المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوطن والمواطنة



al-fahad
23-05-2008, 08:20 PM
الاستاذ :صالح عاشور

عضو مجلس الامة الكويتي

مفهوم المواطنة عبر التاريخ يعني إقرار المساواة بين المواطنين وقبول حق المشاركة الحرة للأفراد المتساوين، وهذا المفهوم سعى الإنسان من أجله ابتداء من عصر الإغريق في ممارسة الديمقراطية ولأثينا إلى اليوم من أجل إرساء دعائم العدل والمساواة والحرية.

وناضل المواطنون منذ العصور القديمة لتثبيت هذا المفهوم على شكل حركات اجتماعية منذ قيام الحكومات الزراعية في وادي الرافدين مرورا بحضارة سومر وآشور وبابل وحضارات الصين والهند وفارس وحضارات الفينيقيين والكنعانيين والإغريق والرومان.

وكان أحد أسباب تشكيل «حلف الفضول» هو التدخل لنصرة المظلوم سواء أكان من أهل مكة أو زائريها وقد شهد رسول الإسلام في صباه قيام هذا الحلف وقال عنه: «لو دعيت به في الإسلام لأجبت».
وهذا ما أكده الإسلام في قوله تعالى: «إن الله يأمر بالعدل والإحسان».

وأمر الله بالعدل أمرا عاما دون تخصيص بنوع دون نوع ولا طائفة دون طائفة وإن العدل نظام الله وشرعه والناس عباده وخلقه يستوي أبيضهم وأسودهم وأنثاهم وذكرهم مسلمهم وغير مسلمهم أمام عدله ومحكمته كما يقول الإمام محمود شلتوت في كتابه «الإسلام عقيدة وشريعة».

ومن المفاهيم العصرية للمواطنة وحقوق الإنسان أن يكون الشعب مصدر السلطات.
وقد أقر مبدأ المواطنة في الحياة السياسية بقيام الثورة الفرنسية ثم الأمريكية باعتباره أحد الركائز الأساسية للعملية الديمقراطية.

مفهوم المواطنة:

تعرف دائرة المعارف البريطانية المواطنة أنها: «المواطنة بأنها علاقة بين فرد ودولة يحددها قانون تلك الدولة وبما تتضمنه تلك العلاقة من واجبات وحقوق في تلك الدولة».

وتجمع الموسوعة الأمريكية بين مصطلح المواطنة ومصطلح الجنسية دون تميز.
ويقول الدكتور علي الكواري - الوزير القطري - إن هذا الوضع ليس نفسه في الدول غير الديمقراطية حيث تكون الجنسية مجرد «تابعية» لا تتوافر لمن يحملها بالضرورة حقوق المواطنة السياسية هذا إن توافرت هذه الحقوق أصلا لأحد غير الحكام وربما للحاكم الفرد المطلق وحده.


يقول الإمام علي عليه السلام:

"عمرت البلدان بحب الأوطان"


"ومن كرم المرء حنينه إلى أوطانه"


لا شك أن الإنسان يحمل مجموعة من الغرائز وهذه الغرائز يجب أن تهذب في الإطار الإسلامي بحيث لا يتجاوز حدوده الشرعية ومن هذه الغرائز غريزة حب الوطن الذي ولد فيه وعاش فيه ويحمل عنه مجموعة من الذكريات.


وكما يقول الشاعر:


بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام


فما هذه العلاقة بين هذا المواطن والوطن وحدودها؟


مقومات كل دولة ثلاثة أشياء هي: الأرض، الشعب، السلطة.


ولذلك هناك علاقة متينة بين هذه العناصر الثلاثة من أجل المصلحة العامة.


فالوطن هو البقعة الجغرافية التي يعيش عليها الإنسان غالبا بحدودها السياسية ذات السيادة وتتبع الوطن بالإضافة إلى الأرض الهواء أو المجال الجوي لتلك الدولة وكذلك المياه الإقليمية التابعة لها.
أما الشعب فهم مجموعة السكان الذين يعيشون على هذه البقعة على وجه الاستقرار والدوام، ولا يشترط عدد معين لهؤلاء السكان حتى تقوم الدولة، فالصين الشعبية دولة ونيرو (Nauru) التي لا يتعدى سكانها الـ 10.000 نسمة دولة أيضا.


والواقع أن الفارق الوحيد بين هاتين الدولتين يتمثل في مدى قوة الدولة.


وفي المقابل لديهم مجموعة من الواجبات يلتزمون بها ولهم حق التمتع بمجموعة من الحقوق، وهذه العلاقة تنظمها مجموعة من القوانين التي وضعت للمصلحة العامة.


وورد في كتاب «سفينة البحار» للقمي. «إن حب الوطن من الإيمان».

أما السلطة السياسية فهي شرط أساسي لأي دولة ومن خلالها تباشر وظائف وسلطات الدولة وتعبر عن إرادته، ولابد من توافر فئتين: فئة محكومة وفئة حاكمة.

وهذه السلطة تستمد وجودها من رضاء المحكومين وقبولهم لها حتى تتوافر شرعية السلطة ومن ثم تجنب عدم الاستقرار في الدولة.

وتحتكر السلطة استعمال القوة، إذ انها السلطة الوحيدة التي يحق لها استعمال القوة قانونا، ومن ثم فهي تجمع بين الرضاء والإكراه، الشرعية والقوة، قبولها والخوف منها.

ولذلك شرع في الإسلام الدفاع عن الوطن والعيش فيه بقوله تعالى: «وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا» البقرة: .246

وروى أنه خرج رسول الله (ص) من مكة مهاجرا إلى المدينة، التفت اليها وظن أنه لا يعود إليها ولايراها بعد ذلك فأدركته رقة وبكى فأتاه جبرائيل وتلا عليه الآية: «إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد». القصص: .85

وقابل جبرائيل عليه السلام لخاتم الأنبياء والرسل أتشتاق إلى مكة؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: نعم.


واجبات المواطن

أولا: على الإنسان المسلم والمواطن الصالح إعلاء كلمة الله في بلده وهذه أولى واجباته من أجل نشر الخير والفضيلة والأخلاق. ومن خلال الدين ننعم بالاستقرار ونتمتع بالأخوة الإسلامية واحترام الآخر ونقدر الاخرين، فالإسلام دين السلام والمحبة والأخلاق وفي الحديث الشريف: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
وفي الآية الكريمة: «وإنك لعلى خلق عظيم».


ثانيا: الدفاع عن الوطن وترابه ضد المعتدين بكل ما يملك من قوة وبأس وأي تخاذل وتكاسل في هذا الجانب سوف يكون مصيره التشرد والشقاق والتنقل من بلد إلى آخر من أجل الاستقرار وكسب لقمة العيش، ويقول علي عليه السلام: «فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا» نهج البلاغة، الخطبة: .27
ثالثا: التعاون والمشاركة والعيش مع الآخرين من أقرانه المواطنين في هذا البلد، فالوطن للجميع والخير والشر يعم الجميع أيضا. وبالتالي بناء علاقة متينة بين أفراد الوطن الواحد وان اختلفوا في العقيدة أو تباينوا بالرأي والمذهب.

فرسول الله (ص) وضع صيغة للتعاون بين المسلمين فيما بينهم وعلاقتهم مع اليهود عند قدومه المدينة من خلال «صحيفة المدينة».

وقد حث الإسلام كثيرا على الجار وحسن الجوار حتى خشي المسلمون انه سيورثه.
ومن خلال هذا التعاون على الجميع أن يعملوا من أجل رفعة شأن البلاد ونموها في كل مجالات الحياة وبالتالي تقدم البلاد في الوجه الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والرياضية وإن ثمرات هذا التقدم سوف تعود على الكل بالخير والرفاه.

رابعا: احترام الدستور وقوانين البلد وخصوصا إذا كان مستمدا من الشريعة الإسلامية ورأي أئمة المسلمين والذي ينظم شأن وأمور الناس بالسواسية والعدل والقسط، لا يفرق بين كبيرهم وصغيرهم، أبيضهم وأسودهم.

حقوق المواطن

أولا: العيش بكرامة واحترام وتقدير.

يقول تعالى: «إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا». النساء: آية .97
على الإنسان أن يعيش في وطنه مكرما معززا في ظل القوانين والنظم في البلاد ولا يرضى لنفسه الذل والاستضعاف وعلى أولياء الأمر أن يراعوا كرامة المواطن وحفظ حقوقه وتوفير السبل القانونية والوسائل اللازمة لذلك مما يؤدي إلى ارتباط أوثق للمواطن ببلاده وترابه ويعمق احساسه بالانتماء والولاء للوطن مقابل احترام الآخرين له.

ومن لم يستطع أن يعيش بكرامة وعزة في بلاده فهو مخير إما العيش في وطن بذلة ومهانة أو الهجرة طلبا للحرية والكرامة وهذا ما نصت عليه الآية الكريمة في سورة النساء.

ثانيا: الامن.

في الحديث الشريف عن الرسول عليه السلام والصلاة: «لا خير في الوطن إلا مع الأمن والسرور» «بحار الأنوار» للمجلسي.

لابد أن يشعر الإنسان بالأمن والأمان في بلاده وهذا سوف ينعكس على حالته النفسية لأن عدم الأمن سيحرمه من نعمة الاستقرار ونظرة على التاريخ الإسلامي نرى بوضوح كيف هاجر المسلمون الأوائل إلى كل من الحبشة والمدينة المنورة لأنهم افتقدوا الأمن والأمان في مكة المكرمة.
وهذا ما نراه اليوم كذلك بوضوح للأسف الشديد في معظم بلداننا الإسلامية، فكم هائل من أبناء الإسلام مشردين ومهاجرين إلى دول العالم طالبين اللجوء حيث الأمن والاستقرار عكس دولنا - للأسف الشديد - وهذا ما أكدته إحصائيات الأمم المتحدة للاجئين حيث أعلنت أن 60% من اللاجئين هم من المسلمين وهو ما يقارب 18 مليون لاجىء في العالم. «جريدة الحياة اللندنية».

ويقول تعالى في سورة الأنعام / 18: «الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون».
إن استتباب الأمن في المجتمع قضية لا يجب التنازل عنها مطلقا وهي تعتبر في مقدمة أولويات الشعب والحكومة على السواء خصوصا ونحن نعيش في فترة إفرازات الكارثة التي حلت بالكويت حيث إن الطغمة الحاكمة في بغداد ما زالت تهدد أمن واستقرار المنطقة.

إن علاقة الأمن بالتنمية علاقة طردية جدلية، فلا تنمية حقيقية مع تزعزع الأمن في المجتمع، في حين أن حالة الأمن والطمأنينة والاستقرار تدفع بالمجتمع إلى مزاولة جميع أنشطته وفعالياته بصورة طبيعية وبروح المثابرة.

ثالثا: العمل المناسب

يقول الإمام زين العابدين عليه السلام: «من سعادة المرء أن يكون متجره في بلاده». بحار الأنوار للمجلسي.
لا شك أن للإنسان متطلبات واحتياجات ضرورية له ولعائلته.

على الدولة أن توفر فرص العمل المناسبة وتهيىء الأجواء الوظيفية للمواطن حتى ينخرط في مثل هذه الأعمال ليؤمن قوته واحتياجاته، وبالتالي لا يضطر إلى الهجرة بسبب الفقر والحاجة.
ويقول الإمام علي عليه السلام: «المقل غريب في بلده» -نهج البلاغة، قصار الحكم، رقم .3
وكذلك يقول عليه السلام: «الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة».

وأخيرا ربما نستطيع القول حتى تكون الدولة مراعية لمبدأ المواطنة لابد من توافر مجموعة من الشروط، منها:
أ) إحساس المواطن بعدم وجود مظاهر حكم الفرد المطلق أو الأقلية على الأكثرية.

ب) اعتبار جميع السكان الذين يتمتعون بجنسية الدولة مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات دون تمييز بينهم بسبب الدين أو المذهب أو الجنس وهذا ما ينص عليه دستور وقوانين الدولة.
ج) اتاحة الفرص للجميع بالعدالة وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص في تولي المناصب العامة وحق جميع المواطنين في المشاركة السياسية.

د) لابد من وجود ضمانات قانونية وقضائية عادلة يلتجىء إليها المواطن في حالة التعدي على حقوق المواطنة من قبل الآخرين.


المصادر:
1- الوطن والمواطنة، الشيخ حسن الصفار.


2- مفهوم المواطنة في الدول الديمقراطية، الدكتور علي خليفة الكواري.


3- الإسلام عقيدة وشريعة، الإمام محمود شلتوت.


4- المستقبل، العربي، العدد 168، مفهوم الديمقراطية المعاصرة.


5- المستقبل العربي، العدد 173، المبادىء العامة المشتركة للدستور الديمقراطي.


6- مقالات، توفيق السيف.



الوطن الكويتية 2/5/2002

um abdulla
23-05-2008, 11:57 PM
الاستاذ :صالح عاشور

عضو مجلس الامة الكويتي

مفهوم المواطنة عبر التاريخ يعني إقرار المساواة بين المواطنين وقبول حق المشاركة الحرة للأفراد المتساوين، وهذا المفهوم سعى الإنسان من أجله ابتداء من عصر الإغريق في ممارسة الديمقراطية ولأثينا إلى اليوم من أجل إرساء دعائم العدل والمساواة والحرية.

وناضل المواطنون منذ العصور القديمة لتثبيت هذا المفهوم على شكل حركات اجتماعية منذ قيام الحكومات الزراعية في وادي الرافدين مرورا بحضارة سومر وآشور وبابل وحضارات الصين والهند وفارس وحضارات الفينيقيين والكنعانيين والإغريق والرومان.

وكان أحد أسباب تشكيل «حلف الفضول» هو التدخل لنصرة المظلوم سواء أكان من أهل مكة أو زائريها وقد شهد رسول الإسلام في صباه قيام هذا الحلف وقال عنه: «لو دعيت به في الإسلام لأجبت».
وهذا ما أكده الإسلام في قوله تعالى: «إن الله يأمر بالعدل والإحسان».

وأمر الله بالعدل أمرا عاما دون تخصيص بنوع دون نوع ولا طائفة دون طائفة وإن العدل نظام الله وشرعه والناس عباده وخلقه يستوي أبيضهم وأسودهم وأنثاهم وذكرهم مسلمهم وغير مسلمهم أمام عدله ومحكمته كما يقول الإمام محمود شلتوت في كتابه «الإسلام عقيدة وشريعة».

ومن المفاهيم العصرية للمواطنة وحقوق الإنسان أن يكون الشعب مصدر السلطات.
وقد أقر مبدأ المواطنة في الحياة السياسية بقيام الثورة الفرنسية ثم الأمريكية باعتباره أحد الركائز الأساسية للعملية الديمقراطية.

مفهوم المواطنة:

تعرف دائرة المعارف البريطانية المواطنة أنها: «المواطنة بأنها علاقة بين فرد ودولة يحددها قانون تلك الدولة وبما تتضمنه تلك العلاقة من واجبات وحقوق في تلك الدولة».

وتجمع الموسوعة الأمريكية بين مصطلح المواطنة ومصطلح الجنسية دون تميز.
ويقول الدكتور علي الكواري - الوزير القطري - إن هذا الوضع ليس نفسه في الدول غير الديمقراطية حيث تكون الجنسية مجرد «تابعية» لا تتوافر لمن يحملها بالضرورة حقوق المواطنة السياسية هذا إن توافرت هذه الحقوق أصلا لأحد غير الحكام وربما للحاكم الفرد المطلق وحده.


يقول الإمام علي عليه السلام:

"عمرت البلدان بحب الأوطان"


"ومن كرم المرء حنينه إلى أوطانه"


لا شك أن الإنسان يحمل مجموعة من الغرائز وهذه الغرائز يجب أن تهذب في الإطار الإسلامي بحيث لا يتجاوز حدوده الشرعية ومن هذه الغرائز غريزة حب الوطن الذي ولد فيه وعاش فيه ويحمل عنه مجموعة من الذكريات.


وكما يقول الشاعر:


بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام


فما هذه العلاقة بين هذا المواطن والوطن وحدودها؟


مقومات كل دولة ثلاثة أشياء هي: الأرض، الشعب، السلطة.


ولذلك هناك علاقة متينة بين هذه العناصر الثلاثة من أجل المصلحة العامة.


فالوطن هو البقعة الجغرافية التي يعيش عليها الإنسان غالبا بحدودها السياسية ذات السيادة وتتبع الوطن بالإضافة إلى الأرض الهواء أو المجال الجوي لتلك الدولة وكذلك المياه الإقليمية التابعة لها.
أما الشعب فهم مجموعة السكان الذين يعيشون على هذه البقعة على وجه الاستقرار والدوام، ولا يشترط عدد معين لهؤلاء السكان حتى تقوم الدولة، فالصين الشعبية دولة ونيرو (Nauru) التي لا يتعدى سكانها الـ 10.000 نسمة دولة أيضا.


والواقع أن الفارق الوحيد بين هاتين الدولتين يتمثل في مدى قوة الدولة.


وفي المقابل لديهم مجموعة من الواجبات يلتزمون بها ولهم حق التمتع بمجموعة من الحقوق، وهذه العلاقة تنظمها مجموعة من القوانين التي وضعت للمصلحة العامة.


وورد في كتاب «سفينة البحار» للقمي. «إن حب الوطن من الإيمان».

أما السلطة السياسية فهي شرط أساسي لأي دولة ومن خلالها تباشر وظائف وسلطات الدولة وتعبر عن إرادته، ولابد من توافر فئتين: فئة محكومة وفئة حاكمة.

وهذه السلطة تستمد وجودها من رضاء المحكومين وقبولهم لها حتى تتوافر شرعية السلطة ومن ثم تجنب عدم الاستقرار في الدولة.

وتحتكر السلطة استعمال القوة، إذ انها السلطة الوحيدة التي يحق لها استعمال القوة قانونا، ومن ثم فهي تجمع بين الرضاء والإكراه، الشرعية والقوة، قبولها والخوف منها.

ولذلك شرع في الإسلام الدفاع عن الوطن والعيش فيه بقوله تعالى: «وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا» البقرة: .246

وروى أنه خرج رسول الله (ص) من مكة مهاجرا إلى المدينة، التفت اليها وظن أنه لا يعود إليها ولايراها بعد ذلك فأدركته رقة وبكى فأتاه جبرائيل وتلا عليه الآية: «إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد». القصص: .85

وقابل جبرائيل عليه السلام لخاتم الأنبياء والرسل أتشتاق إلى مكة؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: نعم.


واجبات المواطن

أولا: على الإنسان المسلم والمواطن الصالح إعلاء كلمة الله في بلده وهذه أولى واجباته من أجل نشر الخير والفضيلة والأخلاق. ومن خلال الدين ننعم بالاستقرار ونتمتع بالأخوة الإسلامية واحترام الآخر ونقدر الاخرين، فالإسلام دين السلام والمحبة والأخلاق وفي الحديث الشريف: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
وفي الآية الكريمة: «وإنك لعلى خلق عظيم».


ثانيا: الدفاع عن الوطن وترابه ضد المعتدين بكل ما يملك من قوة وبأس وأي تخاذل وتكاسل في هذا الجانب سوف يكون مصيره التشرد والشقاق والتنقل من بلد إلى آخر من أجل الاستقرار وكسب لقمة العيش، ويقول علي عليه السلام: «فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا» نهج البلاغة، الخطبة: .27
ثالثا: التعاون والمشاركة والعيش مع الآخرين من أقرانه المواطنين في هذا البلد، فالوطن للجميع والخير والشر يعم الجميع أيضا. وبالتالي بناء علاقة متينة بين أفراد الوطن الواحد وان اختلفوا في العقيدة أو تباينوا بالرأي والمذهب.

فرسول الله (ص) وضع صيغة للتعاون بين المسلمين فيما بينهم وعلاقتهم مع اليهود عند قدومه المدينة من خلال «صحيفة المدينة».

وقد حث الإسلام كثيرا على الجار وحسن الجوار حتى خشي المسلمون انه سيورثه.
ومن خلال هذا التعاون على الجميع أن يعملوا من أجل رفعة شأن البلاد ونموها في كل مجالات الحياة وبالتالي تقدم البلاد في الوجه الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والرياضية وإن ثمرات هذا التقدم سوف تعود على الكل بالخير والرفاه.

رابعا: احترام الدستور وقوانين البلد وخصوصا إذا كان مستمدا من الشريعة الإسلامية ورأي أئمة المسلمين والذي ينظم شأن وأمور الناس بالسواسية والعدل والقسط، لا يفرق بين كبيرهم وصغيرهم، أبيضهم وأسودهم.

حقوق المواطن

أولا: العيش بكرامة واحترام وتقدير.

يقول تعالى: «إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا». النساء: آية .97
على الإنسان أن يعيش في وطنه مكرما معززا في ظل القوانين والنظم في البلاد ولا يرضى لنفسه الذل والاستضعاف وعلى أولياء الأمر أن يراعوا كرامة المواطن وحفظ حقوقه وتوفير السبل القانونية والوسائل اللازمة لذلك مما يؤدي إلى ارتباط أوثق للمواطن ببلاده وترابه ويعمق احساسه بالانتماء والولاء للوطن مقابل احترام الآخرين له.

ومن لم يستطع أن يعيش بكرامة وعزة في بلاده فهو مخير إما العيش في وطن بذلة ومهانة أو الهجرة طلبا للحرية والكرامة وهذا ما نصت عليه الآية الكريمة في سورة النساء.

ثانيا: الامن.

في الحديث الشريف عن الرسول عليه السلام والصلاة: «لا خير في الوطن إلا مع الأمن والسرور» «بحار الأنوار» للمجلسي.

لابد أن يشعر الإنسان بالأمن والأمان في بلاده وهذا سوف ينعكس على حالته النفسية لأن عدم الأمن سيحرمه من نعمة الاستقرار ونظرة على التاريخ الإسلامي نرى بوضوح كيف هاجر المسلمون الأوائل إلى كل من الحبشة والمدينة المنورة لأنهم افتقدوا الأمن والأمان في مكة المكرمة.
وهذا ما نراه اليوم كذلك بوضوح للأسف الشديد في معظم بلداننا الإسلامية، فكم هائل من أبناء الإسلام مشردين ومهاجرين إلى دول العالم طالبين اللجوء حيث الأمن والاستقرار عكس دولنا - للأسف الشديد - وهذا ما أكدته إحصائيات الأمم المتحدة للاجئين حيث أعلنت أن 60% من اللاجئين هم من المسلمين وهو ما يقارب 18 مليون لاجىء في العالم. «جريدة الحياة اللندنية».

ويقول تعالى في سورة الأنعام / 18: «الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون».
إن استتباب الأمن في المجتمع قضية لا يجب التنازل عنها مطلقا وهي تعتبر في مقدمة أولويات الشعب والحكومة على السواء خصوصا ونحن نعيش في فترة إفرازات الكارثة التي حلت بالكويت حيث إن الطغمة الحاكمة في بغداد ما زالت تهدد أمن واستقرار المنطقة.

إن علاقة الأمن بالتنمية علاقة طردية جدلية، فلا تنمية حقيقية مع تزعزع الأمن في المجتمع، في حين أن حالة الأمن والطمأنينة والاستقرار تدفع بالمجتمع إلى مزاولة جميع أنشطته وفعالياته بصورة طبيعية وبروح المثابرة.

ثالثا: العمل المناسب

يقول الإمام زين العابدين عليه السلام: «من سعادة المرء أن يكون متجره في بلاده». بحار الأنوار للمجلسي.
لا شك أن للإنسان متطلبات واحتياجات ضرورية له ولعائلته.

على الدولة أن توفر فرص العمل المناسبة وتهيىء الأجواء الوظيفية للمواطن حتى ينخرط في مثل هذه الأعمال ليؤمن قوته واحتياجاته، وبالتالي لا يضطر إلى الهجرة بسبب الفقر والحاجة.
ويقول الإمام علي عليه السلام: «المقل غريب في بلده» -نهج البلاغة، قصار الحكم، رقم .3
وكذلك يقول عليه السلام: «الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة».

وأخيرا ربما نستطيع القول حتى تكون الدولة مراعية لمبدأ المواطنة لابد من توافر مجموعة من الشروط، منها:
أ) إحساس المواطن بعدم وجود مظاهر حكم الفرد المطلق أو الأقلية على الأكثرية.

ب) اعتبار جميع السكان الذين يتمتعون بجنسية الدولة مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات دون تمييز بينهم بسبب الدين أو المذهب أو الجنس وهذا ما ينص عليه دستور وقوانين الدولة.
ج) اتاحة الفرص للجميع بالعدالة وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص في تولي المناصب العامة وحق جميع المواطنين في المشاركة السياسية.

د) لابد من وجود ضمانات قانونية وقضائية عادلة يلتجىء إليها المواطن في حالة التعدي على حقوق المواطنة من قبل الآخرين.


المصادر:
1- الوطن والمواطنة، الشيخ حسن الصفار.


2- مفهوم المواطنة في الدول الديمقراطية، الدكتور علي خليفة الكواري.


3- الإسلام عقيدة وشريعة، الإمام محمود شلتوت.


4- المستقبل، العربي، العدد 168، مفهوم الديمقراطية المعاصرة.


5- المستقبل العربي، العدد 173، المبادىء العامة المشتركة للدستور الديمقراطي.


6- مقالات، توفيق السيف.



الوطن الكويتية 2/5/2002


:nice::nice::nice:

um abdulla
24-05-2008, 12:01 AM
وأخيرا ربما نستطيع القول حتى تكون الدولة مراعية لمبدأ المواطنة لابد من توافر مجموعة من الشروط، منها:
أ) إحساس المواطن بعدم وجود مظاهر حكم الفرد المطلق أو الأقلية على الأكثرية.

ب) اعتبار جميع السكان الذين يتمتعون بجنسية الدولة مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات دون تمييز بينهم بسبب الدين أو المذهب أو الجنس وهذا ما ينص عليه دستور وقوانين الدولة.
ج) اتاحة الفرص للجميع بالعدالة وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص في تولي المناصب العامة وحق جميع المواطنين في المشاركة السياسية.

د) لابد من وجود ضمانات قانونية وقضائية عادلة يلتجىء إليها المواطن في حالة التعدي على حقوق المواطنة من قبل الآخرين.

ما ازين هذا الكلام واعقله
بلا شرط الدم ولا سالفة التقادم ولا مبدأ مسقط الرأس
مش هيك ؟
:nice:

al-fahad
24-05-2008, 06:21 PM
الاستاذ :صالح عاشور

عضو مجلس الامة الكويتي

مفهوم المواطنة عبر التاريخ يعني إقرار المساواة بين المواطنين وقبول حق المشاركة الحرة للأفراد المتساوين، وهذا المفهوم سعى الإنسان من أجله ابتداء من عصر الإغريق في ممارسة الديمقراطية ولأثينا إلى اليوم من أجل إرساء دعائم العدل والمساواة والحرية.
وناضل المواطنون منذ العصور القديمة لتثبيت هذا المفهوم على شكل حركات اجتماعية منذ قيام الحكومات الزراعية في وادي الرافدين مرورا بحضارة سومر وآشور وبابل وحضارات الصين والهند وفارس وحضارات الفينيقيين والكنعانيين والإغريق والرومان.

وكان أحد أسباب تشكيل «حلف الفضول» هو التدخل لنصرة المظلوم سواء أكان من أهل مكة أو زائريها وقد شهد رسول الإسلام في صباه قيام هذا الحلف وقال عنه: «لو دعيت به في الإسلام لأجبت».
وهذا ما أكده الإسلام في قوله تعالى: «إن الله يأمر بالعدل والإحسان».

وأمر الله بالعدل أمرا عاما دون تخصيص بنوع دون نوع ولا طائفة دون طائفة وإن العدل نظام الله وشرعه والناس عباده وخلقه يستوي أبيضهم وأسودهم وأنثاهم وذكرهم مسلمهم وغير مسلمهم أمام عدله ومحكمته كما يقول الإمام محمود شلتوت في كتابه «الإسلام عقيدة وشريعة».

ومن المفاهيم العصرية للمواطنة وحقوق الإنسان أن يكون الشعب مصدر السلطات.
وقد أقر مبدأ المواطنة في الحياة السياسية بقيام الثورة الفرنسية ثم الأمريكية باعتباره أحد الركائز الأساسية للعملية الديمقراطية.

مفهوم المواطنة:

تعرف دائرة المعارف البريطانية المواطنة أنها: «المواطنة بأنها علاقة بين فرد ودولة يحددها قانون تلك الدولة وبما تتضمنه تلك العلاقة من واجبات وحقوق في تلك الدولة».

وتجمع الموسوعة الأمريكية بين مصطلح المواطنة ومصطلح الجنسية دون تميز.
ويقول الدكتور علي الكواري - الوزير القطري - إن هذا الوضع ليس نفسه في الدول غير الديمقراطية حيث تكون الجنسية مجرد «تابعية» لا تتوافر لمن يحملها بالضرورة حقوق المواطنة السياسية هذا إن توافرت هذه الحقوق أصلا لأحد غير الحكام وربما للحاكم الفرد المطلق وحده.


يقول الإمام علي عليه السلام:

"عمرت البلدان بحب الأوطان"


"ومن كرم المرء حنينه إلى أوطانه"


لا شك أن الإنسان يحمل مجموعة من الغرائز وهذه الغرائز يجب أن تهذب في الإطار الإسلامي بحيث لا يتجاوز حدوده الشرعية ومن هذه الغرائز غريزة حب الوطن الذي ولد فيه وعاش فيه ويحمل عنه مجموعة من الذكريات.

وكما يقول الشاعر:


بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام


فما هذه العلاقة بين هذا المواطن والوطن وحدودها؟


مقومات كل دولة ثلاثة أشياء هي: الأرض، الشعب، السلطة.


ولذلك هناك علاقة متينة بين هذه العناصر الثلاثة من أجل المصلحة العامة.


فالوطن هو البقعة الجغرافية التي يعيش عليها الإنسان غالبا بحدودها السياسية ذات السيادة وتتبع الوطن بالإضافة إلى الأرض الهواء أو المجال الجوي لتلك الدولة وكذلك المياه الإقليمية التابعة لها.
أما الشعب فهم مجموعة السكان الذين يعيشون على هذه البقعة على وجه الاستقرار والدوام، ولا يشترط عدد معين لهؤلاء السكان حتى تقوم الدولة، فالصين الشعبية دولة ونيرو (Nauru) التي لا يتعدى سكانها الـ 10.000 نسمة دولة أيضا.


والواقع أن الفارق الوحيد بين هاتين الدولتين يتمثل في مدى قوة الدولة.


وفي المقابل لديهم مجموعة من الواجبات يلتزمون بها ولهم حق التمتع بمجموعة من الحقوق، وهذه العلاقة تنظمها مجموعة من القوانين التي وضعت للمصلحة العامة.


وورد في كتاب «سفينة البحار» للقمي. «إن حب الوطن من الإيمان».

أما السلطة السياسية فهي شرط أساسي لأي دولة ومن خلالها تباشر وظائف وسلطات الدولة وتعبر عن إرادته، ولابد من توافر فئتين: فئة محكومة وفئة حاكمة.

وهذه السلطة تستمد وجودها من رضاء المحكومين وقبولهم لها حتى تتوافر شرعية السلطة ومن ثم تجنب عدم الاستقرار في الدولة.

وتحتكر السلطة استعمال القوة، إذ انها السلطة الوحيدة التي يحق لها استعمال القوة قانونا، ومن ثم فهي تجمع بين الرضاء والإكراه، الشرعية والقوة، قبولها والخوف منها.

ولذلك شرع في الإسلام الدفاع عن الوطن والعيش فيه بقوله تعالى: «وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا» البقرة: .246

وروى أنه خرج رسول الله (ص) من مكة مهاجرا إلى المدينة، التفت اليها وظن أنه لا يعود إليها ولايراها بعد ذلك فأدركته رقة وبكى فأتاه جبرائيل وتلا عليه الآية: «إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد». القصص: .85

وقابل جبرائيل عليه السلام لخاتم الأنبياء والرسل أتشتاق إلى مكة؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: نعم.


واجبات المواطن

أولا: على الإنسان المسلم والمواطن الصالح إعلاء كلمة الله في بلده وهذه أولى واجباته من أجل نشر الخير والفضيلة والأخلاق. ومن خلال الدين ننعم بالاستقرار ونتمتع بالأخوة الإسلامية واحترام الآخر ونقدر الاخرين، فالإسلام دين السلام والمحبة والأخلاق وفي الحديث الشريف: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
وفي الآية الكريمة: «وإنك لعلى خلق عظيم».

ثانيا: الدفاع عن الوطن وترابه ضد المعتدين بكل ما يملك من قوة وبأس وأي تخاذل وتكاسل في هذا الجانب سوف يكون مصيره التشرد والشقاق والتنقل من بلد إلى آخر من أجل الاستقرار وكسب لقمة العيش، ويقول علي عليه السلام: «فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا» نهج البلاغة، الخطبة: .27ثالثا: التعاون والمشاركة والعيش مع الآخرين من أقرانه المواطنين في هذا البلد، فالوطن للجميع والخير والشر يعم الجميع أيضا. وبالتالي بناء علاقة متينة بين أفراد الوطن الواحد وان اختلفوا في العقيدة أو تباينوا بالرأي والمذهب.

فرسول الله (ص) وضع صيغة للتعاون بين المسلمين فيما بينهم وعلاقتهم مع اليهود عند قدومه المدينة من خلال «صحيفة المدينة».

وقد حث الإسلام كثيرا على الجار وحسن الجوار حتى خشي المسلمون انه سيورثه.
ومن خلال هذا التعاون على الجميع أن يعملوا من أجل رفعة شأن البلاد ونموها في كل مجالات الحياة وبالتالي تقدم البلاد في الوجه الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والرياضية وإن ثمرات هذا التقدم سوف تعود على الكل بالخير والرفاه.

رابعا: احترام الدستور وقوانين البلد وخصوصا إذا كان مستمدا من الشريعة الإسلامية ورأي أئمة المسلمين والذي ينظم شأن وأمور الناس بالسواسية والعدل والقسط، لا يفرق بين كبيرهم وصغيرهم، أبيضهم وأسودهم.
حقوق المواطن

أولا: العيش بكرامة واحترام وتقدير.

يقول تعالى: «إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا». النساء: آية .97
على الإنسان أن يعيش في وطنه مكرما معززا في ظل القوانين والنظم في البلاد ولا يرضى لنفسه الذل والاستضعاف وعلى أولياء الأمر أن يراعوا كرامة المواطن وحفظ حقوقه وتوفير السبل القانونية والوسائل اللازمة لذلك مما يؤدي إلى ارتباط أوثق للمواطن ببلاده وترابه ويعمق احساسه بالانتماء والولاء للوطن مقابل احترام الآخرين له.

ومن لم يستطع أن يعيش بكرامة وعزة في بلاده فهو مخير إما العيش في وطن بذلة ومهانة أو الهجرة طلبا للحرية والكرامة وهذا ما نصت عليه الآية الكريمة في سورة النساء.

ثانيا: الامن.

في الحديث الشريف عن الرسول عليه السلام والصلاة: «لا خير في الوطن إلا مع الأمن والسرور» «بحار الأنوار» للمجلسي.

لابد أن يشعر الإنسان بالأمن والأمان في بلاده وهذا سوف ينعكس على حالته النفسية لأن عدم الأمن سيحرمه من نعمة الاستقرار ونظرة على التاريخ الإسلامي نرى بوضوح كيف هاجر المسلمون الأوائل إلى كل من الحبشة والمدينة المنورة لأنهم افتقدوا الأمن والأمان في مكة المكرمة.وهذا ما نراه اليوم كذلك بوضوح للأسف الشديد في معظم بلداننا الإسلامية، فكم هائل من أبناء الإسلام مشردين ومهاجرين إلى دول العالم طالبين اللجوء حيث الأمن والاستقرار عكس دولنا - للأسف الشديد - وهذا ما أكدته إحصائيات الأمم المتحدة للاجئين حيث أعلنت أن 60% من اللاجئين هم من المسلمين وهو ما يقارب 18 مليون لاجىء في العالم. «جريدة الحياة اللندنية».

ويقول تعالى في سورة الأنعام / 18: «الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون».
إن استتباب الأمن في المجتمع قضية لا يجب التنازل عنها مطلقا وهي تعتبر في مقدمة أولويات الشعب والحكومة على السواء خصوصا ونحن نعيش في فترة إفرازات الكارثة التي حلت بالكويت حيث إن الطغمة الحاكمة في بغداد ما زالت تهدد أمن واستقرار المنطقة.

إن علاقة الأمن بالتنمية علاقة طردية جدلية، فلا تنمية حقيقية مع تزعزع الأمن في المجتمع، في حين أن حالة الأمن والطمأنينة والاستقرار تدفع بالمجتمع إلى مزاولة جميع أنشطته وفعالياته بصورة طبيعية وبروح المثابرة.

ثالثا: العمل المناسب

يقول الإمام زين العابدين عليه السلام: «من سعادة المرء أن يكون متجره في بلاده». بحار الأنوار للمجلسي.
لا شك أن للإنسان متطلبات واحتياجات ضرورية له ولعائلته.

على الدولة أن توفر فرص العمل المناسبة وتهيىء الأجواء الوظيفية للمواطن حتى ينخرط في مثل هذه الأعمال ليؤمن قوته واحتياجاته، وبالتالي لا يضطر إلى الهجرة بسبب الفقر والحاجة.
ويقول الإمام علي عليه السلام: «المقل غريب في بلده» -نهج البلاغة، قصار الحكم، رقم .3
وكذلك يقول عليه السلام: «الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة».

وأخيرا ربما نستطيع القول حتى تكون الدولة مراعية لمبدأ المواطنة لابد من توافر مجموعة من الشروط، منها:
أ) إحساس المواطن بعدم وجود مظاهر حكم الفرد المطلق أو الأقلية على الأكثرية.

ب) اعتبار جميع السكان الذين يتمتعون بجنسية الدولة مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات دون تمييز بينهم بسبب الدين أو المذهب أو الجنس وهذا ما ينص عليه دستور وقوانين الدولة.
ج) اتاحة الفرص للجميع بالعدالة وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص في تولي المناصب العامة وحق جميع المواطنين في المشاركة السياسية.

د) لابد من وجود ضمانات قانونية وقضائية عادلة يلتجىء إليها المواطن في حالة التعدي على حقوق المواطنة من قبل الآخرين.


المصادر:
1- الوطن والمواطنة، الشيخ حسن الصفار.


2- مفهوم المواطنة في الدول الديمقراطية، الدكتور علي خليفة الكواري.


3- الإسلام عقيدة وشريعة، الإمام محمود شلتوت.


4- المستقبل، العربي، العدد 168، مفهوم الديمقراطية المعاصرة.


5- المستقبل العربي، العدد 173، المبادىء العامة المشتركة للدستور الديمقراطي.


6- مقالات، توفيق السيف.



الوطن الكويتية 2/5/2002

al-fahad
24-05-2008, 06:27 PM
وأخيرا ربما نستطيع القول حتى تكون الدولة مراعية لمبدأ المواطنة لابد من توافر مجموعة من الشروط، منها:
أ) إحساس المواطن بعدم وجود مظاهر حكم الفرد المطلق أو الأقلية على الأكثرية.

ب) اعتبار جميع السكان الذين يتمتعون بجنسية الدولة مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات دون تمييز بينهم بسبب الدين أو المذهب أو الجنس وهذا ما ينص عليه دستور وقوانين الدولة.
ج) اتاحة الفرص للجميع بالعدالة وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص في تولي المناصب العامة وحق جميع المواطنين في المشاركة السياسية.

د) لابد من وجود ضمانات قانونية وقضائية عادلة يلتجىء إليها المواطن في حالة التعدي على حقوق المواطنة من قبل الآخرين.

ما ازين هذا الكلام واعقله
بلا شرط الدم ولا سالفة التقادم ولا مبدأ مسقط الرأس
مش هيك ؟
:nice:

شكرا أم عبدالله على المرور والله اثلجتي صدري لأن فيما يبدو ان الموضوع لم يقرأه الكثير
فلذلك
قلت أعدل من الخط والون فيه شوي يمكن ألقى من يقراه


فعلا أم عبدالله اتمنى ان ينتبه العقلاء بأن الهدف النبيل من بناء الدوله تكريس مبدأ المواطنة الديموقراطي لا تكسير مبدا المواطنة الديموغرافي

ولك كل التحية

عديـل الـروح
25-05-2008, 07:34 AM
good good good