عبدالله العذبة
12-04-2008, 06:41 PM
قطر الندى: و احنا شكو يا معوّد؟!
يتندر بعض الظرفاء من زملائي الصحافيين القطريين على مقالات عمود «قطر الندى» نظرا لمعالجتها قضايا قطرية في جريدة كويتية.
و في احد المنتديات «شكرني» زميل صحافي لقيامي، بحسب تعبيره ،«بنشر غسيلنا في الصحافة الكويتية» وأردف قائلا إن ذلك يعد «وصمة عار على صحافتنا المحلية التي استطاعت أن «تطفش» الكثير من كتابنا وتجبرهم على خيارات مرة ما بين الاعتزال والتوقف الى التحول من معالجة القضايا المهمة الى الكتابة عن أزمة.. مواقف الستي سنتر» و اختتم كلامه بقوله «وأكاد أجزم بأن القراء في الكويت يتساءلون فيما بينهم عن هذه الكاتبة ولسان حالهم يقول: واحنا شكو يا معود!»
لم يقصد ذلك الصحافي التعريض بزميلته - كاتبة المقال - بل قصد الغمز من قناة الصحف في قطر، وقد تكون النكتة بديلا عن شق الجيب .. احيانا!!
لم اعدم التفاعل والتواصل من الأخوة الكويتيين وغيرهم، فالكويت مدرسة بكل معنى الكلمة والقراء في الكويت والخليج يحرصون على الاطلاع على ما يجري في الدول الأخرى الجارة والبعيدة فضلا عن أن «القبس» أكثر من مجرد جريدة كويتية فقط!
ما المانع من الكتابة عن قضايا ومشكلات داخلية في صحف الخارج؟
أليس هذا ما يفعله معظم الكتاب العرب؟ ربما كان مصدر العجب ومربط الفرس - كما يقولون - في خلو الصحف من قضايا الوطن لا في خلوها من الأقلام الوطنية ذاتها.
يفضح الواقع حقيقة أن دول العرب من أقل الدول في العالم حرية في مجال الصحافة..
و في دراسة أعدها مركز عمان لدراسات حقوق الانسان ورد أن 83,33% من الدول العربية تنص قوانينها على الرقابة المسبقة على الصحف الصادرة فيها و أي رقيب ؟
أما النسبة الباقية فلن تنجو من آثار الرقابة وظلالها الكامدة! تذهب الدراسة الى أن ثمة دولتين فقط هما قطر والكويت تمارس الرقابة فيهما بمستوى ضعيف جداً(!!)
و تؤكد تلك الدراسة ذاتها أن سبع دول عربية فقط «تنص» قوانينها على ضمان حق الصحافي في الوصول الى المعلومات هي الأردن وتونس والسودان و فلسطين و قطر والكويت و مصر..
لكن ماذا عن «تطبيق» تلك النصوص؟
لقد حصلت قطر وحدها على تقدير بدرجة عالية جداً، وهذا معناه أن المعلومات ميسرة للصحافيين في قطر!
الغريبة ان جابر الحرمي نائب رئيس تحرير جريدة «الشرق» لا يعلم بذلك لانه لم يزل يشكو في مقال نشر في مارس الماضي بعنوان «مؤسساتنا والتعامل مع الاعلام»
قائلا: «للأسف الى الآن تعاني وسائل الاعلام المحلية عدم انفتاح من قبل عدد من المؤسسات والوزارات، وتعمل هذه الجهات للحد من دور الاعلام في تناول قضاياها، بل وتفرض حصارا على أي معلومة قد تخرج منها، وتهدد منتسبيها بالويل والثبور اذا ما تعاملوا مع وسائل الاعلام، و هو ما قد يصل بالأمر الى الفصل من العمل، و اتخاذ اجراءات تعسفية.
في ظل هذا التعتيم الذي تمارسه بعض الوزارات والمؤسسات، لا نستغرب اذا ما نشر خبر عن هذه الجهات به اجتهاد، كون الحصول على المعلومة من هذه الجهات أصعب من الحصول على اليورانيوم.
لمَ لا تحصل الصحف على الأخبار الا ما كان منها مبهما وغير مؤذ وفي حكم الإشاعة؟
ولمَ أصبحت «العرب» الجريدة «الحظيظة» بين الصحف في قطر؟ حيث تُخص باعلانات وتنفرد بأخبار تحجب عن سائر أخواتها وتنشر فيها حصريا، مثل خبر لجنة تدرس الغاء مجانية الكهرباء والماء!
ذلك النوع بالذات من الأخبار الذي «تفزع» الصحف الأخرى من إفشائه - حتى في حال معرفتها به - لأنها تخشى العصا او ضياع الجزرة فباءت بالاثنين لان الصحيفة الرابعة ظهرها أقوى وضروسها اقرب لقضم الجزر.
لا يُعد التأخر على صعيد الحريات و تدني سقفها مؤرقا للمؤسسات الصحفية في قطر ما دامت «تلهف» فرصها الاستثمارية والتجارية، و تتصاعد أرباحها سنويا من الاعلانات بقطع النظر عن استيفائها لشروط مهنية او أي ريادة مجتمعية.
نورة آل سعد
كاتبة قطرية - قطر
المصدر (http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperPublic/ArticlePage.aspx?ArticleID=381001) القبس 12-4-2008
يتندر بعض الظرفاء من زملائي الصحافيين القطريين على مقالات عمود «قطر الندى» نظرا لمعالجتها قضايا قطرية في جريدة كويتية.
و في احد المنتديات «شكرني» زميل صحافي لقيامي، بحسب تعبيره ،«بنشر غسيلنا في الصحافة الكويتية» وأردف قائلا إن ذلك يعد «وصمة عار على صحافتنا المحلية التي استطاعت أن «تطفش» الكثير من كتابنا وتجبرهم على خيارات مرة ما بين الاعتزال والتوقف الى التحول من معالجة القضايا المهمة الى الكتابة عن أزمة.. مواقف الستي سنتر» و اختتم كلامه بقوله «وأكاد أجزم بأن القراء في الكويت يتساءلون فيما بينهم عن هذه الكاتبة ولسان حالهم يقول: واحنا شكو يا معود!»
لم يقصد ذلك الصحافي التعريض بزميلته - كاتبة المقال - بل قصد الغمز من قناة الصحف في قطر، وقد تكون النكتة بديلا عن شق الجيب .. احيانا!!
لم اعدم التفاعل والتواصل من الأخوة الكويتيين وغيرهم، فالكويت مدرسة بكل معنى الكلمة والقراء في الكويت والخليج يحرصون على الاطلاع على ما يجري في الدول الأخرى الجارة والبعيدة فضلا عن أن «القبس» أكثر من مجرد جريدة كويتية فقط!
ما المانع من الكتابة عن قضايا ومشكلات داخلية في صحف الخارج؟
أليس هذا ما يفعله معظم الكتاب العرب؟ ربما كان مصدر العجب ومربط الفرس - كما يقولون - في خلو الصحف من قضايا الوطن لا في خلوها من الأقلام الوطنية ذاتها.
يفضح الواقع حقيقة أن دول العرب من أقل الدول في العالم حرية في مجال الصحافة..
و في دراسة أعدها مركز عمان لدراسات حقوق الانسان ورد أن 83,33% من الدول العربية تنص قوانينها على الرقابة المسبقة على الصحف الصادرة فيها و أي رقيب ؟
أما النسبة الباقية فلن تنجو من آثار الرقابة وظلالها الكامدة! تذهب الدراسة الى أن ثمة دولتين فقط هما قطر والكويت تمارس الرقابة فيهما بمستوى ضعيف جداً(!!)
و تؤكد تلك الدراسة ذاتها أن سبع دول عربية فقط «تنص» قوانينها على ضمان حق الصحافي في الوصول الى المعلومات هي الأردن وتونس والسودان و فلسطين و قطر والكويت و مصر..
لكن ماذا عن «تطبيق» تلك النصوص؟
لقد حصلت قطر وحدها على تقدير بدرجة عالية جداً، وهذا معناه أن المعلومات ميسرة للصحافيين في قطر!
الغريبة ان جابر الحرمي نائب رئيس تحرير جريدة «الشرق» لا يعلم بذلك لانه لم يزل يشكو في مقال نشر في مارس الماضي بعنوان «مؤسساتنا والتعامل مع الاعلام»
قائلا: «للأسف الى الآن تعاني وسائل الاعلام المحلية عدم انفتاح من قبل عدد من المؤسسات والوزارات، وتعمل هذه الجهات للحد من دور الاعلام في تناول قضاياها، بل وتفرض حصارا على أي معلومة قد تخرج منها، وتهدد منتسبيها بالويل والثبور اذا ما تعاملوا مع وسائل الاعلام، و هو ما قد يصل بالأمر الى الفصل من العمل، و اتخاذ اجراءات تعسفية.
في ظل هذا التعتيم الذي تمارسه بعض الوزارات والمؤسسات، لا نستغرب اذا ما نشر خبر عن هذه الجهات به اجتهاد، كون الحصول على المعلومة من هذه الجهات أصعب من الحصول على اليورانيوم.
لمَ لا تحصل الصحف على الأخبار الا ما كان منها مبهما وغير مؤذ وفي حكم الإشاعة؟
ولمَ أصبحت «العرب» الجريدة «الحظيظة» بين الصحف في قطر؟ حيث تُخص باعلانات وتنفرد بأخبار تحجب عن سائر أخواتها وتنشر فيها حصريا، مثل خبر لجنة تدرس الغاء مجانية الكهرباء والماء!
ذلك النوع بالذات من الأخبار الذي «تفزع» الصحف الأخرى من إفشائه - حتى في حال معرفتها به - لأنها تخشى العصا او ضياع الجزرة فباءت بالاثنين لان الصحيفة الرابعة ظهرها أقوى وضروسها اقرب لقضم الجزر.
لا يُعد التأخر على صعيد الحريات و تدني سقفها مؤرقا للمؤسسات الصحفية في قطر ما دامت «تلهف» فرصها الاستثمارية والتجارية، و تتصاعد أرباحها سنويا من الاعلانات بقطع النظر عن استيفائها لشروط مهنية او أي ريادة مجتمعية.
نورة آل سعد
كاتبة قطرية - قطر
المصدر (http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperPublic/ArticlePage.aspx?ArticleID=381001) القبس 12-4-2008