مغروور قطر
19-05-2008, 04:18 PM
الإثنين 14 جمادى الأولى 1429هـ - 19 مايو2008م
الحربي: وصول السوق إلى قاع سيولتها أمر صحي
السعودية.. متداولون يعدون تناقص السيولة بمثابة "جرس إنذار"
مساحات التحرك المفضلة
أداة التنفيذ
تأثيرات "الإنماء" و"الرياض"
الرياض - نضال حمادية
رسم الانخفاض المتواصل في قيم التداول للسوق السعودية أكثر من علامة استفهام في أوساط المتعاملين، حول أسباب هذا الانخفاض ودلالاته وتوقيته، في حين شهدت تداولات أمس الأحد انحدارا في مستواها تجاوز بمشقة مستوى 5 مليارات ريال، وهي أدنى سيولة منذ 1 إبريل الماضي تحديدا، حيث تم تسجيل 4.364 مليارات ريال.
وفيما ركز عدد من المتداولين على دور الاكتتابات المتلاحقة في سحب السيولة -وربما تجفيفها لدى بعض الفئات- علق المحلل المالي فايز الحربي على المسألة قائلا: إن السيولة في الأسواق ترتبط بالمحفزات، فلا دخول أو خروج لهذه السيولة بدون محفز، مشيرا إلى حالة الاستنفار المرتبطة بتداول أسهم مصرف الإنماء، باعتباره سهما شعبيا من الدرجة الأولى.
مساحات التحرك المفضلة
وتابع الحربي: "إن طرح أكثر من مليار سهم بين ليلة وضحاها، أمر يحتاج من كبار المتداولين استعدادات مسبقة لتوفير السيولة الكافية بهدف اقتناص أكبر كمية من أسهم "الإنماء" في اللحظة المناسبة، لا سيما وأن بعض هؤلاء الكبار لم يشارك في الاكتتاب لقناعته المسبقة بتواضع نسبة التخصيص، ما جعله ينتظر الإدراج بفارغ الصبر".
وأكد أن الموجة الأخيرة التي مرت بها السوق السعودية لم تبقِ إلا السيولة الذكية في الشركات الصغيرة، نظرا لسهولة الخروج من تلك الشركات نوعا ما، على عكس القياديات.
ومع إقراره بأن ضعف السيولة دليل على ضعف السوق، فقد دعا الحربي إلى التمعن في الأسباب والأهداف، موضحا أن سوق الأسهم وصلت إلى قاع سيولتها وهو أمر صحي؛ فعندما تكون قيم التعاملات مبالغا فيها ينبغي أن نكون حذرين ومتنبهين إلى "التدوير" الذي يلعب لعبته في تلك المبالغات، أما انخفاض السيولة فيعطي صورة أوضح تضعنا أمام قيم فعلية لعمليات بيع وشراء حقيقية، شرط الحفاظ على متوسط يومي يقارب 7 مليارات ريال (الدولار يساوي 3.75 ريالات).
ولفت الحربي إلى أن مناطق التذبذب الضيق والسيولة المنخفضة تمثل مساحات مفضلة لتحرك صناع السوق غالبا، مشددا أن سوق الأسهم تؤسس قاعدة صلبة لموجة صاعدة قوية ينتظر لها أن تأخذ أبعادها خلال ما تبقى من هذا العام والعام الذي يليه 2009.
أداة التنفيذ
من ناحيتهم، قال متداولون سعوديون: إنهم لا يستطيعون الوثوق بواحد من التفسيرات التي تعالج تناقص السيولة دون غيره، لكنهم ينظرون إلى القضية بعين الحذر بوصفها "جرس إنذار" لما قد تكون السوق مقبلة عليه في الأيام القادمة.
واعتبر المستثمر فهيد اليوسف أن غياب البيانات والأرقام الدقيقة والمفصلة يجعل من الصعب الحكم على نوعية السيولة التي غادرت السوق وأسهمت في تخفيض قيم التداول، وهل هي استثمارية أم مضاربية، ومع ذلك فإن المحصلة النهائية تؤكد أن هناك خروجا للسيولة لا يخفى على أحد، ولا يجب أن يطمئن إليه أحد، حسب تعبيره.
وتقاطع عبد الله النقيدان في موقفه مع هذا الرأي، موضحا أنه عندما تمر السوق بمنحدر في قيم تعاملاتها، فإن ذلك يؤشر إلى الدخول في مرحلة جديدة، فالسيولة هي الأداة التي ينفذ بها "كبار" السوق أهدافهم، ولن يعمدوا إلى سحب قسم منها عبثا.
تأثيرات "الإنماء" و"الرياض"
وذهب النقيدان في كلامه عن السيولة إلى حد القول: إن من يملك المقدار الأكبر من "الكاش" يملك حرية أعظم في اتخاذ القرار، بل وإملائه على أصحاب المحافظ المتواضعة.
أما المتداول مطلق الخلف فأبدى رفضه لما يثار بشأن تأثير تداول الإنماء أو اكتتاب بنك الرياض على هبوط قيم التعاملات، معربا عن اعتقاده بأن مثل هذه الاستحقاقات على ضخامتها "لا يمكن أن تهز شعرة لدى الهوامير"، لأن سيولتهم أكبر مما نتصور، ومصادر تمويلهم متيسرة في أغلب الأحيان.
وخلص الخلف من حديثه إلى أن "الهوامير" يحتاجون لغطاء من أجل تبرير سحب سيولتهم من السوق ليس إلا، وقد وجدوا في اكتتاب "الرياض" وقرب إدراج "الإنماء" غطاء وحجة، من أجل أن تكون الخطوة مبررة في أعين جمهور المتعاملين، وحتى تمر بأقل قدر من الشكوك.
يذكر أن السوق السعودية تشهد هذه الأيام أضخم طرح في تاريخها على الإطلاق، مع الاكتتاب على أسهم حقوق الأولوية لبنك الرياض، والذي انطلق في 17 مايو الجاري، ويستمر حتى 28 منه.
ويستهدف الطرح المذكور جمع مبلغ يفوق 13 مليار ريال، في إطار خطة لزيادة رأسمال البنك إلى 4000 مليون دولار أمريكي.
الحربي: وصول السوق إلى قاع سيولتها أمر صحي
السعودية.. متداولون يعدون تناقص السيولة بمثابة "جرس إنذار"
مساحات التحرك المفضلة
أداة التنفيذ
تأثيرات "الإنماء" و"الرياض"
الرياض - نضال حمادية
رسم الانخفاض المتواصل في قيم التداول للسوق السعودية أكثر من علامة استفهام في أوساط المتعاملين، حول أسباب هذا الانخفاض ودلالاته وتوقيته، في حين شهدت تداولات أمس الأحد انحدارا في مستواها تجاوز بمشقة مستوى 5 مليارات ريال، وهي أدنى سيولة منذ 1 إبريل الماضي تحديدا، حيث تم تسجيل 4.364 مليارات ريال.
وفيما ركز عدد من المتداولين على دور الاكتتابات المتلاحقة في سحب السيولة -وربما تجفيفها لدى بعض الفئات- علق المحلل المالي فايز الحربي على المسألة قائلا: إن السيولة في الأسواق ترتبط بالمحفزات، فلا دخول أو خروج لهذه السيولة بدون محفز، مشيرا إلى حالة الاستنفار المرتبطة بتداول أسهم مصرف الإنماء، باعتباره سهما شعبيا من الدرجة الأولى.
مساحات التحرك المفضلة
وتابع الحربي: "إن طرح أكثر من مليار سهم بين ليلة وضحاها، أمر يحتاج من كبار المتداولين استعدادات مسبقة لتوفير السيولة الكافية بهدف اقتناص أكبر كمية من أسهم "الإنماء" في اللحظة المناسبة، لا سيما وأن بعض هؤلاء الكبار لم يشارك في الاكتتاب لقناعته المسبقة بتواضع نسبة التخصيص، ما جعله ينتظر الإدراج بفارغ الصبر".
وأكد أن الموجة الأخيرة التي مرت بها السوق السعودية لم تبقِ إلا السيولة الذكية في الشركات الصغيرة، نظرا لسهولة الخروج من تلك الشركات نوعا ما، على عكس القياديات.
ومع إقراره بأن ضعف السيولة دليل على ضعف السوق، فقد دعا الحربي إلى التمعن في الأسباب والأهداف، موضحا أن سوق الأسهم وصلت إلى قاع سيولتها وهو أمر صحي؛ فعندما تكون قيم التعاملات مبالغا فيها ينبغي أن نكون حذرين ومتنبهين إلى "التدوير" الذي يلعب لعبته في تلك المبالغات، أما انخفاض السيولة فيعطي صورة أوضح تضعنا أمام قيم فعلية لعمليات بيع وشراء حقيقية، شرط الحفاظ على متوسط يومي يقارب 7 مليارات ريال (الدولار يساوي 3.75 ريالات).
ولفت الحربي إلى أن مناطق التذبذب الضيق والسيولة المنخفضة تمثل مساحات مفضلة لتحرك صناع السوق غالبا، مشددا أن سوق الأسهم تؤسس قاعدة صلبة لموجة صاعدة قوية ينتظر لها أن تأخذ أبعادها خلال ما تبقى من هذا العام والعام الذي يليه 2009.
أداة التنفيذ
من ناحيتهم، قال متداولون سعوديون: إنهم لا يستطيعون الوثوق بواحد من التفسيرات التي تعالج تناقص السيولة دون غيره، لكنهم ينظرون إلى القضية بعين الحذر بوصفها "جرس إنذار" لما قد تكون السوق مقبلة عليه في الأيام القادمة.
واعتبر المستثمر فهيد اليوسف أن غياب البيانات والأرقام الدقيقة والمفصلة يجعل من الصعب الحكم على نوعية السيولة التي غادرت السوق وأسهمت في تخفيض قيم التداول، وهل هي استثمارية أم مضاربية، ومع ذلك فإن المحصلة النهائية تؤكد أن هناك خروجا للسيولة لا يخفى على أحد، ولا يجب أن يطمئن إليه أحد، حسب تعبيره.
وتقاطع عبد الله النقيدان في موقفه مع هذا الرأي، موضحا أنه عندما تمر السوق بمنحدر في قيم تعاملاتها، فإن ذلك يؤشر إلى الدخول في مرحلة جديدة، فالسيولة هي الأداة التي ينفذ بها "كبار" السوق أهدافهم، ولن يعمدوا إلى سحب قسم منها عبثا.
تأثيرات "الإنماء" و"الرياض"
وذهب النقيدان في كلامه عن السيولة إلى حد القول: إن من يملك المقدار الأكبر من "الكاش" يملك حرية أعظم في اتخاذ القرار، بل وإملائه على أصحاب المحافظ المتواضعة.
أما المتداول مطلق الخلف فأبدى رفضه لما يثار بشأن تأثير تداول الإنماء أو اكتتاب بنك الرياض على هبوط قيم التعاملات، معربا عن اعتقاده بأن مثل هذه الاستحقاقات على ضخامتها "لا يمكن أن تهز شعرة لدى الهوامير"، لأن سيولتهم أكبر مما نتصور، ومصادر تمويلهم متيسرة في أغلب الأحيان.
وخلص الخلف من حديثه إلى أن "الهوامير" يحتاجون لغطاء من أجل تبرير سحب سيولتهم من السوق ليس إلا، وقد وجدوا في اكتتاب "الرياض" وقرب إدراج "الإنماء" غطاء وحجة، من أجل أن تكون الخطوة مبررة في أعين جمهور المتعاملين، وحتى تمر بأقل قدر من الشكوك.
يذكر أن السوق السعودية تشهد هذه الأيام أضخم طرح في تاريخها على الإطلاق، مع الاكتتاب على أسهم حقوق الأولوية لبنك الرياض، والذي انطلق في 17 مايو الجاري، ويستمر حتى 28 منه.
ويستهدف الطرح المذكور جمع مبلغ يفوق 13 مليار ريال، في إطار خطة لزيادة رأسمال البنك إلى 4000 مليون دولار أمريكي.