المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تحزن ما دمت تحسن الي الناس



امـ حمد
09-04-2008, 02:47 AM
فإن الإحسان إلى الناس طريق واسع من طرق السعادة .
وفي حديث صحيح ( إن الله يقول لعبده وهو يحاسبه يوم القيامة : يا ابن آدم جعت ولم تطعمني قال : كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما أن عبدي فلان ابن فلان جاع فما اطعمته أما إنك لو اطعمته وجدت ذلك عندي يا ابن آدم ظمئت فلم تسقني قال وكيف أسقيك وأنت رب العالمين قال أما إن عبدي فلان ابن فلان ظمئ فما أسقيته أما إنك لو أسقيته وجدت ذلك عندي يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن فلان ابن فلان مرض فما عدته أما إنك لو عدته وجدتني عنده !؟ )

هنا لفته وهي : - وجدتني عنده ولم يقل كالسابقتين وجدته عندي لأن الله عند المنكسرة قلوبهم كالمريض

وفي الحديث (( في كل كبد رطبة أجر ))

وأعلم أن الله أدخل امرأة بغيآ من بني إسرائيل الجنة , لأنها سقت كلبآ على ظمأ فكيف بمن أطعم وسقى . ورفع الضائقة وكشف الكربة ؟!

قال حاتم :_
وما أنا بساعي بفضل لجامها لتشرب ماء الحوض قبل الركائب
إذا كنت ربآ للقلوص فلا تدع رفيقك يمشي خلفها غيـر راكــب
أنخها فأركبه فـإن حـمـلتكما فـذاك وإن كــان العقـــاب فعاقب

وكان ابن المبارك له جار يهودي , فكان يبدأ فيطعم اليهودي قبل أبنائه ويكسوه قبل أبنائه , فقالوا لليهودي بعنا دارك . قال : داري بألفي دينار , ألف قيمتها , وألف جوار ابن المبارك !.
فسمع ابن المبارك , بذلك فقال : اللهم اهده إلى الإسلام , فأسلم بإذن الله .

ومر ابن المبارك حاجآ بقافلة , فرى امرأة أخذت غربابآ ميتآ من مزبلة , فأرسل في أثرها غلامه فسألها , فقالت : مالنا منذ ثلاثة أيام إلا مايلقى بها . فدمعت عيناه وأمر بتوزيع القافلة في القرية , وعاد وترك حجته تلك السنة , فرأى في منامه قائلآ يقول : حج مبرور , وسعي مشكور , وذنب مغفور.
يالله ما أجمل الخلق ! وما أجل المواهب ! وما أحسن السجايا !

لايندم شخص على فعل الجميل ولو أسرف , وإنما الندم على فعل الخطأ وإن قل .

الخير أبقى وإن طال الزمان به والشر أخبث ما أوعيت من زاد

المرجع كتاب لاتحزن للشيخ الدكتور / عائض القرني