تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نتائج "سابك" ترفع وتيرة الحيرة والترقب في صفوف المتداولين السعوديين



مغروور قطر
20-04-2008, 12:39 PM
السماري: قطاع البتروكيماويات مرشح لفقد جزء من سيولته وتحولها إلى قطاعات أخرى
نتائج "سابك" ترفع وتيرة الحيرة والترقب في صفوف المتداولين السعوديين


تبعات "جي إي"
المضاربة مجددا
التقييم والمهنية
عند الصنّاع "الخبر اليقين"






الرياض - نضال حمادية

لم يكن المتداولون السعوديون بحاجة الى الانتظار طويلا، ليتأكدوا أن ما قيل عن علاقة هبوط السوق أمس بتسريب نتائج "سابك"، كان حقيقية وليس مجرد شائعة مغرضة أو عابرة، على حد قولهم.

فيوم أمس السبت 19 إبريل/ نيسان 2008 وبعد 45 دقيقة من إغلاق المؤشر السعودي على خسارة 133 نقطة، صدر إعلان نتائج الفصل الأول للشركة السعودية للصناعات الأساسية، موضحا تحقيق زيادة في الأرباح الصافية تعادل 10% مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، غير إن الفارق بين أرباح أول أرباع 2008 وآخر أرباع 2007 كان أقل من 1%، حيث اكتفت "سابك" بـ 6.92 مليار ريال عن الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية ( الدولار يعادل 3.75 ريالات).


تبعات "جي إي"

وتعليقا على هذه الأرقام، اعتبر المحلل المالي عبدالرحمن السماري أن النتائج جاءت أقل من المتوقع، ما قد يعزز الفكرة السائدة في أوساط المستثمرين من أن "سابك" عمدت إلى توزيع تكاليف صفقة "جي إي" على أكثر من ربع.

وأضاف " إن هذه الخطوة التي يكاد يجزم بها معظم المستثمرون هي ما يثير حفيظتهم، لاسيما في ظل تقاعس الشركة عن توضيح حقيقة وكمية الخصومات لجميع مساهميها، واستنكاف هيئة السوق عن ممارسة دورها في المساءلة والمطالبة بكشف أي غموض".

وكانت "سابك" قد أعلنت في مايو/ آيار 2007 عن شرائها وحدة الصناعات البلاستيكية في "جنرال إليكتريك" الأمريكية مقابل 43.5 مليار ريال (11.6 مليار دولار)، في صفقة اقتضى استكمالها حوالي 4 أشهر.

وحول ما تردد عن علاقة هبوط أمس بتسريب النتائج الربعية، أكد السماري أن أغلبية المراقبين لايشكون في وجود هذه الصلة، كما إنهم يعيبون على "واجهة السوق" أن تبقى أسيرة للتسريبات، ويتمنون في الوقت ذاته زوال هذه الظاهرة من السوق نهائيا.

ولفت السماري النظر إلى أن إقرار "سابك" في إعلانها الأخير بدور أسواق آسيا خصوصا الصين في تحسين نتائجها، يحمل في طياته تناقضا واضحا مع ما كانت بينته لدى اقتنائها وحدة بلاستيك "جي إي"، من أن الصفقة تنسجم مع أهمية السوق الأمريكية وتطورها، فيما اتضح لاحقا أن الوحدة ستضطر لنقل معظم إنتاجها من غرب الأرض إلى شرقها لتسويقه، ما يحمل المنتج تكاليف إضافية.


المضاربة مجددا

وأظهر إعلان 10 شركات بتروكيماوية مدرجة من أصل 12 عن نتائجها، أن هناك خمس شركات نجحت في تطوير أرباحها بنسب مختلفة، أدناها كان من نصيب "سابك" التي توقفت عند 10%، وأعلاها لدى شركة سافكو (125%).

فيما تحولت كل من شركتي "المتقدمة" و"الصحراء" من طور الربح إلى الخسارة، بنسبة تغير سالبة فاقت 400% لدى الشركة الأخيرة، التي منيت بخسائر فصلية تعادل 6.7 مليون ريال، بعد أن كانت رابحة 2 مليون خلال الفترة المماثلة من 2007.

وتراجعت أرباح "التصنيع" 29%، على حين زادت "ينساب" خسائرها ماقبل التشغيلية بنسبة 40%، على عكس "بترو رابغ" التي قلصت حجم خسائرها بمقدار 1.7% إلى 82 مليون ريال.

وفي ضوء هذه الصورة رأى السماري أن قطاع البتروكيماويات مرشح لفقد جزء من السيولة وتحولها عنه، موضحا: لقد بات من كلاسيكيات السوق السعودية أن نشهد عودة النشاط للمضاربة، بالتزامن مع صدور نتائج الربع الأول وانتهاء أحقيات الشركات الكبرى، ومنها البتروكيماويات التي شهدت خلال الفترة الماضية ثباتاً عند قمم سعرية، وخروجا تدريجيا للسيولة عطفا على استهلاك عنصر المحفزات المالية لديها.


التقييم والمهنية

واستشهد بأداء السوق يوم أمس السبت، حيث تم ضخ سيولة كبيرة خلال الساعة الأولى من التداول وصلت حد 3 مليار ريال مع نشاط ملحوظ على قطاع البتروكيماويات، بدأ لاحقا في التوزع على قطاعات متعددة، كالبنوك والإسمنت وكذلك التشييد والبناء.

لكن السماري استدرك: "من المتوقع أن تسهم الهيكلة الجديدة لقطاعات السوق في التخفيف من آثار تباطؤ النمو لدى "سابك"، مستبعدا أن ينجح سهم الشركة في الخروج من "عنق 180 ريالا" على المدى القريب".

ولم يشأ السماري أن يختم حديثه دون التنويه بالتقييم الذي أصدرته واحدة من المؤسسات المالية المشهورة مطلع يناير الفائت، عندما قدرت السعر العادل لسهم سابك بـ260 ريالا، خالصا من ذلك إلى القول بأن الواقع أثبت ابتعاد بعض التقييمات عن المهنية واختلاطها بأغراض وربما مصالح متداخلة، ما جعلها غير أهل لثقة كثير من المتداولين.

من جهته حاول مراقب التداولات متعب الشيخ وصف حالة التردد والانتظار التي عمت أوساط المتعاملين على خلفية نتائج أضخم شركات السوق، ناقلا عن لسانهم: كنا نتطلع إلى نتائج سابك أملاً في تبديد الحيرة، لكن النتائج جاءت لتزيد قلقنا وتفتح ترقبنا على جميع الاحتمالات.

ولم يخف الشيخ توجسه من انعكاس الأرباح التي جاءت أقل من المتوقع، متمنيا في نفس الوقت أن لايتم إدخال سهم "سابك" في موجة هبوط، شبيهة بتلك التي أُدخِلها عقب نتائج الربع الرابع من 2007، علما أن نسبة النمو فيه كانت أفضل (12%).


عند الصنّاع "الخبر اليقين"

وانتقد معظم من التقيناهم من متداولين استمرار ظاهرة تسريب النتائج، جازمين بأنها السبب الرئيس وراء تراجع المؤشر يوم أمس بأعلى نسبة منذ تطبيق الهيكلة الجديدة ابتداء من 5/4/2008.

وقال المتداول أحمد الحكمي: لو لم يكن هناك تسريب للنتائج لما هوى سهم "سابك" أكثر من 3 ريالات، خلال النصف ساعة الأخيرة من التداول، مغلقا عند مستوى 157.5.

وعن توقعاته لمسار السوق على ضوء النتائج الأخيرة، أوضح الحكمي أن هناك انقساما شديدا بين المتعاملين بشأن سلبية أو إيجابية إعلان "سابك"، مردفا: كل متعامل يتبنى التحليل الذي يناسبه ويخدم مصلحته، ولكنني أرى أن العبرة ليست في النتائج وإنما في طريقة استغلالها من قبل صناع السوق.

واتخذ المستثمر مساعد العبدالعزيز من ارتفاع أسعار منتجات "سابك" مدخلا للتشكيك في أرباحها، معتبرا أن النتائج جاءت هزيلة قياسا إلى الارتفاعات المتتالية في أسعار ما تنتجه الشركة وتبيعه من مواد بتروكيماوية وحديد.

وقبل حوالي 10 أيام عمدت "سابك" التي تسيطر على 60% من إنتاج الصلب في المملكة إلى رفع سعر طن الحديد حوالي 900 ريال دفعة واحدة.

أما مزيد محمد فأشار إلى خشيته من ردود أفعال متسرعة خلال الدقائق الأولى لتداولات غدٍ (اليوم)، لأن أي خطأ في الحساب أو قراءة الاتجاه الحقيقي سيكبد المتداولين خسائر باهظة، يدفعونها لصالح من يحسنون صنع الارتدادت أو الانتكاسات الوهمية، على حد تعبيره.