الوعب
20-04-2008, 02:35 AM
القبس
كتب محسن السيد:
في سوق الأسهم استراتيجيات موسمية تتبعها ادارات الشركات المدرجة للتعاطي مع اسهمها غداة التفسيخ، هذه الاستراتيجيات او «التكتيكات» تعكس نهج وقدرات هذه الادارات بشكل عام، بعض منها يبدو مقبولا ويحظى باحترام أوساط السوق، وكثير منها مصطنع غايته فقط «نفخ» الأسهم والعودة بها الى سيرتها المضاربية الأولى قبل مرحلة التفسيخ، ولا تعدم هذه الإدارات الوسائل والحيل التي تقع دائما في دائرة «المسموح». هنا بعض من الاستراتيجيات المختلفة التي تتبعها ادارات الشركات والتي يمكن رصدها في هذه المرحلة:
1 ــ هناك ادارات تؤثر عدم التدخل في مجريات حركة أسهمها في مرحلة التفسيخ التي تبدأ من اليوم التالي لانعقاد الجمعية العمومية، تاركة ذلك الدور للسوق نفسه وآليات العرض والطلب، منصرفة لمتابعة خطط التشغيل، على ان يعود السهم تدريجيا لملء الفراغات الناتجة عن عملية التفسيخ حتى وان استغرق ذلك بعض الوقت لكن الصعود هنا يكون منطقيا وغير مفتعل.
2 ــ على النقيض، هناك ادارات لا تعطي السوق المهلة الكافية، بل تتعمد الدخول فورا ودعم السهم بشكل مفتعل، وهذه الممارسات نرصدها بجلاء مع بعض الأسهم التي سرعان ما تعود بين عشية وضحاها الى مستوياتها السعرية قبل التفسيخ، ليس استنادا على أداء تشغيلي او عوامل دفع ايجابية طارئة، وانما استناد الى الدعم المفتعل الذي تمارسه ادارات هذه الشركات التي تقوم في هذه المرحلة بدور صانع السوق، إما لأسباب التجميل المعنوي، أو لتحقيق مكاسب سريعة من خلال التخلص جزئيا من هذه الأسهم عند مستويات سعرية مرتفعة بعد تجميعها بتكلفة منخفضة مع بداية التفسيخ.
3 ــ في المنتصف هناك ادارات تتدخل لشراء أسهمها وفق الاطر القانونية من غير التلاعب بأسهمها عبر تضخيم أسعارها، لقناعتها بأداء الشركة ومستقبل هذه الأسهم وإعطاء اشارات واضحة للسوق والمتعاملين الآخرين بوصول هذه الأسهم الى مستويات سعرية متدنية قد لا تستمر طويلا، وتوفير دعم حقيقي وغير مفتعل، علما بأن أسهم الخزينة التي هي بين أدوات الدعم تشكل عبئا على ادارات هذه الشركات لكونها لا تعود بأرباح مباشرة على المساهمين. وعادة ما تلجأ ادارات الشركات العريقة الى هذه الاستراتيجية لكون أسهم تلك الشركات ارتبطت بأسماء هؤلاء الملاك وسمعتهم، ومن ثم يحرص هؤلاء على خلق الدعم الحقيقي لأسهمهم من دون افراط ولا تفريط، وهو ما يحفظ لهذه الأسهم توازنها دائما في مرحلة التفسيخ وفي كل الظروف غير المواتية للسوق.
4 ــــ ثمة ادارات أخرى تلجأ الى استراتيجية مغايرة، حيث تنكب هذه الادارات على تضخيم أسعار أسهمها، بالطرق المعروفة، قبل انعقاد الجمعية العمومية للشركة وايصال الأسهم إلى مستويات متضخمة، لتخفيف تأثير عملية التفسيخ بعد الجمعية العمومية، حيث يفقد السهم في عملية التفسيخ مكاسبه الوهمية التي اكتسبها عبر عمليات الدعم المفتعلة قبل الجمعية.
5ــ في السوق ادارات لا تمتلك القدرة الكافية على ممارسة عملية التصعيد وتوفير الدعم المفتعل لأسهمها في هذه المرحلة، إما لعدم امتلاكها السيولة الكافية، وإما لعدم سيطرتها على أسهم الشركة، ولذلك تلجأ هنا الى زخم الحضور الايجابي الكفيل بخلق الدعم للسهم في هذه المرحلة، وبالتالي نرصد بعض الشركات التي تختزل الكثير من أخبارها الايجابية وترجئها الى مرحلة ما بعد تفسخ السهم ثم تبدأ في ضخها تباعا.
6ــ لكن في الوقت الذي يختلط فيه حابل الممارسات المنطقية بنابل الأخرى غير المقبولة في هذه المرحلة، يبرز السؤال المتعلق باستراتيجيات كبار المتعاملين، فيؤكد عدد من مديري المحافظ والصناديق أن تفسيخ السهم ليس عملية مفصلية بالنسبة لهم في اتخاذ قرار الشراء والبيع، باعتبار أنهم يجنحون دائما الى تبني استراتيجيات استثمارية متوسطة الى طويلة الأجل، ويفضلون شراء الأسهم المحملة بالارباح المتوقع أن تحقق نموا، والاحتفاظ بهذه الأسهم حتى بعد التفسيخ.
ويضيف هؤلاء ان عامل التكلفة يبدو مهما ايضا، لذلك تخلق عملية التفسيخ فرصا مواتية، لكن عملية الشراء تكون بانتقائية شديدة، فليس كل سهم تفسخ ووصل الى مستويات سعرية معينة جديرا بالاقتناء، فعملية الشراء في هذه المرحلة تخضع لحسابات كثيرة ودقيقة من قبل كبار اللاعبين تأخذ في الاعتبار القراءة الجديدة للميزانية، وسمعة ادارة الشركة وكفاءتها، والقراءة التاريخية لحركة السهم وقدرته على تجاوز مرحلة التفسيخ من دون عوامل الدعم المفتعلة. بالاضافة إلى ذلك تقبل الصناديق والمحافظ في هذه المرحلة ايضا على شراء بعض الأسهم المضاربية ذات الوحدات السعرية الرخيصة، كاستثمارات قصيرة الأجل، لتحقيق مكاسب سريعة، في الوقت ذاته تحرص المحافظ والصناديق على اقتناء الأسهم الثقيلة في هذه المرحلة في حال وجود توجه بزيادة رأس المال.
كتب محسن السيد:
في سوق الأسهم استراتيجيات موسمية تتبعها ادارات الشركات المدرجة للتعاطي مع اسهمها غداة التفسيخ، هذه الاستراتيجيات او «التكتيكات» تعكس نهج وقدرات هذه الادارات بشكل عام، بعض منها يبدو مقبولا ويحظى باحترام أوساط السوق، وكثير منها مصطنع غايته فقط «نفخ» الأسهم والعودة بها الى سيرتها المضاربية الأولى قبل مرحلة التفسيخ، ولا تعدم هذه الإدارات الوسائل والحيل التي تقع دائما في دائرة «المسموح». هنا بعض من الاستراتيجيات المختلفة التي تتبعها ادارات الشركات والتي يمكن رصدها في هذه المرحلة:
1 ــ هناك ادارات تؤثر عدم التدخل في مجريات حركة أسهمها في مرحلة التفسيخ التي تبدأ من اليوم التالي لانعقاد الجمعية العمومية، تاركة ذلك الدور للسوق نفسه وآليات العرض والطلب، منصرفة لمتابعة خطط التشغيل، على ان يعود السهم تدريجيا لملء الفراغات الناتجة عن عملية التفسيخ حتى وان استغرق ذلك بعض الوقت لكن الصعود هنا يكون منطقيا وغير مفتعل.
2 ــ على النقيض، هناك ادارات لا تعطي السوق المهلة الكافية، بل تتعمد الدخول فورا ودعم السهم بشكل مفتعل، وهذه الممارسات نرصدها بجلاء مع بعض الأسهم التي سرعان ما تعود بين عشية وضحاها الى مستوياتها السعرية قبل التفسيخ، ليس استنادا على أداء تشغيلي او عوامل دفع ايجابية طارئة، وانما استناد الى الدعم المفتعل الذي تمارسه ادارات هذه الشركات التي تقوم في هذه المرحلة بدور صانع السوق، إما لأسباب التجميل المعنوي، أو لتحقيق مكاسب سريعة من خلال التخلص جزئيا من هذه الأسهم عند مستويات سعرية مرتفعة بعد تجميعها بتكلفة منخفضة مع بداية التفسيخ.
3 ــ في المنتصف هناك ادارات تتدخل لشراء أسهمها وفق الاطر القانونية من غير التلاعب بأسهمها عبر تضخيم أسعارها، لقناعتها بأداء الشركة ومستقبل هذه الأسهم وإعطاء اشارات واضحة للسوق والمتعاملين الآخرين بوصول هذه الأسهم الى مستويات سعرية متدنية قد لا تستمر طويلا، وتوفير دعم حقيقي وغير مفتعل، علما بأن أسهم الخزينة التي هي بين أدوات الدعم تشكل عبئا على ادارات هذه الشركات لكونها لا تعود بأرباح مباشرة على المساهمين. وعادة ما تلجأ ادارات الشركات العريقة الى هذه الاستراتيجية لكون أسهم تلك الشركات ارتبطت بأسماء هؤلاء الملاك وسمعتهم، ومن ثم يحرص هؤلاء على خلق الدعم الحقيقي لأسهمهم من دون افراط ولا تفريط، وهو ما يحفظ لهذه الأسهم توازنها دائما في مرحلة التفسيخ وفي كل الظروف غير المواتية للسوق.
4 ــــ ثمة ادارات أخرى تلجأ الى استراتيجية مغايرة، حيث تنكب هذه الادارات على تضخيم أسعار أسهمها، بالطرق المعروفة، قبل انعقاد الجمعية العمومية للشركة وايصال الأسهم إلى مستويات متضخمة، لتخفيف تأثير عملية التفسيخ بعد الجمعية العمومية، حيث يفقد السهم في عملية التفسيخ مكاسبه الوهمية التي اكتسبها عبر عمليات الدعم المفتعلة قبل الجمعية.
5ــ في السوق ادارات لا تمتلك القدرة الكافية على ممارسة عملية التصعيد وتوفير الدعم المفتعل لأسهمها في هذه المرحلة، إما لعدم امتلاكها السيولة الكافية، وإما لعدم سيطرتها على أسهم الشركة، ولذلك تلجأ هنا الى زخم الحضور الايجابي الكفيل بخلق الدعم للسهم في هذه المرحلة، وبالتالي نرصد بعض الشركات التي تختزل الكثير من أخبارها الايجابية وترجئها الى مرحلة ما بعد تفسخ السهم ثم تبدأ في ضخها تباعا.
6ــ لكن في الوقت الذي يختلط فيه حابل الممارسات المنطقية بنابل الأخرى غير المقبولة في هذه المرحلة، يبرز السؤال المتعلق باستراتيجيات كبار المتعاملين، فيؤكد عدد من مديري المحافظ والصناديق أن تفسيخ السهم ليس عملية مفصلية بالنسبة لهم في اتخاذ قرار الشراء والبيع، باعتبار أنهم يجنحون دائما الى تبني استراتيجيات استثمارية متوسطة الى طويلة الأجل، ويفضلون شراء الأسهم المحملة بالارباح المتوقع أن تحقق نموا، والاحتفاظ بهذه الأسهم حتى بعد التفسيخ.
ويضيف هؤلاء ان عامل التكلفة يبدو مهما ايضا، لذلك تخلق عملية التفسيخ فرصا مواتية، لكن عملية الشراء تكون بانتقائية شديدة، فليس كل سهم تفسخ ووصل الى مستويات سعرية معينة جديرا بالاقتناء، فعملية الشراء في هذه المرحلة تخضع لحسابات كثيرة ودقيقة من قبل كبار اللاعبين تأخذ في الاعتبار القراءة الجديدة للميزانية، وسمعة ادارة الشركة وكفاءتها، والقراءة التاريخية لحركة السهم وقدرته على تجاوز مرحلة التفسيخ من دون عوامل الدعم المفتعلة. بالاضافة إلى ذلك تقبل الصناديق والمحافظ في هذه المرحلة ايضا على شراء بعض الأسهم المضاربية ذات الوحدات السعرية الرخيصة، كاستثمارات قصيرة الأجل، لتحقيق مكاسب سريعة، في الوقت ذاته تحرص المحافظ والصناديق على اقتناء الأسهم الثقيلة في هذه المرحلة في حال وجود توجه بزيادة رأس المال.