العـوا
20-05-2008, 09:23 PM
عندما أمر الله عزوجل الملائكة - وكان معهم إبليس - بالسجود لآدم عليه السلام تكريماً له .. سجد الملائكة أجمعون إلا إبليس كان من الجن الذين أعطاهم الله طبيعة الإختيار بين الطاعة أو العصيان ، وقد كان إختيار إبليس لقرار العصيان لأمر الله عزوجل بسبب تكبره من أن ُيكرّم من ُخلق من الطين وُيفضل على من ُخلق من النار ...!!
ورغم عصيان إبليس للأمر الإلهي العظيم الذي أبتدأت به حقبة جديدة في هذا الكون ، فإن الله عزوجل لم يشأ أن يُجبره على تنفيذ الأمر بالسجود رغماً عنه رغم قدرته سبحانه وتعالى على إجبار إبليس بفعله عزوجل المباشر أو بإرسال مندوب عنه من الملائكة ليُجبر إبليس على الإنصياع للأمر الإلهي .. ولو شاء عزوجل لما رده في الكون راد .. لكنه اكتفى عزوجل بأن لامه وسأله وهو الأعلم سبحانه : لما لم تسجد لما أمرتك ..؟؟ وأنذره بعاقبة العصيان بالخلود في النار .
و لما أسكن الله آدم وزوجه الجنة أمرهم عزوجل بأن يتمتعا بمافي الجنة ولا يقربا شجرة معينة ولا يأكلا منها ، فأغواهما إبليس بعصيان الأمر الإلهي والأكل من الشجرة ... وقد كان من قدرة الباري أن يمنع إبليس جبرياً من الوسوسة ، وأن يمنعهما من الأكل من الشجرة بفعله المباشر أو بإرسال مندوب عنه من الملائكة ليمنعهم بالقوة الجبرية عن المنكر .. لكنه عزوجل لم يفعل ذلك ولو شاء عزوجل مارده في الكون راد ...!!
وهكذا هي حكمة الله عزوجل في جعل طبيعة الثقلين ( الإنس والجن ) : الإختيار بين الطريقين الُهدى والضلال ، الطاعة أو العصيان ، الخير أو الشر ... بعد أن ُيرسل لهم من يهديهم للنجدين ( الطريقين ) .. وعندما يعصي قوم رسولهم لم يكن عزوجل ليجعل للرسول على قومه من سلطان ليجبرهم على الطاعة ، بل كان يوجه نبيه الخاتم بما وجه به من قبله بأنك : لست عليهم بوكيل .. وماأنت عليهم بجبار، فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ..
وقد بين الله عزوجل لرسوله عليه الصلاة والسلام بإن إستقامة البشر يجب أن تكون نابعة عن إختيارهم المحض .. وليس عن طريق إجبارهم على هذه الإستقامة ، وأن هذا الإجبار لن يكون حتى من رب العباد خالقهم .. فقال عز من قائل :
( وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ (( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ )) لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) ..
وقال عزوجل :
( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ )
وقال أيضاً عزّ من قائل :
( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا (( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ )) مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) ..
ولو تتبعنا ماجاء في القرآن على نفس النمط ، لوجدنا عشرات المرات التي يؤكد فيها المولى عزوجل قدرته ومشيئته على أن يجمع الناس على الهدى أو على منعهم من الضلال .. لكنه يأبى عزوجل من أن يجبرهم على غير إختيارهم الذي سلكوه بمحض إرادتهم واختيارهم ..
وبعد كل هذا ، كيف يسوغ لنا أو لمن يدعي الإقتداء بخليفة الله في أرضه ونبي الهدى صلى الله عليه وسلم سواء كان حاكم أو مسؤول في بيت ، كيف يسوغ له أن ُيجبر الناس على سلوك مالم يختاروه ومالم يرضوه ..؟؟
منقول
ورغم عصيان إبليس للأمر الإلهي العظيم الذي أبتدأت به حقبة جديدة في هذا الكون ، فإن الله عزوجل لم يشأ أن يُجبره على تنفيذ الأمر بالسجود رغماً عنه رغم قدرته سبحانه وتعالى على إجبار إبليس بفعله عزوجل المباشر أو بإرسال مندوب عنه من الملائكة ليُجبر إبليس على الإنصياع للأمر الإلهي .. ولو شاء عزوجل لما رده في الكون راد .. لكنه اكتفى عزوجل بأن لامه وسأله وهو الأعلم سبحانه : لما لم تسجد لما أمرتك ..؟؟ وأنذره بعاقبة العصيان بالخلود في النار .
و لما أسكن الله آدم وزوجه الجنة أمرهم عزوجل بأن يتمتعا بمافي الجنة ولا يقربا شجرة معينة ولا يأكلا منها ، فأغواهما إبليس بعصيان الأمر الإلهي والأكل من الشجرة ... وقد كان من قدرة الباري أن يمنع إبليس جبرياً من الوسوسة ، وأن يمنعهما من الأكل من الشجرة بفعله المباشر أو بإرسال مندوب عنه من الملائكة ليمنعهم بالقوة الجبرية عن المنكر .. لكنه عزوجل لم يفعل ذلك ولو شاء عزوجل مارده في الكون راد ...!!
وهكذا هي حكمة الله عزوجل في جعل طبيعة الثقلين ( الإنس والجن ) : الإختيار بين الطريقين الُهدى والضلال ، الطاعة أو العصيان ، الخير أو الشر ... بعد أن ُيرسل لهم من يهديهم للنجدين ( الطريقين ) .. وعندما يعصي قوم رسولهم لم يكن عزوجل ليجعل للرسول على قومه من سلطان ليجبرهم على الطاعة ، بل كان يوجه نبيه الخاتم بما وجه به من قبله بأنك : لست عليهم بوكيل .. وماأنت عليهم بجبار، فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ..
وقد بين الله عزوجل لرسوله عليه الصلاة والسلام بإن إستقامة البشر يجب أن تكون نابعة عن إختيارهم المحض .. وليس عن طريق إجبارهم على هذه الإستقامة ، وأن هذا الإجبار لن يكون حتى من رب العباد خالقهم .. فقال عز من قائل :
( وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ (( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ )) لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) ..
وقال عزوجل :
( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ )
وقال أيضاً عزّ من قائل :
( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا (( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ )) مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) ..
ولو تتبعنا ماجاء في القرآن على نفس النمط ، لوجدنا عشرات المرات التي يؤكد فيها المولى عزوجل قدرته ومشيئته على أن يجمع الناس على الهدى أو على منعهم من الضلال .. لكنه يأبى عزوجل من أن يجبرهم على غير إختيارهم الذي سلكوه بمحض إرادتهم واختيارهم ..
وبعد كل هذا ، كيف يسوغ لنا أو لمن يدعي الإقتداء بخليفة الله في أرضه ونبي الهدى صلى الله عليه وسلم سواء كان حاكم أو مسؤول في بيت ، كيف يسوغ له أن ُيجبر الناس على سلوك مالم يختاروه ومالم يرضوه ..؟؟
منقول