شيخ الشباب
23-04-2008, 05:23 PM
اذكر انني في صغري كنت مولعاً بمشاهدة التلفاز، وبالأخص تليفزيون قطر، وذلك لكونه التليفزيون الوحيد حينها الذي كانت تظهر شاشته واضحة، على عكس باقي التليفزيونات الخليجية الأخرى التي بالكاد كنا نستطيع مشاهدتها إلا في حالة الطقس الصحو فيظهر لنا بعضها، ومع التطور الفضائي ودخول الاقمار الاصطناعية «الستالايت» وظهور القنوات الفضائية وغزوها للفضاء وانتشارها في كل بيت كانتشار النار في الهشيم، قل اهتمامي بمشاهدة التليفزيون لانشغالي بأموري العائلية والخاصة، إلا من بعض المحطات التي قد اتلقى منها خبراً مهماً أو معلومة مفيدة فمن مئات القنوات المنتشرة لا تتعدى القنوات عندي الثلاثين قناة ومن ضمنها بالطبع تليفزيون قطر، لأنه يبث بعض البرامج الخاصة بالمجتمع المحلي، الذي لا أشاهده كثيرا لقلة اهتمامي أصلا بمشاهدة التليفزيون إلا فيما ندر، وحسب الوقت ان كان مناسباً، ومع ان قناتنا القطرية وعندما كانت أرضية وقبل ان تصبح فضائية كانت محترمة، ولم تكن تبث وتذيع الأفلام والمسلسلات التي تكثر فيها الحركات غير الأخلاقية التي تخدش الحياء لكل من يشاهدها فكان مقص الرقيب مسلولاً في وجه مثل هذه الأشياء، ولكن مع انتقال القناة وقفزها من الأرض لتسبح في الفضاء مع باقي الفضائيات وإلغاء وزارة الإعلام وكسر مقص الرقيب، بدأت قناتنا القطرية تشلح ما كان يسترها في السابق وتريد من ذلك ان تلحق بركب باقي الفضائيات، وكأنها كانت مجبرة على الحشمة بسبب الرقيب، فلما قضي عليه شلحت ما كانت ترتديه من الساتر الذي كان يعوق حركتها من اللحاق بزميلاتها الفاضلات، ولم تنتبه انها تتبع سرابا لا جدوى منه، وأنها تتبع الوهم الزائف في طلب الشهرة، وطلب ان يشاهدها أكبر عدد ممكن من البشر، فهي بذلك تطلب كماً من المشاهدين ولا تطلب نوعية المشاهدين وثقافتهم، فأصبحت تذيع كل ما هو فاسد وكل ما كان محظورا في السابق، فالمسلسلات والأفلام والأغاني الماجنة التي يستحي كل إنسان محترم أن يشاهدها، ويبدو أنه لم تعد البرامج المحلية التي يعدها مذيعون محترمون تفي بالغرض، فأصبحت تستورد مذيعين من دول عربية ليقدموا برامج أقل ما يقال عنها إنها سخيفة ولا يتابعها إلا ذو عقل أجوف كالطبل ينعق كما ينعق البوم، ومع انني كما ذكرت لا أشاهد التلفاز دائما إلا انني وعندما أرغب بمشاهدة قناتنا العذراء!! تصادفني بعض هذه السخافات التي تذاع، ومع حرصي على ألا يشاهد أبنائي ما سبق ذكره في القنوات الأخرى بمسحها إلا انني أصدم بأنها موجودة في قناتنا العفيفة!! فأدعو المسؤولين ان يراعوا الأخلاق على أقل تقدير، ويعلموا انهم مسؤولون عما يعرض وان كل المفاسد وما سيعقبها من جراء تلقي المشاهد لما يعرض سيكون في كفة سيئاتهم يوم القيامة
آخر الكلام:
قد اسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي!!
كاتب بجريدة الشرق / جاسم المحمود
المصدر جريدة الشرق 22-4-2008
آخر الكلام:
قد اسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي!!
كاتب بجريدة الشرق / جاسم المحمود
المصدر جريدة الشرق 22-4-2008