المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تستوعب 40 ألف عامل وتتبع لمشروع تحويل الغاز إلى سوائل



ابوعلي
24-05-2008, 05:00 AM
تستوعب 40 ألف عامل وتتبع لمشروع تحويل الغاز إلى سوائل ....نائب رئيس الوزراء يفتتح "قرية لؤلؤة قطر" العمالية غدا


مشروع لؤلؤة قطر الأكبر في العالم وينتج 140 ألف برميل من وقود الديزل النظيف يوميا
اكتمال المشروع وبدء الإنتاج بنهاية 2010 بتكاليف تزيد على 14 مليار دولار
توقعات عالمية بأن تحقق صناعة تحويل الغاز إلى سوائل مستقبلا باهرا بسبب الطلب المتزايد



يفتتح سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرالطاقة والصناعة يوم غد الاحد "قرية لؤلؤة قطر" العمالية التي تستوعب ما بين 35 الفا و40 الف عامل التابعة لاكبر مشروع في العالم وهو مشروع "لؤلؤة قطر" الخاص بتحويل الغاز الطبيعي الى سوائل يجري تنفيذه بالمشاركة بين قطر للبترول وشركة شل الملكية الهولندية العالمية.

ويعتبر مشروع "لؤلؤة قطر" الخاص بتحويل الغاز الطبيعي الى سوائل اكبر مصنع من نوعه على مستوى العالم من حيث استخراج كميات الغاز الطبيعي وتصنيعها لانتاج وقود الديزل النظيف والنفتا والزيوت الاساسية وغيرها من المنتجات البترولية من خلال صناعة جديدة ناهضة تعتمد على تقنيات كيميائية متطورة كخطوة متقدمة تجعل من الغاز الطبيعي رافدا مهما للمساهمة في تقديم الوقود النظيف للسيارات والحافلات جنبا الى جنب مع منتجات النفط الخام من البنزين وغيره في الاسواق العالمية.

وتتلخص فكرة هذا المشروع العملاق باستخراج حوالي 6ر1 مليار قدم مكعبة يوميا من الغاز الطبيعي من حقل غاز الشمال القطري ونقله بواسطة انبوب عبر البحر الى مدينة راس لفان الصناعية وتصنيعه هناك لانتاج حوالي 140 الف برميل يوميا من وقود الديزل النظيف الذي يمثل ثلثي هذه الكمية والباقي نفتا ومنتجات بترولية اخرى مثل الزيوت الاساسية وغيرها، بالاضافة الى انتاج ما يزيد على 70 الف برميل يوميا من المكثفات المصاحبة للغاز المستخرج من الحقل.

ويتكون مشروع "لؤلؤة قطر" العملاق من مرافق متعددة أهمها منطقة حفر الآبار البحرية ومرافق متعددة في موقع المصنع الضخم الجاري تشييده في مدينة راس لفان الصناعية حيث يعمل في هذا المشروع عشرات الآلاف من المهندسين والفنيين والعمال والمتوقع الانتهاء من إنجازه وبدء الإنتاج مع نهاية عام 2010 وبداية عام 2011 وبتكاليف مالية يتوقع ان يزيد اجماليها لكافة مرافق المشروع على 14 مليار دولار امريكي.

ويعتبر مشروع "لؤلؤة قطر" العملاق المشروع الثاني بعد المشروع الاول اوريكس قطر الذي نفذته شركة ساسول من جنوب افريقيا لانتاج 34 الف برميل يوميا من الديزل النظيف والنفتا وغيرهما من المنتجات البترولية من خلال استهلاك حوالي 300 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز الطبيعي لهذا الغرض.

ويأتي الاهتمام بصناعة تحويل الغاز الطبيعي الى سوائل كخطوة متطورة للوقود النظيف ولجعله اكثر سهولة في عمليات النقل والتوزيع بطريقة مشابهة لعمليات توزيع منتجات وقود النفط من البنزين والديزل العادي والزيوت وغيرها علما ان وقود الديزل المنتج من الغاز يعتبر افضل وقود للسيارات الراقية والحافلات على مستوى العالم.

وتتوقع الاوساط البترولية أن تحقق صناعة تحويل الغاز الى سوائل مستقبلا باهرا نظرا لتطور عدد من العوامل في مجال هذه الصناعة ابرزها الطلب المتزايد على وقود الديزل النظيف المنتج من الغاز الطبيعي بصفة خاصة وعلى الطاقة البترولية بصفة عامة.

وترى هذه الاوساط أن اول تحد لمواجهة استمرار ارتفاع حدة الطلب على النفط واستمرار الارتفاعات الحادة لاسعاره يأتي من خلال تطوير عاجل لعدد من البدائل تأتي في المقدمة صناعة تحويل الغازالى سوائل مما يتوقع في المستقبل ان يحظى وقود الديزل المنتج من الغاز الطبيعي بأسعار عالية تفوق أسعار البنزين المنتج من النفط الخام نظرا لجودته وتميزه وخلوه من الملوثات.

ويعتبر الغاز الطبيعي أنظف الطاقة الهيدروكربونية واكثرها احتياطيا في العالم وتوجد هذه الاحتياطيات تحت سطح الارض في الطبقات الرسوبية بكميات هائلة استنادا الى دراسات علمية نشرت عام 2004 غير ان عمليات نقله الى المستهلك كغاز طبيعي ظلت وما تزال تشكل صعوبة حتى جاءت صناعة تحويل الغاز الى سوائل التي سهلت نقله وجعله لا يختلف كثيرا عن نقل المنتجات النفطية السائلة.

ويذكر ان عملية نقل الغاز الى المستهلك ظلت لزمن طويل مقتصرة على توصيله عن طريق الانابيب الى الدول القريبة والمجاورة للدولة المصدرة للغاز مما قلل من أهمية طاقة الغاز ثم تطورت صناعة الغاز الى تسييله من خلال تبريده الى ناقص 160 درجة مئوية تحت الصفر للمادة الاساسية من الغاز وهي الميثان ونقله الى المستهلك في البلدان البعيدة بواسطة سفن عملاقة وذات مواصفات علمية فائقة تحفظ درجة الحرارة المشار اليها دون تغيير كما هو الحال في مشروعي قطر غاز وراس غاز اللذين يصدر إنتاجهما من الغاز المسال الى اليابان وكوريا والهند وبلدان غربية عديدة وبكميات كبيرة سوف تصل بعد حوالي ثلاث سنوات الى 77 مليون طن سنويا.

ومع تطور الصناعات البترولية جاءت الصناعة الاهم وهي صناعة تحويل الغاز الطبيعي الى سوائل التي تعتمد على التحويل الكميائي والمسماة جي تي أل التي تتم من خلال عمليات كيميائية معقدة بدأ العمل بتطبيقها خلال السنوات الاخيرة على نطاق عالمي ضيق وبتكاليف مالية عالية نظرا لحداثة هذه الصناعة المتنامية وذات المنتجات عالية الجودة من الوقود النظيف.

وظل التردد في الماضي هو السائد حول الانطلاق في صناعة تحويل الغاز الى سوائل حتى السنوات القليلة الماضية عندما انطلق مشروع "لؤلؤة قطر" العملاق بين قطر للبترول وشركة شل الملكية العالمية والمقرر ان ينتهي العمل من تشييده مع نهاية العقد الجاري لانتاج أفضل وانظف منتجات الطاقة البترولية على الاطلاق.

وكان مشروع تحويل الغازالى سوائل الخاص بمشروع "لؤلؤة قطر" قد انطلق في 27 يوليوعام 2006 لتطوير مصادر الغاز البحرية في حقل الشمال القطري ونقل ومعالجة الغاز لاستخلاص السوائل مثل المكثفات والكبريت وغيرهما وتحويل كميات الغاز المتبقية الى منتجات هيدروكربونية من خلال انشاء أضخم مجمع متكامل في مدينة راس لفان الصناعية.

ومع ازدياد الطلب على الطاقة البترولية بمختلف منتجاتها وخاصة في المستقبل القريب تشهد صناعة تحويل الغاز الى سوائل تطورا متسارعا ملحوظا مما سوف يضع المشروع القطري العملاق "لؤلؤة قطر" في المقدمة على مستوى العالم ويتوقع ان يشجع نجاح هذا المشروع على إقامة المزيد من هذه المشاريع على مستوى العالمي وخاصة مع استمرار التطور التكنولوجي في هذه الصناعة وبالتالي انخفاض تكاليفها المالية.

وترى أوساط صناعة البترول العالمية في مشروع صناعة تحويل الغاز الى سوائل العديد من المزايا الايجابية ابرزها ان هذه الصناعة لا تحتاج الى وحدات تبريد ضخمة باهظة التكاليف وانه بالامكان استقبال لقيم من الغاز الطبيعي يحتوي على نسبة عالية من غاز ثاني اكسيد الكربون والاهم من كل ذلك انه تنتظر هذه الصناعة جدوى اقتصادية عندما تتوافر لها امكانية استغلال الهيدروجين الفائض من خلال المزيد من الابتكارات العلمية المنتظرة في هذا المجال.

وتؤكد احدث الدراسات العلمية البترولية ان نسبة السيارات التي تستخدم الديزل النظيف الجديد المنتج من الغاز الطبيعي في الاسواق الأوروبية مناسب جدا لتعظيم كمية انتاج المشتقات الوسيطة اضافة الى الخصائص التي تميز هذا النوع من الديزل مثل خلوه التام من الملوثات مما يجعل تحويل الغاز الى سوائل أفضل الحلول لتلبية الحاجة الكبيرة لسوق الوقود الناتجة عن النمو الهائل في عدد السيارات التي باتت تسير بالديزل الجديد عالي الجودة.

ومن العوامل المهمة الجديدة التي تعتبر ايجابية لصالح الديزل الجديد في اسواق الطاقة العالمية وتزيد من جدواه الاقتصادية الاستمرار المتواصل لارتفاعات اسعار النفط منذ عام 2004 والى مستقبل غير معروف المدى مما سوف يؤدى الى التحرك السريع نحو تطوير صناعة تحويل الغاز الطبيعي الى سوائل على أمل ان الغاز الطبيعي سيكون المصدر البديل لانواع الوقود الهيدروجيني مما يرجح تفوق قطري عالمي في صناعة تحويل الغاز الى سوائل مثلما تفوقت قطر واخذت الريادة العالمية في صناعة تسييل الغاز التي تصدر الآن ما يزيد على 31 مليون طن سنويا سوف تقفز هذه الكمية بعد عدة سنوات الى حوالي 77 مليون طن سنويا.

ومن العوامل المشجعة حول الاتجاه نحو صناعة تحويل الغاز الى سوائل المؤشرات الجديدة المتعلقة بانخفاض التكلفة المالية لهذه الصناعة التي ابتكرها العالمان الالمانيان منذ حوالي ثمانية عقود وهما فيشر وتروبش بشكل ملحوظ نتيجة استمرار التطوير والابتكارات التكنولوجية والتقنيات الهندسية المتطورة والمأمول المزيد من التطوير لهذه الصناعة الوليدة في مجال الطاقة البترولية.

وتشير الارقام المتعلقة بصناعة تحويل الغاز الى سوائل الى التطور الايجابي المتلاحق في التكاليف والانتاج منذ البدء في هذه الصناعة وهي أن احد المصانع بدأ الانتاج في عام 1985 لكمية قدرها 5ر14 الف برميل يوميا وكانت تكلفة البرميل المنتج حوالي 102 دولار وفي عام 1993 كان انتاج احد المصانع 27 الف برميل يوميا وكانت تكلفة البرميل 127 دولارا وفي نفس العام كان أحد المصانع ينتج 12 الف برميل يوميا وتكلفة البرميل حوالي 125 دولارا.

وفي عام 2004 كان أحد المصانع ينتج 5ر11 الف برميل يوميا وانخفضت التكلفة الى 52 دولارا للبرميل وفي عام 2005 كان أحد مصانع تحويل الغاز الى سوائل ينتج 34 الف برميل يوميا وانخفضت التلكفة الى حوالي 5،33 دولار للبرميل ومصنع آخر بدأ الانتاج بعد عام 2005 لحوالي 34 الف برميل يوميا وانخفضت التكلفة الى 5ر23 دولار للبرميل.

وتؤكد هذه الارقام التطورالمتواصل في تقنية صناعة تحويل الغاز الى سوائل من خلال الانخفاض المتدرج في تكلفة البرميل مما يبشر بالمزيد من انخفاض تكلفة البرميل مع المزيد من التطور التكنولوجي لهذه الصناعة المتعددة الطرق والمنتظر ان تشهد المزيد من الابتكارات الهندسية خلال المستقبل القريب المتلهف الى المزيد من الاستهلاك للطاقة البترولية بمختلف منتجاتها.

الشرق