عبدالله العذبة
14-05-2008, 08:54 AM
مصطلح جديد اقتحم قاموسنا المحلي مع الوافدين الكثر الذين اقتحموه
فكأنه لا يكفي أن لا ديمقراطية حقيقية لدينا ولا رواتب منصفة و لا وظائف مرموقة ولا قروض اسكان وافية ولا دعم للسلع الأساسية كالأرز ولا جهود جلية لمحاربة الغلاء اضافة للغزو السكاني الذي اجتاحنا والذي يتجلي في مشاة وعربات الشوارع ومرتادي الأماكن العامة علي اطلاقها، كأنه لا يكفينا هذا كله لنضيف إلي مآسينا مأساة جديدة اسمها خلو الرجل.
وقد يقول قائل ولكن قانون الإيجارات يحرمها فأرد عليه شتان ما بين ما هو مكتوب وما هو واقع.
فالقطري الذي يريد أن يزيد دخله مؤخراً عبر ممارسته لتجارة ما عليه أن يرضخ لقانون السوق السوداء لا قانون الإيجارات الحكومي حيث لا توجد محلات للإيجارات دون خلو أو خلو وتأجير من الباطن أو ايجارات خيالية والخلو يبدأ للمحلات المهترئة من مائة ألف ريال فأكثر أما المحلات المضبطة ذات الواجهات المقبولة فخلواتها تعجيزية ناهيك عن ايجاراتها.
حقيقة آخر مرة سمعت فيها مصطلح خلو رجل كان منذ سنوات بعيدة في الأفلام المصرية إلي أن سمعته يتردد علي أفواه أهل قطر الراغبين في استئجار محلات تجارية مؤخراً.
وطبعاً المحلات أغلبها تحت ادارة وافدين وإن كان الاسم لقطري لذا فإن المتحصلين علي مئات آلاف الخلوات هم الوافدون لا القطريون.
لذا لا أستنكر مهاجمة عمدة لندن الجديد ذي الأصل التركي لاكتساح المسلمين بلده وإن كنت أتحفظ علي صدور هذا الهجوم من شخص ذي أصول اسلامية مهاجرة وأتحفظ أيضا علي خصه المسلمين بالذات بالذكر لا المهاجرين علي عمومهم لأن من يزر لندن الآن يجدها خليطاً من الأعراق، قد يكون العرق الإسلامي هو الطاغي فيها ولكن العرق اليهودي هو الطاغي أيضاً في الولايات المتحدة فلماذا لم يهاجم؟!
عموماً لا أؤيد الاختلالات السكانية ولا أجد مبرراً لاكتساح الأجناس البشرية بلا حدود ولا حساب أراض غير أراضيها فماليزيا علي سبيل المثال تتكون من ثلاثة أعراق هم المالاويون سكان ماليزيا الأصليون والهنود والصينيون فما الذي أتي بالهنود والصينيين إلي ماليزيا؟! لماذا الخلل في التراكيب السكانية عالمياً؟
قد يعتبرني البعض متعصبة ولكني أؤيد بقاء كل في أرضه إلا بقدر محدود تفرضه الحاجات وتحده الحدود وكثير منا إن لم يكن جميعنا ينظر إلي تجربة دبي بشيء من الانزعاج.
فمدينة تقدح بالآسيويين والأجانب هل هي مطلبنا ومبتغانا؟
تري ما الذي يواجهه القطريون في نصف العقد الأخير علي كافة الأصعدة؟!
في مكالمة هاتفية سألت احدي المعارف هل رأيت حفل تخريج طلبة كارنيجي ميلون أم فاتك المشهد؟
فأجابت ولكن سعر العيش الأرز ارتفع.
فأعدت المعلومة ظناً مني أنها لم تصلها في المرة الأولى...
فما كان منها إلا أن أجابت: ولكن الأسعار غالية كل شيء غال.
عندها صمت لقد لامست شعورها وتألمت له.
انطفأ شيء بداخلي وتذكرت كلمات قرأتها للشاعر الاسباني غارسيا لوركا هي قصة عن رجلين كانا يسيران علي حافة نهر أحدهما غني والآخر فقير حيث قال الغني أوه يا لجمال ذلك الزورق المنساب علي صفحة الماء ويا لجمال تلك السوسنة المزهرة علي الحافة
و لكن الفقير تمتم قائلاً: أنا لا أري شيئاً أنا جائع.. جائع.
لقد استرجعت هذه القصة لحظتها وكم في القصص من عبر.
سهلة آل سعد
كاتبة قطرية
sehla.alsaad@yahoo.com
المصدر الراية 14-5-2008 http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=347857&version=1&template_id=24&parent_id=23
فكأنه لا يكفي أن لا ديمقراطية حقيقية لدينا ولا رواتب منصفة و لا وظائف مرموقة ولا قروض اسكان وافية ولا دعم للسلع الأساسية كالأرز ولا جهود جلية لمحاربة الغلاء اضافة للغزو السكاني الذي اجتاحنا والذي يتجلي في مشاة وعربات الشوارع ومرتادي الأماكن العامة علي اطلاقها، كأنه لا يكفينا هذا كله لنضيف إلي مآسينا مأساة جديدة اسمها خلو الرجل.
وقد يقول قائل ولكن قانون الإيجارات يحرمها فأرد عليه شتان ما بين ما هو مكتوب وما هو واقع.
فالقطري الذي يريد أن يزيد دخله مؤخراً عبر ممارسته لتجارة ما عليه أن يرضخ لقانون السوق السوداء لا قانون الإيجارات الحكومي حيث لا توجد محلات للإيجارات دون خلو أو خلو وتأجير من الباطن أو ايجارات خيالية والخلو يبدأ للمحلات المهترئة من مائة ألف ريال فأكثر أما المحلات المضبطة ذات الواجهات المقبولة فخلواتها تعجيزية ناهيك عن ايجاراتها.
حقيقة آخر مرة سمعت فيها مصطلح خلو رجل كان منذ سنوات بعيدة في الأفلام المصرية إلي أن سمعته يتردد علي أفواه أهل قطر الراغبين في استئجار محلات تجارية مؤخراً.
وطبعاً المحلات أغلبها تحت ادارة وافدين وإن كان الاسم لقطري لذا فإن المتحصلين علي مئات آلاف الخلوات هم الوافدون لا القطريون.
لذا لا أستنكر مهاجمة عمدة لندن الجديد ذي الأصل التركي لاكتساح المسلمين بلده وإن كنت أتحفظ علي صدور هذا الهجوم من شخص ذي أصول اسلامية مهاجرة وأتحفظ أيضا علي خصه المسلمين بالذات بالذكر لا المهاجرين علي عمومهم لأن من يزر لندن الآن يجدها خليطاً من الأعراق، قد يكون العرق الإسلامي هو الطاغي فيها ولكن العرق اليهودي هو الطاغي أيضاً في الولايات المتحدة فلماذا لم يهاجم؟!
عموماً لا أؤيد الاختلالات السكانية ولا أجد مبرراً لاكتساح الأجناس البشرية بلا حدود ولا حساب أراض غير أراضيها فماليزيا علي سبيل المثال تتكون من ثلاثة أعراق هم المالاويون سكان ماليزيا الأصليون والهنود والصينيون فما الذي أتي بالهنود والصينيين إلي ماليزيا؟! لماذا الخلل في التراكيب السكانية عالمياً؟
قد يعتبرني البعض متعصبة ولكني أؤيد بقاء كل في أرضه إلا بقدر محدود تفرضه الحاجات وتحده الحدود وكثير منا إن لم يكن جميعنا ينظر إلي تجربة دبي بشيء من الانزعاج.
فمدينة تقدح بالآسيويين والأجانب هل هي مطلبنا ومبتغانا؟
تري ما الذي يواجهه القطريون في نصف العقد الأخير علي كافة الأصعدة؟!
في مكالمة هاتفية سألت احدي المعارف هل رأيت حفل تخريج طلبة كارنيجي ميلون أم فاتك المشهد؟
فأجابت ولكن سعر العيش الأرز ارتفع.
فأعدت المعلومة ظناً مني أنها لم تصلها في المرة الأولى...
فما كان منها إلا أن أجابت: ولكن الأسعار غالية كل شيء غال.
عندها صمت لقد لامست شعورها وتألمت له.
انطفأ شيء بداخلي وتذكرت كلمات قرأتها للشاعر الاسباني غارسيا لوركا هي قصة عن رجلين كانا يسيران علي حافة نهر أحدهما غني والآخر فقير حيث قال الغني أوه يا لجمال ذلك الزورق المنساب علي صفحة الماء ويا لجمال تلك السوسنة المزهرة علي الحافة
و لكن الفقير تمتم قائلاً: أنا لا أري شيئاً أنا جائع.. جائع.
لقد استرجعت هذه القصة لحظتها وكم في القصص من عبر.
سهلة آل سعد
كاتبة قطرية
sehla.alsaad@yahoo.com
المصدر الراية 14-5-2008 http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=347857&version=1&template_id=24&parent_id=23