سيف قطر
10-05-2008, 01:30 PM
أسواق الشرق الأوسط
جون دفتريوس: عاصفة "تصحيح" قد تعكر صفو النمو بالخليج
1951 (GMT+04:00) - 09/05/08
آلاف الرافعات النشطة في دبي
الزميل جون دفتريوس، معد ومقدم برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" الجديد يقوم بتسجيل انطباعاته ومشاهداته اسبوعيا، ويطرح من خلالها، وبلغة مبسطة، رؤيته لاقتصاد المنطقة، انطلاقاً من خبرته الطويلة في عالم الصحافة الاقتصادية.
وهذا الأسبوع يكتب جون زاويته حول دبي والخليج عموماً، حيث تتوسع عمليات التنمية، في وقت يزداد فيه الحديث عن احتمال حدوث تصحيحات فيقول:
خلال وجودي في أحد فنادق منطقة جميرا بدبي هذا الأسبوع، خرجت إلى الشرفة لأستطلع المكان حولي، فرأيت على يميني فندق برج العرب في الأفق، الذي تحول معلماً أساسياً للمدينة بمظهره الذي يحاكي شراع السفينة، وامتدت أمامي جزيرة "النخلة جميرا" الاصطناعية، التي تمتزج فيها المجمعات السكنية الفخمة بالمشاريع السياحية.
وحاولت أن أحصي الرافعات التي يمكنني رؤيتها أمامي، ولكنني توقفت عندما بلغت الرقم 50، رغم أنني أستطيع التأكيد بأنني شاهدت أكثر من هذا الرقم بثلاث مرات، وبرغم صوت الموسيقى المنبعثة من مقصف الشرفة في الفندق، كان بإمكاني سماع أصوات البناء ونقل الحديد والأسمنت.
إنه الإيقاع الذي تسير عليه دبي، والذي دفع النمو فيها إلى مستويات كبيرة، وهذا هو قطاعها العقاري الذي تستمر مستويات نموه في الاندفاع صعوداً دون التوقف لالتقاط أنفاسه.
ويجد المسافرون إلى هذه المدينة صعوبة بالغة في العثور على غرف فندقية فيها، علماً أن هناك 35 ألف غرفة من هذا النوع في دبي، ومن المتوقع أن تزداد الغرف إلى أكثر من 150 ألفاً بحلول عام 2015، في حين تمتلك شقيقتها أبوظبي 10 آلاف شقة فندقية ستزداد إلى 75 ألف شقة بحلول 2030.
وتجد هذه الأبنية المتزايدة شعبية كبيرة لدى أبناء المجتمعات الحديثة "المعولمة،" حيث يمكنني أن أرى بعضاً منهم يرتدون بذاتهم الأوروبية ونظاراتهم الشمسية وهم يراجعون ملفاتهم ويشربون المرطبات على شرفة الفندق.
وقد كنت في دبي هذا الأسبوع لحضور مؤتمر "الفنادق العربية والاستثمار،" حيث أتيح لي على هامشه إجراء مقابلة مع رئيس مجلس إدارة شركة "إعمار" العقارية العملاقة، محمد بن علي العبار، وبول غريفيث، المدير التنفيذي لمطار دبي ووزيرة التجارة الخارجية الإماراتية، الشيخة لبنى القاسمي.
وتنبع أهمية هذه المقابلات من أن الشركة التي يديرها العبار تستثمر 65 مليار دولار في مشاريع عبر 17 دولة، أما غريفيث، فيشرف على تطوير وتوسيع مطار دبي والانتقال منه لبناء أكبر مطار في العالم، في حين أن الشيخة القاسمي لا تلعب فقط دور السفيرة التجارية لبلادها، بل تروج لانفتاحها الاقتصادي.
وفي نهاية هذه المقابلات، خرجت بانطباع يشير إلى أن عجلة التوسع في دبي لن تقف قريباً، وأن الرافعات العملاقة التي عجزت عن إحصائها ستزداد، وأن الأجانب الذين ينتمون إلى أكثر من 150 جنسية في الإمارات سيظلون في الخليج بحثاً عن الثروة.
ورغم أن ما يحدث اليوم يذكرني بطفرة النمو التي عاشتها ولاية كاليفورنيا الأمريكية عام 1848 مع "حمى الذهب،" إلا أن تلك الطفرة لم تستمر لأكثر من سبعة أعوام، ولا يبدو أن هذه المنطقة ستقتنع بأن تقتصر طفرتها على مدة زمنية مماثلة، وذلك مع الثروات الكبيرة التي تتجه إلى المنطقة وتلك الموجودة أصلاً فيها.
وترافق زيارتي مع تحطم حاجز جديد لأسعار النفط، ووفقاً لأرقام تقريبية، فمن المتوقع أن تجني دول الخليج أكثر من 400 مليار هذا العام من مبيعات النفط، وهي تبحث دائماً عن وجهات لاستثمار هذه الأموال، وهي لن تُعدم وسيلة لفعل ذلك مع وجود العديد من الفرص في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تضم 300 مليون شخص.
وسألت الذين تحدثت معهم هذا الأسبوع عن احتمال وجود عوائق أو ألغام قادرة على كبح النمو في المنطقة، وكانت هذه المرة الأولى التي تحدث فيها مطورون أو مستثمرون عن احتمال أن تشهد الأسواق تصحيحاً ما، وقد يكون هذا التصحيح مقتصراً على تراجع في النمو بمعدل 10 إلى 20 في المائة من نسبه الحالية.
وقد زادوا بأن أشاروا إلى التأثيرات الإيجابية الممكنة لذلك، والمستثمرون يدركون بعامل الخبرة أنه ليس هناك من طريق أحادي المسار لا يقود إلا قُدماً.
العبار رفض الرد على سؤالي حول ما إذا كانت خططت التنمية في دبي قد تجاوزت 50 أو 75 أو 85 أو حتى 95 في المائة من حجمها، فقد اكتفى بإجابة هادئة قال فيها إن الأمور بين يدي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي.
فبعد عقد على إطلاق "إعمار،" فقد حققت الشركة مبيعات سنوية بقيمة عشرة مليارات دولار، وبأرباح 1.6 مليار دولار.
مجموعة الشركات التي تنفّذ خطط التنمية الكبيرة في دبي وأبوظبي تحاول إبقاء الأمور ضمن حدودها، فعلى سبيل المثال، قال غريفيث، مدير مطار دبي، إن افتتاح المبنى الثالث في المطار لن يرافقه ما رافق افتتاح المبنى الخامس من مطار هيثرو البريطاني.
وتظهر الأبحاث أن حجم مشاريع التطوير في الشرق الأوسط تتجاوز 2.8 ترليون دولار هذا العام، وسيكون ثلثها في الإمارات العربية المتحدة، فالطلب على المصانع والبيوت يرتفع 20 في المائة، وشمس هذا البحر من الرافعات لن تغرب قريباً، لكن لا يجب أن نشعر بالدهشة إذا ما مرت عاصفة صغيرة.
جون دفتريوس: عاصفة "تصحيح" قد تعكر صفو النمو بالخليج
1951 (GMT+04:00) - 09/05/08
آلاف الرافعات النشطة في دبي
الزميل جون دفتريوس، معد ومقدم برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" الجديد يقوم بتسجيل انطباعاته ومشاهداته اسبوعيا، ويطرح من خلالها، وبلغة مبسطة، رؤيته لاقتصاد المنطقة، انطلاقاً من خبرته الطويلة في عالم الصحافة الاقتصادية.
وهذا الأسبوع يكتب جون زاويته حول دبي والخليج عموماً، حيث تتوسع عمليات التنمية، في وقت يزداد فيه الحديث عن احتمال حدوث تصحيحات فيقول:
خلال وجودي في أحد فنادق منطقة جميرا بدبي هذا الأسبوع، خرجت إلى الشرفة لأستطلع المكان حولي، فرأيت على يميني فندق برج العرب في الأفق، الذي تحول معلماً أساسياً للمدينة بمظهره الذي يحاكي شراع السفينة، وامتدت أمامي جزيرة "النخلة جميرا" الاصطناعية، التي تمتزج فيها المجمعات السكنية الفخمة بالمشاريع السياحية.
وحاولت أن أحصي الرافعات التي يمكنني رؤيتها أمامي، ولكنني توقفت عندما بلغت الرقم 50، رغم أنني أستطيع التأكيد بأنني شاهدت أكثر من هذا الرقم بثلاث مرات، وبرغم صوت الموسيقى المنبعثة من مقصف الشرفة في الفندق، كان بإمكاني سماع أصوات البناء ونقل الحديد والأسمنت.
إنه الإيقاع الذي تسير عليه دبي، والذي دفع النمو فيها إلى مستويات كبيرة، وهذا هو قطاعها العقاري الذي تستمر مستويات نموه في الاندفاع صعوداً دون التوقف لالتقاط أنفاسه.
ويجد المسافرون إلى هذه المدينة صعوبة بالغة في العثور على غرف فندقية فيها، علماً أن هناك 35 ألف غرفة من هذا النوع في دبي، ومن المتوقع أن تزداد الغرف إلى أكثر من 150 ألفاً بحلول عام 2015، في حين تمتلك شقيقتها أبوظبي 10 آلاف شقة فندقية ستزداد إلى 75 ألف شقة بحلول 2030.
وتجد هذه الأبنية المتزايدة شعبية كبيرة لدى أبناء المجتمعات الحديثة "المعولمة،" حيث يمكنني أن أرى بعضاً منهم يرتدون بذاتهم الأوروبية ونظاراتهم الشمسية وهم يراجعون ملفاتهم ويشربون المرطبات على شرفة الفندق.
وقد كنت في دبي هذا الأسبوع لحضور مؤتمر "الفنادق العربية والاستثمار،" حيث أتيح لي على هامشه إجراء مقابلة مع رئيس مجلس إدارة شركة "إعمار" العقارية العملاقة، محمد بن علي العبار، وبول غريفيث، المدير التنفيذي لمطار دبي ووزيرة التجارة الخارجية الإماراتية، الشيخة لبنى القاسمي.
وتنبع أهمية هذه المقابلات من أن الشركة التي يديرها العبار تستثمر 65 مليار دولار في مشاريع عبر 17 دولة، أما غريفيث، فيشرف على تطوير وتوسيع مطار دبي والانتقال منه لبناء أكبر مطار في العالم، في حين أن الشيخة القاسمي لا تلعب فقط دور السفيرة التجارية لبلادها، بل تروج لانفتاحها الاقتصادي.
وفي نهاية هذه المقابلات، خرجت بانطباع يشير إلى أن عجلة التوسع في دبي لن تقف قريباً، وأن الرافعات العملاقة التي عجزت عن إحصائها ستزداد، وأن الأجانب الذين ينتمون إلى أكثر من 150 جنسية في الإمارات سيظلون في الخليج بحثاً عن الثروة.
ورغم أن ما يحدث اليوم يذكرني بطفرة النمو التي عاشتها ولاية كاليفورنيا الأمريكية عام 1848 مع "حمى الذهب،" إلا أن تلك الطفرة لم تستمر لأكثر من سبعة أعوام، ولا يبدو أن هذه المنطقة ستقتنع بأن تقتصر طفرتها على مدة زمنية مماثلة، وذلك مع الثروات الكبيرة التي تتجه إلى المنطقة وتلك الموجودة أصلاً فيها.
وترافق زيارتي مع تحطم حاجز جديد لأسعار النفط، ووفقاً لأرقام تقريبية، فمن المتوقع أن تجني دول الخليج أكثر من 400 مليار هذا العام من مبيعات النفط، وهي تبحث دائماً عن وجهات لاستثمار هذه الأموال، وهي لن تُعدم وسيلة لفعل ذلك مع وجود العديد من الفرص في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تضم 300 مليون شخص.
وسألت الذين تحدثت معهم هذا الأسبوع عن احتمال وجود عوائق أو ألغام قادرة على كبح النمو في المنطقة، وكانت هذه المرة الأولى التي تحدث فيها مطورون أو مستثمرون عن احتمال أن تشهد الأسواق تصحيحاً ما، وقد يكون هذا التصحيح مقتصراً على تراجع في النمو بمعدل 10 إلى 20 في المائة من نسبه الحالية.
وقد زادوا بأن أشاروا إلى التأثيرات الإيجابية الممكنة لذلك، والمستثمرون يدركون بعامل الخبرة أنه ليس هناك من طريق أحادي المسار لا يقود إلا قُدماً.
العبار رفض الرد على سؤالي حول ما إذا كانت خططت التنمية في دبي قد تجاوزت 50 أو 75 أو 85 أو حتى 95 في المائة من حجمها، فقد اكتفى بإجابة هادئة قال فيها إن الأمور بين يدي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي.
فبعد عقد على إطلاق "إعمار،" فقد حققت الشركة مبيعات سنوية بقيمة عشرة مليارات دولار، وبأرباح 1.6 مليار دولار.
مجموعة الشركات التي تنفّذ خطط التنمية الكبيرة في دبي وأبوظبي تحاول إبقاء الأمور ضمن حدودها، فعلى سبيل المثال، قال غريفيث، مدير مطار دبي، إن افتتاح المبنى الثالث في المطار لن يرافقه ما رافق افتتاح المبنى الخامس من مطار هيثرو البريطاني.
وتظهر الأبحاث أن حجم مشاريع التطوير في الشرق الأوسط تتجاوز 2.8 ترليون دولار هذا العام، وسيكون ثلثها في الإمارات العربية المتحدة، فالطلب على المصانع والبيوت يرتفع 20 في المائة، وشمس هذا البحر من الرافعات لن تغرب قريباً، لكن لا يجب أن نشعر بالدهشة إذا ما مرت عاصفة صغيرة.