شمس قطر1
24-10-2005, 01:03 PM
أرجوك .. لا تكن ضفدعاً ..
يحكى أن عقرباً و ضفدعاً عاشا سوياً في سلامٍ لكن أيضاً قي ترقبٍ و حذر. أراد العقربُ يوماً أن يجتاز بحيرةً . لكنَّه لا يستطيع السباحة كونه عقرباً.
توجه إلى الضفدعِ وسأله " أرجوك ، سيد ضفدع ، هل تستطيع أن تحملني على ظهرك لأجتاز هذه البحيرة ؟".
"لا بأس" قال الضفدع. "لكن ، تحت هذه الظروف ، يجب أن أرفض. فقد تلدغني أثناء عبورنا البحيرة".
سأله العقربُ مستغرباً " و لِمَ قد أفعل ذلك !!؟ " . " ليس من مصلحتي أن ألدغك. لأنني إن فعلتُ ذلك ستموتُ و أنا سأغرق".
مع أن الضفدع يعلم مدى خطورة العقرب القاتلة ، غير أن المنطق الذي أتى به العقرب يبدو مقنعاً جداً. شعرَ الضفدع أنه ربما في هذه الحالة بالذات سيبقي العقرب إبرته السامة بعيداً. لذا وافق الضفدع.
امتطى العقربُ ظهر الضفدع و مضيا سوياً لعبور البحيرة.
عندما وصلا إلى منتصف البحيرة ، لوّحَ العقربُ بإبرته السامة و لدغ الضفدع !!.
صرخ الضفدعُ جراء اللدغة المميتة و قال " لماذا لدغتني !!؟ ليس من مصلحتك فِعلُ ذلك ، سوف أموت و ستغرق"
و هو في طريقه للغرق ، أجابه العقرب: " أعلم ذلك ، لكنني عقربٌ . لابد لي من لدغك . هذه هي طبيعتي" .
============
كثيراً ما نفكر مثل ذلك الضفدع المسكين. نهمس لأنفسنا ، طبائع الناس ممكن أن تتغير. أيُ شخصٍ ممكن أن يكون أي شيء يريده إن هو عمل بجدٍ و مثابرة. يصبح همّنا الأول و المستمر هو كيف نغير ما تطبع عليه هذا الشخص أو ذاك.
أصحاب البصيرة الثاقبة يرفضون ذلك رفضاً قاطعاً. هم يتذكرون ما نساه ذلك الضفدع المسكين. ما الأمر الذي نسيه الضفدع ؟ كل فردٍ منا ، مثل العقرب ، صادق جداً مع طبيعته الخاصة به.
يعلمون أن كل شخص يُشجع بطريقة أخى مختلفة تماما عن الآخر. كل شخص يملك طريقته الخاصة في التفكير و اسلوبه الخاص في التواصل مع الآخرين.
هم يعلمون بوجود نهايةٍ لما يستطيعون فعله من إعادة تشكيل لأي أحدٍ كان.
و مع ذلك كله ، هم لا يندبون حظهم العاثر أن أوقعهم مع هؤلاء. بل يحاولون الاستفادة من الإيجابية من تلك الإختلافات التي يرونها. يحاولون جهدهم مساعدة كل شخصٍ أن يكون أكثر و أكثر مما هو عليه ، لكن على نسق طبيعته التي هو عليها.
لِمَ لمْ يكنْ أبا ذر قائداً لإحدى الغزوات!!؟ هل هذا نقص فيه ؟ حاشاه، كلا ، إنه أمر تنبه إليه المصطفى صلى الله عليه و سلم أنها لا تناسب طبيعته فنصحه أن لا يأتمر على اثنين.
لَمَ لم يكن خالد بن الوليد فقيهاً راوياً للحديث !!؟ لأن طبيعته تُخرج من قائداً فذاً عبقرياً للجيش لم تلد النساء مثله. بل هو كما قال عنه الشيخ الجليل الطنطاوي ، برّد الله مضجعه ، خالد بن الوليد أفضل قائد جيشٍ عرفه التاريخ.
قل مثل ذلك عن ابن عمر و عبدالله بن الزبير ، و الأمثلة كثير جداً . بل انظر حولك في عملك أو بين زملائك بنظرة التجرد و الفحص لتجد لكل منهم اسلوبه و طريقة تفكيره. محظوظ جدا من رزقه الله من يعي هذا الإختلاف و يراه حسناً و يبني عليه بناءاً صلباً ، فيستفيد الكل.
نحن لا نملك كل الوقت. الأعمار محدودة . لذا لا بد أن نصرف ربيع أوقاتنا لقلةٍ لديهم الموهبة للتطور. ينبغي أن لا نجامل على حساب الواقع و العاطفة ظناً أننا نستطيع الفوز بكل شي. كلا ، لا نستطيع ذلك . ليس لأننا لا نريد أو لا يريدون. بل لأن الطبع يغلب التطبع.
دمتم بخيرٍ و رضاً و عافية.
م ن ق و ل .......
http://ali05.jeeran.com/الاسهم.jpg
يحكى أن عقرباً و ضفدعاً عاشا سوياً في سلامٍ لكن أيضاً قي ترقبٍ و حذر. أراد العقربُ يوماً أن يجتاز بحيرةً . لكنَّه لا يستطيع السباحة كونه عقرباً.
توجه إلى الضفدعِ وسأله " أرجوك ، سيد ضفدع ، هل تستطيع أن تحملني على ظهرك لأجتاز هذه البحيرة ؟".
"لا بأس" قال الضفدع. "لكن ، تحت هذه الظروف ، يجب أن أرفض. فقد تلدغني أثناء عبورنا البحيرة".
سأله العقربُ مستغرباً " و لِمَ قد أفعل ذلك !!؟ " . " ليس من مصلحتي أن ألدغك. لأنني إن فعلتُ ذلك ستموتُ و أنا سأغرق".
مع أن الضفدع يعلم مدى خطورة العقرب القاتلة ، غير أن المنطق الذي أتى به العقرب يبدو مقنعاً جداً. شعرَ الضفدع أنه ربما في هذه الحالة بالذات سيبقي العقرب إبرته السامة بعيداً. لذا وافق الضفدع.
امتطى العقربُ ظهر الضفدع و مضيا سوياً لعبور البحيرة.
عندما وصلا إلى منتصف البحيرة ، لوّحَ العقربُ بإبرته السامة و لدغ الضفدع !!.
صرخ الضفدعُ جراء اللدغة المميتة و قال " لماذا لدغتني !!؟ ليس من مصلحتك فِعلُ ذلك ، سوف أموت و ستغرق"
و هو في طريقه للغرق ، أجابه العقرب: " أعلم ذلك ، لكنني عقربٌ . لابد لي من لدغك . هذه هي طبيعتي" .
============
كثيراً ما نفكر مثل ذلك الضفدع المسكين. نهمس لأنفسنا ، طبائع الناس ممكن أن تتغير. أيُ شخصٍ ممكن أن يكون أي شيء يريده إن هو عمل بجدٍ و مثابرة. يصبح همّنا الأول و المستمر هو كيف نغير ما تطبع عليه هذا الشخص أو ذاك.
أصحاب البصيرة الثاقبة يرفضون ذلك رفضاً قاطعاً. هم يتذكرون ما نساه ذلك الضفدع المسكين. ما الأمر الذي نسيه الضفدع ؟ كل فردٍ منا ، مثل العقرب ، صادق جداً مع طبيعته الخاصة به.
يعلمون أن كل شخص يُشجع بطريقة أخى مختلفة تماما عن الآخر. كل شخص يملك طريقته الخاصة في التفكير و اسلوبه الخاص في التواصل مع الآخرين.
هم يعلمون بوجود نهايةٍ لما يستطيعون فعله من إعادة تشكيل لأي أحدٍ كان.
و مع ذلك كله ، هم لا يندبون حظهم العاثر أن أوقعهم مع هؤلاء. بل يحاولون الاستفادة من الإيجابية من تلك الإختلافات التي يرونها. يحاولون جهدهم مساعدة كل شخصٍ أن يكون أكثر و أكثر مما هو عليه ، لكن على نسق طبيعته التي هو عليها.
لِمَ لمْ يكنْ أبا ذر قائداً لإحدى الغزوات!!؟ هل هذا نقص فيه ؟ حاشاه، كلا ، إنه أمر تنبه إليه المصطفى صلى الله عليه و سلم أنها لا تناسب طبيعته فنصحه أن لا يأتمر على اثنين.
لَمَ لم يكن خالد بن الوليد فقيهاً راوياً للحديث !!؟ لأن طبيعته تُخرج من قائداً فذاً عبقرياً للجيش لم تلد النساء مثله. بل هو كما قال عنه الشيخ الجليل الطنطاوي ، برّد الله مضجعه ، خالد بن الوليد أفضل قائد جيشٍ عرفه التاريخ.
قل مثل ذلك عن ابن عمر و عبدالله بن الزبير ، و الأمثلة كثير جداً . بل انظر حولك في عملك أو بين زملائك بنظرة التجرد و الفحص لتجد لكل منهم اسلوبه و طريقة تفكيره. محظوظ جدا من رزقه الله من يعي هذا الإختلاف و يراه حسناً و يبني عليه بناءاً صلباً ، فيستفيد الكل.
نحن لا نملك كل الوقت. الأعمار محدودة . لذا لا بد أن نصرف ربيع أوقاتنا لقلةٍ لديهم الموهبة للتطور. ينبغي أن لا نجامل على حساب الواقع و العاطفة ظناً أننا نستطيع الفوز بكل شي. كلا ، لا نستطيع ذلك . ليس لأننا لا نريد أو لا يريدون. بل لأن الطبع يغلب التطبع.
دمتم بخيرٍ و رضاً و عافية.
م ن ق و ل .......
http://ali05.jeeran.com/الاسهم.jpg