Affable Lady
24-04-2008, 02:52 AM
دبي – عبدالفتاح فايد - الحياة
بلغ العجز في الموارد البشرية والكفاءات في منطقة الخليج حداً دفع 217 مؤسسة حكومية وخاصة، بينها مصارف ومؤسسات عالمية مثل «دويشته بنك» الألماني و «مركز دبي المالي العالمي» و «أبراج كابيتال» إلى المشاركة في «معرض الإمارات للوظائف» الذي اختتم أعماله في نهاية الأسبوع الماضي وأفاد منظموه بأنه «نجح في استقطاب آلاف الكفاءات، خصوصاً من الخريجين الجدد».
وقبل سنوات، لم يكن يتصوّر أحد أن هذه المؤسسات ستقيم معرضاً تنتظر فيه الراغبين في العمل، في بيئة عرفت تقليدياً بانتشار واسع لمعدل البطالة بين أبنائها وكانت فيها دول الخليج تمتص جانباً مهماً من تلك البطالة وتغلق حدودها أمام سيل من اليد العاملة الوافدة إليها.
وانطلق «المنتدى العالمي للمـــوارد البشــرية» في «قرية دبي للمـــعرفة»، ويستـــمر ثلاثة أيام ويـتـــزامــــن مع حــــدث آخــر مشابه هو «الملـــتقى العالمي للمؤسسات الرائدة»، بمشاركة الأمم المتحدة.
وانتهى قبل أيام «مؤتمر الهويّة الوطنية» في الإمارات شارك فيه مسؤولون بارزون وفرضت قضية الموارد البشرية نفسها على محاوره الرئيسية، في ظل طلب قياسي على الوظائف في دول الخليج التي «تعاني فراغاً سكانياً ما يجعل هويتها الوطنية في خطر، ما لم تتخذ الإجراءات الاحترازية القوية».
ودفعت حاجة المؤسسات العالمية إلى أصحاب الكفاءات والخبرات إلى إشعال «حرب لاستقطاب المواهب».
وأكد الرئيس التنفيذي لـ «مركز دبي المالي العالمي»، ناصر الشعالي، في حديث لـ «الحياة» أن «دول الخليج، وليس الإمارات وحدها، تعاني عجزاً فادحاً في الكفاءات البشرية المطلوبة لدعم عملية النمو القائمة». وقدّر حجم العجز في الوظائف بـ «مئات الآلاف»، مشيراً إلى أن القطاع المالي «هو الأكثر معاناة نظراً الى كونه يقود عملية النمو في جميع القطاعات ويرفدها باحتياجاتها التمويلية».
وأشار إلى «حصول خسائر وانحسار في الأربـــاح التي يمكن أن تجنـــيها المنـطــقة والمؤسسات العاملة فيها، نتيجة العجز في الموارد البشرية»، مطالباً بـ «نظم تعليمية تواكب احتياجات المنطقة عبر ربط متين بين اختصاصات التعليم العالي ومتطلبات عملية التنمية، على أن يبدأ الربط من مراحل التعليم الأولى وليس في التعليم الجامعي فقط».
وقدّر الشعالي حجم الاستثمارات المتوقعة لتلبية احتياجات المنطقة من الكفاءات خلال السنوات الخمس المقبلة بـ «مئات البلايين من الدولارات»، مشيراً إلى دراسات تؤكد أن «عجز الموارد البشرية يمثّل التحدي الأول الذي يواجه المنطقة وأنه يسبق في خطورته وأهميته تحدي تطوير البنية التحتية».
وشارك «مركز دبي المالي العالمي» في رعاية «معرض الوظائف» ليوفّر منصّة للمؤسسات الدولية التي تعمل تحت رايته كي تجد ضالتها، خصوصاً من أبناء الإمارات. وارتفع عدد المؤسسات العاملة في «مركز دبي المالي العالمي» إلى أكثر من 600 مؤسسة بينها المصارف العالمية الكبرى والمؤسسات المالية.
وقلل الشعالي من المخاوف في شأن «خلل ديموغرافي يهدد أبناء الخليج والإمارات، خصوصاً في ظل استقطاب ملايين البشر من العالم لتلبية احتياجات المؤسسات، مشيراً إلى أن 50 في المئة على الأقل من أبناء المنطقة هم دون سن العشرين وأن الاستثمار في تلك الفئة اليافعة يمكن أن يسد جانباً مهماً من احتياجات التنمية مستقبلاً»، كما أكد «وعي المسؤولين الذي تجلّى في تشكيل لجنة الهوية الوطنية التي تتابع هذه القضية باستمرار وتضع لها الحلول المناسبة».
حرب مواهب
واستعرض مستشار الأمم المتحدة لبرامج التنمية، عبد الكريم درويش، في ورشة عمل تمهيدية قبل انطلاق فعاليات «الملتقى الدولي العاشر للمؤسسات الرائدة» نتائج دراسة أعدتها شركة «ماكينزي العالمية» الأميركية الإستشارية أكدت أن مفهوم «حرب المواهب» ظهر جراء التنافس العالمي على استقطاب المديرين الموهبين والقادرين على قيادة منظمات وشركات عالمية بصورة فعالة، في ظل تعزز ظاهرة العولمة وما يصاحبها من تنافسية شديدة».
وأوضح درويش أن استطلاعاً أجرته الشركة الأميركية شمل نحو ألف من رؤساء الشركات العالمية أفاد بأن «أكبر تحد يواجه هؤلاء الرؤساء هو وجود مديرين موهوبين». وتحدث عن قواعد إدارة الكفاءات والمواهب وكيفية اكتشافها والتحدّيات التي تعيق إدارة الكفاءات بفاعلية لتحقيق التميّز المستدام.
وسيعقد «الملتقى الدولي العاشر للمؤسسات الرائدة» برعاية وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري وحضور وفود من 18 دولة عربية وأجنبية وممثلين عن 60 مؤسسة.
بتصرف بسيط
بلغ العجز في الموارد البشرية والكفاءات في منطقة الخليج حداً دفع 217 مؤسسة حكومية وخاصة، بينها مصارف ومؤسسات عالمية مثل «دويشته بنك» الألماني و «مركز دبي المالي العالمي» و «أبراج كابيتال» إلى المشاركة في «معرض الإمارات للوظائف» الذي اختتم أعماله في نهاية الأسبوع الماضي وأفاد منظموه بأنه «نجح في استقطاب آلاف الكفاءات، خصوصاً من الخريجين الجدد».
وقبل سنوات، لم يكن يتصوّر أحد أن هذه المؤسسات ستقيم معرضاً تنتظر فيه الراغبين في العمل، في بيئة عرفت تقليدياً بانتشار واسع لمعدل البطالة بين أبنائها وكانت فيها دول الخليج تمتص جانباً مهماً من تلك البطالة وتغلق حدودها أمام سيل من اليد العاملة الوافدة إليها.
وانطلق «المنتدى العالمي للمـــوارد البشــرية» في «قرية دبي للمـــعرفة»، ويستـــمر ثلاثة أيام ويـتـــزامــــن مع حــــدث آخــر مشابه هو «الملـــتقى العالمي للمؤسسات الرائدة»، بمشاركة الأمم المتحدة.
وانتهى قبل أيام «مؤتمر الهويّة الوطنية» في الإمارات شارك فيه مسؤولون بارزون وفرضت قضية الموارد البشرية نفسها على محاوره الرئيسية، في ظل طلب قياسي على الوظائف في دول الخليج التي «تعاني فراغاً سكانياً ما يجعل هويتها الوطنية في خطر، ما لم تتخذ الإجراءات الاحترازية القوية».
ودفعت حاجة المؤسسات العالمية إلى أصحاب الكفاءات والخبرات إلى إشعال «حرب لاستقطاب المواهب».
وأكد الرئيس التنفيذي لـ «مركز دبي المالي العالمي»، ناصر الشعالي، في حديث لـ «الحياة» أن «دول الخليج، وليس الإمارات وحدها، تعاني عجزاً فادحاً في الكفاءات البشرية المطلوبة لدعم عملية النمو القائمة». وقدّر حجم العجز في الوظائف بـ «مئات الآلاف»، مشيراً إلى أن القطاع المالي «هو الأكثر معاناة نظراً الى كونه يقود عملية النمو في جميع القطاعات ويرفدها باحتياجاتها التمويلية».
وأشار إلى «حصول خسائر وانحسار في الأربـــاح التي يمكن أن تجنـــيها المنـطــقة والمؤسسات العاملة فيها، نتيجة العجز في الموارد البشرية»، مطالباً بـ «نظم تعليمية تواكب احتياجات المنطقة عبر ربط متين بين اختصاصات التعليم العالي ومتطلبات عملية التنمية، على أن يبدأ الربط من مراحل التعليم الأولى وليس في التعليم الجامعي فقط».
وقدّر الشعالي حجم الاستثمارات المتوقعة لتلبية احتياجات المنطقة من الكفاءات خلال السنوات الخمس المقبلة بـ «مئات البلايين من الدولارات»، مشيراً إلى دراسات تؤكد أن «عجز الموارد البشرية يمثّل التحدي الأول الذي يواجه المنطقة وأنه يسبق في خطورته وأهميته تحدي تطوير البنية التحتية».
وشارك «مركز دبي المالي العالمي» في رعاية «معرض الوظائف» ليوفّر منصّة للمؤسسات الدولية التي تعمل تحت رايته كي تجد ضالتها، خصوصاً من أبناء الإمارات. وارتفع عدد المؤسسات العاملة في «مركز دبي المالي العالمي» إلى أكثر من 600 مؤسسة بينها المصارف العالمية الكبرى والمؤسسات المالية.
وقلل الشعالي من المخاوف في شأن «خلل ديموغرافي يهدد أبناء الخليج والإمارات، خصوصاً في ظل استقطاب ملايين البشر من العالم لتلبية احتياجات المؤسسات، مشيراً إلى أن 50 في المئة على الأقل من أبناء المنطقة هم دون سن العشرين وأن الاستثمار في تلك الفئة اليافعة يمكن أن يسد جانباً مهماً من احتياجات التنمية مستقبلاً»، كما أكد «وعي المسؤولين الذي تجلّى في تشكيل لجنة الهوية الوطنية التي تتابع هذه القضية باستمرار وتضع لها الحلول المناسبة».
حرب مواهب
واستعرض مستشار الأمم المتحدة لبرامج التنمية، عبد الكريم درويش، في ورشة عمل تمهيدية قبل انطلاق فعاليات «الملتقى الدولي العاشر للمؤسسات الرائدة» نتائج دراسة أعدتها شركة «ماكينزي العالمية» الأميركية الإستشارية أكدت أن مفهوم «حرب المواهب» ظهر جراء التنافس العالمي على استقطاب المديرين الموهبين والقادرين على قيادة منظمات وشركات عالمية بصورة فعالة، في ظل تعزز ظاهرة العولمة وما يصاحبها من تنافسية شديدة».
وأوضح درويش أن استطلاعاً أجرته الشركة الأميركية شمل نحو ألف من رؤساء الشركات العالمية أفاد بأن «أكبر تحد يواجه هؤلاء الرؤساء هو وجود مديرين موهوبين». وتحدث عن قواعد إدارة الكفاءات والمواهب وكيفية اكتشافها والتحدّيات التي تعيق إدارة الكفاءات بفاعلية لتحقيق التميّز المستدام.
وسيعقد «الملتقى الدولي العاشر للمؤسسات الرائدة» برعاية وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري وحضور وفود من 18 دولة عربية وأجنبية وممثلين عن 60 مؤسسة.
بتصرف بسيط