المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العطية: سوق النفط مشبعة والمخزون مرتفع والمضاربون يتحكمون بتقلبات الأسعار



al3in
08-04-2008, 11:17 AM
تحدث إلى «الحياة» عشية مغادرته باريس إلى بكين ... العطية: سوق النفط مشبعة والمخزون مرتفع والمضاربون يتحكمون بتقلبات الأسعار
باريس – رندة تقي الدين الحياة

أفاد نائب رئيس الوزراء القطري، وزير النفط عبدالله حمد العطية بأن ارتفاع أسعار النفط من ثلاثة دولارات ثم انخفاضهابأربعة دولارات في اليوم ذاته يثبت أن سوق النفط لا تتأثر بالإشارات الإيجابية لأسس العرض والطلب، بل يثبت التأثير القوي للمضاربين فيها وأن ليس لدى «أوبك» تأثير في هذه المضاربة. ورد كلام العطية في حديث خاص أجرته معه «الحياة» في باريس خلال زيارة عمل يلتقي خلالها مسؤولين في شركة «توتال» الفرنسية وينظم له سفير قطر في فرنسا صباح اليوم ندوة صحافية في موضوع النفط قبل مغادرته الى الصين للالتحاق برئيس الحكومة حمد بن جاسم في زيارة رسمية الى بكين.

واعتبر العطية «أن سوق النفط مشبعة، وشهد المخزون العالمي ارتفاعاً الى أعلى المستويات في السنوات الخمس الماضية، وعلى رغم ذلك تتموَّج الأسعار ارتفاعاً وهبوطاً في يوم واحد، ما يدل الى أنه لا يوجد شح، ويثبت أن تأثير المضاربة كبير وقوي، والمضاربون دخلــوا الأسواق بقوة. فعندما يحققون الأرباح ينخفض سعر النفط وعندما يأخذون مواقع مختلفة في الأسواق تعود الأسعار لترتفع».

وعن احتمال تأثير الكساد الاقتصادي العالمي في أسعار النفط وعما إذا كانت دول «أوبك» تتخوّف منه، قال العطية: «نحن باستمرار، نضع في حساباتنا احتمالات التراجع الاقتصادي العالمي وقضايا النمو والتأثيرات السلبية أو الإيجابية لظروف الاقتصاد العالمي وارتباطها بالطلب على النفط. فإذا حصل ركود اقتصادي عالمي ينخفض الطلب وفي هذه الحال ينبغي على أوبك أن تتدخل من أجل تحقيق التوازن بين العرض والطلب، ويجب عدم ترك الأمور من دون اتخاذ قرار يتواكب مع العرض والطلب. والكل مدرك أن النفط مادة حيوية ترتبط بالنمو الاقتصادي، فإذا كان هناك انكماش عالمي سيؤدي هذا حتماً الى انخفاض في الطلب، وتجب إعادة خلط الأوراق حتى لا تحدث صدمة».

وعن احتمال اتخاذ أي إجراء لأوبك في حين أن المؤتمر العادي للمنظمة هو في أيلول (سبتمبر)، أوضح العطية: «ان لرئيس أوبك الحق في أن يدعو المنظمة الى اجتماع طارئ في أي لحظة يراها ضرورية لاتخاذ إجراء معيّن».

وعن إمكان خفض الإنتاج في حال ركود اقتصادي، قال العطية: «لو تأكد الانكماش الاقتصادي سيعطي هو بذاته إشارة تراجع على الطلب لأن الشارين للنفط يصبحون أقل عدداً، وفي هذه الحال يجب علينا أن نتحرك على الأسس الحقيقية للسوق وليس أن نستبق الأحداث. أي علينا أن نتحرك مع الحدث وأن نكون قريبين منه».

وعن مستوى سعر البرميل الحالي الذي تجاوز مئة دولار، قال العطية: «مشكلة الأسعار أنها غير ثابتة وتتقلب بين يوم وآخر أو في اليوم ذاته، ما يجعل تقويم مستواها صعباً. فالأسعار تتعرض لعوامل خارجة عن عوامل السوق».

وعن رأي وزير النفط السعودي علي النعيمي الذي عبر عنه سابقاً من أنها لن تهبط الى أقل من 70 – 80 دولاراً للبرميل، قال العطية: «طبعاً مع هذا التضخم الحاصل وضعف الدولار فأسعار النفط لها قيمة أدنى معينة إذا انخفضت الى أقل منها فستحدث كارثة في الصناعة النفطية. علينا اليوم أن نحتسب التضخم وضعف الدولار. فسعر 80 دولاراً للبرميل، هو من أسعار 2004، وفي مثل هذا الوضع على أوبك أن تتحرك فوراً».

وعمّا تردد في أوساط عربية ونفطية عن ضرورة فك ارتباط العملات المحلية بالدولار وتسعير النفط بغيره من العملات، أوضح وزير النفط القطري «ان عملية فك ارتباط تسعيرة النفط عن الدولار لا تخص أوبك فقط. فهي ترتبط بالدول المنتجة للنفط وعليها أن تتفق حول هذا الموضوع. فحصة أوبك اليوم هي 40 في المئة. وكشف كيف أن المنظمة حاولت في سبعينات القرن الماضي تحديد تسعيرة ترتبط بسلة عملات إثر تراجع سعر الدولار. وحدث ذلك في اجتماعات جنيف –1 وجنيف –2، ولم تفلح. ويومـــها كانت حصة أوبك أكثر من 60 في المئـــة من السوق العالمية. فيستحيل على أوبك أن تتخذ مثل هذه الخطوة من دون اتفاق كل الدول المصدرة للنفط داخل أوبك وخارجها».

وعن احتمال إجراء مشاورات بين وزراء أوبك الذين سيحضرون جميعهم مؤتمر روما للمصدّرين والمستهلكين للنفط في 20 و21 من الشهر الجاري، أجاب العطية: «سنكون موجودون للمشاركة في اجتماع روما، وإذا دعا رئيس أوبك الى اجتماع طارئ على هامش الاجتماع العالمي فسنلبي الدعوة، وإذا لم يدعُ فلا نجتمع».