المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جون دفتريوس: دبي وقطر تبنيان للمستقبل.. برهانات عالية



سيف قطر
18-04-2008, 09:43 PM
أسواق الشرق الأوسط
جون دفتريوس: دبي وقطر تبنيان للمستقبل.. برهانات عالية

2103 (GMT+04:00) - 18/04/08

http://arabic.cnn.com/2008/MME/4/18/doha.bawadi/duabi.islands.jpg_-1_-1.jpg
مشاريع متواصلة في منطقة الخليج

(CNN)-- الزميل جون دفتريوس، معد ومقدم برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" الجديد يقوم بتسجيل انطباعاته ومشاهداته اسبوعيا، ويطرح من خلالها، وبلغة مبسطة، رؤيته لاقتصاد المنطقة، انطلاقاً من خبرته الطويلة في عالم الصحافة الاقتصادية.

وهذا الأسبوع يكتب جون زاويته حول دبي ومشاريعها المستقبلية، وخاصة تلك التي تطلقها شركة "تطوير،" إلى جانب مشاريع قطر التي تسير في الإطار عينه فيقول:

في برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" هذا الأسبوع، أخذنا المبادرة للإطلاع على استراتيجيه دبي الاقتصادية الجديدة، وذلك من خلال جولة في شوارع المدينة.

هناك تاريخ عريق من الخبرة التجارية في هذه الإمارة، يعود إلى العام 1850، وتشكل هذه الخبرة ركيزة أساسية في قلب مشاريع الإمارات الاقتصادية للأعوام الـ25 المقبلة.

خذ على سبيل المثال "موانئ دبي العالمية" التي تشكل الذراع التجارية لـ"دبي العالمية" التي تدير محفظة دبي الاستثمارية، فقد عقدت صفقات مجزية مع 23 جهة دولية تمتد من الصين حتى جيبوتي، وهذا يسمح لدبي برفع رايتها التجارية حول العالم، وزارعة بذور علاقات نمو مستقبلية.

قد تبدو هذه الأمور للوهلة الأولى بسيطة، لكنها تشكل الهوية الأساسية التي تميّز الإمارات مقارنة بسائر منافسيها في الخليج.

وقد أتيحت لي هذا الأسبوع فرصة النظر في العمق إلى بعض المشاريع التي تشكل حجر زاوية بالنسبة للمستقبل، كما قابلت بعض قادة الأعمال وكبار المحللين والخبراء خلال مناسبتين مستقلتين، الأولى عُقدت في الدوحة، وهي "منتدى الدوحة للديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة" و"منتدى قادة الصين والشرق الأوسط" الذي عُقد في دبي.

قطع الأحجية.

خلال نهاية الأسبوع، شاركت في جلسات مخصصة لتقديم شرح سريع حول ثلاثة مبادرات مستقلة أطلقتها شركة "تطوير،" التي تعتبر بدورها جزءاً من "دبي القابضة،" إحدى أبرز أجهزة حكومة دبي الاستثمارية.

وشملت جلسات التعريف مشاريع "دبي لاند" و"مدينة دبي الطبية" و"مدينة دبي الصناعية،" التي من المتوقع لها أن تلعب دوراً أساسياً في خطوات التنمية المستقبلية.

وبصراحة، فقد كان من الصعب تصور الحجم الحقيقي الهائل لهذه المشاريع، إذ يمكن للمرء أن يكون قد شاهد عناوين وأسماء متصلة بهذه المشاريع على لوحات الإعلان، لكن الإطلاع على موقعها الحقيقي ضمن أحجية هذا الاقتصاد المتنوع يشكل تجربة مختلفة تماماً.

يمكنني أن أكتب مقالاً منفصلاً عن كل من هذه المشاريع، لكني سأقرب الصورة للجميع من خلال طرح المعادلة التالية: تصور دمج المناطق المتخصصة بالمشاريع السكنية، أو تطوير مناطق متخصصة بالخدمات الطبية التي تحتاجها المنطقة بشدة، أو بناء مراكز صناعية تساهم في النمو فتجد نفسك أمام مشهد مختصر لهذه المشاريع.

أما التكلفة، فيكفي أن تعرف بأن مركز "بوادي" الذي سيضم منتجعات وفنادق ومراكز للبيع بالتجزئة سيكلّف 53 مليار دولار، وذلك وفق ما أخبرني المدير التنفيذي لـ"تطوير،" سعيد المنتفق.

أما المدنية الصناعية التي يجري بناؤها حالياً فتمتد على مساحة 55 كيلومتراً مربعاً، وستضم مرافق لوجستية ومساحات مخصصة للصناعات المحلية والعالمي، وأخرى للإيجار بتكلفة زهيدة أو حتى لسكن العمال، الأمر الذي يمثل استجابة لمشكلة أساسية تواجه البلاد وهي الاعتناء بآلاف العمال الذين يقصدونها من جنوبي آسيا.

ولكن إذا رغبت برؤية الصورة الكاملة، فعليك النظر إلى ما هو أبعد من هذا، فالمنتجعات والفنادق ونوادي الغولف التي يجري العمل عليها تهدف إلى جذب أكبر عدد من السياح، وفي هذا الإطار، يتواصل العمل على بناء أكبر مطار "آل مكتوم" الذي سيكون الأكبر في العالم، أما المنطقة الصناعية فتهدف إلى تقديم التسهيلات اللازمة للصناعات الخفيفة التي تتزايد الحاجة إليها.

واللافت أن مدراء هذه المشاريع ابتسموا عندما سألتهم عن نتائج دراسات الجدوى التي أعدت حولها، إذ أجمعوا بأنها رُفضت من قبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي ورئيس وزراء الإمارات، لكن من الواضح بالنسبة لي بعد هذه الزيارة أن الرهانات بالفعل عالية للغاية.

ويبدو أن دبي تجتهد بالفعل كي تظل متقدمة على سائر جيرانها في الخليج، الذين يقومون حالياً ببناء رؤيتهم المستقبلية.

وعلى بعد أربعين دقيقة بالطائرة، يمكننا أن أشاهد مشاريع قطر، التي تثابر بدورها على العمل لتوسيع قدرتها على الاستيعاب ورفع عدد سكانها إلى مليون شخص.

وعلى غرار نظرائهم في دبي، يدرك القطريون ضرورة وجود ما يكفي من العمال والخبراء وأصحاب الشهادات العليا لشغل المكاتب العديدة التي ستفتتح في مشاريع التطوير المنتظرة، وبالفعل، فإن الدفعة الأولى من الطلبة القطريين الذين درسوا في جامعات على صلة بالغرب ستتخرج في السادس من مايو/أيار المقبل، وهذا أمر مشجع.

حضارة العولمة الجديدة

في الوقت الذي تسعى فيه دول الخليج إلى التوسع والنمو، تستفيد سائر الدول الكبيرة في الشرق الأوسط من مدلولات المصطلح الذي أطلقه رئيس الوزراء التركي، رجي طيب أردوغان، وهو "حضارة العولمة الجديدة."

فمنذ أن تسلم أردوغان السلطة في أنقرة عام 2003، ارتفع حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تركيا من مليار دولار سنوياً إلى 22 ملياراً، وقد سمح هذا لتركيا بالنظر شرقاً وغرباً للبحث عن دور تصبح من خلاله مركز التجارة الرئيسي بين الشرق والغرب، وهو دور تطمح دولة أخرى كبيرة في المنطقة، هي مصر، إلى لعبه.

لكن المسؤولين في الإمارات يؤكدون أن خططهم المستقبلية ليست موضوعة لخدمة سكان الخليج الذين يبلغ عددهم 40 مليون شخص فقط، بل لخدمة شعوب منطقة التبادل الحر في الشرق الأوسط، والذين يبلغ عددهم 310 ملايين شخص.

وتقوم تلك المشاريع بالاعتماد على الطلب المتزايد في المنطقة وعلى عودة رؤوس أموال أبنائها إليها بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول.

وفي حين قد يميل الخبراء إلى تقديم دراسات متحفظة للمشاريع المنتظرة في المنطقة، يبدو قادتها وقد استبعدوا تماماً أي إمكانية لوقف التقدم، ومع تجاوز برميل النفط حاجز 110 دولارات، تنطلق المسيرة قدماً بكامل قوتها.