المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا ابتي اني مظلـــــــــــــــــــومة !!!!



رفيق الغيم
18-04-2008, 10:28 PM
هذا موضوع يؤرقني ويحز في نفسي
وكيف لا يكون ذلك واخواتنا وبناتنا يلاقين
الظلم من الاهل وما اشد الظلم من الاهل
وظلم ذو القربى اشد مضاضة

موضوع ألمه يتربع بين جنبات الفؤاد
فكتبت مايلي متمنيا ان تنال رضاكم





يحكى ان هناك
في زوايا الدار
في حي ما في المدينة
فتاة خجولة
وردة رقيقة
تنتظر ان تثمر
ويكون لها محيط آمن
لكنها تتخوف ان تذبل
زار اباها شاب
جاء مزهوا مستبشر
يطلب اكمال حياته
بفتاة يتمناها

قال ابوها :يا ابني
ليس لنا ابنه للتزويج
الشاب احمرت خداه
عاد ادراجه خائبا


ابنته ندبت حظهاالعاثر
جاء الشاب
ذهب مع الزمن الغابر
قالت يا ابتي اني مظلومة
لا اطلب الاسترا وعفافا
ايكون هذا عقبة
ارجوك لا تزرع في عقابا

اني من دمك يا ابتي
اني من لحمك يا ابتاه
فلما تعاديني
بدل عن حنانك
تهديني قسوة
تهديني حرمان
ما خطبك يا ابتي
كأنك فرحان

نهرها ابوها
يا بنيتي اني اعلم ما يفيدك
ما يصلح وما لا يصلح
هذا الشاب لا يصلح
لا يتناسب مع ما يناسبنا
ماذا سيعطيك
غير الفقر والفاقة
وان كان غنيا
فهو غير معروف
لا نعرف اسم قبيلته

ستضيع حياتك معه
يا ابنتي دعيك منه
فغدا ستصير حياتك مزهرة
وساوافق على ذاك
الذي سيأتي
ذاك الذي سيحضر لك
ما تتمنيه

انشق صدر ابنته
ذهبت غرفتها تبكي
ما بال ابي يحارب حظي
ءأبي يكره سعادة قادمة
لابنته
ام ان في مخيلته شيئا لا اعلمه
ويعلم اين تكون مصلحتي
اين المستقبل
واين انا من جدول غد


بعد شهور
جاء فتى طيب
يسكن قرب دارهم
استقبله ابوها

كان الرد كالعادة
يا ابني سيرزقك الله
باجمل زوجة
تسعدك وتكمل دربك معها

ابنتنا محجوزة
ابن عمها ينتظرها
وفقك الله يا ابني

ذهب الشاب مع ادراج الريح
نظر الاب الى ابنته
لم تتكلم
كأن الدنيا لفظتها
يا وحشتها من هذا الدار
درا ابيها يحتضن الظلم
يكره سعادتها
يحارب بقايا انوثتها


بعد سنين
جاء الثالث
جاء الرابع

بلغت ابنته الاربعين ربيعا
وغزاها الشعر الابيض
لم يأتي خطابا
لم يأتي عرسانا

ابوها دمر جوهرها
حطم احلامها
صارت ابنته جسدا ذابل
تتخاطفها ذكرى الحظ العاثر
ما بيدها حيلة
غير التسبيح يا ربي يا ساتر

تتساءل ما معنى وجودها بين الاهل
وزوايا السجن الضارب

ذبلت وردة بين جنبات الدار
وكم في الحى ورودا ذابلة
فظلم الاهل يقتلها
ويبكيها الدهر
وتودع حياة قاسية

يتراقص نبض الانثى فيها
تحترق اضلعها
حين تتخيل طفلا يحبو
او يبكي او يلهو

ذبلت تلك الوردة
لكنها تتنفس
وتملك جسدا مهزوزا
تتنهد بين اللحظات
تغيب الشمس وتشرق
وهي لا تفرق
في دوران الايام
تتذكر لعبتها المركونة
في زوايا غرفتها
وتؤؤب اليها
تحضنها
وتغسلها بدم من عينيها

2 /4 / 2008