المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : امراض الجسد لكن ما هي امراض الروح



امـ حمد
26-05-2008, 03:46 AM
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمْ ..
اللهُّمَّ صلِّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّد وعجّـلْ فَرجهُمْ يَـا كَريمْ ..
السَّـلامُ عليـكُمْ ورحمـةُ اللهِ وبركاتُـه ..

جَميـعاً نَمـرُّ بِأزمَـاتِ الأمَـراضُ الجَسديّـة ،، مُعـديّةً كَـانتْ أَمْ لا ،، بَسيطةً أمْ لا فَكُـلّها تُرهِقُ الجَسد .. سَنتعرّفُ هُنّـا لِكُلاً مّـنْ الأَمراضُ الجَسديّـة والرُّوحيّـة ..

..[ أَمـراضُ الجَسد ]..
هيّ الأمَـراضْ الّتي نَتعرّضُ إِليهـا بِسببِ تَغيّـر الجَـو أو نَتيّجـة فَيروسـاتْ تَعرّضَ لهـا الفرد مّـثلْ،،
1- مَـرضُ الزُّكَامْ ،، الحُنجَـرة ،، الصُّداعْ ،، ..... إِلخْ ،، كُلّهـا أمَراضٍ نُعالجَها بِالذّهـابِ إِلى المُستَشفى لأَخذ العِلاجْ ..
2- لِرُبّمـا بِغيـر شَعُـور نَجرحُ أنَفُسنـا بِالسّكينْ أَثنـاء تَقطيعْ فَاكهة مَـا،، بِسببِ شُـرود الذّهنْ أو الاستِعجـالْ ،، نُعالِجها بِغسـلِ الدّم وتَطهِيـرُ الجُـرحْ خَوفـاً مّـنْ انِتقـال مِيكُرُوباتٍ قَدْ تُؤذي بهِ ..

..[ أَمـراضُ الرُّوح ]..
هيّ تِلْكَ الأَمـراضُ الّتي تُرهِقُ القَلْبْ والعَقـلِ والفِكر .. الّتي لا نَشعِـرُ بِهـا بِسهـولة ،، وإكْتِشـافُها صعبٌ ،، وأمَـراضُ الرُّوح هيّ الذّنُـوبْ [والعياذُ بِالله] .. { أمراضٌ روحيّة قَلبيّـة } ..

تِلْكَ أمَـراضٌ خَطيـرة وكَبيرةٌ عَنْدَ اللهَ .. وآثَـامُها لا تُعدّ ولا تُحصى .. إِذنْ لِنتعرّفُ إِليهـا ..

1- الكذبْ :
هُـو مُخالفةِ القَـولْ لِلوَاقعْ ، ومّـنْ أَبشعُ العِيّـوبْ والجَـرائِمْ ، ومَصدرُ الآثـامْ والشُـرُور ، وداعيّـة الفَضيحـة والسَّقـوطْ ، لِذلكَ حَـرمتّهُ الشَّريعةُ الإِسلاميّـة ..

لِذلكَ لابُدّ لنّـا أن نَعيِّ أثمْ هذهِ العادة {الكَذبْ} .. ونتفكّـر فِي قَولْ اللهُ تَعالى: { ويلٌ لِكُلِّ أفاكٍ أَثيمْ } سُورة الجَاثيّـة [آية7] ..
قَالَ الإِمام عليِّ عليهِ السّلامْ: " إِعتِيـادْ الكَذِبُ يُورثُ الفِقـر "

2-الغيّبـة :
هيّ التّحدثْ عَنْ الآخرينْ وذِكرهُمْ مّما يَكرهُونه سِـواء كانَ لفظاً أو إِشارة أو كِتابةً ..
والغيّبـة تَحرقُ الحسَناتْ وتَنقُلها إِلى الشّخص الّذي أَغتبناهُ ،، فتَجدُّ أنّ صَحيفتُكَ تحوي السّيئاتْ بَعد إِنْ كانت حَسناتْ ..

3- النّمِيمـة :
هيّ نَقـلُ الأَحادِيثْ الّتي يكرهُ النّاس إِفْشاؤها ونَقلها لِشخصٍ أخر، نكاية بِالمحكي عنهُ والوقيعةُ به .. وهيّ أشدّ خُطُورةً مّـنْ الغيّبـة ..
والنّميمـة هيّ مّـنْ أبشعُ الجرائمُ الخُلقيّـةْ ..
قالَ اللهُ تَعالىَ: {ويلٌ لِكُلِّ هَمزةٍ لُمزة} سُورة [آية ]
والنّميمة نتَجمعُ بَيْنَ الغيّبة والنّمْ ،، فَكُلَّ نميمةً غيّبـة ولّيستْ كُلّ غيّبـة نمِيمةْ ..

وليسَ فَقط الكذبْ والغيّبـة والنّميمـة بَلْ كُلّ ذنب هُو مرضُ سيء جَـدّاً ،، وأمَراضُ الرُّوح تُسبب فِي عَدمِ الحصُول على رضا اللهُ سُبحانهُ وتعَالى ،، وهُـو أهمُ شيء يَجبُ أَنْ نَسعى إِليه ونهتمُ به ، لأنّـهُ سبب الحَياةُ السّعيدة ومُفتاح الدّخول لِلجنّـة ..

لِذلكَ لابُدّ أَنْ نَهتمُ ونَسألُ أَنفُسنا بَيْنَ كُلّ فترةً:
هَلْ لديّ مَرضاً روحيّ وقلبيّ ؟
• هَلْ صَديقيّ يَملكُ مَرضاً فِيْ قلبهِ وروحهُ ؟
نُفكّـر حتّى نَكتشفهُ ونَعالجهُ لكيّ تَكُوُّن قُلوبنا سَليمة جَـدّاً ..

الحِكمةُ مّنَ الموضُوع: كَما تَهْتَمُ بِمُعالجةِ مَرضٌ وجرحٌ فِيْ جسدُكْ ،، إِهتمْ بِمُعالجةِ مَرضٌ فِيْ روحكْ وقَلْبُكَ ..

منقول للإفادة

Abdulla Ahmed
26-05-2008, 04:20 AM
ومن هذه الامراض :
الظلم والشرك ،والذنوب والضلال والزيغ، والاحقاد والضغائن، والشك والارتياب، والقسوة والغلظة، والشهوة والعشق ،والغفلة والجهل ،والحسد والبغضاء، والبخل والفجور، والكبر والبغي ...
فعن هذه الامراض وغيرها يقول ابن تيمية رحمه الله " ومرض القلب" ألم يحصل في القلب كالغيظ من عدو استولى عليك، فإن ذلك يؤلم القلب. قال تعالى :< ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم> فشفاؤهم بزوال ما حصل في قلوبهم من ألم...
وكذلك "الشك والجهل" يؤلم القلب ، قال النبي صلى الله عليه وءاله وسلم :< هلا سألوا إذا لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال، والشاك في الشيء، المرتاب فيه يتألم قلبه ، حتى يحصل له العلم واليقين، ويقال للعالم الذي أجاب بما يبين الحق: قد شفاني بالجواب.
والمرض دون الموت ، فالقلب يموت بالجهل المطلق ويمرض بنوع من الجهل ، فله موت ومرض، وحياة وشفاء، وحياته وموته ومرضه وشفاؤه أعظم من حياة البدن وموته ومرضه وشفائه، فلهذا مرض القلب إذا وردت عليه شبهة او شهوة قوت مرضه، وان حصلت له حكمة وموعظة كانت من اسباب صلاحه وشفائه ، قال تعالى :< ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض > لان ذلك اورد شبهة عندهم ، والقاسية قلوبهم ليبسها، فأولئك قلوبهم ضعيفة بالمرض فصار ما القى الشيطان فتنة لهم ، وهؤلاء كانت قلوبهم قاسية عن الايمان ، فصار فتنة لهم، قال تعالى :< لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة > كما قال ايضا:< وليقول الذين في قلوبهم مرض > لم تمت قلوبهم كموت قلوب الكفار والمنافقين ، وليست صحيحة صالحة كصلاح قلوب المؤمنين ، بل فيها مرض شبهة وشهوات، وكذلك < فيطمع الذي في قلبه مرض> وهو مرض الشهوة ، فإن القلب الصحيح لو تعرضت له امرأة لم يلتفت اليها، بخلاف القلب المريض بالشهوة فإنه لضعفه يميل الى ما يعرض له من ذلك بحسب قوة المرض وضعفه، فإذا أخضعن بالقول طمع الذي في قلبه مرض- ص 94 و95 المجلد 10 مجموعة الفتاوى الكبرى لابن تيمية -
ويقول ابن تيمية في موضع آخر : " ومن امراض القلوب الحسد كما قال بعضهم في حده : انه يلحق بسبب العلم بحسن حال الاغنياء ، فلا يجوز ان يكون الفاضل حسودا، لان الفاضل يجري على ما هو جميل، وقد قالت طائفة من الناس انه تمني زوال النعمة عن المحسود وان لم يصر للحاسد مثلها بخلاف الغبطة فانه تمني مثلها بغير حب زوالها عن المغبوط.

والتحقيق ان الحسد هو البغض والكراهة لما يراه من حسن حال المحسود، وهو نوعان: احدهما : كراهة للنعمة عليه مطلقا، فهذا هو الحسد المذموم، وإذا ابغض ذلك فإنه يتألم ويتأذى بوجود ما يبغضه ، فيكون ذلك مرضا في قلبه، ويتلذذ بزوال النعمة عنه، وان لم يحصل له نفع بزوالها، لكن نفعه زوال الالم الذي كان في نفسه، ولكن ذلك الالم لم يزل الا بمباشرة منه، وهو راحة، واشده كالمريض الذي عولج بما يسكن وجعه والمرض باق، فإن بغضه لنعمة الله على عبده مرض ، لان تلك النعمة قد تعود على المحسود واعظم منها، وقد يحصل نظير تلك النعمة لنظير ذلك المحسود.

والحاسد ليس له غرض في شيء معين ، لكن نفسه تكره ما انعم به على النوع ، ولهذا قال من قال ، انه تمني زال النعمة، فان من كره النعمة على غيره تمنى زوالها بقلبه.

كذلك العاشق يضره اتصاله بالمعشوق مشاهدة وملامسة وسماعا، بل ويضره التفكر فيه والتخيل له وهو يشتهي ذلك ، فإن منع من مشتهاه تألم وتعذب ، وان اعطي مشتهاه قوي مرضه، وكان سببا لزيادة الالم – ص 129و190 من نفس المصدر.