عبدالله العذبة
04-05-2008, 07:18 AM
تناولت الأسبوع الماضي قضية (التفنيش) للتقطير والدعوة إلي عدم تضحيتها بالنوع مقابل الكم، والذي يسرني أن أقدم فيه الشكر لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية علي التوضيح الذي وردني منها حال نشر المقال والذي يدل حقيقة علي متابعة مؤسسية فريدة وحرص وإخلاص علي مصلحة الوطن ليس فقط في سرعة الرد بل وحتي علي نوع التوضيح الذي أكد علي وجود لجان متابعة دقيقة نوعية لا رقمية تتابع تطبيق قرار التقطير في خطة مرحلية ليس هدفها إنهاء الخدمات (في الوظائف غير التخصصية) بقدر ما تهدف إلي تحقيق نسبة تغطي طلبات العمل من القطريين وتقلل مشكلات البطالة بين المواطنين من الجنسين.
ومع شكرنا وتقديرنا لوزارة العمل علي البحث عن الوسائل الكفيلة بتحقيق أمن المواطن الوظيفي عن طريق الإحلال والإبدال، إلا أن عتبنا علي الأجهزة الحكومية لأمرين، الأول أنها لا تراعي عامل الوقت في (التفنيش) ولا الطريقة التي يتم بها، إذ يصدم الموظف عندما يستلم ظرفا مصدرا باسمه يظنه (علاوة) أو (ترقية) فيفتحه مفارقة ليجده كتاب إخطار بإنهاء خدماته في طريقة غير إنسانية قبل أن تكون غير مؤسسية قد يصاب المرء علي إثرها بجلطة دماغية أو نوبة قلبية مباغتة من هول الصدمة. الأمر الآخر عدم إعطاء هذا النوع من (التفنيش) الفرصة للموظف لإيجاد بديل خصوصا لغير القطري عندما يكون لزاما عليه أن يترك قطر.
وأتمني أن يتسع صدر المسؤولين في وزارة العمل وتمتد جهودها لتشكل لجانا أخري لتدرس وتعالج الإحباط والطرد وبالعامية (التطفيش الوظيفي) الحاصل للقطريين في مؤسسات الدولة رغم مساعيها الحميدة في رفع نسبة التقطير، إذ أن الملاحظ الآن أن قوائم القطريين المتقدمين للتوظيف التي تحول علي المؤسسات من خلالها تعامل بأولوية قصوي حكمها حكم القرار، أما الفقراء إلي الله الذين يتقدمون للوظائف عن طريق الإعلان فلا معين لهم إذ أن الواسطة والمصالح المتبادلة تلعب دورا كبيرا في التوظيف، بل وحتي الترقيات لا الخبرة التراكمية والأحقية.
أما الأسبقية وإن كانت كلمة تستخدم غالبا في دروس البروتوكول والمراسم الدولية سواء وجد مقعد شرف أيمن أم أيسر أم أمامياً، فلعلها مصطلح جديد أيضا في التوظيف في أسبقية مجحفة تحتاج إلي مراقبة دقيقة من لجان وزارة العمل أيضا علي الأقل رحمة بالقطريين بمناسبة يوم العمال الذي صادف 1 مايو الجاري علّها تحقق تقدما يذكر بعد أن أصبحوا عمالا كادحين بأجور زهيدة مقارنة بغيرهم بعد أن ضجت مؤسسات دولة قطر في الآونة الأخيرة بمراتب في أسبقية الوظائف والرواتب والأجور جعلتها كأنها بروتوكول لا يجوز خرقه وهي في أفضليتها تقدم بالأسبقية حسب الأولويات كالتالي:
1- أجنبي أجنبي قح. (أنجلوسكسوني)
2- أجنبي هجين. (أفرو وهيسبانيك)
3- أجنبي عربي. (خواجه)
4- عربي أجنبي. (عرب مستعربة)
5- عربي عربي. (عرب عاربة)
6- قطري أجنبي.(قطري بحكم...)
7- قطري هجين.(قطري مخلوط)
8- قطري قح ناطق بالإنجليزية.(مدارس النخبة)
9- قطري قح بلسان عربي أصيل.(العرب البائدة)
قد يحتاج هذا الموضوع إلي كتاب علي نهج كتب السلف مثل:
(صبح الأعشي في صناعة الإنشا) أو( أوضح المسالك إلي ألفية ابن مالك) أو (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع) ولو ألفه أحد الكتّاب فليقترح اسمه:
(فرص الموظفين القطريين في القرن الحادي والعشرين) ولما كان هذا الكتاب سيحدث فوضي حقوقية وضوضاء وطنية فإنه حتما يحتاج إلي كتاب لتفسير أسبابه (المعنوية) والبشرية بمسمي (فك التشفير في محاربة التقطير) وكتاب لجرد وتعرية الشخصيات المسببة له علي نهج كتب تراجم الشخصيات الأصيلة بمسمي (المعين في معرفة المسؤولين المخلصين).
ولتسمح لي ذائقة القراء هذه الدعابة، لأن حرب الوظائف في قطر باتت حربا شائكة ليس علي مستوي من يعاني البطالة فيها بل حتي علي مستوي الموظفين المقموعين خلف رؤساء حاقدين، علي مستوي من يتجه لجهات بطلب وظائف ولا يجد ردا، من يطلب مكانا في أوج التقطير فلا يجد، من يُطلب لموقع فتطرده القراصنة قبل أن يصل، من يبزغ نجمه فيؤفل قسرا.
أما آن لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية أن تضيف هذه الإضافات في متابعاتها ولجانها، أما آن للمخلصين أن يبقوا، وللزمرة أن تندثر، وللنجوم أن ترجم الشياطين.
"المعين في معرفة المخلصين" آلية قد تساعد وزارة العمل المخلصة لمعرفة أسباب استشراء الإحباط والتلكؤ والبطء والطرد والتطفيش والعضل الوظيفي للقطريين، قد تساعدها علي فك التشفير المتبع في محاربة التقطير، واسمحوا لي فلربما تحتاج بمعية اللجان أيضا إلي "مطوع" لفك السحر الأسود الذي جعل مقولة السبع السابقة في الأسبقية تتحد لطرد القطري في جملة ظالمة ضده مفادها (لا يوجد قطري كفاءة).
فلتدخل الوزارة "المؤسسات والهيئات والمجالس الكبري خصوصا الحديثة منها" وليعينها المعين في اكتشاف من باعوا ذمتهم وأوطانهم، وقربوا من لا يستحق حتي لا يكتشف الموظف المواطن ضعفهم وعدم تمكنهم، أو حتي يتشاركوا في المصالح المشتركة. كل ذلك طبعا دون تعميم علي الجميع، لذلك نقول: إلا من رحم الله.
بقلم مريم الخاطر
كاتبة و إعلامية قطرية
المصدر (http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=345286&version=1&template_id=24&parent_id=23) الراية 4-5-2008
ومع شكرنا وتقديرنا لوزارة العمل علي البحث عن الوسائل الكفيلة بتحقيق أمن المواطن الوظيفي عن طريق الإحلال والإبدال، إلا أن عتبنا علي الأجهزة الحكومية لأمرين، الأول أنها لا تراعي عامل الوقت في (التفنيش) ولا الطريقة التي يتم بها، إذ يصدم الموظف عندما يستلم ظرفا مصدرا باسمه يظنه (علاوة) أو (ترقية) فيفتحه مفارقة ليجده كتاب إخطار بإنهاء خدماته في طريقة غير إنسانية قبل أن تكون غير مؤسسية قد يصاب المرء علي إثرها بجلطة دماغية أو نوبة قلبية مباغتة من هول الصدمة. الأمر الآخر عدم إعطاء هذا النوع من (التفنيش) الفرصة للموظف لإيجاد بديل خصوصا لغير القطري عندما يكون لزاما عليه أن يترك قطر.
وأتمني أن يتسع صدر المسؤولين في وزارة العمل وتمتد جهودها لتشكل لجانا أخري لتدرس وتعالج الإحباط والطرد وبالعامية (التطفيش الوظيفي) الحاصل للقطريين في مؤسسات الدولة رغم مساعيها الحميدة في رفع نسبة التقطير، إذ أن الملاحظ الآن أن قوائم القطريين المتقدمين للتوظيف التي تحول علي المؤسسات من خلالها تعامل بأولوية قصوي حكمها حكم القرار، أما الفقراء إلي الله الذين يتقدمون للوظائف عن طريق الإعلان فلا معين لهم إذ أن الواسطة والمصالح المتبادلة تلعب دورا كبيرا في التوظيف، بل وحتي الترقيات لا الخبرة التراكمية والأحقية.
أما الأسبقية وإن كانت كلمة تستخدم غالبا في دروس البروتوكول والمراسم الدولية سواء وجد مقعد شرف أيمن أم أيسر أم أمامياً، فلعلها مصطلح جديد أيضا في التوظيف في أسبقية مجحفة تحتاج إلي مراقبة دقيقة من لجان وزارة العمل أيضا علي الأقل رحمة بالقطريين بمناسبة يوم العمال الذي صادف 1 مايو الجاري علّها تحقق تقدما يذكر بعد أن أصبحوا عمالا كادحين بأجور زهيدة مقارنة بغيرهم بعد أن ضجت مؤسسات دولة قطر في الآونة الأخيرة بمراتب في أسبقية الوظائف والرواتب والأجور جعلتها كأنها بروتوكول لا يجوز خرقه وهي في أفضليتها تقدم بالأسبقية حسب الأولويات كالتالي:
1- أجنبي أجنبي قح. (أنجلوسكسوني)
2- أجنبي هجين. (أفرو وهيسبانيك)
3- أجنبي عربي. (خواجه)
4- عربي أجنبي. (عرب مستعربة)
5- عربي عربي. (عرب عاربة)
6- قطري أجنبي.(قطري بحكم...)
7- قطري هجين.(قطري مخلوط)
8- قطري قح ناطق بالإنجليزية.(مدارس النخبة)
9- قطري قح بلسان عربي أصيل.(العرب البائدة)
قد يحتاج هذا الموضوع إلي كتاب علي نهج كتب السلف مثل:
(صبح الأعشي في صناعة الإنشا) أو( أوضح المسالك إلي ألفية ابن مالك) أو (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع) ولو ألفه أحد الكتّاب فليقترح اسمه:
(فرص الموظفين القطريين في القرن الحادي والعشرين) ولما كان هذا الكتاب سيحدث فوضي حقوقية وضوضاء وطنية فإنه حتما يحتاج إلي كتاب لتفسير أسبابه (المعنوية) والبشرية بمسمي (فك التشفير في محاربة التقطير) وكتاب لجرد وتعرية الشخصيات المسببة له علي نهج كتب تراجم الشخصيات الأصيلة بمسمي (المعين في معرفة المسؤولين المخلصين).
ولتسمح لي ذائقة القراء هذه الدعابة، لأن حرب الوظائف في قطر باتت حربا شائكة ليس علي مستوي من يعاني البطالة فيها بل حتي علي مستوي الموظفين المقموعين خلف رؤساء حاقدين، علي مستوي من يتجه لجهات بطلب وظائف ولا يجد ردا، من يطلب مكانا في أوج التقطير فلا يجد، من يُطلب لموقع فتطرده القراصنة قبل أن يصل، من يبزغ نجمه فيؤفل قسرا.
أما آن لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية أن تضيف هذه الإضافات في متابعاتها ولجانها، أما آن للمخلصين أن يبقوا، وللزمرة أن تندثر، وللنجوم أن ترجم الشياطين.
"المعين في معرفة المخلصين" آلية قد تساعد وزارة العمل المخلصة لمعرفة أسباب استشراء الإحباط والتلكؤ والبطء والطرد والتطفيش والعضل الوظيفي للقطريين، قد تساعدها علي فك التشفير المتبع في محاربة التقطير، واسمحوا لي فلربما تحتاج بمعية اللجان أيضا إلي "مطوع" لفك السحر الأسود الذي جعل مقولة السبع السابقة في الأسبقية تتحد لطرد القطري في جملة ظالمة ضده مفادها (لا يوجد قطري كفاءة).
فلتدخل الوزارة "المؤسسات والهيئات والمجالس الكبري خصوصا الحديثة منها" وليعينها المعين في اكتشاف من باعوا ذمتهم وأوطانهم، وقربوا من لا يستحق حتي لا يكتشف الموظف المواطن ضعفهم وعدم تمكنهم، أو حتي يتشاركوا في المصالح المشتركة. كل ذلك طبعا دون تعميم علي الجميع، لذلك نقول: إلا من رحم الله.
بقلم مريم الخاطر
كاتبة و إعلامية قطرية
المصدر (http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=345286&version=1&template_id=24&parent_id=23) الراية 4-5-2008