المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قال صديقي المليونير : يا أخي لا تضحك .



المخفي
15-05-2008, 03:48 PM
قال صديقي المليونير : يا أخي لا تضحك .
اتصل بي صديق مليونير على إثر رسالة بعثتها له بدعوة لعمل خيري .

سلم وبادلته التحية باسمه وكنيته . عندها سألني , من أنت ؟

ضحكت , فكيف لهذا الصديق أن ينسى صوتي . ولم أكن أعجب أنه لم يجعل رقمي معروفا لدية في قائمة هاتفه , فلكل أسلوبه ومعاييره في تصنيف أصدقائه . من صديق مفيد , إلى صديق عابر , إلى صديق عديم الفائدة . عموما لا أعلم كيف صنفني حتى لم أحظ بالتسجيل في هاتفه رغم صداقة السنين .

ضحكت على حال صديقي , فلم يعجبه ذلك . ربما لهم يحمله على عضلات قلبه المسكين .

بادرني قائلا : يا أخي لا تضحك , لا تضحك . قلت : فلم لا أضحك ؟ .

قال يا أخي الحديد ارتفعت قيمته اليوم ثلاثمائة ريال في الطن . لا تضحك . الضحك بفلوس , الضحك بفلوس .

عندها ضحكت , ضحكت ضحكة أخرى لسبب غير السبب الذي اضحكني في المرة الأولى . ضحكت هذه المرة بما يشبه الأسى على حال صديقي . وضحكت بغاية السرور على حال أنا فيها بخلو بالي من هذا الشاغل الذي قد يحرمني من طعم السعادة والسرور . لم أطل عليه بالجواب فقد كان به من الضجر ما قد يخرجه من تشبثه الظاهر بحدود الأدب معي رغم دماثة خلقه التي عهدتها فيه . عرفته بنفسي بسرعة وباستغراب مبطن لنسيانه صوتي .

أعاد السلام , وأعاد تكرار القول بعدم الضحك بما يشبه الزجر المازح عن الضحك , فالحديد كما يقول قد زاد سعره ثلاثمائة ريال في الطن .

أحسست من نبراته أن هموم الدنيا على عاتقه . رحمته , أشفقت عليه .

تبادلنا بعض عبارات الترحيب المقتضبة . فمن جانبي لم أشأ أن أثقل عليه فوق عليه من أثقال الهموم , ولم أشأ أن أقلب مواجعه . اللهم ما بدر من إشارة سقتها وأنا ضاحك , إذ قلت له :

يا صاحبي لم أعلم بسعر الحديد بالأمس حتى أعلم سعره اليوم . قلته محاولة مني أن ألفته إلى أن ثمة أناس في غاية الراحة وهم يتقلبون في واحة الكفاف .

لم أقل ذلك استخفافا بمعانات استخفافا بمعاناة إخواني المتضررين من هذا الارتفاع . فأنا ممن يحمل هم إخوانه . بل ( ولله الحمد ) من الساعين في تخفيف معاناة إخواني بقدر استطاعتي المتواضعة . ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم .

كان همي فقط أن الفت نظر صاحبي أن هناك أناس ممن لا يملكون الملايين في غاية الراحة . انتهت المكالمة بانتهاء غرضها .

غير أن تداعيات هذا الاتصال ظلت تطرق خاطري . تداعيات تحمل على الثناء لله تعالى على ما وهبني من الكفاف والعفاف وراحة البال .

وتداعيات بتصور أحوال أمثال هذا الذي أثقله الشقاء بالدنيا حتى هجمت عليه الأمراض وهو من لا زال في عداد أبنائي . في حين أنني ولله الحمد في كامل صحتي النفسية وفي كامل لياقتي الاجتماعية والاستمتاع بعلاقاتي الأسرية والأخوية .

وتداعيات أيضا بخاطرة لا زالت قابعة داخل قناعتي وهي تلك المفارقة في مستوى المعاناة بين التاجر والفقير . إذ كل منهما فيما أرى يعاني . فالفقير يعاني من نقص إمكاناته وعجز حيلته عن سداد متطلبات أسرته الضرورية .

والغني يعاني من نقص موارده وعجزه في بعض الأحيان عن تحقيق الأرباح التي استهدفها . لكل منهما قدر من الألم . غير أن من يعجز عن توفير قدر من الطعام أو اللباس أو أي متطلب أساس لأسرته سيكون أخف على نفسه من ذلك القدر من الألم الذي قد يتعرض له التاجر عندما تنخفض وارداته من مليونين إلى مليون واحد فقط . أو حتى من جراء خسارته خسارة كبيرة .

أحسب أن مستوى الألم مختلف . أسوق لهذا دليلا واحدا فقط . وهو أن هذا الفقير رغم معاناته لم تصل به آلام الحرمان لحد تعرضه للأمراض من ضغط وسكر وجلطات . فهم أقل الناس نصيبا من هذه المصائب . في حين نرى الكثير الكثير ممن أصابتهم الأمراض الخطيرة المذكورة بسبب نقص الأرباح أو الخسارة في بعض الصفقات .

أحسب أن هذا كاف لإثبات أن المعاناة من الفقر أخف من المعاناة من بعض مظاهر الغنى . فالفقير وإن بدا في مسكن رث وعيشة متواضعة سيكون أوفر صحة جسمية ونفسية وعائلية من ذلك التاجر الذي يسكن القصور وتتوفر له كل أسباب السعادة في حين لا يحقق من السعادة والصحة والراحة النفسية ما يحققه أخوه الفقير بإمكاناته المتواضعة .

أخيرا فقد صدق الشاعر عندما قال :

صغير يطلب الكبرا ---- وشيخ ود لو صغرا

وذو مال به تعب ---- وفي تعب من افتقرا

منقول من الساحات للكاتب رياض نجد

الخلاصة السعادة لا تقاس بالمال ولكن تقاس بالرضا والقناعة وراحة البال

فكم من غني طريح الفراش لا تغني امواله في علاجه شيئاً

وكم من فقير في سعادة و حبور هشا بشا في جميع الأوقات

في حياتي لم أغبط احدا مثل ما غبطت عامل النظافة في الحي في أعتقادي كان أسعد الناس

شكرا لصبركم حتى نهاية المقال

القناعة كنز
15-05-2008, 04:20 PM
COLOR="Blue"][COLOR="Red"]الخلاصة السعادة لا تقاس بالمال ولكن تقاس بالرضا والقناعة وراحة البال



:victory:
صحيح السعادة في القناعة والقناعة كنز لايفنى

المالكي
15-05-2008, 04:30 PM
الحمدالله انا قنوع الحمدالله


بس مب مرتاح البال :weeping:



مالهثت وراء المادهـ بس هي اللي ماتعبتني ...:anger1:


الحمدالله ع كل حال


تقبل مروري اخوي :)