ajaqeel
23-05-2008, 10:48 AM
هادي عايض العجمي
»برافو قطر«
المتابع للوضع اللبناني منذ بداية الأزمة بين المولاة والمعارضة حتى اعلان بدء الحوار اللبناني في الدوحة, مروراً بالأحداث التي شهدتها الأوضاع الأمنية والسياسية في بيروت, لم يكن يتوقع مهما أوتي من قدرة على التحليل السياسي ان تنتهي هذه القضية التي اقلقت العالم العربي بل العالم بأسره, بهذه السهولة وبسلاسة لم تشهدها المفاوضات واللقاءات العربية - العربية في الكثير من القضايا التي لاتشكل جزءا بسيطا من المعضلة اللبنانية. فما يمكن قوله حول »صلح الدوحة« الذي قال عنه أمين عام جامعة الدول العربية انه »صلح لاغالب ولامغلوب« سوى ألف مبروك للاشقاء في لبنان, وبرافو لدولة قطر التي استطاعت قيادتها هندسة هذا الاتفاق . فمن خلال الخمسة ايام التي قضاها الفرقاء اللبنانيون والتي انتظرها الفقراء في لبنان الى الأمن والاستقرار لم يخرج اطراف الحوار بانتهاء مشكلة لبنان فقط, وانما كان هناك عدد من المؤشرات التي يجب الوقف عليها وقراءة ما بين السطور للوصول اليها, ولعل من أبرزها ان هذا الاتفاق اعطى أملا جديداً في أن يكون للجامعة العربية دور في التعامل مع القضايا العربية, فقد كانت اللبنة الاولى في هذا الاتفاق تشكيل وفد الجامعة العربية برئاسة رئيس مجلس وزراء دولة قطر حمد بن جاسم, وهو ما سيكون مثالا يحتذى به في الظروف والمعوقات التي قد تشهدها المسيرة, العربية وان كان المواطن العربي يحتاج المزيد من هذه الخطوات للثقة بدور الجامعة العربية إلا أن ما حدث في الدوحة لا يستهان به وكما يقال »الألف ميل يبدأ بخطوة«.
ومن جانب آخر فقد استطاعت قطر كسر قاعدة ان الدول الكبيرة في المنطقة هي من يمتلك مفاتيح النجاح والاخفاق لأي توجه ولاي قضية سوى على المستوى العربي او العالمي فلا يمكن لأي طرف بعد الحادي والعشرين من هذا الشهر ان يقلل من الجهود القطرية أو يستهين بأي تحرك لمسؤوليها خصوصا الشيخ حمد بن جاسم الذي أثار العالم في كثير من مواقفه وتصريحاته الصحافية لدرجة ان البعض اتهمه بالسعي الى ضياع قطر من دون ان يعلم, ولكن الأيام اثبتت ان خطواته كانت في الاتجاه الصحيح, فإن كان همرشولد استطاع ان يخلد اسمه في عالم الديبلوماسية, من خلال تعامله مع المسؤوليات المتعلقة بحفظ السلام في الأمم المتحدة, فإن حمد بن جاسم وضع أول خطواته على الطريق ليكون القاسم المشترك لمواجهة المعضلات العربية, وقد يصل الى العالمية نظرا لما يمتلكه من شفافية كسر من خلالها كثيراً من القواعد الديبلوماسية التي عرف بها وزراء الخارجية العرب, فهل يجد هذا الرجل الدعم لمواصلة جهوده ام يواجه بالعراقيل? هذا هو ما ستكشفه الأيام القليلة المقبلة, بعد عودة اللبنانيين الى وطنهم, هذه الكلمات عن رئيس وزراء قطر لاتعني انه لم تكن له أي من الاخفاقات أو الاخطاء واننا كنا نتفق معه في ما قام به في السابق, ولكن بنظري ان هذا الاتفاق يمكن القول عنه انه »يجب ما قبله« ولا يمكننا كعرب نعشق لبنان ونتمنى له الاستقرار الا ان نرفع لابن جاسم العقال ونقول له: سيسجل لك التاريخ هذه الجهود ولقطر بأميرها وشعبها فإلى الامام.
أمنية أولى:
اتمنى ان تتابع اللجنة العربية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الدوحة خطوة بخطوة, وان تقطع جميع الاطراف اللبنانية اتصالاتها الخارجية حول الاتفاق مع اطراف لم تشارك في مؤتمر الدوحة حتى يستمر هذا الاتفاق وحتى لا يكون مصيره مصير اتفاق مكة حركتي فتح وحماس برعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
أمنية ثانية:
اتمنى ألا يكون أي من الاطراف اللبنانية قد اخذ في اعتباره أن يكون صلح الدوحة هو الخطوة الاولى لتعديل اتفاق الطائف, فهذه هي الخطورة الحقيقية التي ستكون نارا تحت رماد الاتفاق.
* صحافي كويتي
hai200@hotmail.com
http://www.alseyassah.com/editor_details.asp?aid=1680&aname=هادي%20عايض%20العجمي
»برافو قطر«
المتابع للوضع اللبناني منذ بداية الأزمة بين المولاة والمعارضة حتى اعلان بدء الحوار اللبناني في الدوحة, مروراً بالأحداث التي شهدتها الأوضاع الأمنية والسياسية في بيروت, لم يكن يتوقع مهما أوتي من قدرة على التحليل السياسي ان تنتهي هذه القضية التي اقلقت العالم العربي بل العالم بأسره, بهذه السهولة وبسلاسة لم تشهدها المفاوضات واللقاءات العربية - العربية في الكثير من القضايا التي لاتشكل جزءا بسيطا من المعضلة اللبنانية. فما يمكن قوله حول »صلح الدوحة« الذي قال عنه أمين عام جامعة الدول العربية انه »صلح لاغالب ولامغلوب« سوى ألف مبروك للاشقاء في لبنان, وبرافو لدولة قطر التي استطاعت قيادتها هندسة هذا الاتفاق . فمن خلال الخمسة ايام التي قضاها الفرقاء اللبنانيون والتي انتظرها الفقراء في لبنان الى الأمن والاستقرار لم يخرج اطراف الحوار بانتهاء مشكلة لبنان فقط, وانما كان هناك عدد من المؤشرات التي يجب الوقف عليها وقراءة ما بين السطور للوصول اليها, ولعل من أبرزها ان هذا الاتفاق اعطى أملا جديداً في أن يكون للجامعة العربية دور في التعامل مع القضايا العربية, فقد كانت اللبنة الاولى في هذا الاتفاق تشكيل وفد الجامعة العربية برئاسة رئيس مجلس وزراء دولة قطر حمد بن جاسم, وهو ما سيكون مثالا يحتذى به في الظروف والمعوقات التي قد تشهدها المسيرة, العربية وان كان المواطن العربي يحتاج المزيد من هذه الخطوات للثقة بدور الجامعة العربية إلا أن ما حدث في الدوحة لا يستهان به وكما يقال »الألف ميل يبدأ بخطوة«.
ومن جانب آخر فقد استطاعت قطر كسر قاعدة ان الدول الكبيرة في المنطقة هي من يمتلك مفاتيح النجاح والاخفاق لأي توجه ولاي قضية سوى على المستوى العربي او العالمي فلا يمكن لأي طرف بعد الحادي والعشرين من هذا الشهر ان يقلل من الجهود القطرية أو يستهين بأي تحرك لمسؤوليها خصوصا الشيخ حمد بن جاسم الذي أثار العالم في كثير من مواقفه وتصريحاته الصحافية لدرجة ان البعض اتهمه بالسعي الى ضياع قطر من دون ان يعلم, ولكن الأيام اثبتت ان خطواته كانت في الاتجاه الصحيح, فإن كان همرشولد استطاع ان يخلد اسمه في عالم الديبلوماسية, من خلال تعامله مع المسؤوليات المتعلقة بحفظ السلام في الأمم المتحدة, فإن حمد بن جاسم وضع أول خطواته على الطريق ليكون القاسم المشترك لمواجهة المعضلات العربية, وقد يصل الى العالمية نظرا لما يمتلكه من شفافية كسر من خلالها كثيراً من القواعد الديبلوماسية التي عرف بها وزراء الخارجية العرب, فهل يجد هذا الرجل الدعم لمواصلة جهوده ام يواجه بالعراقيل? هذا هو ما ستكشفه الأيام القليلة المقبلة, بعد عودة اللبنانيين الى وطنهم, هذه الكلمات عن رئيس وزراء قطر لاتعني انه لم تكن له أي من الاخفاقات أو الاخطاء واننا كنا نتفق معه في ما قام به في السابق, ولكن بنظري ان هذا الاتفاق يمكن القول عنه انه »يجب ما قبله« ولا يمكننا كعرب نعشق لبنان ونتمنى له الاستقرار الا ان نرفع لابن جاسم العقال ونقول له: سيسجل لك التاريخ هذه الجهود ولقطر بأميرها وشعبها فإلى الامام.
أمنية أولى:
اتمنى ان تتابع اللجنة العربية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الدوحة خطوة بخطوة, وان تقطع جميع الاطراف اللبنانية اتصالاتها الخارجية حول الاتفاق مع اطراف لم تشارك في مؤتمر الدوحة حتى يستمر هذا الاتفاق وحتى لا يكون مصيره مصير اتفاق مكة حركتي فتح وحماس برعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
أمنية ثانية:
اتمنى ألا يكون أي من الاطراف اللبنانية قد اخذ في اعتباره أن يكون صلح الدوحة هو الخطوة الاولى لتعديل اتفاق الطائف, فهذه هي الخطورة الحقيقية التي ستكون نارا تحت رماد الاتفاق.
* صحافي كويتي
hai200@hotmail.com
http://www.alseyassah.com/editor_details.asp?aid=1680&aname=هادي%20عايض%20العجمي