مغروور قطر
28-10-2005, 04:12 AM
القلق والوساوس والاكتئاب عوارض نفسية لهوس الأسهم
دبي - حامد السويركي:
تحمل النظرات الشاخصة للمستثمرين أمام شاشات عرض الاسعار في أسواق المال المحلية، اكثر من مجرد الاهتمام بمعرفة الأسهم الهابطة الى قاع الخسارة أو تلك الصاعدة الى فضاء الربح، فهذا الاهتمام البادي على الجميع يعكس الحالات “النفسية” المتعددة لكل من أغراه هوس أرباح الأسهم.
وبات من المألوف أن ترى أحدهم قد تغير حاله وسلوكه ونظرته الى الحياة سلباً أو ايجاباً اعتماداً على أداء الأسهم التي يملكها في البورصة، بما يذكر بالأزمات النفسية التي عاناها المضاربون في الأسهم مع انتكاسة الأسواق في العام ،1998 وما خلفته من انهيارات عصبية يتذكرها جيداً الضالعون وذوو الخبرة في هذا المجال.
وفي رأي الأطباء النفسيين، فإن الدخول الى سوق الأسهم والمضاربة فيه ينطويان على انفعالات غير مأمونة العواقب في معظم الأحوال. فبمقدور هذا السوق كما يقول الخبراء أن يحول عدداً غير قليل من المضاربين في الأسواق الى من يطلق عليه علمياً “المقامر المرضي” وهو الذي يعتاد أو يدمن البيع والشراء وهذا يزيد من معدل إفراز الادرينالين في الجسم ويؤدي الى الشعور بالاشباع النفسي.
وما يزيد الأمر تعقيداً أن أغلب المتعاملين في أسواق الأسهم لا يمتلكون الخبرة المناسبة لخوض غمار هذا العالم المحكوم بالأرقام والشائعات والرغبات الجامحة، وبذلك يكونون عرضة اكثر من غيرهم للقلق الناتج عن الاخفاق المتكرر ما يؤثر في استقرارهم النفسي وينسحب على عالمهم كله.
يقول الدكتور عامر سعد الدين الاخصائي في الطب النفسي إن استمرار مثل هذا القلق يؤدي الى الاكتئاب النفسي الحقيقي، الذي يتبلور فيما بعد في ما يسمى “الوسوسة” والشك في كل شيء، مشيراً الى أنه من حسن الطالع ان ايذاء النفس (الانتحار) أو إيذاء الآخرين لا يمثل جزءاً من ثقافتنا العربية، والا كنا قد شهدنا ما يطالعنا من كوارث من هذا النوع تحدث في أماكن أخرى من العالم.
غير أن الأمر لا يتوقف عند الخاسرين، اذ ان للرابحين نصيباً من الأمراض أو العوارض النفسية البارزة كما يشرح الدكتور سعد الدين الذي يقول إن الارباح السهلة والسريعة ليست دائماً جيدة سوى للذين يتمتعون باستقرار نفسي، أما الآخرون فمن الطبيعي أن يصيبهم نوع من عدم الاستقرار النفسي نتيجة الربح السهل والسريع، وهو ما يولد لديهم ما يسمى “الاندفاعية” في اتخاذ القرارات نتيجة القلق الزائد.
ويرى أنه اضافة الى هذه العوارض النفسية، فإن ما يعانيه المجتمع جراء “وسواس” الأسهم لا يقل خطورة ويؤدي اذا ما استفحل الى خلل اجتماعي كبير عندما يترك الناس مهنهم الأصلية ويتجهون الى المضاربة والمغامرة بأموالهم وأعمارهم في الأسواق.
دبي - حامد السويركي:
تحمل النظرات الشاخصة للمستثمرين أمام شاشات عرض الاسعار في أسواق المال المحلية، اكثر من مجرد الاهتمام بمعرفة الأسهم الهابطة الى قاع الخسارة أو تلك الصاعدة الى فضاء الربح، فهذا الاهتمام البادي على الجميع يعكس الحالات “النفسية” المتعددة لكل من أغراه هوس أرباح الأسهم.
وبات من المألوف أن ترى أحدهم قد تغير حاله وسلوكه ونظرته الى الحياة سلباً أو ايجاباً اعتماداً على أداء الأسهم التي يملكها في البورصة، بما يذكر بالأزمات النفسية التي عاناها المضاربون في الأسهم مع انتكاسة الأسواق في العام ،1998 وما خلفته من انهيارات عصبية يتذكرها جيداً الضالعون وذوو الخبرة في هذا المجال.
وفي رأي الأطباء النفسيين، فإن الدخول الى سوق الأسهم والمضاربة فيه ينطويان على انفعالات غير مأمونة العواقب في معظم الأحوال. فبمقدور هذا السوق كما يقول الخبراء أن يحول عدداً غير قليل من المضاربين في الأسواق الى من يطلق عليه علمياً “المقامر المرضي” وهو الذي يعتاد أو يدمن البيع والشراء وهذا يزيد من معدل إفراز الادرينالين في الجسم ويؤدي الى الشعور بالاشباع النفسي.
وما يزيد الأمر تعقيداً أن أغلب المتعاملين في أسواق الأسهم لا يمتلكون الخبرة المناسبة لخوض غمار هذا العالم المحكوم بالأرقام والشائعات والرغبات الجامحة، وبذلك يكونون عرضة اكثر من غيرهم للقلق الناتج عن الاخفاق المتكرر ما يؤثر في استقرارهم النفسي وينسحب على عالمهم كله.
يقول الدكتور عامر سعد الدين الاخصائي في الطب النفسي إن استمرار مثل هذا القلق يؤدي الى الاكتئاب النفسي الحقيقي، الذي يتبلور فيما بعد في ما يسمى “الوسوسة” والشك في كل شيء، مشيراً الى أنه من حسن الطالع ان ايذاء النفس (الانتحار) أو إيذاء الآخرين لا يمثل جزءاً من ثقافتنا العربية، والا كنا قد شهدنا ما يطالعنا من كوارث من هذا النوع تحدث في أماكن أخرى من العالم.
غير أن الأمر لا يتوقف عند الخاسرين، اذ ان للرابحين نصيباً من الأمراض أو العوارض النفسية البارزة كما يشرح الدكتور سعد الدين الذي يقول إن الارباح السهلة والسريعة ليست دائماً جيدة سوى للذين يتمتعون باستقرار نفسي، أما الآخرون فمن الطبيعي أن يصيبهم نوع من عدم الاستقرار النفسي نتيجة الربح السهل والسريع، وهو ما يولد لديهم ما يسمى “الاندفاعية” في اتخاذ القرارات نتيجة القلق الزائد.
ويرى أنه اضافة الى هذه العوارض النفسية، فإن ما يعانيه المجتمع جراء “وسواس” الأسهم لا يقل خطورة ويؤدي اذا ما استفحل الى خلل اجتماعي كبير عندما يترك الناس مهنهم الأصلية ويتجهون الى المضاربة والمغامرة بأموالهم وأعمارهم في الأسواق.