المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العطية: قطر أصبحت الرقم الصعب في الصناعات الهيدروكربونية



إنتعاش
09-04-2008, 07:14 AM
http://www.raya.com/mritems/images/2008/4/9/2_338765_1_209.jpg


بلادنا تلعب دوراً محورياً في توفير احتياجات السوق العالمي من الغاز
الكواري : علاقات استراتيجية قوية تربط قطر وفرنسا
كلود دو كيمولاريا : قطر أرض خصبة للاستثمار أمام المؤسسات الفرنسية


في لقاء استثنائي أسس بذاته لمؤتمر اقتصادي- إعلامي عالمي، تحاور سعادة النائب الأول وزير الطاقة والصناعة مع ما يفوق المائة شخصية إعلامية واقتصادية فرنسية وعربية وعالمية حول طبيعة ومستقبل الحراك الاقتصادي القطري، والدور الإستراتيجي الذي صارت تلعبه قطر في المنطقة العربية وفي العالم بالقياس إلي مختلف قضايا الساعة. وذلك خلال حفل الإفطار الذي نظمه علي شرفه سعادة السفير محمد جهام الكواري، سفير قطر لدي فرنسا، صباح أمس الثلاثاء، بمبني السفارة القطرية في باريس بمناسبة زيارته السنوية لفرنسا.

وهو قد قدمه في كلمته بالمناسبة:" كضيف علي درجة من الأهمية، وشخصية استثنائية" متعددة الأبعاد، فهو مؤرخ معني، ومثقف موسوعي، ورجل اقتصاد عالمي الشهرة. كان له أن يلعب دورا جوهري الأهمية طيلة العقود الماضية، في مجال الطاقة أوالسياسة والاقتصاد والثقافية أو الرياضة، وذلك علي المستوي المحلي والإقليمي والعالمي.

وكان الرئيس السابق لمنظمة الأوبك، بدأ مشواره المهني في وزارة المالية والنفط منذ تأسيسها عام 1972، ليتقلد بعد هذا التاريخ العديد من المهام والمسؤوليات، وحتي تعيينه وزيرا للطاقة والصناعة، ثم نائبا ثانيا لرئيس الوزراء، ثم نائبا أول عام 2007.

ويعرج السفير الكواري في كلمته للحديث عن طبيعة الحراك الاقتصادي الذي تشهده قطر في ظل توجيهات القيادة القطرية الحكيمة، والإرادة المعنية التي تطبع خطي التنمية والتحديث والتطور. ليؤكد: "أن مسار بلادنا المستند إلي استقرار سياسي حقيقي، والذي دعمته الإجراءات الإصلاحية الجديدة، يعكس إرادة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لتوفير المناخ الملائم للتنمية المستدامة، والتعاون وتنويع الاستثمارات في مختلف الميادين، ومشاركة البلدان، الصديقة خاصة فرنسا في مناخ من الثقة."

وتعطي قطر كذلك أهمية كبيرة لتطوير وتحديث البني التحتية للاستثمارات البترولية والغاز والصناعات التحويلية، حرصا علي تلبية حاجات السوق العالمي بمستوي ثابت الاطراد. فإن السياسة القطرية لتصدير الغاز، والمستندة إلي اتفاقيات طويلة المدي، تؤسس لنموذج استثنائي من الحرص علي ضمان سلامة واستقرار الإمدادات. وأن الغاز الطبيعي القطري يصل إلي أوربا، خاصة لفرنسا وأسبانيا وإيطاليا بلجيكيا وبريطانيا.

من ناحية أخري يشدد الكواري في كلمته علي أن قطر تأخذ بجدية مختلف إشكاليات التحدي البيئي وتسعي لأن تساهم بطريقة إيجابية في مكافحة التلوث، وذلك بتشجيع الحلول الأقل تلويثا للبيئة، كاللجوء إلي استخدام "الفيول" الإيكولوجي جي تي إل GTL..

وهو يواصل، بأنه وفق الإرادة السياسية القطرية في تطوير اقتصاد متنوع وديناميكي، أشرعت قطر أبوابها باتجاه خلق مناخ عالمي، والذي يشكل تأسيس مركز قطر المالي Qatar Financial Center ، خطوة أولي في اتجاهه. من ناحية أخري، وبهدف تشجيع نمو المؤسسات العاملة في القطاع الإستراتيجي، قامت مؤسسة قطر بإطلاق مشروع "واحة العلوم والتكنولوجيا". كما تعتزم الحكومة في هذا الاتجاه خلق المزيد من الفضاءات أو الأسواق الاقتصادية الحرة.

وشدد الكواري في ختام كلمته علي كون العلاقات الإستراتيجية والصداقة التي تربط بين فرنسا وقطر قد شهدت الآونة الأخيرة خطوات عملاقة. وأن الاتفاقية التي وقعتها قطر مؤخرا مع الشركة الفرنسية "سويز"، ومع غاز دو فرنس، التي افتتحت فرعا لها في الدوحة، ما يؤكد مرة أخري علي المستوي النوعي للعلاقة.

قطر صاحبة أكبر أسطول لنقل الغاز المسال في العالم

حول هذا البعد النوعي للعلاقات الفرنسية القطرية، يشرح سعادة النائب الأول وزير الطاقة والصناعة في حديث خاص لالراية بأنه ثمرة لعناية مشتركة بين البلدين وبين القيادتين، وأنه ما فتئ يتأكد ويترجم من خلال أكثر من شراكة إستراتيجية تاريخية.

وعن هذا الاهتمام النوعي الذي قابلت به من مختلف أجهزة الإعلام الفرنسية والعالمية هذا اللقاء؟ أجاب سعادة النائب الأول:

"لقد أصبحت قطر اليوم ال" رقم الصعب" في الصناعات الهيدروكربونية، وتحولت إلي أكبر دولة مصدرة للغاز المسال في العالم، وهي تلعب الدور المحوري بالقياس إلي حاجيات السوق العالمي من هذا الغاز.

وفي الوقت الذي يصل فيه معدل إنتاج الغاز القطري اليوم إلي 31 مليون طن، إي بما يجعل منها واحدة من اكبر الدول المنتجة والمصدرة للغاز في العالم، فان معدل الإنتاج القطري سيصل مع عام 2010 إلي 77 مليون طن، أي حوالي ثلث إنتاج العالم من الغاز المسال،الأمر الذي سيجعل من قطر الدولة المحورية بلا منازع، والإرتكازة الإستراتيجية الأساسية للسوق الدولية في صناعة الغاز المسال.

بالإضافة إلي هذا تملك قطر أهمية بذاتها، وفق كونها الوحيدة التي اختارت إستراتيجية التصدير إلي القارات الثلاث، والتي هي آسيا وأوربا والولايات المتحدة الأمريكية، في نفس الوقت. بحيث أخذنا في الاعتبار بأن يذهب ثلث منتوجنا باتجاه الدول الآسيوية، والثلث لأمريكا الشمالية، بينما يقصد الثلث الباقي الدول الأوربية بشكل عام. غير هذا تري قطر في السوق الأوربي محطة علي درجة من الأهمية، وطبقا لتوقعاتنا سيصل معدل تسويقنا للغاز المسال نحو أوربا مع عام 2010 الي 24 مليون طن، الأمر الذي سيجعل من قطر أحد أهم مصادر الغاز المسال الذي يصل الي أوربا.

ويرافق هذا الطموح إستراتيجية تسويق واضحة منها تدشين ناقلات مبنية لهذه المهمة عينها، منها الناقلة العملاقة الأخيرة بسعة 210 آلاف قدم مكعب، والتي نقلت عبر قناة السويس لنقل الغاز المسال نحو أوروبا، والتي سيليها تدشين ناقلة أكبر بسعة 265 ألف قدم مكعب في يونيو القادم، والتي ستكون دون شك أكبر ناقلة نفط في العالم. وبالقياس إلي هذا الطموح الثابت الخطي ستمتلك قطر مع السنوات القادمة أكبر أسطول نقل الغاز الطبيعي في العالم.

وحول الاتفاقية بشأن اكتشاف وتقسيم إنتاج النفط في موريتانيا بين شركات قطر للبترول وسونا طراك الجزائرية وتوتال الفرنسية.؟

أن هذا الاستثمار سيكون في مسعي الاكتشاف ونرجو من الله لاستثماراتنا وللبلد الشقيق موريتانيا أن يتم العثور علي البترول أو الغاز الطبيعي، وعندها سيكون لنا دور أساسي في استخراج وتكرير أو تسويق هذا المنتوج، لكن المرحلة القادمة هي مرحلة بحث وتقص لا نملك بشأنها إلا الترقب والأمل. علي أن لهذا الاتفاق بعدا بذاته لا يخلو من أهمية، وذلك بالقياس إلي تفعيل الشراكات التي تربطنا مع توتال والشركات الأخري من جهة، وأيضا تفعيل الاستثمار في المجال العالمي الذي كان تأسيس قطر العالمية للبترول من أجله، حيث كانت هذه الشركة القطرية ذات التوجه العالمي، بهدف الاستثمار، هي تساهم اليوم في الكثير من المشاريع الاستثمارية سواء المتعلقة منها بالتنقيب عن النفط أو استخراجه أو تكريره أو تطوير مختلف الصناعات البتروكيمائية أو الهيدروكربونية، في بلدان عربية وبلدان أخري في العالم.

وكان السيد كلود دو كيمولاريا رئيس نادي رجال الأعمال الفرنسي القطري، هو من أدار الحوار الذي جري بين سعادة النائب الأول وضيوف اللقاء، الفرصة التي كان قد وظفها باهتمام معني للتذكير بحجم الصداقة والشراكة التي تربط بين قطر وفرنسا، وبجهود سفير قطر لدي فرنسا ونشاطه الخلاق في فتح أفق لا تنقطع من التعاون والتواصل بين الشعبين والحكومتين كما القيادتين.

وهو يشرح في هذا السياق ل الراية بأن الصداقة الطويلة والقديمة التي ربطته مع قطر وشعبها وقيادتها، وبالقياس الي متابعته المعنية والمواكبة لمختلف التطورات والقفزات الفلكية التي شهدتها هذه البلد الصغيرة الحجم العملاقة القدرات والطموح..باتجاه تحقيق مجتمع العدل والحرية والديمقراطية والتقدم، تسمح له اليوم بأن يعبر عن امتنانه الكبير عن حجم العلاقة والصداقة والاهتمام الذي صارت تعطيه فرنسا وشرائحها السياسية والاقتصادية أو الشعبية لقطر ولشعبها الشهم وهو ما يعكسه طبيعة الحضور وحجمه للقاء بسعادة النائب الأول والتحاور معه.

وهو يؤكد ل الراية:" لقد كنت أول المحرضين في فرنسا نحو هذا الخيار، والتقارب والشراكة الفرنسية مع قطر، حيث كان لي الحظ مبكرا أن أكون شاهدا علي مصداقية الخيار السياسي القطري في الانفتاح والديمقراطية والتطور وفق كل معانيه التاريخية أو الإستراتيجية. لذلك أجدني اليوم أول السعداء، وأكثرهم فرحا بهذا التقارب الخلاق الذي صار يتحقق أخيرا كما كنت أطمح وأدعو له، فإن فرنسا عن بكرة أبيها صارت أخيرا علي وعي بأهمية وجدوي هذا التقارب الضروري والمنتج، بل الحاسم بين الطرفين الفرنسي والقطري."

وهو يؤكد أن قطر كانت ولا تزال بلدا فتحت ذراعيها لفرنسا، وللاستثمارات الفرنسية، وللثقافة الفرنسية.. وهي ما زالت فضاء خصبا للاستثمار أمام كافة المؤسسات الفرنسية خاصة المتوسطة وصغيرة الحجم، وليس فقط للمؤسسات الكبري التي تجذرت استثماراتها في الدوحة. علي أن الشراكة هي ذاهبة في كلا الاتجاهين، وفرنسا كانت وما زالت بدورها ترحب بالاستثمارات القطرية وتشجع المنتوج القطري، خاصة في البترول والغاز الطبيعي الذي يشكل ثروة طبيعية خص الله بها هذا الشعب العريق."