المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الـــــــذـوق



nooora
16-04-2008, 09:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الــــذوق



الإسلام دين يرتقي بالذوق ، ولو التزم المسلم بآداب دينه لوصفه الناس بأنه ذو ذوق رفيع ، ذلك أن الناس لا يحبون مخالطة بليد الذوق ، غليظ الفهم ، فهو ثقيل على نفوسهم .
وآداب الإسلام آداب جليلة ، وهي كثيرة ، ولكني سأذكر بعضها فقط ، ليعلم الذين يبتغون ويبحثون عن الذوق أو " الإتكيت " كما يقول البعض ، أن " الإتكيت " الحقيقي والراقي هو في هذا الدين ، لو أن المسلمين يفقهون !!! .
فمن آداب الأكل مثلا ، وما فيها من ذوقيات رفيعة ، أن يغسل المسلم يديه قبل الأكل وبعده ، وأن يبتعد عن الشره ، وأن لا يخرج صوتا من فمه عند الأكل ، وأن لا يمد يده إلى ما أمام غيره ، بل يأكل مما يليه ، وأن لا ينفخ في الطعام ، وأن لا يشرب من الإناء ، وأن لا يتنفس فيه ، وأن لا ينظر إلى غيره وهو يأكل ، وقد ذكر الإمام الغزالي آدابا أخرى ، فقال : ومن ذلك أن لا يفعل ما يستقذره من غيره ، فلا ينفض يده في القصعة ، ولا يقدم إليها رأسه عند وضع اللقمة في فيه ، وإذا أخرج شيئا من فيه ليرمي به ، صرف وجهه عن الطعام وأخذه بيساره ، ولا يغمس بقية اللقمة التي أكل منها في المرقة ، ولا يغمس اللقمة الدسمة في الخل ، ولا الخل في الدسمة ، فقد يكرهه غيره ، ولا ينبغي لأحد إذا علم أن قوما يأكلون أن يدخل عليهم ، فإن صادفهم من غير قصد فسألوه الأكل ، نظر ، فإن علم أنهم إنما سألوه حياء ، فلا يأكل .
ومن آداب وذوقيات الزيارة والضيافة ، أن يطرق الباب – أو يرن الجرس – بهدوء دون أن يزعج أهل البيت ، وأن لا يجعل بصره مقابل فتحة الباب ، حفاظا على عورات البيت ، فإنما جعل الاستئذان من أجل البصر ، وأن لا يجلس إلا في المكان الذي أجلسه فيه صاحب البيت ، فهو أدرى بعورة بيته ، قال عليه السلام :" من دخل دار قوم فليجلس حيث أمروه ، فإن القوم أعلم بعورة دارهم " . وأن لا يكثر النظر يمينا وشمالا ، وأن لا يفتح الجوارير والأبواب المغلقة ، وأن يتواضع في مجلسه ولا يتصدر ، ولا يأمر غيره في منزل غيره ، وأن لا يقترح طعاما بعينه ، كما وعليه أن يختار الأوقات المناسبة للزيارة ، وعليه بخفة الظل ، فلا يطيلها حتى يمل المزور ، ولا يكثر الترداد في الزيارة .

عليك بإغباب الزيارة إنها = إذا كثرت كانت إلى الهجر مسلكا
فإني رأيت الغيث يسأم دائبا = ويسأل بالأيدي إذا هو أمسكا

ومن آداب وذوقيات عيادة المريض ، أن تظهر الرقة لحاله ، وتدعو له بالعافية ، وأن تخفف الجلوس عنده . مرض بكر بن عبد الله المزني ، فعاده أصحابه ، فأطالوا الجلوس عنده ، فقال : المريض يعاد ، والصحيح يزار .

يعدن مريضا هن هيجن داءه = ألا إنما بعض العوائد دائيا

ومن آداب المجالس ، أن يجلس بتواضع وحيث انتهى به المجلس ، ولا يتصدر ، فقد كان – عليه السلام – يجلس حيث انتهى به المجلس ، مختلطا بأصحابه كأنه أحدهم ، وأن لا يدخل أصبعه في أنفه أمام الحضور ، ولا يبصق ، ولا يتثاءب دون وضع يده على فمه ، وأن لا يقيم أحدا من مجلسه ليجلس فيه ، فقد قال عليه السلام :" لا يقيمن أحدكم رجلا من مجلسه ثم يجلس فيه ، ولكن توسعوا وتفسحوا " ، وقال :" لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ، ولكن افسحوا يفسح الله لكم " ، وألا يجلس إلى اثنين يتناجيان إلا بإذنهما ، يقول عليه السلام :" إذا تناجى اثنان فلا تجلس إليهما حتى تستأذنهما " ، وإذا كان ثلاثة يجلسون جميعا فليس من الذوق أن يتناجى اثنان دون الثالث ، قال عليه السلام :" إذا كان ثلاثة جميعا فلا يتناج اثنان دون الثالث " ، وفي رواية :" إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث ، فإن ذلك يحزنه " ، وأن لا يجلس في الطرقات ، فإن كان ولابد من الجلوس فلابد من غض البصر ، وعدم إيذاء المارة ، وإعطاء الطريق حقه .

يقول الإمام الغزالي في أدب التعامل مع الجار : .. ولا يطلع إلى داره ، ولا يضايقه في وضع الخشب على جداره ، ولا في صب الماء في ميزابه ، ولا في طرح التراب في فنائه ، ولا يتبعه النظر فيما يحمله إلى داره ، ويستر ما ينكشف من عوراته ، ولا يتسمع عليه كلامه ، ويغض طرفه عن حرمه ، ويلاحظ حوائج أهله إن غاب .
ومن آداب وذوقيات الحديث والكلام ، كف اللسان عن السباب والشتائم ، والكذب والغيبة والنميمة ، والسخرية والاستهزاء ، فهذا كله منهي عنه في الكتاب والسنة ، قال عليه السلام :" ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيئ " . والفحش والبذاء هو التعبير عن الأمور المتقبحة بالعبارات الصريحة ، وهذا ليس من الأدب ولا من الذوق ، فقد كني عن الجماع في القرآن بلفظ " لامستم النساء " ، وفي الحديث " إذا أتى أحدكم أهله " ، وهذا أدب رفيع ، وارتقاء بالذوق . وأن لا تذكر عورات الناس ...

لسانك لا تذكر به عورة امرئ = فكلك عورات وللناس ألسن

وأن تحسن الكلام ، وأن لا تكون ثرثارا ...

لا تغفلن سبب الكلام ووقته = والكيف والكم والمكان جميعا

كما وأن تحسن الاستماع والإصغاء ، حتى وإن كنت تعرف هذا الحديث ...

تراه يصغي للحديث بسمعه = وبقلبه ولعله أدرى به

ومن آداب المعاملة والمعاشرة ، أن تعاشر بالمعروف ، يقول علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – موصيا أولاده : يا بني ، عاشروا الناس ، إن غبتم حنوا إليكم ، وإن فقدتم بكوا عليكم ...

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى = وفارق ولكن بالتي هي أحسن

وأن لا تزعج الناس بالزامور العالي ، فهناك النائم والمريض ، وأن لا تتدخل فيما لا يعنيك ، فقد قال عليه السلام :" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " ، وأن تنصح أخاك في السر حتى لا تفضحه أو تجرحه ، فالنصح بين الملإ تقريع ، ولتكن نصيحتك له تلميحا لا توضيحا ، وتصحيحا لا تجريحا . قال الإمام الشافعي : من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه ، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه . فبالمعاشرة الحسنة تستخرج أحسن ما عند الآخرين ، ولكن بالمعاملة السيئة قد تضطرهم إلى أسوء الأخلاق .

إنك إن كلفتني ما لم أطق = ساءك ما سرك مني من خلق

ومن الأدب في الدعاء وتلاوة القرآن ، ألا يرفع المرء صوته ويؤذي أو يشوش على الآخرين ، يقول تعالى في سورة الأعراف ( 55) :" ادعوا ربكم تضرعا و خفية إنه لا يحب المعتدين " ، يقول سيد قطب – يرحمه الله - : الذي يستشعر جلاله فعلا يستحي من الصياح في دعائه ، والذي يستشعر قرب الله حقا لا يجد ما يدعو إلى هذا الصياح . وأما في الصلاة ، فقد قال عليه السلام :" إن أحدكم إن كان في الصلاة فإنما يناجي ربه ، فلا ترفعوا أصواتكم بالقرآن فتؤذوا المؤمنين " .
وأما عن الذوق في اللباس ، فأن يكون أولا ساترا للعورة ، وأن يكون مرتبا ونظيفا ، فلا تخرج للناس مبعثر الهيئة ، منفوش الشعر .



منقوول

هتـان قطر
16-04-2008, 09:34 PM
يكفي اختي العزيزة ان معلمنا الاول هو نبي هذه الامة

محمد صلى الله عليه وسلم ...

وقال عليه افضل الصلاة والسلام(( انما اتيت لاتمم مكارم الاخلاق ))


جزاك الله خير اختي العزيزه

مناحي السادس عشر
17-04-2008, 01:25 AM
يكفي اختي العزيزة ان معلمنا الاول هو نبي هذه الامة

محمد صلى الله عليه وسلم ...

وقال عليه افضل الصلاة والسلام(( انما اتيت لاتمم مكارم الاخلاق ))


جزاك الله خير اختي العزيزه


والله كفيت ووفيت يامعلم هتاان بردك فعلا يكفينا معلمنا الاول محمد صلى الله عليه وسلم ومشكوووره يا صاحبة الموضوووووع

بنت المنتدى
17-04-2008, 09:17 AM
جزاك ربي كل خير على هالطرح

nooora
18-04-2008, 09:20 AM
يكفي اختي العزيزة ان معلمنا الاول هو نبي هذه الامة

محمد صلى الله عليه وسلم ...

وقال عليه افضل الصلاة والسلام(( انما اتيت لاتمم مكارم الاخلاق ))


جزاك الله خير اختي العزيزه

شكرا على الرد الرائع

nooora
18-04-2008, 09:20 AM
والله كفيت ووفيت يامعلم هتاان بردك فعلا يكفينا معلمنا الاول محمد صلى الله عليه وسلم ومشكوووره يا صاحبة الموضوووووع

تسلم على المرور :)

nooora
18-04-2008, 09:22 AM
جزاك ربي كل خير على هالطرح

مشكوره يا أحلى ملالالالالالالالاك على المرور :)