BURBERRY
18-04-2008, 01:37 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخواني رواد المنتدى كل منا يظن أن الحب لم يعد موجودا ولم يبقى منه إلا الاطلال ومعالم قيس وعنتره في شعرهم الذي نتغنا به
ولكن الحب موجود في كل زمن وكل بلد وإليك هذه القصه التي تثبت وجوده في الزمن القريب
...........
عاش شاعرنا الفيحاني قصة حب مؤثرهتناقلها الرواه إلى يومنا هذا فقد هوى أبنة خاله ( مي ) وكانت إحدى فواضل نساء عصرها حسنا وخلقا وذات جمال باهر وأدب ظاهر منذ كانا صغيرين يلعبان إلى مراهقين يتفتحان ثم شابين يحبان كان يرى في عينيها كل الماضي والحاضر فكانت ليله بكل سكونه وإحلامه وأمنياته وكانت نهاره بكل ضجيجه ونشاطه
وكانت مي ترى في ملامحه خطوط الحاضر والمستقبل الجميل كان يروي لها اشياء كثيره لاتعرفها عن ذاته وتروي له أشياء يمقتها في ذاته ولكنها تحبها فيه فيقطف البسمه من ثغرها وتقطف الرضا من عينيه
فلما كبرا قرر الزواج منها وراحا يرصفان طريق الواقع بالامنيات والامال والاحلام , ولكن الايام الجميله سرعان ماتتحطم على صخرة الزمن عندما ايقظتهما الاعراف القبليه من غفلتيهما وسرقت حلم الحب من اجفانهما !! عندما قرر والد ( مي ) تزويجها إلى ابن عمها حيث انها محجوزه له ( الحجر هو أن يعلق ابن العم الحجر على بنت عمه والزواج منها ويعلن لوالدها بذلك ) .
دافع ( محمد الفيحاني ) عن حبه الضائع وعن امنياته المسروقه , اذهلته الصدمه وشلت كل شي فيه الا حبه لمي , ولم يجد امامه الا البوح باحزانه عند عم والدته ناصر بن شاهين الذي رق قلبه لحاله فذهب إلى والد ( مي ) يحاول أن يثنيه على ماعزم عليه , حاول جاهدا لكن دون جدوى اخبره عمه برد والد ( مي ) عندها سقطت دموعه وبكى بحرقة . لم يصدق أن فتاة احلامه ياخذها غيره واختفى الحلم الجميل فجأه وظل ينظم القصائد ويبعث بها إلى اصدقائه من الشخصيات المرموقه في عصره كما هو مثبت في ديوانه وخاصه الشيخ حمد بن عيسى الخليفه حاكم البحرين على أمل أن يتوسط عند ابناء عمومة ( مي ) فيسمحون له بالزواج منها ولكن كل المحاولات فشلت .
وأرسل قصيدة لصديقه وأسماها قصت حبالك ( ص 112 من ديوانه ) ويقول فيها
قصت حبالك من عقب وصلها مي <><> واستبعدت من عقب ماهي قريبه
ومن المحبه مابقى عندها شي <><> صارت عقب ذيك الصداقه حريبه
امتر صافي مايها العذب وانطي <><> اصري ولا ضنيت يصفى قليبه
ولا هقيت يعود لي ذلك الفي <><> هيهات مرجوع القمر من مغيبه
الا ان تعود عصور شداد ولؤي <><> والا الصبا يرجع لعود وشيبه
ثيا ويل قلبي من بلاويه ياوي <><> الله الاحد ويلاه من مصيبه
اعدم بقايا صحته منهج الغي <><> واتلاه صرف الوقت حطه ضريبه
تسمع حنينه كل مابالحشا ضي <><> حنين مسيوق الرياح الصليبه
يدوي ولى من حركه من ذكرهم هي <><> وزداد من فرقى الحبايب نحيبه
وان ليم صمصم مايطلع العذل عي <><> مفتون كثر اللوم عيى يجيبه
مالوم كن بضامره يرسم الكي <><> لي من ذكر قطع الرجاء من حبيبه
نوحي حمامه كلما جيتي والعي <><> غريب وانتي ياحمامه غريبه
الكل منا ضامه الوقت والني <><> والى شكى ماشاف له يثيبه
باشكي عليك الحال وانتي لي اشكي <><> وتعززي لي لو على غير ثيبه
قالت ربوعك وينهم قلت ماشي <><> قالت بلى وين الذب تعتزي به
قلت اللي تعنينهم ذبو الطي <><> واللي تحريته بهم صار خيبه
تعذروني ياحمامه بلا شي <><> يوم استمت حبلي وشفت الغليبه
خلوني الخلان واستعذر الخي <><> اللي ذخرته للخطوب الصعيبه
اللي نخيته عقبهم صابه الي <><> ياعونة الله وين من نلتوي به
-----
وتزوجت مي من أبن عمها وعندما علم شاعرنا شهق واهتز قلبه وكاد أن ينخلع من صدره بعدها اغلق علة نفسه متارس العزله واعتقل عواطفه وقرر في قرارة نفسه أن يعيش على ذكرى ( مي ) وكانها تقاسمه حياته أن الحب الصادق لايموت ابدا . وبدأ يكتب قصائده التي مزجت دمه بدموعه وكانه يعزف انشودة عمره وفؤاده يقول في قصيده له الى مي اسماها امانتكم لها ( ص 10 )
شبعنا من عناهم وارتوينا <><> وعند رسوم منزلهم بكينا
وعقب افراقهم شنا وحن <><> حنينا وثم ان عوينا
وسايمنا وساقمنا وحنت <><> لنا حتى المنازل والعنينا
ونادينا وقلنا خبروهم <><> ترانا من محبتهم فنينا
واثرنا من مفارقهم نحلنا <><> وكان فراقهم طول فنينا
الى جيتوا منازلهم فقولوا <><> لهم باقوالنا يارحالينا
ولاتنسون ماقاله محمد <><> امانتكم لها ياحاملينا
ترانا للذي قالوا سمعنا <><> وباللي هم بغو منا رضينا
وكل شروطهم نقدم عليها<><> قدمنا بالذي فنوا علينا
نخينا من يذكر بالمروه <><> ولأهل الذات والشيمه عزينا
ارى راعي الهوى مازال يلعي <><> ولو تحت الثرى يلعى دفينا
ولا نحنا ولا صحنا وقلنا <><> لكم يا اهل الموده خاضعينا
وبرب البيت والكعبه وزمزم <><> إله العرش رافع طور سينا
(.........................<><> .......................)
تلامي ماتفرق من شملنا <><> وتجعلهم علينا راجعينا
----------------------------------
وبعد شهور من زواج ( مي ) شحب لونه كثيرا وغامت عيناه أكثر ومن فرط الارهاق والسهر هاجمه المرض واصبح كل يوم يمر عليه كأنه يمضي به على طريق مفروش بالاشواك .
وفي هدوء سافر إلى البحرين دون أن يعلم به أحد و عند وصوله ذهب إلى الدكتور / ديم صديق والده والذي كان يعمل في مسنشفى الارساليه الامريكيه بالمنامه وبعد الكشف عليه اتضح انه يشكو من مرض عضال في جسمه ولم يستطع الدكتور ديم أن يخبره بمرضه
بعدها علم شقيقه فهد المقيم في البحرين بوجوده في المستشفى وحضر على الفور وظل بجانبه يواسيه على طول ايام مرضه ويخفف من الآمه ويقول شقيقه عبدالوهاب الفيحاني - : كان اخي فهد جالسا بجوار اخينا محمد وعيناه تغمصان على وجهه كذلك شهد اخر ساعات عمره واخر اسراره عندما كان في غيبوبه وفجأه استيقظ ونظر إلى من حوله وكأنه استرد كل صحته وفي هذه الحظه تذكر ( مي ) فطلب منا ورقه وقلم وكتب أخر قصائده وهو على فراش الموت وعنوانها مذبوح الوريد ( ص 30 ) يقول فيها
ماسمع قلبي يروح ولا يرى <><> زول محبوبه ولو هو من بعيد
اه واويلاه ياليته درى <><> كيف حبه في حشا روحي يزيد
او درى اني منه حالي قد برى <><> ذايب بالي عقب ماهو حديد
وانا من الابعاد موحي المقبرا <><> يحفرونه لي موقن بالوعيد
يالزيمي قول للي يحفرا <><> يوسع اللحد على شان اللحيد
وانت يادافن ياللي تقبرا <><> يامهيل الترب بسرعه مجيد
حط من فوقال قبرحتى يرى <><> بنيتين كالنصايب له شهيد
يعرفون القبر من جا ينظرا <><> يعرفونه قبر مذبوح الوريد
قبل من صان الموده واشترا <><> قبر من لاخلان عهده للعهيد
من صبر للحب حتى بترا <><> زرع قلبه واودعه حب حصيد
تم عامين بجوفي ينسرا <><> نسر ملهوف الضواري في المصيد
كود لي من جاه علمي يذكرا <><> وانعتو قبري لمعلوقي وحيد
ياتي لقبري ويذكر ماجرى <><> يوم انا وياه في الدنيا عضيد
ويترحم لي بالدعاء لي من قرى <><> يوم خلاني وسط قبري وحيد
وان سمع بالدمع ودي ينثرا <><> فوق قبري عبرة مثل الوليد
اه منه لين صد وادبرا <><> رايح عني وخلاني فريد
كيف قلبه ساعته ثم اصبرا <><> كيف رجله مشت فوق الصعيد
والذي هو غادي من دونه ذرا <><> فدوة عن كل من جاله ضديد
كيف أجل لو مات وانا ارى <><> كان طريت السلب طر العنيد
واحترقت وكان قلبي قد ورى <><> شب نار كنها نار الوعيد
تحطم وسط الضمير وتسعرا <><> مايبردها لو الثلج الجميد
كان تلقاني على روس الذرى <><> نايح مع كل قمري يشيد
وانهمبل دمعي انهمل وامطرا <><> مقلتين العين وادعاها سهيد
ماهقا اني عقب موته في الورى <><> عايش الا وانا مثله فقيد
------------
مرت اللحظات ثقيله وعادت الغيبوبه إليه مره أخرى ولم يسمع منه الا اسم ( مي ) وبعدها حضر الدكتور / ديم وطلب منا ( والحديث لشقيق الشاعر ) مغادرة الغرفه وبعد دقائق خرج الدكتور ومعه أطباء أخرون اقفلو باب الحجره ( الغرفه ) خلفهم وكأن عقارب الزمن قد توقفت !! نهض شقيقي من مقعده يرتجف نفس المصدر نظر نحو الاطباء , لم يشر إليه احد بما يطمئنه او يسمح له بالعوده إلى الحجره وفهم الدكتور ديم مايدور في عيونه نظر إليه وهمس في حزن ( مات صديقي محمد الفيحاني ) وكانت وفاته في يوم الجمعه 28/12/1357هـ الموافق 17/1/1939م عن عمر لايتجاوز اثنين وثلاثين عاما وانتهت بذالك قصة الشاعر المعذب الذي كشف عليه شقشقه لأول مره وأسدل الستار عن أجمل قصة حب في الخليج . انتهى
اخواني رواد المنتدى كل منا يظن أن الحب لم يعد موجودا ولم يبقى منه إلا الاطلال ومعالم قيس وعنتره في شعرهم الذي نتغنا به
ولكن الحب موجود في كل زمن وكل بلد وإليك هذه القصه التي تثبت وجوده في الزمن القريب
...........
عاش شاعرنا الفيحاني قصة حب مؤثرهتناقلها الرواه إلى يومنا هذا فقد هوى أبنة خاله ( مي ) وكانت إحدى فواضل نساء عصرها حسنا وخلقا وذات جمال باهر وأدب ظاهر منذ كانا صغيرين يلعبان إلى مراهقين يتفتحان ثم شابين يحبان كان يرى في عينيها كل الماضي والحاضر فكانت ليله بكل سكونه وإحلامه وأمنياته وكانت نهاره بكل ضجيجه ونشاطه
وكانت مي ترى في ملامحه خطوط الحاضر والمستقبل الجميل كان يروي لها اشياء كثيره لاتعرفها عن ذاته وتروي له أشياء يمقتها في ذاته ولكنها تحبها فيه فيقطف البسمه من ثغرها وتقطف الرضا من عينيه
فلما كبرا قرر الزواج منها وراحا يرصفان طريق الواقع بالامنيات والامال والاحلام , ولكن الايام الجميله سرعان ماتتحطم على صخرة الزمن عندما ايقظتهما الاعراف القبليه من غفلتيهما وسرقت حلم الحب من اجفانهما !! عندما قرر والد ( مي ) تزويجها إلى ابن عمها حيث انها محجوزه له ( الحجر هو أن يعلق ابن العم الحجر على بنت عمه والزواج منها ويعلن لوالدها بذلك ) .
دافع ( محمد الفيحاني ) عن حبه الضائع وعن امنياته المسروقه , اذهلته الصدمه وشلت كل شي فيه الا حبه لمي , ولم يجد امامه الا البوح باحزانه عند عم والدته ناصر بن شاهين الذي رق قلبه لحاله فذهب إلى والد ( مي ) يحاول أن يثنيه على ماعزم عليه , حاول جاهدا لكن دون جدوى اخبره عمه برد والد ( مي ) عندها سقطت دموعه وبكى بحرقة . لم يصدق أن فتاة احلامه ياخذها غيره واختفى الحلم الجميل فجأه وظل ينظم القصائد ويبعث بها إلى اصدقائه من الشخصيات المرموقه في عصره كما هو مثبت في ديوانه وخاصه الشيخ حمد بن عيسى الخليفه حاكم البحرين على أمل أن يتوسط عند ابناء عمومة ( مي ) فيسمحون له بالزواج منها ولكن كل المحاولات فشلت .
وأرسل قصيدة لصديقه وأسماها قصت حبالك ( ص 112 من ديوانه ) ويقول فيها
قصت حبالك من عقب وصلها مي <><> واستبعدت من عقب ماهي قريبه
ومن المحبه مابقى عندها شي <><> صارت عقب ذيك الصداقه حريبه
امتر صافي مايها العذب وانطي <><> اصري ولا ضنيت يصفى قليبه
ولا هقيت يعود لي ذلك الفي <><> هيهات مرجوع القمر من مغيبه
الا ان تعود عصور شداد ولؤي <><> والا الصبا يرجع لعود وشيبه
ثيا ويل قلبي من بلاويه ياوي <><> الله الاحد ويلاه من مصيبه
اعدم بقايا صحته منهج الغي <><> واتلاه صرف الوقت حطه ضريبه
تسمع حنينه كل مابالحشا ضي <><> حنين مسيوق الرياح الصليبه
يدوي ولى من حركه من ذكرهم هي <><> وزداد من فرقى الحبايب نحيبه
وان ليم صمصم مايطلع العذل عي <><> مفتون كثر اللوم عيى يجيبه
مالوم كن بضامره يرسم الكي <><> لي من ذكر قطع الرجاء من حبيبه
نوحي حمامه كلما جيتي والعي <><> غريب وانتي ياحمامه غريبه
الكل منا ضامه الوقت والني <><> والى شكى ماشاف له يثيبه
باشكي عليك الحال وانتي لي اشكي <><> وتعززي لي لو على غير ثيبه
قالت ربوعك وينهم قلت ماشي <><> قالت بلى وين الذب تعتزي به
قلت اللي تعنينهم ذبو الطي <><> واللي تحريته بهم صار خيبه
تعذروني ياحمامه بلا شي <><> يوم استمت حبلي وشفت الغليبه
خلوني الخلان واستعذر الخي <><> اللي ذخرته للخطوب الصعيبه
اللي نخيته عقبهم صابه الي <><> ياعونة الله وين من نلتوي به
-----
وتزوجت مي من أبن عمها وعندما علم شاعرنا شهق واهتز قلبه وكاد أن ينخلع من صدره بعدها اغلق علة نفسه متارس العزله واعتقل عواطفه وقرر في قرارة نفسه أن يعيش على ذكرى ( مي ) وكانها تقاسمه حياته أن الحب الصادق لايموت ابدا . وبدأ يكتب قصائده التي مزجت دمه بدموعه وكانه يعزف انشودة عمره وفؤاده يقول في قصيده له الى مي اسماها امانتكم لها ( ص 10 )
شبعنا من عناهم وارتوينا <><> وعند رسوم منزلهم بكينا
وعقب افراقهم شنا وحن <><> حنينا وثم ان عوينا
وسايمنا وساقمنا وحنت <><> لنا حتى المنازل والعنينا
ونادينا وقلنا خبروهم <><> ترانا من محبتهم فنينا
واثرنا من مفارقهم نحلنا <><> وكان فراقهم طول فنينا
الى جيتوا منازلهم فقولوا <><> لهم باقوالنا يارحالينا
ولاتنسون ماقاله محمد <><> امانتكم لها ياحاملينا
ترانا للذي قالوا سمعنا <><> وباللي هم بغو منا رضينا
وكل شروطهم نقدم عليها<><> قدمنا بالذي فنوا علينا
نخينا من يذكر بالمروه <><> ولأهل الذات والشيمه عزينا
ارى راعي الهوى مازال يلعي <><> ولو تحت الثرى يلعى دفينا
ولا نحنا ولا صحنا وقلنا <><> لكم يا اهل الموده خاضعينا
وبرب البيت والكعبه وزمزم <><> إله العرش رافع طور سينا
(.........................<><> .......................)
تلامي ماتفرق من شملنا <><> وتجعلهم علينا راجعينا
----------------------------------
وبعد شهور من زواج ( مي ) شحب لونه كثيرا وغامت عيناه أكثر ومن فرط الارهاق والسهر هاجمه المرض واصبح كل يوم يمر عليه كأنه يمضي به على طريق مفروش بالاشواك .
وفي هدوء سافر إلى البحرين دون أن يعلم به أحد و عند وصوله ذهب إلى الدكتور / ديم صديق والده والذي كان يعمل في مسنشفى الارساليه الامريكيه بالمنامه وبعد الكشف عليه اتضح انه يشكو من مرض عضال في جسمه ولم يستطع الدكتور ديم أن يخبره بمرضه
بعدها علم شقيقه فهد المقيم في البحرين بوجوده في المستشفى وحضر على الفور وظل بجانبه يواسيه على طول ايام مرضه ويخفف من الآمه ويقول شقيقه عبدالوهاب الفيحاني - : كان اخي فهد جالسا بجوار اخينا محمد وعيناه تغمصان على وجهه كذلك شهد اخر ساعات عمره واخر اسراره عندما كان في غيبوبه وفجأه استيقظ ونظر إلى من حوله وكأنه استرد كل صحته وفي هذه الحظه تذكر ( مي ) فطلب منا ورقه وقلم وكتب أخر قصائده وهو على فراش الموت وعنوانها مذبوح الوريد ( ص 30 ) يقول فيها
ماسمع قلبي يروح ولا يرى <><> زول محبوبه ولو هو من بعيد
اه واويلاه ياليته درى <><> كيف حبه في حشا روحي يزيد
او درى اني منه حالي قد برى <><> ذايب بالي عقب ماهو حديد
وانا من الابعاد موحي المقبرا <><> يحفرونه لي موقن بالوعيد
يالزيمي قول للي يحفرا <><> يوسع اللحد على شان اللحيد
وانت يادافن ياللي تقبرا <><> يامهيل الترب بسرعه مجيد
حط من فوقال قبرحتى يرى <><> بنيتين كالنصايب له شهيد
يعرفون القبر من جا ينظرا <><> يعرفونه قبر مذبوح الوريد
قبل من صان الموده واشترا <><> قبر من لاخلان عهده للعهيد
من صبر للحب حتى بترا <><> زرع قلبه واودعه حب حصيد
تم عامين بجوفي ينسرا <><> نسر ملهوف الضواري في المصيد
كود لي من جاه علمي يذكرا <><> وانعتو قبري لمعلوقي وحيد
ياتي لقبري ويذكر ماجرى <><> يوم انا وياه في الدنيا عضيد
ويترحم لي بالدعاء لي من قرى <><> يوم خلاني وسط قبري وحيد
وان سمع بالدمع ودي ينثرا <><> فوق قبري عبرة مثل الوليد
اه منه لين صد وادبرا <><> رايح عني وخلاني فريد
كيف قلبه ساعته ثم اصبرا <><> كيف رجله مشت فوق الصعيد
والذي هو غادي من دونه ذرا <><> فدوة عن كل من جاله ضديد
كيف أجل لو مات وانا ارى <><> كان طريت السلب طر العنيد
واحترقت وكان قلبي قد ورى <><> شب نار كنها نار الوعيد
تحطم وسط الضمير وتسعرا <><> مايبردها لو الثلج الجميد
كان تلقاني على روس الذرى <><> نايح مع كل قمري يشيد
وانهمبل دمعي انهمل وامطرا <><> مقلتين العين وادعاها سهيد
ماهقا اني عقب موته في الورى <><> عايش الا وانا مثله فقيد
------------
مرت اللحظات ثقيله وعادت الغيبوبه إليه مره أخرى ولم يسمع منه الا اسم ( مي ) وبعدها حضر الدكتور / ديم وطلب منا ( والحديث لشقيق الشاعر ) مغادرة الغرفه وبعد دقائق خرج الدكتور ومعه أطباء أخرون اقفلو باب الحجره ( الغرفه ) خلفهم وكأن عقارب الزمن قد توقفت !! نهض شقيقي من مقعده يرتجف نفس المصدر نظر نحو الاطباء , لم يشر إليه احد بما يطمئنه او يسمح له بالعوده إلى الحجره وفهم الدكتور ديم مايدور في عيونه نظر إليه وهمس في حزن ( مات صديقي محمد الفيحاني ) وكانت وفاته في يوم الجمعه 28/12/1357هـ الموافق 17/1/1939م عن عمر لايتجاوز اثنين وثلاثين عاما وانتهت بذالك قصة الشاعر المعذب الذي كشف عليه شقشقه لأول مره وأسدل الستار عن أجمل قصة حب في الخليج . انتهى