المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللون الأخضر يفرد جناحيه على تعاملات الأسهم القطرية



الوعب
24-05-2008, 02:01 AM
24/05/2008 الدوحة – القبس:
حقق مؤشر الأسهم القطرية قفزة كبيرة في تعاملاته الأسبوعية مدعومة بأجواء تفاؤل هيمنت على مقصورة تداولات بورصة الدوحة منذ نحو أسبوع عندما تجاوز المؤشر نطاق الـ 12 الف نقطة لأول مرة منذ أكثر من عامين ونصف العام.
وأظهر سوق الدوحة للأوراق المالية الأسبوع الفائت عدداً من العوامل والوقائع التي أتت متوافقة مع تطلعات وطموحات معظم المستثمرين ومطالبهم ابتداء من الارتفاع الذي جاء بعد فترة طويلة من الهبوط المستمر، والنقلة النوعية المفاجئة التي أوصلت مؤشر الأسعار الى مستويات مرتفعة كانت شبه مستحيلة مقارنة مع الواقع السابق، مرورا بالارتداد المعقول وانتهاء بحالة من الاستقرار بدا المتعاملون أحوج ما يكونون لها في الفترة الحالية أكثر من أي شيء آخر.
ويعتقد مستثمر قطري أن أداء بورصة الدوحة بوجه عام متميز جدا خلال هذه الأيام، مؤكداً أن سوق الأسهم القطري من أفضل الأسواق بالمنطقة وأن أرباح الشركات قوية نظراً لقوة الاقتصاد القطري ومكانته بين اقتصاديات المنطقة، مشيداً بالاستثمار في بورصة الدوحة، حيث لا تعطي أي جهة استثمارية عائداً مجزياً مثل الأسهم.

انتعاش السوق
وانتعش سوق الأسهم القطري بالرغم من فتوى القرضاوي التي حرم فيها التعامل مع أسهم العديد من شركات البنوك والتأمين المدرجة في بورصة الدوحة.
وفي الوقت الذي أصابت فيه الأرقام التي أظهرتها شاشات التداول الالكترونية في بورصة الدوحة المستثمرين بالذهول من خلال عدم تصديقهم لحجم السيولة التي دخلت اليه بدأت العديد من التساؤلات تطفو على السطح حول أسباب هذا التحسن الكبير الذي امتاز بالشمولية واتساع مظلة التغطية له لتشمل معظم الأسهم التي بلغ بعضها الحد الأعلى المسموح به.
ورأى وسطاء ماليون بأن ما يشهده سوق الأسهم القطري من انتعاش كبير على أسعار الأسهم له ما يبرره لجهة انتفاء عوامل التثبيط وانعدامها تقريبا لصالح بروز العديد من العوامل الايجابية الدافعة لاتجاهات أكثر علوا، قائلين بأن ما يمر به السوق عائد الى قوة الاقتصاد القطري وقوة الشركات المساهمة عندما اعلنت نتائجها المالية للربع الأول التي أظهرت في معظمها أرباحا فاقت التوقعات تستوجب انعكاسا على اسعار أسهمها بشكل أو بآخر وهو ما بدأ يتحقق تدريجيا.
وأوضح عدد من المستثمرين أن المتابع لبيانات سوق الدوحة المالي والمتعلقة بنسب تداولات المواطنين والأجانب، يجد أن هناك زيادة واضحة على تعاملات الاجانب وهو ما يؤكد ثقة المستثمرين الاجانب بالبورصة القطرية، حيث ان دخولهم للسوق عبر مؤسسات متخصصة جاء عقب دراسة متعمقة لواقع الاقتصاد القطري وواقع السوق المالي الذي وصلت فيه الأسهم لدرجة من الاغراء أصبحت قادرة على اجتذاب المستثمرين من خارج قطر.

تجاوز الهبوط
وقال محلل مالي ان القفزة الكبيرة في تداولات بورصة الدوحة تحققت بسبب عودة المتعاملين وكبار المستثمرين بقوة الى السوق بعد أن أيقنوا أن السوق قد تجاوز مرحلة الهبوط الكبير الذي استمر فترة طويلة.
وأضاف المحلل المالي يقول ان نتائج الشركات القطرية في الربع الأول كانت متميزة جدا، لذلك وجد كبار المستثمرين ومديرو الصناديق أن الفرصة مواتية لتحقيق أرباح جيدة في سوق الأسهم، وقد استقطب اللون الأخضر المتكرر مزيداً من الاهتمام من جانب صغار المستثمرين الذين بدأوا يعودون للسوق بعدما كانوا خرجوا منه في فترات سابقة.
وتابع قوله ان تجاوز سوق الدوحة المالي عتبة 12 الف نقطة، يشكل دليلا على أن السوق عائد بقوة في الأسابيع المقبلة طالما أن وضع الاقتصاد القطري على درجة عالية من القوة والمتانة.

الأسباب السياسية
وأوضح أن أسبابا سياسية عديدة ساهمت في توفير الأجواء المواتية لانطلاقة بورصة الدوحة الجديدة، فالاتفاق بين اللبنانيين وبدء مفاوضات سورية واسرائيلية والأنباء عن مفاوضات أميركية ايرانية بشأن الملف النووي، كل هذه الأمور وفت البيئة المناسبة للقفزة التي حققتها الأسهم القطرية، وأسهمت هذه العوامل بالتالي في اشعال تعاملات سوق الأسهم القطري بشكل قوي بحيث ان من يطالع أسهم الشركات سيجد أنها كانت خضراء جميعها تقريباً، وليس الشركات القيادية فقط، بحيث لم يعد الارتفاع مقتصراً على الشركات القوية ذات العائد المرتفع.

كثافة المضاربات
دفعت طبيعة التعاملات في بورصة الدوحة بعض المراقبين والمحللين للقول ان ارتفاع أحجام التداول عائد الى كثافة المضاربات بالدرجة الأولى، مؤكدين ان ذلك لا يعني انتفاء وجود بعض عمليات الشراء الانتقائية والاستراتيجية من قبل المحافظ المحلية والمؤسسات وبعض مؤسسات الاستثمار الاجنبية، مؤكدين أن نشاط تلك المؤسسات كان واضحا في بداية طفرة الارتفاع، مستبعدين أنها ما زالت تعمل بالوتيرة نفسها.
وعبر العديد من المستثمرين عن أملهم في أن يبدي سوق الدوحة المالي حالة من الهدوء والاستقرار عقب كل انطلاقة قوية وموسعة تفضي الى تشكيل قواعد جديدة ومراكز انطلاق مستقبلية للمتعاملين.
ووفرت التغيرات الكبيرة خلال الأسبوع الفائت فرصة قوية أمام المضاربين الذين لم يفوتوا الفرصة للاستفادة من التحسن الكبير على الأسعار وممارسة نشاطهم المعتاد ذلك الذي خفت بريقه في أيام التراجع والانحدار، وقال بعضهم ان طفرة الارتفاع ألقت بظلال ايجابية على نفسيات المتعاملين وشجعتهم على ولوج السوق بشكل أكثر جرأة والتقليل من ملامح التحفظ والتخوف السابقة تلك التي سيطرت على السوق لفترات طويلة.