةً سحيقة، لا أتجرأ على النظر إلى عمقها.

نعم ياصديقي، أغلقت الأبوابُ في وجهي، وكانت صدمةً شديدة يُمكنك أن تتخيلها بدون أن أشرح العوامل النفسية التي كنتُ فريستها، ووجدتُ الجميع ينظرون إليّ نظرةَ عطفٍ وسخرية، فهم يرون فيّ شاباً مغروراً، يعيشُ في الخيال، جسمه معهم وروحه وخياله في مكانٍ آخر، يسيرُ معهم ويعيش بعقلية أجنبية غريبة عنهم، يتحدث عن الوطنية والإخلاص والتضحية، بينما هم يتحدثون عمّا جمع فلان، وعمّا كسب فلان، وكيف تقدم فلان، وكيف حصل فلان على شرهةٍ أو سيارة أو قاعدة سنوية، بينما أنا أتحدثُ عن نظرياتٍ لايفهمونها، وأصبرُ على إقناعهم بما هم به كافرون، حتى ملّوا مجلسي، وأخذ الطيبون منهم ينصحونني بالإقلاع عن سذاجتي، والذهاب إلى باب فلان، وتملق فلان، والإقعاء تحت مقعد فلان، وأن أطلبُ من فلان كذا، ومن علان كذا، وألا أقاطع الجميع، وأن أمرّ للسلام والتحية وتقبيل أيادي الكبار والصغار، وأن أظهر بمظهر المتواضع، والعبد الذليل، لرئيسي المباشر، ولخدم رئيسي المباشر، ولعبيد رئيسي المباشر، وأن أتعلم الصبرَ على الجلوس (إذا ما لم يسمح لي بالتشرف بالمثول) خارج باب فلان الساعات الطوال، بدون تذمر، بل يجب أن أتعلم كيف ابتسم، وكيف أذل النفسَ وأعلمها الصبرَ على ما تكره، حتى أُحصّل رضا الجميع من الرجال، ومن أشباه الرجال من الكرام، وممن ليس بينهم وبين كرم الخلق أي نسب.

وما دام المجال مجال صراحة، فقد مرت بي أوقات كنتُ أبكي فيها لعدم استطاعتي العمل بنصيحة المخلصين من أصدقائي، وقد حاولتُ إقناع نفسي المتكبرة المتغطرسة كما يسمونها، بالانصياع لما يقولون، وما ضرّها لو أنها تنازلت من عليائها وعملت بنصيحتهم، لعل الحال يتغيّر، والأبواب تفتح والشفاه تجود بابتسامة، ولكنها أبت وأخذت تكرر قول الشاعر:


خُلقتُ عيوفاً لا أرى لابن حرةٍ
عليّ يداً أغضي لها حين يغضبُ !!

وهكذا ياصديقي مرت بي الأيام والسنون، وأنا أرى خلالها الصغار يكبرون، ويتنفذون، وأرى أفكاري يتبناها الآخرون، وأرى الفضلَ يذهب لغير أهله، واستمر الأصدقاء يرثون لحالي، والمنافسون يسخرون من عقليتي المتحجرة، ونفسي المتغطرسة، وأصبحتُ ارتفع يوماً لأهبطَ في اليوم الآخر، فإذا ما أريد شيئاً يتعلق بعملي قُربت، وإذا ما انتهى الأمر أُبعدتُ، وكنتُ لا أستطيع الوصول إلى الجهات العليا ومن يهمها المصلحة الحقيقية للوطن، لأن المنافقين والمتنفذين من الصغار ومن الكبار، كلمتهم مسموعة لدى المقامات العليا، ونحن ما نحنُ إلا أناسٍ متعلمون متغطرسون، لنا أفكار غريبة، ونظريات في الحياة مكروهة، وخطرة على بيئتنا الطاهرة المؤمنة الموحدة، لقد حاربونا ياصديقي واستعملوا كل سلاح كما سيحاربونك ويستعملون كل سلاحٍ للحيلولة دونك ودون هدفك.

لو أنني كنتُ أقل إيماناً برسالتي في الحياة، لتحطمتُ منذُ زمنٍ بعيد، وجاريت الموضع، وسرتُ مع الركب، ولكن ماهي رسالتي التي اعتقدُ أنها رسالتك ورسالة كل مخلص وطني، يحمل لهذه البلاد، ذكرى مُنشئ هذه البلاد، ووارث عرش هذه البلاد، الإخلاص والتضحية والتفاني، ويهمه أولاً وقبل كل شيء المحافظة على دولةٍ طالما انتظر التاريخ قيامها، فلنتحدث الآن عن ماضينا وحاضرنا.

منذُ نصف قرنٍ، كنا مستعمرين للأتراك حيناً، أو قبائل متفرقة يغزو وينهب ويسلب بعضها بعضاً، حتى طلعت شمس من الشرق غير الشمس التي تطلع كل يوم فوحدتنا، ولمت شملنا وجعلت منا أمةً واحدة، وأصبح معظم شبه الجزيرة موحداً تحت راية واحدة، ومن ثمّ أنعم الله علينا بثروة نحنُ بأشد الحاجة إليها، وهكذا لم يصبح لنا عذر، فبلادنا غنية بمواردها، يشملها السلام والأمن والطمأنينة، فالتاريخُ ينتظر منا- وقد وفر الله لنا كل عوامل النجاح- أن نعمل شيئاً يليق بتاريخنا التالد، فهل نحنُ يا ترى كفؤ لحمل العبء الملقى على عاتقنا؟.

يا صديقي هنا تأتي رسالة الأجيال القادمة التي مهمتك تمهيد السبل أمامها، أنت-ياصديقي المتخرج- أمل هذه الأمة وثروتها الحقيقية، أنت وزملاؤك من الرعيل الأول، الأمل المرتقب لتثبيت أركان هذه المملكة التي يهمنا جميعاً المحافظة عليها، وتوطيد أركانها، فهي قلب العروبة والإسلام، وبقوتها تقوى العروبة، ويرتفع شأن الإسلام، وقد أختارك الله وزملاءك لأن تكونوا من الأوائل، والأوائل هم أسس النهضة في كل أمة، فهل ياترى ستحمل العبء وترفع الراية؟.

إن الظروف المحيطة بنا لاتشجع كثيراً، ولكن الطريق أمامنا متسع، ولو أنه شاق وعر، ورسالتنا ليست بالسهلة، ولكن باستعمالنا الحكمة والتبصر في الأمور والابتسام للشدائد، والتعاون والتعاضد والسير صفاً واحداً، نحو الهدف الأسمى، سنصل ياصديقي وسنرفع شأن وطننا، وسنرتفع عن الصغائر إذا ما وضعنا نصب أعيينا خدمة وطننا ومواطنينا، ورفع مستوى الفقير، ومعالجة المريض، والأخذ بيد الضعيف، وتعليم الأمي، وكل هذا لا يتمُ إلا إذا كنا أمناء على رسالتنا أقوياء الأخلاق، لدينا الكثير من التضحية مؤمنين بالله وبمصلحة الوطن العليا.

فياصديقي: المستقبلُ لنا، والله مؤيدنا، فعليك بالصبر الجميل والتفكير المستقيم، ولا تجعل لعواطفك عليك سبيلاً، واستعمل عقلك وعلمك في كل تصرفاتك، وأعلم أن الوطن ينتظر إنتاجاً لا عواطف، وأن بناة الوطن يجب أن يكونوا أصلب من الصلب، ولا يكونوا طلاب وظائف وغنى سريع، وعلى الله فليتوكل المتوكلون، وإلى العدد القادم إن شاء الله .


=======================================

الرابط : http://www.7loo.com/vb/showthread.php?t=16834

Aljans
08-04-2008, 06:35 AM
عبد الله الطريقي أحد قيادي تنظيم نجد الفتاة. تأسس هذا التنظيم في الخمسينات ، وضم بين صفوفه الطبقة العليا من العاملين النجديين في جهاز الدولة، ناصر المنقور وجميل الحجيلان وغيرهم. كانت مطالب تنظيم نجد الفتاة المعلنة هي الإصلاح السياسي، وخاضت قيادته، صراعاً مريراً لإجبار العائلة المالكة على تقديم تنازل ما للمواطنين ووضع البلاد على طريق الإصلاح باعتماد دستور وإنشاء برلمان وتطبيق نظرية الحكم اللامركزي؛ بالرغم من أن هناك من يعتقد بأن حركة التنظيم لم تكن تستهدف هذا كله وإنما رفعت هذه المطالب للتغطية على هدفها الأساس وهو: إعطاء مثقفي نجد دوراً أكبر في جهاز الدولة وإشراك قيادته في صنع القرار.

بوخالد2
08-04-2008, 08:09 AM
من هو عبد الله الطريقي

هو عبد الله بن حمود الطريقي الذي ولد في عام 1918 في مدينة الزلفي، التي تبعد (280) كيلو متراً شمال غربي الرياض. أقام مع والده خمس سنوات، انتقل بعدها إلى الكويت في عام 1924م للالتحاق بمدرسة الاحمدية الابتدائية، ومكث هناك خمس سنوات مع أخيه الاكبر وعائلته.

في عام 1929م سافر مع تاجر كويتي إلى بومباي وعمل لديه طوال سنتين في قراءة المراسلات وضبط الحسابات. وكان الوحيد بين أفراد عائلته الذي تلقى العلم في حينه. في عام 1933م انتقل إلى القاهرة لاكمال دراسته الثانوية في المدرسة الخديوية بالقاهرة، ولاحقاً في مدرسة حلوان الثانوية التي تخرج فيها في عام 1938م.

في عام 1945م حصل على شهادة البكالوريوس في الجيولوجيا والكيمياء من جامعة فؤاد الأول.

سافر إلى الخارج في بعثة دراسية للحصول على شهادة الماجستير في الجيولوجيا (مع تخصص فرعي في هندسة البترول) من جامعة تكساس في (اوستن). وكانت اطروحته (جيولوجيا العربية السعودية)، تخرج في عام 1947م.

عمل فترة ستة أشهر مع شركة تكساكو للتدريب واكتساب الخبرة.

صراعه مع النظام والشركات النفطية حتى إقالته من وزارة البترول:

يقول روبرت ليسي: كان عبد الله بن حمود الطريقي شخصية صريحة منذ سنوات عمره المبكّرة. وعندما كان لا يزال صبياً في الثلاثينات وقف في مجلس عبد العزيز يقترح عدم معاملة مدينة مكة المكرمة وكأنها ملكاً لآل سعود بل جعلها مدينة مستقلة تدار من قبل هيئة تمثل المسلمين من كافة أقطار العالم ـ كفاتيكان إسلامية داخل (الدولة السعودية)([1]).

في عام 1950م انشئت دائرة تفتيش البترول في وزارة المالية، وعيّن على رأسها عبد الله الطريقي لكن شخصية ابن سليمان، وحاجات الملك بقيت طاغية على الجهاز الوليد، وكلاهما لا يعير قطاع البترول أي اهتمام إلاّ بقدر ما يتعلق بالمدفوعات المقررة للحكومة من جانب آرامكو([2]) إلاّ أن الطريقي كان قد صمم على ان يخوض صراعاً مع شركة آرامكو مستغلا وضعه الرسمي أولاً وثانياً تدهور العائدات النفطية التي أخذ تأثيرها يضغط على النظام.

وكمدير للبترول في وزارة المالية كرّس عبد الله الطريقي معظم فترة الخمسينات لاسترداد ما كانت تتمتع به آرامكو وشركاتها الام من منفعة. وكان الطريقي يطمح في الحصول على مشاركة (للسعودية) في كل مرحلة من مراحل انتاج البترول وتسويقه، وكان شعاره (من البئر إلى السيارة)([3]).

لم يكن الطريق أمام الطريقي معبداً لكي يواصل مسيره باتجاه الهدف الذي اختاره، فالنظام السعودي قد سلم مفاتيح الثروة النفطية بيد الشركات، وهذه الشركات تمثل وجوداً استراتيجياً لقوة عظمى اعتبرت ان الشق الأول من الدفاع عن مصالحها هو دعم هذه الشركات وجعلها هي الحكومة الحقيقية في البلاد. يقول ليسي: ولم يكن الطريقي يخفي حقيقة ان راديكاليته تمتد إلى أبعد من البترول وتصل إلى مجال السياسة، وكان ينتقد علناً وبشدة آل سعود. وكانت لافكاره وأفكار حركة (نجد الفتاة) صبغة ناصرية خطيرة، ولما بدأ يسبب المتاعب لشركة آرامكو في اواخر الاربعينيات ولاول مرة قال تقرير سري لوزارة الخارجية الأمريكية آنذاك بأن ذلك هو اتجاه ترجو آرامكو وتأمل أن يؤدي إلى قيام الطريقي بشنق نفسه([4]).

والواقع ان المتاعب التي ذكرها (ليسي) والتي سببها الطريقي لشركة (آرامكو) جاءت بعد أن أُرسل للظهران من قبل عبد الله السليمان وزير المالية لمراقبة أعمال ضخ البترول (حيث تعمدت الشركة الاستخفاف بالشكاوى التي قدمها الشاب العربي الغاضب بخصوص حرق الغاز، وسخرت من معرفته بالهندسة البترولية، ووصفتها بأنها ((سطحية)) لكن حين سأل القنصل الامريكي في الظهران شركة آرامكو بصورة سرية فيما إذا كان (السعودي) المشاكس على حق فيما ذهب إليه اعترف جيمس ماكفرسون بأن الطريقي كان إلى حد ما على حق فيما ادعاه من الناحية النظرية وعلى المدى الطويل)([5]).

وهذا الواقع المرير الذي واجهه الطريقي، والذي ذكره ليسي، نلاحظ أنه قد أشار إليه اشارة نقدية عام 1972م، واعتبر ان ذلك هو أحد المعوقات التي يواجهها الفنيون العرب عندما قال: إن الفنيين العرب إذا ما عادوا من جامعات أوربا وامريكا ـ يحملون نفس الكفاءات العلمية التي يحملها زملاؤهم الاجانب ـ فانهم يشعرون في بلادهم وفي أوساط الشركات النفطية الاجنبية بأنه لا يحق لهم ما يحق للأجنبي في بلادهم مهما علت درجاتهم العلمية. وتتحايل الشركات النفطية بشتى الطرق لابعادهم عن ممارسة اختصاصاتهم وممارسة التمييز العنصري بحقهم وجعلهم يشعرون في بلادهم بأنهم اقل كفاءة وأقل أهلية للثقة من زملائهم الأجانب. مما سبب لكثير من هؤلاء الفنيين خيبة أمل ودفع الكثير منهم إلى ترك العمل في مجال تخصصهم والعمل في مكاتب الحكومة حيث يقومون بأعمال لا علاقة لها بما خصصوا انفسهم له. وقد يضطر البعض منهم إلى الهجرة إلى الخارج وهذا يحدث كثيرا([6]).

لقد بدأ الطريقي ومنذ الخمسينات في ابداء استيائه ونقده لكثير من الجوانب السلبية وغير المقبولة في الاطار السائد للعلاقات بين الحكومة والشركة البترولية العاملة. ولعل من بواكير ثمار جهوده نحو تحقيق وضع افضل في العلاقات بين الحكومة والشركة البترولية العاملة في (السعودية) شركة آرامكو اقناع الحكومة بأن تطلب من الشركة البترولية ان تتبنى في التزاماتها المالية تجاه الحكومة قاعدة مناصفة الارباح بين الحكومة والشركة البترولية التي علم الطريقي انها القاعدة المعمول بها في فنزويلا بدلاً من التزام الشركة البترولية بأن تدفع ريعاً زهيداً عن كل طن من البترول المصدر مهما يكن الدخل الذي تحققه الشركة([7]). ان طريقة النهب التي تتبعها شركة النفط هذه، والتي استمرت طوال الفترة التي امتدت من تفجر أول بئر في البلاد وحتى نهاية عام 1950م، قد جعلت شركات النفط تتضخم ارباحها بشكل خيالي، في الوقت الذي اكتفى النظام بالفتات الذي تتركه هذه الشركات، ومستجدياً المعونات من بريطانيا والولايات المتحدة راهناً إرادة البلاد لهما، وكذلك تحميل المواطنين أعباء بذخ النظام عن طريق الاساليب التي اتبعها عبد الله سليمان وزير ماليته في فرض انواع الضرائب. ويحدثنا توفيق الشيخ في كتابه البترول والسياسة في المملكة العربية السعودية عن العلاقة غير الطبيعية بين النظام وشركات النفط قائلاً: ارتفعت تكاليف السلع والاغذية التي تستوردها بلدان الشرق الأوسط إلى عدة اضعاف، مما أدى إلى انخفاض القيمة الشرائية للعائدات التي تحصل عليها الحكومات من شركات البترول إلى معدّل يتراوح بين 2.08 دولار و2.80 دولاراً للبرميل([8]).

بوخالد2
08-04-2008, 08:10 AM
لقد كان الاحساس بانخفاض العائدات بالقياس إلى مجمل قيمة صادرات النفط عاماً بين البلدان المنتجة في الشرق الأوسط وفنزويلا، وكانت الاخبار المتواترة حول تصاعد مداخيل شركات البترول تأتي تباعاً من الولايات المتحدة وأوربا الغربية مثيرة للدهشة والامتعاض... لهذا بادرت الحكومة الايرانية في اغسطس 1948م إلى تقديم مذكرة إلى شركة البترول الانجلو فارسية التي تستثمر النفط الايراني، شكت فيها من تدهور قيمة عائداتها بالقياس إلى قيمة المبيعات، وسنوردها نظراً لتشابه بند العائدات في الامتياز الايراني مع نظيره في الامتياز (السعودي). وقد جاء في المذكرة التي اوردها الاستاذان عيساوي ويغانة: (أساس دفع العائدات: ان رقم الشلنات الأربعة الذي تدفعه الشركة مقابل كل طن من البترول، كان يمثل 8.1 السعر المعلن للبترول الخام، في حين ان هذا الرقم الآن ـ محسوباً على أساس الذهب ـ وطبقاً لحسابات الشركة يمثّل اقل من 16.1 من السعر، وعليه فان جملة العائدات التي كانت تمثل 33% من جملة الثمن هذه في عام 1933م، في حين انها لم تعد تمثل اكثر من 9% فقط من جملة الثمن في عام 1947م)([9]).

نبه الطريقي النظام السعودي على لعبة شركة آرامكو هذه وداعيا اياه للطلب من الشركة اعادة النظر بالامتياز بما يحقق بعض التقدم على طريق تحطيم غطرسة شركة آرامكو وسرقتها لثروة البلد. ودخل النظام في مفاوضات مع شركة ارامكو على اساس المبادئ التي طرحها الطريقي، ونتيجة للموقف الجدي الذي ابداه الطريقي في المفاوضات حول هذا الموضوع، والتي استمرت عدة اشهر انتهت في اليوم الاخير من عام 1950م، قدمت شركة آرامكو مشروعاً قبله النظام على ان يسري مفعول الاتفاق باثر رجعي يبدأ في أول العام 1950م. وتضمن الاتفاق العناصر الآتية:

1ـ تحصل الحكومة على الحصة المقررة لها سابقاً من قيمة صادرات آرامكو والبالغة (4 شلن) على الطن على ان تحسم من حساب نصف الارباح الذي ستحصل عليه الحكومة في نهاية كل عام.

2ـ تدفع الشركة 12.5% من السعر المعلن لكل برميل من النفط عند محطة الشحن في رأس تنورة، ولها الخيار في دفعه عيناً أو نقداً، وتحسب الصادرات على أساس قيمة النفط الخام سواء كان البترول المصدر خاماً أو مكرراً، وتعتبر هذه الدفعة بمثابة سلفة على الحكومة تحسم من حصتها في الارباح التي توزع في نهاية كل سنة.

3ـ اتفق الطرفان على اعتبار القيمة الرسمية التي يحددها صندوق النقد الدولي هي الاساس لحساب سعر تحويل الجنيه الذهبي إلى الدولار، وهو العملة التي تعتمدها آرامكو في تسديد مدفوعاتها للحكومة (السعودية).

4ـ يتم حساب الربح الصافي القابل للتقاسم بين الطرفين بعد طرح جميع النفقات المترتبة على الانتاج والاستكشاف والادارة والصيانة وبناء المنشآت الجديدة والكميات في الاسعار التي تقدمها آرامكو عند بيع البترول إلى الشركات المالكة لها والخسائر، والقيمة المعادلة لنسبة الاستهلاك السنوي للآلات والمنشآت، وكذلك جميع ما تدفعه للحكومة تحت أي صفة، وما تدفعه كضرائب للدول الاجنبية.

5ـ تعتبر جميع مدفوعات آرامكو للحكومة بصفة ضرائب دخل.

6ـ يجب ان لا يتعدى مجموع تلك الضرائب مضافة اليها جميع مدفوعات آرامكو للحكومة من ريوع وايجارات واستحقاقات اخرى عن أي سنة من السنوات النسبة المتفق عليها وهي نصف الارباح الصافية للشركة داخل الاراضي السعودية.

7ـ تعتمد الاسعار المعلنة للبرميل من النفط الخام في رأس تنورة كأساس لحساب المبالغ المنصوص عليها في الاتفاق.

أدى اتفاق المناصفة إلى زيادة عوائد النظام السعودي بنسبة جيدة. فبينما حصل عام 1949م على 39.2 مليون دولار، دفعت آرامكو في السنة التالية 111.7 مليون، و164.2 مليون دولار عام 1951م، وازدادت تبعاً لذلك حصته من قيمة برميل البترول من 22.5 سنت إلى 56 سنت ثم إلى 59 سنت خلال السنوات الثلاث.

ورغم الاتفاق الذي نص على المناصفة، فان الشركة بدأت تتلاعب في الاسعار، فهي تسجل في دفاترها سعراً يقل عن السعر المعلن وتعطي النظام السعودي حصته على اساس هذا السعر، في حين ان السعر المعلن هو اعلى من السعر المسجل في دفاترها. ونتيجة لملاحقة الطريقي لحركة شركة آرامكو وجديته في ذلك، فقد تم اكتشاف هذا التلاعب. وفي هذا الصدد يقول الطريقي: (في الماضي لم نشعر بالاطمئنان وراحة البال في تعاملنا مع شركات الزيت حتى في الحصول على ما وافقوا وقبلوا به، ودعوني اعطيكم مثالاً واحداً. عندما قمنا بالاتفاق مع الشركة على تقاسم الدخل الصافي بنسبة 50% لكل طرف في عام 1950م، وبعد عام أو يزيد اكتشفنا ان آرامكو كانت تقيد مبلغ 1.40 دولار لحساب شركاتهم الام على حساب ضريبة الدخل السعودية مما ينقص حصة المملكة من 50% إلى 22%، وعندما سألناهم عن ذلك، قالوا لنا ان هذا الخصم لحساب الشركات الأم من اجل عمليات التسويق ونحن لم نوقع على مثل هذا الاتفاق أو نقبل به([10]).

كما أن تقاسم الارباح يقتضي مبدئياً وجود شركة بين فريقين يستغلان معا مصلحة معينة، ويقومان بتحديد النفقات، وتكاليف الانتاج، والاسعار، ثم يتقاسمان الارباح والخسائر، ولكن هذا ابعد ما يكون عن واقع العلاقة بين ارامكو والحكومة السعودية، فالشركة هنا ـ كما في جميع البلدان المنتجة يومذاك ـ تنفرد برسم سياسة العمل، وتنفيذ العمليات المتعلقة باستثمار الاحتياطي، كما تنفرد بتحديد مستوى الانتاج والاسعار، بينما يقتصر دور الحكومة على استلام حصتها السنوية من المال، وهذا التفرد من جانب الشركة عائد إلى غياب الاجهزة الحكومية القادرة على المحاسبة، ومراجعة حسابات الشركة وتحديد نفقاتها وارباحها الحقيقية، كما انه عائد من جهة اخرى إلى ان اتفاقية الامتياز قد الغت كل مشاركة للحكومة فيما عدا مراجعة حسابات الشركة المتعلقة بالصادرات من البترول الخام، وحتى هذا لم يتحقق إلى بداية السبعينات، ولذلك فقد كان بامكان الشركة ـ وهي قامت بذلك فعلاً ـ ان تصنع ما تشاء في حساب النفقات، مما يقلل من حجم الدخل السنوي الخاضع للمناصفة، وحتى حينما طلب المسؤولون (السعوديون) في فترة لاحقة (في الستينات والسبعينات) من آرامكو تقديم حسابات تفصيلية عن مداخيلها ونفقاتها فان الشركة اجتهدت في اعطاء صورة مغايرة للحقيقة مما دفع بالسيد عبد الله الطريقي، الخبير البترولي... إلى اتهام ارامكو بالكذب وتقديم بيانات مضللة للاستئثار بقدر اكبر من الارباح وحجبه عن الحكومة([11]).

بوخالد2
08-04-2008, 08:11 AM
هذا الرابط بيفيدك اكثر يالمتامل

http://www.alhramain.com/text/drasat/13.htm

المتأمل خيرا
08-04-2008, 09:52 AM
عبد الله الطريقي أحد قيادي تنظيم نجد الفتاة. تأسس هذا التنظيم في الخمسينات ، وضم بين صفوفه الطبقة العليا من العاملين النجديين في جهاز الدولة، ناصر المنقور وجميل الحجيلان وغيرهم. كانت مطالب تنظيم نجد الفتاة المعلنة هي الإصلاح السياسي، وخاضت قيادته، صراعاً مريراً لإجبار العائلة المالكة على تقديم تنازل ما للمواطنين ووضع البلاد على طريق الإصلاح باعتماد دستور وإنشاء برلمان وتطبيق نظرية الحكم اللامركزي؛
شكراً لك أخي "Aljans" على هذه الأسطر.. وما تضمنته من معلومة بشأن القناعات الفكرية لعبدالله الطريقي..


بالرغم من أن هناك من يعتقد بأن حركة التنظيم لم تكن تستهدف هذا كله وإنما رفعت هذه المطالب للتغطية على هدفها الأساس وهو: إعطاء مثقفي نجد دوراً أكبر في جهاز الدولة وإشراك قيادته في صنع القرار.

حول هذه النقطة الأخيرة فإني - من خلال ما اطلعت عليه من مصادر.. على الرغم من قلتها - أستنتج أنها جميعها لاتؤيد هذا الإفتراض الذي ظنه البعض.. فمن الواضح أن الرجل كانت له نظره ليست فقط على مستوى بلاده من حيث أهمية دور المواطن في نهضة بلاده - وهذا يمكن ملاحظته في المقالة الأولى التي نشرها.. - "لاحظ المشاركة رقم 19 في هذا الموضوع" - (والتي يبدو أنه لم تكن بعدها مقالة ثانية في الصحيفة ذاتها على الأقل.. وبنفس المضمون) حيث كانت موجهة لأبناء وطنه من الخريجين الجدد دون تحديد أو مفاضلة - بل أن نظرته تعدّت ذلك وكانت شاملة لواقع الأمة العربية.

شاكراً لك مرة اخرى أخي "Aljans" على حرصك على إثراء الحوار.. بشأن هذا الرجل الذي يعلم القليلون - في ظني - من أبناء الجيل الحالي عن دوره العملي وإسهاماته الفكرية في حقبة تاريخية هامة جداً من تاريخ هذه الأمة.

ولك خالص التقدير،،،

المتأمل خيرا
08-04-2008, 10:25 AM
جزيل الإمتنان والتقدير لما تفضلت بنقله.. والإشارة إليه أخي "بوخالد".. والذي تضمن معلومات في غاية الأهمية.. ليس فقط بالنسبة لما واجهه عبدالله الطريقي مع شركة "أرامكو".. بل أن هذه التفاصيل تجعل المرء يتساءل "ألم يكن الحال مشابهاً في جميع الأقطار الخليجية.. آنذاك.. ولفترة طويلة؟"..

وهذا التاريخ الثري بما يتضمنه من معلومات كم حري بالمسؤولين في مختلف المواقع أن يعلموه.. من حيث أداء الدّيْن للوطن بالعمل بضمير حي.. والإنتباه إلى تمكين المواطن المؤهل من أداء دوره.. والإستماع له.. وما أحوجنا نحن هنا في قطر لرجال مثل عبدالله الطريقي.. ويكفي أن نرى مقالته الأولى التي سبق الإشارة لها.. لنعرف كم أن الزمن بخيل في أن نرى هذا المثال موجوداً في أكثر من موقع مفصلي.. من مفاصل الدولة لدينا هنا.

تحية لك أخي "بوخالد" من جديد.. وعلى مساهمتك المثرية حقاً.. وبكل معنى الكلمة.. والتي استمتعت واستفدت من قراءتها.. خاصة وأنها تبدو وكأنها "في بعض جوانبها على الأقل" تخاطب واقعنا المعاش هذا اليوم..