إنتعاش
27-04-2008, 06:55 PM
سعيد السريحي
أسعار الخضار ارتفعت فتفاءل صاحبي، وضع كل أسهمه في الشركات الزراعية وهو يراهن على ان السوق سوق الكوسة وان الرابح فيه هو من يعرف اسعار الطماطم واستشهد على ذلك بلون شريط الاشارات الذي بات يجمع بين لون الدم العراقي والدم الفلسطيني ودم ضحايا العبارة الاندونيسية ولون مؤشر الاسهم.. ويقسم انه لم ير في حياته "أحمر" من الشاشة التلفزيونية هذه الأيام.
صاحبي الذي راهن قبل الحج على أسهم المواشي اعتمادا على رواج سوق الاضاحي انتهى بأن اصبح ضحية السوق وشوهد وهو يتساءل عما اذا كانت الضحية ملزمة لضحايا سوق الاسهم أم يكفيهم ان السوق قد ضحى بهم منذ وقت مبكر.
وعلى الرغم من خسائر صاحبي الفادحة في اسهم المواشي الا انه لم يفقد تفاؤله خاصة حين علم بالمحاولات المستميتة لتهريب الاضاحي المتعفنة الى جدة متوقعا ان ذلك يمكن له ان يعيد شيئا من الحياة لسوق الاسهم.
ومع ذلك فقد بقي صاحبي يتساءل عما اذا كان الهوامير قد خرجوا من سوق الاسهم ودخلوا سوق الخضار ولذلك هم يعمدون الى رفع الاسعار لتوريط الناس ومن ثم يعمدون الى تخفيضها على نحو مفاجئ.
واستشهد صاحبي على اعتقاده ذلك بالغموض الذي يحيط بارتفاع اسعار الخضار والتي اكتفت فيه وزارة التجارة بالتمترس خلف التأكيد على حرية السوق بينما نفضت أمانات المدن يدها من الموضوع مؤكدة ان مسؤوليتها تنحصر في نظافة السوق وسلامة الخضار من الأوبئة ولا دخل لها بالاسعار سواء ارتفعت أو انخفضت.
واذا كان انعدام الشفافية وراء مصائب سوق الاسهم فإن انعدام الشفافية يقف وراء ما يتعرض له سوق الخضار من ارتفاع في الاسعار ويبقى التفسير الوحيد المحتمل لغلاء الاسعار في سوق الخضار هو التفسير الذي يقول ان كل المواطنين تحولوا الى نباتيين من أجل ان يتجنبوا الوقوع ضحية لحوم الاضاحي المهربة من مكة الى مدن المملكة.
وحين يعن لصاحبي هذه الأيام ان يمارس التحليل لسوق الأسهم فإنه يفضل ان يحلله باعتباره صراعا بين المواشي والزراعيات ويتساءل عن مصير سوق الاعلاف واحتمال انضمامه الى احدى الكتلتين المتصارعيتن في السوق لولا ان صاحبي فاجأته اسعار الاسمنت التي ارتفعت في السوق دون ان تترك أثرا على سوق الاسهم الذي يبدو انه يتمتع باستقلال تام عن مجمل حياتنا الاقتصادية فلا دخل له بالاقتصاد المتنامي في بلادنا.
صاحبي يفكر جديا في الانسحاب من سوق الاسهم والمغامرة في سوق الخضار لولا ان الكثيرين من الاصدقاء قد أكدوا له ان الهوامير من الوافدين لا يقلون خطرا في سوق الخضار عن الهوامير المحليين في سوق الأسهم.
* نقلا عن جريدة "عكاظ" السعودية
أسعار الخضار ارتفعت فتفاءل صاحبي، وضع كل أسهمه في الشركات الزراعية وهو يراهن على ان السوق سوق الكوسة وان الرابح فيه هو من يعرف اسعار الطماطم واستشهد على ذلك بلون شريط الاشارات الذي بات يجمع بين لون الدم العراقي والدم الفلسطيني ودم ضحايا العبارة الاندونيسية ولون مؤشر الاسهم.. ويقسم انه لم ير في حياته "أحمر" من الشاشة التلفزيونية هذه الأيام.
صاحبي الذي راهن قبل الحج على أسهم المواشي اعتمادا على رواج سوق الاضاحي انتهى بأن اصبح ضحية السوق وشوهد وهو يتساءل عما اذا كانت الضحية ملزمة لضحايا سوق الاسهم أم يكفيهم ان السوق قد ضحى بهم منذ وقت مبكر.
وعلى الرغم من خسائر صاحبي الفادحة في اسهم المواشي الا انه لم يفقد تفاؤله خاصة حين علم بالمحاولات المستميتة لتهريب الاضاحي المتعفنة الى جدة متوقعا ان ذلك يمكن له ان يعيد شيئا من الحياة لسوق الاسهم.
ومع ذلك فقد بقي صاحبي يتساءل عما اذا كان الهوامير قد خرجوا من سوق الاسهم ودخلوا سوق الخضار ولذلك هم يعمدون الى رفع الاسعار لتوريط الناس ومن ثم يعمدون الى تخفيضها على نحو مفاجئ.
واستشهد صاحبي على اعتقاده ذلك بالغموض الذي يحيط بارتفاع اسعار الخضار والتي اكتفت فيه وزارة التجارة بالتمترس خلف التأكيد على حرية السوق بينما نفضت أمانات المدن يدها من الموضوع مؤكدة ان مسؤوليتها تنحصر في نظافة السوق وسلامة الخضار من الأوبئة ولا دخل لها بالاسعار سواء ارتفعت أو انخفضت.
واذا كان انعدام الشفافية وراء مصائب سوق الاسهم فإن انعدام الشفافية يقف وراء ما يتعرض له سوق الخضار من ارتفاع في الاسعار ويبقى التفسير الوحيد المحتمل لغلاء الاسعار في سوق الخضار هو التفسير الذي يقول ان كل المواطنين تحولوا الى نباتيين من أجل ان يتجنبوا الوقوع ضحية لحوم الاضاحي المهربة من مكة الى مدن المملكة.
وحين يعن لصاحبي هذه الأيام ان يمارس التحليل لسوق الأسهم فإنه يفضل ان يحلله باعتباره صراعا بين المواشي والزراعيات ويتساءل عن مصير سوق الاعلاف واحتمال انضمامه الى احدى الكتلتين المتصارعيتن في السوق لولا ان صاحبي فاجأته اسعار الاسمنت التي ارتفعت في السوق دون ان تترك أثرا على سوق الاسهم الذي يبدو انه يتمتع باستقلال تام عن مجمل حياتنا الاقتصادية فلا دخل له بالاقتصاد المتنامي في بلادنا.
صاحبي يفكر جديا في الانسحاب من سوق الاسهم والمغامرة في سوق الخضار لولا ان الكثيرين من الاصدقاء قد أكدوا له ان الهوامير من الوافدين لا يقلون خطرا في سوق الخضار عن الهوامير المحليين في سوق الأسهم.
* نقلا عن جريدة "عكاظ" السعودية